أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي معين محسن - الأزمة في الرأس














المزيد.....

الأزمة في الرأس


رامي معين محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


4 مارس 2014

ما من عاقل في مجتمعنا الفلسطيني يقول بأننا قوم غير مأزوم حتى النخاع، ومن كل النواحي وعلى رأسها قيادياً، سياسياً، اجتماعياً، واقتصادياً ... الخ، هذه الأزمات الفادحة بطبيعة الأمر قد ألقت بظلالها على كل مكونات شعبنا المنهك، أولاً بفعل جرائم الإحتلال المستمرة، وبوتيرة متصاعدة تستهدف كل ما هو بطبيعته فلسطيني، وثانياً جراء تداعيات تلك الأزمات على عموم مناحي الحياة اليومية حتى طالت متطلبات المواطنين الأدنى من الدنيا، والتي ربما شغلت بال الكل بكيفية توفير ما يبقيهم أحياء ولو بالقهر، الأمر الذي يتطلب معه بدايةً التدخل العاجل لتغيير المعادلة، لصالح إحترام كينونة الناس كبشر لهم حقوق في ذمة المجتمع ومن يقف على رأسه أي كان شكله .
إن الأزمة التي حلت بنا هي من نوع خاص وفريد أكسبها نكهتها السوداوية القاتمة، إذ هي مستقرة في الرأس تماماً، وما أخطر وجودها في تلك الجهة، فالرأس كما نعلم مركز الحياة، ومستقر العقل، ومبضع التغيير، ومسطر الحلول، والقادر على الإنتصاف، والجهة المتنفذة صاحبة النفوذ والسلطان، الناهية والآمرة، القامعة والمسيطرة، المكلفة والمتنصلة من مسئولياتها وأكثر، .. الخ، وبنفس المعنى يقول المثل الشعبي "إذا الضربة تخطت حدود الرأس فهي سهلة"، وهو ما يدلل بما لا يدع مجالاً للشك على أهمية تعافي وسلامة الرأس من الضربات والعلل، بفعل حساسيته وأهميته، كيف لا وهو الجزء الذي يحتوي على ما يميز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات .
ربما يتسائل القارئ ما هي الفرادة في أزمتنا؟ باختصار إن أزمتنا أفقية وعمودية، قاعدية وفي رأس الهرم، رأس الهرم بدوره يضيق على القاعدة الخناق، ويتنصل من مسئولياته تجاهها، ويعفي نفسه من كامل دوره المفترض بناء على رابط العقد الإجتماعي بيننا، والمظاهر كثيرة تدلل على صدق القول، أعداد المتسولين في إزدياد، البطالة وصلت أعلى مستويات، المرأة تقتل لحرمانها من الميراث وتنسب للشرف كدريعة للإفلات من العقاب، الحريات تتآكل، العمال لهم الله، المصالحة بيفرجها الكريم، الحالة الوطنية رهينة مشاريع خاصة، الاستيطان تغول في القدس والتهويد طال كل أجزائها ويرد بأن للبيت رب يحميه، المتابع لتدخلات رأس الهرم يلاحظ وقوفه إلى جانب كل قضايا الكون على امتداد هذا العالم رفي المقابل تجده يهرب من وجه قضيته العادلة واستحقاقاتها، والمبرر لكل تلك النماذج المصلحة الوطنية، والمصلحة العليا لشعبنا كما يحاولون إيهامنا دائماً، سواء من قبل جماعة غزة أو من جماعة رام الله، فكلاهما على ما يبدو مرسوم في رأسه جملة من الوهم المريح، أو التبريرات القائمة على التعليق على الشماعات والفزاعات وما أكثرها، ويظل المواطن في المحصلة يشعر بما يشعر به الآن في وطنه، مطحون في لقمة خبزه المغموسة بكذر العيش، والأمور في إعتقادي ستزداد بؤساً مع الأيام القادمة، ليس تشاؤماً وإنما قراءة واقعية للحالة، فنوعية المدخلات تدلل على المخرجات يا سادة .
وفي المقابل الأزمة قاعدية أيضاً، فهي في رأس القاعدة، رأس المواطن المطحون الذي مازال يجهل دوره في عملية التغيير، في رأس المواطن الصامت الذي مازال لا يعلم حتى اللحظة بمسئولية إنتصافه لذاته، من خلال دفاعه المستميت عن رزمة حقوقه ورفضه الانتقاص منها، في رأس المواطن الذي مازال كعملة معدنية بوجهين يقضي وقته في التنقل بين جيوب المتنفذين والمسئولين بغية الرضا ورغيف الخبز الموهوم، في رأس المواطن الذي يدافع عن حزبه أو تياره حتى لو أمسى "يبيع الحشيش" في ميدان فلسطين بالساحة حسب ما قال به أحد الأصدقاء، أعتقد أنه وبعد تفاقم كل الأزمات وعلى كافة الأصعدة وتفجر تداعياتها، أننا نقف أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما إما أن نرضخ ونستكين ونسلم بأنه لا يمكن الوصول لأفضل مما هو موجود، أو أن نحلم ونحلق ونقول بأننا نستحق ويمكننا الوصول لأفضل مما نحن عليه، وللقاعدة الإجابة، فإن قالت بالأول فعليها أن تكف عن سياسة التكفف والشكوى والرقص في العتمة أو بين الجدران، وإن قالت بالثانية فعلينا حينها أن نسلم في أنه لا يحك جلودنا إلا أضافرنا، وعليه فإننا مطالبين بلفظ كل بائعي الهوى وإبر التخذير، وإسقاط الوهم من قاموسنا وكل من يرد أزماتنا اليومية المتصاعدة إلى سبب غير منطقي في محاوله للتهرب من مسئولياته، والإطلاع على تجارب الآخرين من الأمم والشعوب والتي مرت بأسوأ مما نحن فيه، وفي المقابل استطاعت مبارحة مربع التخلف والمصادرة من خلال الوعي، النقد الجرئ، تشكيل جماعات المصالح، والثقة بأن التغيير عملية طويلة ومعقدة تبدأ مند اللحظة التي ينتصف أو ينتصر فيها المواطن لذاته، من خلال رفض التعاطي معه كنكرة، مع عدم إغفالنا بأن الأفضل والمطالبة به تحتاج إلى تضحية، على قاعدة أن لا نار بلا دخان، ولا متعة بدون ألم، وهو ما تحدثنا عنه التجارب فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعرض للإيذاء الشديد بداية دعوته للحياة على يد رافضي التغيير في مكه، وأفلاطون باعوه في سوق العبيد لأنه خرج عن سياسة التنميط والجهل، ومارثن لوثر كنج قد أغتيل برصاصة في العنق لنضاله ضد العنصرية، والنماذج كثيرة وتدلل بوضوح، وختاماً على أحد الرأسين "رأس الهرم أو رأس القاعدة" الإفاقة قبل فوات الآوان، ولن يفيد الندم بعد الإنحذار الجارف، والغوص في المجهول، والتاريخ يسجل ولن يرحم .




#رامي_معين_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الوطني الشبابي الفلسطيني وضرورته الملحة
- التخلف ابن المجتمع
- ثورة مصر يناير2011 / يوليو 2013 الدروس المستفادة
- خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .
- قراءة في خطاب رئيس وزراء غزة
- نظرة على واقع الشباب العربي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي معين محسن - الأزمة في الرأس