مفاهيم (20) ... خدمة علي بن ابي طالب الجهادية

حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

علي يشتري برج خليفة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المفارقات المضحكة التي لم اجد لها تفسيرا ً لا في علم المنطق ، ولا في علم اللصوصية ، ولا في علم الضحك على الذقون إطلاق نكتة الخدمة الجهادية من بعض شطـَّار ولصوص البرلمان العراقي .
تذكرت متألما ً كيف ضيَّع المسكين علي بن ابي طالب فرصة رائعة لا تعوض للنصب على المسلمين ، لو أنه فكر في إحتساب خدمته الجهادية ذات الخمس نجوم ، والتي كانت تشفع له بسرقات لا أول لها ولا آخر ... لكنه ضيعها دون حكمة حين صار خليفة للمسلمين ... وترك لأطفاله الفقر والعوز بدلا ً من شراء برج خليفة لهم ... وتسجيله بإسم المحظوظ قنبر ... بل ترك ما هو أغرب من هذا... لقد ترك درعه مرهونة ً عند أحد اليهود لعدم قدرته على فك رهنها و إستردادها .
فكرت كثيرا ً في مواقف هذا الرجل ... وكيف ألغى قرارا ً فيه مصلحته لأنه لم ير َ فيه ما يحقق العدالة والمساواة بين الناس ... وأبقى آخرَ فيه مَضرَّته ومضرَّة عياله !!!! .
قراران لخليفتين سابقين ... عطَّل علي ٌّ أحدهما لأنه يحابيه على حساب العدل ... وترك الآخر وفيه ما فيه ، لأن في إلغاءه تحيزا ً لمصلحته .
عطَّل تمييز عمر للمسلمين في العطاء ، رغم إنه لصالحه ...فقد وضع هذا التمييز عليا ً وأبناءه في مرتبة خاصة هي فوق باقي المسلمين ... فوق مرتبة عمرشخصيا ً ، وأبي بكر ، وباقي الصحابة ... حيث جعل آل البيت فوق باقي المسلمين في الحقوق ... فجاء علي ليعطل قرارعمر و يساوي بين الناس ...فصار وخادمه قنبر سواءا ً في العطاء !!! ... لكنه من ناحية أخرى ، أبقى قراراً لأبي بكر في حرمان فاطمة من ريع بستان فدك ... ورفض إعادته لورثة فاطمة وهما ولديه الحسن والحسين ، لمجرد أنهما شخصيا ً الطرف المتضرر من هذا القرار... حتى جاء عمر بن عبدالعزيز الزاهد العادل وأعاده لورثتهما .
عليٌّ قرَّب النار من يد أخيه عقيل لأنه طالب بحصة قدرها ثلاثة أرباع الصاع من الشعير لضيف ٍ جاءه طارقا ً ... وقال له : الضيف مسؤولية المُضيِّف يا عقيل ... لا مسؤولية بيت مال المسلمين .
عليٌّ أطفأ شمعة بيت المال ، وأشعل شمعته الخاصة ، حين جاءه احد الصحابة للحديث معه بموضوع خاص لا شأن للمسلمين به .
علي عمل وهو خليفة في سقي آبارالأغنياء من اليهود ليتمكن من إطعام عائلته الكبيرة !!! ... ولم يمد يده لبيت مال المسلمين ... أو يطلب رشوة ... أو يبيع وظيفة ... أو يفرض إتاوة ... أو عمولة ... أو يفتح فندقا ً أو مطعما ً او شركة سواء باسمه شخصيا ً ... أو بإسم المسكين قنبر !!! .

أنهم يلعنون عليا ً بأفعالهم ، لا بأقوالهم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأريخ يعيد نفسه ... وما قاله الفرزدق للحسين محذرا ً إياه من الذهاب للكوفة : ( قلوبهم معك ...وسيوفهم عليك) يتكرر بلا سيوف هذه المرة ... فألسنتهم مع الحسين ومع أبيه ... وجيوبهم ، و أرصدتهم ، ونزواتهم ، وأفعالهم ضده وضد أبيه .
الغريب العجيب أن أسمع بعض الدعوات للوقوف وراء قوى بعينها في الإنتخابات نصرة ً لعلي ... ولم أسمع من يدافع عن سمعة علي ... وعن تراث علي ... وعن إنسانية علي ... ضد هؤلاء اللصوص .
إذا كان بعض القول لغو ٌ يمكن الإعراض عنه ، فليس في الفعل ما يمكن الإعراض عنه أو تجاهله ... وأنتم تلعنون عليا ً فعلا ً لا قولا ً ... تلعنون مواقفه ... وتلعنون أخلاقه ... وتلعنون إنسانيته ... وتلعنون فكره ... وتلعنون تفرده ... بهذا السلوك المنحط .
كان حريا ً بمن دعا لإنتخاب هذا أو ذاك من المرشحين ... مبررا ً دعوته بهذه الحجة او تلك ... أن يقف بوجوههم دفاعا ً عن علي ... وإيقاف الإساءة إليه ... أو أن يكف عن علي وعن الناس دعواته الصفراء ... وينشغل بعبادته ، لكي لا يشارك في هذا الفساد ... عامدا ً او غبيا ً .
أوقفوا لعن علي بأفعالكم القذرة ... أو أتركوا الإنتماء إليه ... فبعض الإنتماء شتيمة !!! .
لم يُحارب رجل ٌ في التأريخ ، حيا ً وميتا ً كما حورب هذا الرجل !!! .
إنها الغربة الحقيقية ... غربة الأخلاق ... وغربة الفكر ... في مجتمع صحراوي لا يعرف إلا الغزو ، وقطع الطريق ، وخيانة الأمانة !!! .
أخشى ما أخشاه أن تفاجئني الأخبار يوما ً ما ، بأن علي حمل قبره وهاجر !!! .

الدكتور حكيم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi

#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل