أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا السويدات - إذ يردُّ الفائتَ الحَزَنُ














المزيد.....

إذ يردُّ الفائتَ الحَزَنُ


حلا السويدات

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


ليس غريباً أن يفرط الذئب بالعناد ، وأن تأتي ليلاه ترشّ عليه البُن ، باتت استعارة مبتذلة ، وللمجاز نكهة أخرى ، كما عكّا ..
في درك الذكرى ثمة خيبات وانتكاسات ترقص من فرط الضجر ، كل شيء في حين ما ينزع عنه قشرته ، ويهوى وطناً وشكلاً آخر ، ومن هم باقون في الغور يا ذئبي ، دمهم عليك حرام ، وشعرهم على صعالكة الكوفة حرام ، أطفئ تبغك ، أنا ابنة المسكين ألماً ، والقابع في الدنيا عبداً ، أنا ابنة سيد هذه الأرض ، إن مات من على الأرض .
حولي ، يصلي لي الجمال ، وحوله ، أجحد الصلاة إلا في الشفق ، النور يتربص بي كما يتربص بخفاش عاق سرق المدائن ونفض عنها الضوء ، ونظر الثقوب التي في مجازي ، إنه الطير الأكثر استعدادا للتماهي فيك . أنا لستُ الله / وجبتي جنة بلا خمر / سأقتل الطير / وسأزرع إصره شقيقةَ نعمان في خاصرتي / سأحمل التاريخ والسكن والوطن ، وسأبعث في الخمر ثورة ، وفي الثورة خمر ، وسأقتلني وسيحييني الندماء المخلصون ، أو المخلصون منهم ، وسيقايضني زمني ، على ما لم يبغله من نفسه بعدما أبلغه ، إنه أول الحنين ، وآخر الحرب ، يقولون لا تكترث للحرب ، فإنها لغشاوة ، وانظر الجبل ،وافش سرك لحدبته ، إنها أوفى من قلب ومن سهل ، يبقيني بما أبقيه فيّ ، الروح قاب حربين أو أدنى ، *وما يرُدَّ عليكَ الفائتَ الحزنُ ، وما في الذئب ركنٌ لخيبة ، فلتكن نداً له ، أو لا تكتب الشعر .
حين يعود سيد الأرض من سفره مؤتمنا جبة ناجيته ، سيغرس مخالبه بما لم ينسلّ من كبرياء الدهر ، وسيلقي القبيح أفعاه ، وا موسى ، تبّت عِصيُّ الكهنةِ وبضعُ تبّ ، حين يعود ستكون الدنيا قد غرقت بدمنا / بدمعنا / بضجرنا / بحزن الله الليليّ ، *ما في هوادجكم من مهجتي عوضٌ ، لا خمر ولا غناء ، ولا كمنجاتٌ استوحشت الكوفة ، مجازٌ أعزل تماماً ، يموت ويحيا كبطل مأجور ، كبلد في حاشية الذاكرة ، نُسكِنُ فيه الشيطان ، ونرميه بزلّات الناعين ليخلدوا دونه ، سيقتلني غصبا وسيبنغ شاعر العرب في خاصرة البرزخ ، وسيشعث القرطاس / سيصدأ الرمح / سيلين القلم ، ستغدو الأكفان برَدى ، سأنبو .
تجري الرياح بما لا يشتهي العبد ، العبد الذي يعجز عن الجزم والنفي والتلاشي ، إنه الضال في مسقط وجعه ، والراني بنات نعش في السهاد ، إنه عربيٌّ تنبا بالجهر وسقط بالجهر ، وصلّى في البلد الخطأ ، عربيٌّ لم يتمنَّ قط ، لكنه سقى وسقي وأخيب ، ربما سيموت كالقريب في وطنه بعد موت ناحبته ، ربما سيموت كالغريب بلا قصيدة شاحباً وقورَ كذئب أطلس ، ترفضه ليلى كخليلتها بثين .
في أنف الكوفة ، ثمة شاعر يتأمل ، ولا يستطيع الوثوق بشيء ثابت ، وحتى بثبات نفسه ، السماء كشيطان يقطن المجاز كي يكون إلهاً ، وهي تقطن في العلو ، وتأبى أن تنجذب لشاعر ، *يهماءُ تكذب فيها العين والأذنُ .
بدأوا الصبر واحداً واحداً ، تورعوا أشقياء بابل ، وإني إخال الجبن ألمّ بالماء ، أنا الذئب المستغني عن مائهم ، بتُّ أستجدي السيف دون صاحبي / الحلم ، ومالي ابن عزةَ آنفةً ، لي أسوةٌ بودّ معتق بالإباء ، أنا الأبيّ الغلام السيد الفارس الحطّاب الذئب النسي المنسي الباعث في أوّلكم مطلعاً شروداً ، وفي آخركم موتاً أزرق .
ماذا لو كنتُم ، أشقياء بابل ، لولبة الترحال ، لو كنتم عمياً أكثر مني ، ماذا لو أخطأتموني وكنت الذي لا اسم له المبعوث مكان كل منتظَر ، ماذا لو أمسكتُ كل أسباب الموت وراقصتها كبهلوان ، أفتح عيني ولا أجد أحداً .
أ ف ق د ن ي .



#حلا_السويدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداع في المينا
- شقاء النبيل الوحيد
- هكذا نسوّغ النكران
- عبثية الخلود
- قصيدة ليست بنكهة غرناظة


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا السويدات - إذ يردُّ الفائتَ الحَزَنُ