أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - وليد الفاهوم - سر المعبد















المزيد.....



سر المعبد


وليد الفاهوم

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 00:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"سرّ المعبد" وعلاقة الإخوان بالوهابيين والماسونيين
وليد الفاهوم
هل مللتم مني ومن الحديث عن الإسلام السياسي بشكل عام وعن الإخوان المسلمين والوهابيين وتفرّعاتهم وتشظياتهم بشكل خااص ؟ إذا كان الجواب نعم ، فلا تتابعوا القراءة ! ففي القراءة جهد ، لا تجهدوا أنفسكم ولا تفعلوا شيئاً غصباً عنكم ! أنا لا أتوقع لا جزاءً ولا شكورا. لأن من إيماني أن العطاء خير من الأخذ .. يكفي أن أعطي جهدي لمن يفكّر ويأخذ طوعاً ما أعطيه عن طيب خاطر. ولمن يفكّر على طريقة خالف تُعرف أو بالشهرة أقول: أن حذائي القديم أنفع منها ! وعليه فإنني سأظل أكتب ولا أملّ من الكتابة، ولن أيأس ... و.. رحم الله إمرءاً قال : أضرب هالطينة بهالعجينة ، إن ما لزّقت بتعلّم .
إن العلاقة بين الكتابة والقراءة هي علاقة جدلية. أنت لا تستطيع أن تكتب دون أن تقرأ، ولن تقرأ ما هو غير مكتوب. فالكتابة تسبق القراءة. وحين قال الله تعالى لمحمد (ص): "إقرأ"! جعل من القراءة فريضة، وفعل أمر لقراءة مادة مسطورة ، مكتوبة، جاهزة، ناجزة، مكتملة. نقرأها، نفهمها، نستخلص معانيها .. والنص المقدّس ثابت أمّا معانيه فمتغييرة من عصر لعصر! ولأن العلاقة جدلية كما جاء، وإذا كانت القراءة فريضة على الإنسان فمن الأولى أن تكون الكتابة التي تسبقها فريضة، بمعنى أن يكون العلم فريضة! فلا العلم ولا الكتابة ترفا! لكن وللأسف أمّة إقرأ لا تقرأ .. وإن قرأت لا تفهم ولا تسبر غور المعاني .. فكم من خاتم للقرآن الكريم عدة مرّات لا يفهم ولا يفقه من معانيه شيئا .
سرّ المعبد الإخواني
هذا ما أردت أن أقول قبل أن أبدأ رحلتي معكم- معكنّ في كتاب ثروت الخرباوي "سرّ المعبد" – الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين . (دار نهضة مصر للنشر، ط12 - 2013) . والخرباوي مصري من أصل سوري، نسبة إلى خربة روحا بريف دمشق، ودمشق ممنوعة من الصرف كما تعلمون ! ذات يوم (كما يقول الكاتب) تسللت روحه منه فدخلت جماعة الإخوان المسلمين، وذات يوم آخر تسرّبت روحه فخرجت من تلك الجماعة. ويتابع: إنك لا تستطيع أن تحكم على الأشياء من باب الشعور والعاطفة، إنما على مواقفك أن تكون مبنية على العقل، وإنك لا تستطيع أن تعرف سرّ المعبد إلا إذا اقتربت من كهنته، ولن تعرف أسرار الجماعة الخفية إلا إذا كنت واحداً منهم. بعد ست سنوات (2008) من تركه للجماعة وضع يده على بعض تلك الأسرار و"الرقوق" المخفية في بئر سحريّة. (ص 15،209). أقول بصراحة أن واحداً مثلي تتلمذ على رفعت السعيد وقرأ كتبه منذ أوائل التسعينات، ثمّ قرأ كتب حسن البنا وسيّد قطب ومحمد الغزالي بعين فاحصة ومن وجهة نظر نقديّة، لن يتفاجأ من محتويات هذا الكتاب-الرحلة التي نحن بصددها. لن يُفاجأ بهالات القداسة التي أحاطت بالبنا، ولا بالكرامات التي نسبت اليه منذ كان غضّ الإهاب، لن يفاجأ بجهل التابعين وأتباع التابعين، لأن البنا بنا على جهل من حوله وعلى بساطتهم منذ طور التأسيس، لن يفاجأ بسير هؤلاء الحثيث من التطرّف إلى مزيد من التطرف. ولن يفاجأ بمدى تمجيد الأتباع له .. فمحمد عبدالله السمان يقول عنه في كتابه "حسن البنا .. الرجل وفكرته" أنه كان فكرة، كان إسلاماً، كان قرآنياً صاحب الدعوة (بال التعريف). وعندما يضعونه في مرتبة النبوّة يخرجونه عملياً من الملّة، فصاحب الدعوة هو الرسول (ص). وعندما يرفعه أتباعه إلى مرتبة فوق النشر فإنهم يضيعون البوصلة، لأن إنصاف الرجل يكون بتأديمه، وبرده إلى آدميته وعدم تنزيهه، "لأن الإقرار بنقائصنا هو في ذاته الإقرار بكمال الله". (ص 171، 149). لا شك أن الكاتب يحترم البنا، لكن الإحترام شيئ والتقديس شيئ آخر، لكنه يغض الطرف أحياناً عن تكوينه النفسي العنيف، ربما بسبب ميوله الأولى إلى صوفية الطريقة الحصافية، والكاتب نفسه لا يخفي نزعته الذاتية نحو الصوفية ووجهة نظره الدينية، والتي لا تخلو من التناقض. فهو في صفحة 145 يسجد بقلبه لرب العالمين "بلا وسيط ولا وساطة"، أي أنه يعتقد أن لا كهنوت في الإسلام ولا مراتب (شيخ الإسلام، حجة الإسلام، داعية الإسلام، ولا يوجد في الإسلام مرتبة رجل دين، إنما كل هذه الألقاب اخترعها "رجال الدين"، العاملون في مجال الإسلام السياسي، لكي يستقوون بها ويتميّزون عن غيرهم حتى بالملبس، والعمامة كانت شائعة بزمن الرسول (ص) بين جميع الناس)، أي أن الكاتب يعتبر علاقته مع الله جلّ جلاله هي علاقة شخصية، مباشرة وفطرية وبدون وساطة لأي كان. لكنه وبعد صفحتين فقط يطلب من شيخه، بعد خروجهما من الجماعة، أن يدعو له! أي أن يكون وسيطاً له عند الخالق. فيقول: "فوضع يده على رأسي وأخذ يدعو دعاءً فيّضاً بصوت رخيم متهدّج من فرط الصدق..." (ص 147).
من المعروف أن حسن البنا لم يكن فقيهاً. حتى الذين تتلمذ عليهم لم يكونوا فقهاء، أمثال رشيد رضا ومحب الدين الخطيب. صحيح أنهما كانا في البداية من تلامذة رجال النهضة بمصر، الأفغاني والكواكبي ورفاعة الطهطاوي، وخصوصاً محمد عبدو الذي اعتنق المذهب الحنفي المتسامح، لكنهما تبدّلا فيما بعد واعتنق المذهب الحنبلي المتشدد ومن ثمّ مالئا الوهابية. كما سيأتي فيما بعد عند ذكر خبر الوهابية. لقد كان حسن البنا ذا نزعة للزعامة ومنظّماً من الدرجة الأولى، لكنه لم يكن فقيهاً، وعندما طلب منه بعض أتباعه كتابة مفهومه، قال أنه يفضّل صناعة الرجال على صناعة الكتب، يفضّل رهبان الليل وفرسان النهار، فالرجل الواحد منهم يساوي مئة كتاب، إنه يفضّل القوّة على الضعف (يقصد القوة البدنية)، والقوّة كما قال : كالدواء المرّ، علينا تكبيل الأمّة وتجريعها الدواء، والسيف في يد المسلم كالمشرط بيد الجرّاح. يقول أحد أتباعه المعاصرين سعد العشماوي للكاتب: إن نظام مبارك استبدادي، لا يزول إلا عن طريق ملك الموت... لا تراهن على الشعب... الحل في أيدينا نحن، إخوانك يعدّون العدّة لإزاحة مبارك... وليس كل ما يعرف يقال! (ص 152،153). أمّا قسم البيعة الذي ابتدعه البنا فرموزه لا تدلّ إلا على العنف، الغرفة المظلمة والقرآن والمسدّس، الظمة هي الغموض والسرّية والرهبة، ولا تفسير للمسدّس غير إرهاب الأعداء وتارك الجماعة، والمسدّس أكثر عصريّة من السيف وأجدى للقتل. والقتل والإرهاب من اختصاص التنظيم الخاص الذي وضعه البنا فيما بعد. ومن أهم الأسس التي وضعها البنا للتنظيم هي الطاعة والثقة بالقائد، كثقة المريد بشيخه، كما تعلّم من دروس الحصافية عندما كان صوفياً. الطاعة العمياء في المنشط والمكره! أي في السرّاء والضرّاء. من هنا نرى لماذا اختار في طور التأسيس من هم أدنى منه معرفةً وثقافةً وإدركا، أناساً بسطاء، لكي يسهل انقيادهم، حيث قالوا له : إننا نبرؤك مما نفعل ونضع أنفسنا بين يديك، أي أنت فكّر عنّا وما علينا إلا الطاعة . أعتقد أنه لا جديد في فكر الإخوان منذ عهد التأسيس كما وضعه حسن البنا، وأن اختلافهم بالعنف ليس اختلافاً سوى بالدرجة. وأن عمر التلمساني الذي يمتدحه الكاتب على وسطيته وعقلانيته، ما هو إلا إبرة في كومة قش. فلا تصدّقوهم أنها "دعوة وحكمة ووسطية وفهم واعتدال" لأنهم يقولون ما لا يفعلون (ص 23)، ويتابع "الإخوان أحوج ما يكونون إلى وطن، يحتاجون الوقوف على أرضية الوطن لا على أرضية الجماعة... يجب أن نأخذ بايديهم ليعودوا إلى الصف الوطني" (ص 59)لكن كيف يكون ذلك يا حضرة الأستاذ؟ والجماعة السريّة والعلنية هي جماعة إلغاء العقول، وان البنا ذاته قال في أكثر من مناسبة أن : لا وطنية ولا قومية ولا ديموقراطية في الإسلام! ما زال الكاتب يأمل خيراً، ويتعامل بحسن نيّة، وكثيراً ما قاد حسن النيّة إلى جهنّم... لكنه ولله الحمد يرجع ويؤكد أن الإخوان المسلمون جماعة دعويّة ضلّت طريقها إلى السياسة، زعمت أنها تريد أن تصلح السياسة بالدين، فأفسدت دينها بالسياسة. (ص 92) .
العلاقة مع الوهّابية
قلت في مقالة سابقة أن هنالك علاقة بين الإخوان والوهابيين. وكان ذلك استنتاجاً بعد تمحيص. لكنني هنا وبعد قراءة هذا الكتاب – الرحلة التي أصطحبكم فيها، عثرت على وقائع وحقاائق عن هذه العلاقة. لقد كان حلم البنا إنشاء دولة الخلافة منذ نشأته وتأسيسه للحركة. واشتدت وطأة الحلم عليه بعد تعرّفه وتتلمذه على رشيد رضا ومحب الدين الخطيب ودراسة تاريخ الوهّابية.. كثورة "فقهية" بحسب مفهومه، تنسف القديم نسفاً. التقى البنّا بالشيخين بعد أن انقلبا على فكر جماعة النهضة، وخاصة معلّمهما محمد عبدوالذي كان منفتحاً بفكره وبمذهبه الحنفي الأشعري المستنير. إنقلب الشيخان واعتنقا المذهب الحنبلي الوهّابي السعودي المتشدد. وتأثر البنا بهما تأثراً شديداً، وقد تكون أفكار أبي الأعلى المودودي في الحاكمية الإلهية قد ساعدته بتقبّل الوهابية أو العكس. ونعلم أن الشيخين قد قرّباه من عبد العزيز آل سعود الذي بنى الدولة السعودية وأعلنها سنة 1932 م. مقتفياً بذلك أثر جدّه الأكبر محمد بن سعود ومكملاً الطريق التي بدأها بحلف الدرعيّة مع محمد بن عبد الوهّاب، وما يعرف بتحالف السيف (الأميري) والدين (الوهّابي) عام 1744 م. أوّل مظاهر الإسلام السياسي في القرن الثامن عشر. وكانت الظروف مواتية لعبد العزيز بن سعود. سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 م. ومساعدة الإنجليز له وتشكيل "جيش الإخوان" كما سمّاه. دحر هذا الجيش عدوّه الأكبر آل رشيد أمراء حائل ووحّد الجزيرة العربية بعد أن دانت له، حتى أنه انتصر على الشريف حسين في شرق الأردن. من خلال الشيخين تعرّف على ما يجري في الجزيرة العربية، على مساندة الوهابيين لبن سعود، على "جيش الإخوان" وتاريخه وشعاراته (لا إله إلا الله محمد رسول الله والسيف)، أعجبه الإسم والشعار فسمّى جماعته "الإخوان المسلمون" وزاود على السيف الواحد بسيفين والمصحف بينهما والآية الكريمة وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل. لقد أيقن البنا أنه لا يمكن الوصول إلى الخلافة إلا من خلال القوة ... بدأ في الإسماعيلية بغزو المقاهي والمساجد الصغيرة ... وكوّن بذرة الجماعة بعام 1928 م.، والتي تألّفت من ستة أعضاء من عامة الناس لسرعة انقيادهم، وتجنّب المثقفين لأنهم يناقشون ويجادلون ويفكّرون . تأثر كما هو معروف بأفكار أبي الأعلى المودودي الباكستاني من أصل عربي، كما وأُعجب بجيش المسلمين وتأثر بحنبلية الوهابيين وتاريخهم الدموي، ثمّ انحنى أمام الملك عبد العزيز وقبّل يده، علامة الطاعة والإنقياد الظاهري لأن له طموحات لا تقلّ عن طموحات الملك بمسألة الخلافة . لقد بدت الوهّابية في نشأتها كحركة تقدميّة تحارب البدع وتفهم عقلية البدوي في الغزو والغنائم واستقلالية الصحراء وعدم تقبّله فكرة الوساطة بينه وبين الله، لكنها "توسّعت في مفهومها وشددت على نفسها وعلى أتباعها، رأى عبد العزيز آل سعود أن "الوهّابية" هي الراية التي سيرفعها ويعلن دولته باسمها، ومن البدو صنع الرجل العبقري جيشه... لذلك أخذ يدعو البدو إلى "هجر البداوة والبادية" والهجرة إلى التدين والإستقرار... حتى أطلق على الأماكن التي استقروا فيها "الهجر"وأطلق على جيشه جيش الإخوان... ارتسمت هذه الأفكار في رأس الشاب حسن البنا... أنشأ الحركة ... وأطلق على حركته " الإخوان المسلمون" (ص 182). وأخذ يفكّر في إنشاء جيش لا مدرسة، لما لا؟ وهو الفكرة وهو الإمام وهو المرشد وهو القائد وصاحب الدعوة. "وكما أن هناك دعوة محمد بن عبد الوهّاب الذي كان تلاميذه يطلقون عليه "صاحب الدعوة" اقتداءً بما قالته زوجة الأمير محمد بن سعود "موضى بنت محمد بن عبد الله العريني" حين أوصت زوجها باتباع محمد بن عبد الوهّاب فقالت له: اتبع دعوة هذا الرجل فهو غنيمة خصّك الله بها." (ص 183). وهكذا استقرّت فكرة الجيش المسلم في ذهنية البنا وظهرت للعلن في رسالته إلى المؤتمر الخامس للحركة والتي يؤكد فيها طريق القوّة... "كانت دولة آل سعود شاخصة في ذهن حسن البنا، وكان يعتبرها الدولة "البروفة" لدولة الخلافة الإسلامية التي كان يرى نفسه من خلالها خليفة المسلمين." (ص 219). لقد كان هذا تاريخ ما لم يكتبه التاريخ الإخواني، نرى أن الإخوان أرادوا أن يخفوا العلاقة فيما بينهم وبين الوهّابية.. ربما لكون هذا سيفتح عليهم أبواب جهنّم في حينه. فمصر دولة عتيقة ولها تراث ومؤسسات، وليست كالسعودية التي أنشأت دولة من لا دولة ! فشلت تجربتها الأولى بمنتصف القرن الثامن عشر، وتعثرت بتدخل حاكم مصر محمد علي باشا وجيشه بقيادة ابنه الأكبر طوسون باشا، وبقيت كالجمر تحت الرماد، إلى أن جاء الحفيد عبد العزيز... هل التاريخ سيعيد نفسه هذه الكرّة؟ هل سنشهد السيناريو ذاته؟ وها هي القوّات المسلّحة بمصر وشعب مصر يطيحون بدولة الإخوان بعد سنة فقط من إنشائها ! ليس في مسارات التاريخ صُدف، فللتاريخ منطقه الخاص ! لا يذكر صاحبنا الكاتب هذه المقاربة.. لكنه قال: "الجماعة تمتلك أدوات القوة وتعمل بها، إذن أما أنها ستحسن استعمال القوة فتصل إلى ما تريد وإما أن تكون القوة التي تمتلكها عبارة عن... بئر بارود تقف عليه الجماعة قد ينفجر فيها في أي لحظة. " (ص 184) .
العلاقة مع الماسونية
لم تكن صدفة أن يسمّي ثروت الخرباوي كتابه "سرّ المعبد"، فالمعبد الذي يقصده هو معبد الإخوان المسلمين، والذي يوحي بالهيكل أو المذبح لدى الماسونيين (هيكل سليمان) . في الحقيقة لا توجد علاقة مباشرة بين الإخوان والماسون، لكن هناك أوجه شبه في بناء التنظيمين .. فالأعضاء العاديين لا يعرفون الأسرار العظمى لهذين التنظيمين العالميين . العضو يتدرّج في المراتب، وكلما تقدّم أكثر عرف أكثر ما كان في الخفاء والظلمة . ودرجة المرشد في الإخوان توازي درجة الأستاذية عند الماسون – المرتبة العليا 33 . لكن الفارق أن أعضاء الماسون من الطبقات الإجتماعية العليا، المؤثرة في المجتمع، على عكس الإسم "البنّاءون الأحرار" (ومؤخّراً فقط فتحت الماسونية أبوابها أمام الطبقات الدنيا من العمال والفلاحين) . بيد أن معظم أعضاء الإخوان من الطبقات الكادحة غير المثقفة والتي لا تهتم أصلاً بالثقافة، بهدف سهولة انقيادها كما أسلفنا. كلا التنظيمين يعتمد السريّة والرموز، وليس في أعضاءه نساء. مؤخراً نرى فروعاً نسائية منفصلة لدى الإخوان، ولست أدري ما هو وضع المرأة اليوم عند الماسون حالياً . بحسب الشيخ محمد الغزالي - الأخ المسلم حتى النخاع – أن المرشد الثاني حسن الهضيبي كان ماسونياً (ص 26)، وسيّد قطب ألإخواني الذي بزّ رفاقه تطرفاً فيما بعد، كان يكتب في جريدة "التاج المصري"، " لسان حال المحفل الماسوني المصري !! وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون". (ص 28). "مصطفى السباعي مراقب الإخوان المسلمين في سوريا كان ماسونياً هو الآخر" (ص 29) . جاء في كتاب "الأسطورة الماسونية" للأمريكي جي كي (عضو سابق في الحركة) وصف لعملية التدرّج في المراتب بالمحافل الماسونية ، يشبه كثيراً تراتب النظام الخاص للإخوان ... وأن هنالك "تطابق مذهل" ! في مسألة طقوس القسم الماسوني ونظام البيعة عند الإخوان . والتدرّج في المراتب لدى الماسون يبدأ بالأخ المبتدئ، ثم الزميل، ثم الخبير، ثم الأستاذ. أما عند الإخوان الأخ المبتدئ، ثمّ العامل، ثمّ المجاهد، ُثمّ المرشد ! أي تطابق هذا ؟ نقله حسن البنا عن الماسونيين ! فهل كان منهم عندما بدأ بدعوته؟ هنا مرشد في كل قطر وقطر، ثمّ التنظيم العالمي . وهناك أستاذ في كل قطر وقطر، ثمّ المحفل العالمي.. أستاذية العالم. (ص 225،226). وهل يكفي التدقيق بالرموزوالسريّة؟ وليعذرني بعض أصدقائي من الماسون إذا ما كنت أخاف، أرتعب، من السريّة! وأنفر بكل ثقلي من الحركات الإجتماعية والسياسية السريّة الغامضة! وأعتقد أن السرّ دائماً يخبئ شيئاً ما وراءه . الماسونية والإخوان حركتان عالميتان، يساعد أعضاء كل منهما الآخر مادياً ومعنوياً .. كلاهما يريدان السيطرة على العالم المادي بواسطة الروحانيات، الإخوان من خلال إنشاء دولة الخلافة الإسلامية، والماسون من خلال تبني جميع الأديان السماوية ! هل تتفق المتناقضات؟ من إخترق من؟ هنالك خمسة (؟) أعضاء من التنظيم العالمي للإخوان يعملون في البيت الأبيض، موظفون رسمياً كمستشارين للرئيس الأمريكي، كُشف النقاب عنهم مؤخراً ! من اخترق من؟ وكيف تلتقي المصالح؟ لا أحد يعلم ! لكن للحدس وللتحليل العقلي منطق يقول: أن هؤلاء عملاء مزدوجين .. والعقل النقدي يقول: عملاء لأمريكا ! أمريكا هي الأقوى من الإخوان ومن الصهيونية، وإن إلتقت المصالح تبقى أمريكا هي الأقوى . سيما وأن هنالك دلائل تشير إلى أن معظم الرؤساء الأمريكيين السابقين واللاحقين هم أعضاء في المحافل الماسونية، وأن هنالك علاقة نسب بين جميع الحركات والجمعيات السريّة ! (ص 236) .
صفات الإخوان وطرق عملهم
التجهم والإنغلاق والتميّز والمزاج الحاد والقلق الوجودي من الكشف والإنكشاف، خاصةً عند أعضاء التنظيم الخاص، المسؤؤل منذ إنشاءه عن المهمات الخاصة كالإغتيالات، وهو الجسم الصلب والنواة الصلبة لحركة الإخوان المسلمين ولجيشها العتيد كما خطط حسن البنا ! عام 1935 عرض البنا على الشيخ طنطاوي جوهري أن يقوم بإنشاء تنظيم خاص للجماعة، لكن الشيخ رفض ذلك، وقال له: لو فعلت ذلك فأنت في طريق وأنا في طريق. هذا ما عثر عليه أستاذ الكاتب وشيخه أحمد ابراهيم أبو غالي في أوراق جدّه الجوهري . ويتابع أن البنا عندما قال للشيخ الجوهري بأن دولة الخلافة لا تقوم إلا بالقوة: "قال له: يا شيخ حسن لا تتوغّل في هذا المجال فنحن دولة مسلمة حتى ولو بدون خلافة، ولكن الشيخ غضب غضباً يتفق مع مقام الشيخ طنطاوي، وطلب منه أن يدرس تجربة المملكة العربية السعودية التي كانت ناشئة حديثاً، وقال له وهو يحبب له الفكرة: إن عبد العزيز آل سعود لم ينشئ دولة إسلامية في الجزيرة إلا بجيش الإخوان، فلم لا يكون لدينا الجيش الذي ننشئ به دولة إسلامية في مصر، وكما قرأت في مذكرات جدي قال للبنا ما معناه: أن القياس مع الفارق فالجزيرة العربية لم تكن دولة أصلاً ولكن مصر دولة منذ آلاف السنين، ابن سعود (قال) أنشأ دولة من لادولة فهل ننشئ نحن دولة فوق دولة؟! " (ص 266) . لكن البنا كان مجنون الفكرة، أنشأ النظام الخاص بشكل سرّي سنة 1939 . وكان قبل ذلك قام بإنشاء فرق الجوّالة التي تدرّبت على الرياضة البسيطة كالسباحة وكرة القدم ورفع الأثقال، ثم تدرّجت إلى الرياضة العنيفة كالمصارعة والجودو والكونغفو والكاراتيه... في نواد خاصة ومعسكرات خاصة، استعداداً ليوم التمكين، لأن العقل السليم في الجسم السليم والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف . هكذا فكّر البنا وهذا ما فعل . يحدّثنا الكاتب (على أساس وشهد شاهد من أهله) "عن مرض الإستعلاء على الآخرين والتباهي بالكثرة وذم كل من هو خارج الجماعة وكأنهم ليسو مسلمين، والنظر للمسيحيين كأنهم أنصاف مواطنين" (ص 63). وتخييرهم إما الإسلام أو دفع الجزية مقابل الحماية، لأنهم لا يصلحون لدخول الجيش أو الشرطة في دولة الإسلام . ومع مرور الأيام تدخل لغة أغرب في قاموس الإخوان .. السلام عليكم هي تحية الإسلام فلا يجوز إلقاءها على المسيحيين، لا يجوز الترحم على أموات أهل الكتاب والمشركين والكفّار، لا تحب المسيحي لأن المرء يحشر مع من يحب، (ص 307)، وهكذا تصبح الدعوة دعوةً للكراهية والتقوقع والإنغلاق والتحجر. وبهذا لا يختلفون عن اليهود المتزمّتين والصهاينة، فهم شعب الله المختار ولا مكان للآخر ولا للرأي الآخر في معجمهم، ومن يخالفهم يخاف الله والرسول، ومن ينتقد المرشد يخرج من الجماعة وينكث بالبيعة، والخارج عن الجماعة لا يعدّ مسلماً .. وفكر التكفير كان منذ نشأة الجماعة، لكنه اتسع أكثر مع مرور الأيام، وكلما خرجت منهم جماعة لعنت أختها. و... "تباً للكتب التي شوّهت مشاعر المسلمين وقلوبهم". (ص 279). والإخوان يتخذون من الإنكماش والتقوقع وكراهية الآخر كوسيلة للدفاع عن النفس، ولا يدرون أن الإستعلاء والتفرّد يؤدّي إلى تشويه النفس البشرية . يقول الكاتب: "وحين بايعت كنت أبايع جماعة مدنيّة دعويّة منهجها هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة... لذلك أوجعتني الروح العدائية التي لمحتها في نفوس الإخوة في فترات وجودي الأخيرة في الجماعة، كانوا ينظرون للمجتمع نظرة ناقمة ساخطة، في عيونهم كل الناس أشقياء ونحن الخامة البشرية التي وصلت إلى أعلى درجات النقاء!! ثم أوجعتني الطريقة العدائية التي يتعاملون بها مع خصومهم الفكريين، وتلك القسوة القاتلة التي يتعاملون بها مع من خرج من التنظيم، ولكنني أثناء بحثي وتنقيبي وجدت أن كل هذه الأشياء تهون أمام التنظيم الخاص للجماعة وجرائمه، فقد هالني هذا الجيش الذي لم تكن له إلا فكرة واحدة، هي القوة، وليس له إلا مهمة واحدة هي "النصر أو الشهادة ". " (ص 222) . أمّا البيعة ففيها رهبة وعنف، فيها ولاء التابع للمتبوع، والطاعة العمياء، حيث يتحوّل التابع إلى مسخ لا يفكّر. (ص200) يحقن حقناً بالأفكار، يحرّكه مسؤوله كما تحرّك الدُمى، و.. "ما دام الجسد مهيأ للحقن فإن كل الأفكار قابلة أن تدخل إليه، لذلك كان جهد حسن البنا الأكبر هو أن يصنع الجسد القابل للحقن، ولما أصبح الجسد مهيأً حقنه بما يريد، والجسد المهيأ للحقن يظل دائماً قابلاً لأي حقن ما دام الذين يحقنونه هم القادة، هل عرفت لماذا اشترط حسن البنا في أركان البيعة "السمع والطاعة والثقة في القيادة" ؟ اشترطها ليجعل الجسد على الدوام مستقبلاً للحقن المستمر... حينها يمكن أن تضع في هذا الجسد ما تشاء من أفكار، كن على رأس الإخوان تستطيع أن تجعلهم ليبراليين أو خوارج لو أحببت، لذلك دخلت على جسد الإخوان أفكار سيّد قطب وأفكار الوهابيين والحنابلة، ألمهم أن تأتي هذه الأفكار من مركز الحقن الرئيسي. " (ص 203) . ولنتذكر كرّة أخرى أن أول من بايع حسن البنا في خلية التأسيس كانوا أناساً بسطاء، لوحةً بيضاء يكتب عليها المرشد ما يريد من دون نقاش ولا اعتراض، وهذا هو ديدن معظم الحركات الإسلاموية حتى يومنا هذا، يتغلغلون حيث الجهل والفقر. الجماعة تطرح نفسها على أنها الخلاص وعلى أن الإسلام هو الحل (إسلامهم هم) وعلى أنهم سيحققون العدالة عندما يصلون إلى الحكم، لكن فاقد الشيئ لا يعطيه ! كيف لهم أن يعدلوا وهم متعصبون لتنظيمهم ويعتبرونه الحق المطلق والنقاء المطلق، شوفينيون لا يرون إلا أنفسهم وما عداهم باطل مطلق ! (ص 72) . كيف يعدلون ومرشدهم يكذب علناً ويبرر الكذب، يقتل ويبرر القتل، ويعتمد الفقه التبريري وفقه التلوّن، "وأن الغاية تبرر الوسيلة بطبعتها الإخوانية ! التطبيق المتعسّف لقاعدة الضرورات تبيح المحظورات! والحرب خدعة..." (ص 88). كيف لها أن تعدل وهي تزوّر انتخابات نقابة المحامين (الكاتب حصل على أغلبية الأصوات ونجح أحمد سيف الدولة لكونه فقط ابن حسن البنا ولإعتبارات سياسية، ولم يعمل بالمحاماة ولم يكن اسمه مدرجاً في لوائح المحامين) "إخواننا يزوّرون الإنتخابات ... إخواننا يكذبون... إخواننا ينافقون ." (ص 105، 103، 102) . إخواننا يقتلون، يغتالون، يفجرون باسم الإسلام... "قتلوا أحد أفراد الجماعة دون أن يكون لديهم ذرّة من دين أو خلق، قتلوا سيّد فايز وابنته... فما ذنب تلك الطفلة الصغيرة ؟ " هذا إذا كان فايز مذنبا! (ص 107) . قتلوا النقراشي باشا، وتنصّل من القتلة مرشدهم حسن البنا قائلاً لا هم إخوان ولا هم مسلمون، ويا ليتني لم أنشئ التنظيم الخاص!؟ ثم قتلوا الخازندار، ثم الذهبي، ثم فرج فودة والقائمة تطول... ومصطفى مشهور المرشد الفاسد يرمي محرمة الأمان على أمثاله الهاربين بعدما عادوا إلى مصر سنة 1985 " وكان أخطر من حط رحاله في مصر قبيل وفاة عمر التلمساني هم "محمد مرسي، خيرت الشاطر، محمود عزت، محمد بديع... وجعل من مرسي أحد المسئولين الكبار في الشرقية. " (ص 100) . خيرت الشاطر يتفاوض هو وعصام العريان مع أمريكا، يقول الكاتب: "وصلت لي رسالة من خلال بعضهم رسالة كانت مرسلة من أحد الإخوان المسئولين في أمريكا إلى خيرت الشاطر بها بعض المعلومات الخطيرة، هم يطلقون على خيرت "بيج" أي الرئيس والكبير" (ص 136،137) وفيها يطلبون الحكم من أمريكا، الشجرة المحرّمة في العلن بالنسبة للإخوان .لكنهم يقولون ما لا يفعلون . وهذه الرسالة وصلت "من شخصية إخوانية مجهولة تعمل في الخفاء مع الإدارة الأمريكية" (ص 140)، ربما هي من الخمس شخصيات التنظيم الدولي الإخواني، التي تعمل في البيت الأبيض . وهذا هو عصام العريان الإخواني الشهير، يطلب من الدكتور سعد الدين ابراهيم عندما كانا في السجن فتح حوار مع أمريكا بهدف التقارب. (ص 132) . وسعد هو صاحب مركز إبن خلدون بالقاهرة الذي أتهم بعلاقات مشبوهة مع أمريكا وبتمرير الأموال والدولارات عبر المركز في زمن مبارك ... حكم لثلاث سنوات ثم أعلنت براءته على ما أذكر، وإذا لم تخنّي الذاكرة . هل علي أن أنهي هنا ؟ لا ! لا بد لي أن أذكر أنهم تسللوا إلى عروق الدولة، إلى المدارس والجامعات ودور العبادة والأزهر الشريف، تسللوا إلى النقابات، وحتى إلى الجيش والشرطة ! ولا بدّ أن تجري في مصر عملية تطهير شاملة ! ولنتذكّر أن مصر أيضاً ممنوعة من الصرف !



#وليد_الفاهوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستبقى التوراة تحكم العالم؟
- كفى !!
- أول أيار
- علم القرامطة كان أحمرًا
- العولمة والأصولية والإسلام
- فاطمة المرنيسي.. هل شهرزاد تغيّرت أم نحن؟
- عن التخلُّف والزواج المبكر
- أكتوبر والوردة الحمراء
- حقوق المرأة حقوق الإنسان
- نعم دفاعاً عن الحزب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - وليد الفاهوم - سر المعبد