أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي معين محسن - خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .














المزيد.....

خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .


رامي معين محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما من شك أن المجتمع الفلسطيني بكل أطيافه وأشكاله مأزوم ويعاني سياسياً، اجتماعياً، ثقافياً، واقتصادياً، فلا أعتقتنا قيادتنا "التاريخية" من الاحتلال ولا أنهت الحصار ولا وضعت حداً لتغول الفقر وتنامي البطالة بداخل الأسر حتى طالت تداعياتها الحدود الدنيا اللازمة لبقاء الإنسان الفلسطيني بكرامة، فأمست الحالة العامة لا كهرباء متوفرة، ولا غاز الطهي موجود، والمحروقات " في علب العرايس " كما يقول المثل الشعبي، ناهيكم عن ارتفاع الأسعار .
هذا كله ليس بمشكلة وربما يتلمس المواطن السبب لمسبباتها أو يتكيف مرغماً مع ذاك السواد الذي يكتنفه أولاً عن آخر، انطلاقاً من إيمانه بأن أغلب المجتمعات تتعرض لكبوات تمنع أو تعيق إشباع حاجيات ورغبات مواطنيها في ظروف محددة، وإنماً الفارق الجوهري هنا يكمن في شكل وخطاب وأساليب التدخل الرسمي من الإدارة التنفيذية " الحكومة " إذ في تلك المجتمعات التي تحترم نفسها ومواطنيها عادةً ما تُسخر كل الموارد والإمكانات لتذليل الصعاب وتعزيز صمود المواطنين والخروج من المأزق أي كان نوعه وشكله، إلا أن ما يحدث في بلادنا على النقيض من ذلك تماماً، بمعنى أن النظام والإدارة التنفيذية "الحكومتين" تتجه لخلاف الأصل فهي تدرك جيداً حجم التحديات العاصفة بالمواطن، وتعلم أيضاً أنه مقهور من ممارساتها التي أوصلته لحد لا يفكر فيها إلا بتوفير رغيف الخبز .

بالتأكيد هذا واقع مؤسف للغاية ويجب التوقف عنده فوراً انطلاقاً من مخاطر تلك الحالة وعلى كافة الأصعدة، فالجائعين، المضللين، سائر المحرومين، المهمشين، والطبالين لا تقوى سواعدهم على تحرير الوطن ولا صناعة الحرية وصياغة المشروع الوطني .
سيدتي الحكومة: لقد مل شعبنا بمكوناته من الكلام الفارط والوعود الغيبية والشعارات العبثية والسياسات العدمية التي لا تطعم ولا تسمن من جوع، واعلمي إن الدعوة للصبر ورد الأمور إلى القدر والمؤامرة باتت مرفوضة بالمجمل، لأن ما نحن فيه إنما هو راجع إلى تخلف الإدارة وعجز القائمين على رسمها وتنفيذها، وليس كما يصور البعض مستغلين التوظيف الخاطئ للدين على ما نحن فيه إنما هو امتحان، وهنا يتساءل المواطن ببراءة لما يمتحنني الله ولا يمتحن القيادة "بشقيها" ويدعوني للصبر ولا يدعو سواي؟! ، إننا بحاجة إلى جواب عقلاني منطقي، وهنا اعتقد أن كل الأديان أساساً دعت في جوهرها لتكريم الإنسان وصون كرامته لا لتجويعه وامتهانه وهو ما يستشف من أكثر من موضع وأثر، ففي عام الرمادة مثلاً عطلت الأحكام الشرعية على الجميع لا فرضت الضرائب ولا حرفت النصوص والوقائع، والرمادة حدث عام طال كل البشر في تلك الحقبة، فلا تكرش فيه الوالي ولا ماتت عجوز أو طفل صغير جوعاً، والأهم لم يخرج عليهم أحد بأقوال الحق الذي يراد به تخدير العقول ، مع ممارسة النقيض ، متناسين أن الكل كان يربط حينها على بطنه حجراً والراعي حجرين .. مفارقات .. .

وعليه فإن المطلوب فوراً إنهاء الانقسام الفلسطيني الحاد وإعادة اللحمة لشطري الوطن مع معالجة آثاره الكارثية والمدمرة على كافة الأصعدة، دون البحث عن مكسب لفصيل أو "شرعية لحكومة" هنا وآخر هناك، وتبني إستراتيجية وطنية تنموية موحدة وشاملة هدفها تعزيز صمود المواطن الفلسطيني بكل مكوناته، والتفرغ لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي الآثم ومخططاته التوسعية والاستيطانية الهادفة لاقتلاع شعبنا ومقدساته، دون ذلك في اعتقادي أننا سنبقى نحوم في المجهول والمجهول فقط .



#رامي_معين_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في خطاب رئيس وزراء غزة
- نظرة على واقع الشباب العربي


المزيد.....




- خطة سحب سلاح المخيمات.. حسابات ما بعد -دبور-
- دمشق تشكل لجنة تحقيق في أحداث السويداء
- بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغت ...
- المبعوث الأميركي يشيد بالشرع وإسرائيل توجه رسالة لدمشق
- ويتكوف يزور غزة.. وإسرائيل تلمّح إلى إمكانية توسيع عمليتها
- حماس وفصائل أخرى: الطريق إلى الحل يبدأ بوقف الحرب
- بشرى لمرضى الشلل.. شريحة في الدماغ قد تتيح التحكم بالأدوات
- لقاء سوري إسرائيلي جديد.. بين رسم تفاهمات وتصفير المشكلات
- دمشق تعلّق على -اللقاء التاريخي- بين بوتين والشيباني
- وزارة العدل السورية تشكل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي معين محسن - خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .