أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيم العبادي - مفاهيم ( 16 )... فن التعليق















المزيد.....

مفاهيم ( 16 )... فن التعليق


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 23:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للتعليق معان ٍ لغوية كثيرة ... والمقال يبحث في واحد من معانيها فقط ... وهو الملاحظة التي تقال تعقيبا ً على محاضرة ٍ ما ، او رأي ٍ ما ، أو قول ٍما ... أو تكتب في حاشية كتاب ٍ ما لتوضح ما أشكل في متن النص ، أو تبين تفاصيله .
هكذا تكون التعليقات يا سادة :
ــــــــــــــــــــــــــــ
غاية التعليق هو إضافة معلومة ناقصة ، أو توضيح معلومة مبهمة ، او الإستفسار عن شيء غامض ، أو تصويب معلومة ٍ وردت في النص موضوع البحث ، وتعتبر جميع المعلومات التي ترد في التعليقات ، أو الواردة في الرد عليها من المحاضر ، مكملة ً لما ورد في النص الأصلي للمحاضرة ، وتربط به ... ولهذا فالتعليق يجب ان يكون متعلقا ً بالموضوع ذي العلاقة ... ولا يجوز الخروج عنه بأي شكل كان .
في أواسط سنة 1975 ... حضرت ندوة علمية في كلية طب الموصل ... كانت الندوة تجري اسبوعيا لمناقشة الحالات المستعصية التي تمر في الأقسام الطبية المختلفة ... حيث يشترك جميع الأساتذة في مختلف الأقسام في مناقشتها ... وكنا نحن الطلاب نتعلم أساليبهم في النقاش والاستنباط وأخلاق الاختلاف ... كانوا كبارا ً بكل شيء ... خليل الشابندر ، عزالدين شكارة ، عبدالمالك الطالب ، عجيب علي ، عصام الجلبي ، وليد غزالة ، عبدالقادر ياسين ، عبدالقادر الفلكي ، فخري الدباغ ... وغيرهم ممن لا يمكن نسيانهم ... رحم الله من رحل منهم ومتع بالصحة وطول العمر من بقي منهم شاهدا ً على مهازل هذا الزمان .
حصلت يومها حادثة طريفة بين أستاذي المرحوم عجيب علي ... وبين استاذ آخر لا أتذكره ... وأرجو من يتذكر الحادثة من أصدقائي ان يساعدنا في تسمية البطل الثاني الذي غاب عن ذهني ولربما كان الدكتور عاصم الجلبي ، الذي كان حينها جديدا ً في هيئة تدريس الكلية .
كان الأستاذ عجيب علي يتحدث عن حالة نادرة ... وعجيب من العقول الفذة التي لا تتكرر بسهولة ... وصفه الدكتور المرحوم ( جون واطسون ) ، أستاذ الطفيليات الانجليزي بالعبارة التالية : ( He is not Ajeeb , he is ajeebs.) .. وترجمة العبارة : ( هو ليس بعجيب واحد ... هو عجائب ) ... وجون واطسون يتقن العربية ... عاش في مصر ثلاثين سنة باحثا ً ... فمصر تستوطنها البلهارزيا كما لا تستوطن بلدا ً آخر ... صار جون واطسون خلالها مسلما ً ، وتزوج مصرية ... واكتشف خلالها الكثير من المكتشفات التي تحمل أسمه ... أغلبها في البلهارزيا ...أتذكر أن إسم ولده الكبير هو عبدالكريم واطسون ... أقول كل هذا لأن بلاغة العبارة لا يعرفها إلا من أتقن العربية ... ففيها جناس بين عجيب الإسم ، وعجيب الصفة !!! ... والرجل إنجليزي كما قلنا !!! .
لا اتذكر اين قالها البروفيسور العبقري جون واطسون ... ربما كان ذلك في مطعم المحطة ، أو مطعم فندق الإدارة المحلية ، إذا وَفَت لي ذاكرتي ... ذهبنا هناك لتناول غدائنا ... لا أتذكر بالضبط ... كل ما أتذكره أن صديقي الدكتور طه صالح كان برفقتي ... حيث كان معي على الدوام ، حين لا يكون المرحوم العزيز منهل العناز موجودا ً طبعا ً ... أعود إلى قصتنا ... كان الدكتور عجيب علي يتحدث عن حالة نادرة ... فذكر حقيقة ً تتعلق بهذه الحالة ... وحين إنتهى وحان وقت النقاش والتعقيبات ... علق الأستاذ الذي كان يجلس في الصف الثالث من جهة يمين القاعة كما أتذكر ( وهو بطل القصة الثاني ) ... قال معترضا ً على عجيب : إن هذه الحقيقة (والتي سبق أن ذكرها الدكتور عجيب علي ) ، غير صحيحة ، وقد ثبت ذلك ببحث علمي ... رد عليه عجيب : أبدا ً ... هي صحيحة ولا يمكن المناقشة فيها ... وكان عجيب عقلا ً غريبا ً بكل ما تعنيه الغرابة من معنى ... يفحص المريض ليشرح لنا حالته ... ويعلق صورة أشعة على لوحة الإضاءة لمريض آخرليتفحص ما فيها ... ويتحدث في التلفون مع طبيب آخر موضحا ً له حالة مريض ثالث ... كل ذلك في نفس الوقت !!! .. ومن يتذكره من الاصدقاء يدرك تماما ً ما أعنيه ... وعجيب حين يقول شيئا ً لا مجال لأي عقل كان ، أن يفكر في الإعتراض .
حين أصر (الثاني) على إعتراضه ... قال عجيب منهيا ً الخلاف : فلان (ذاكرا ً إسم الاستاذ الثاني ) ... إذا كان هذا البحث منشورا ً في المجلة التي في يدك ، فهو صحيح ... وإن لم يكن كذلك فما تقوله خطأ !!! .
كان الأستاذ الثاني جالسا ً وهو يمسك بيده مجلة علمية جديدة قد وصلت صباح ذلك اليوم ... ويبدو ان الحقيقة التي ذكرها كانت مذكورة في بحث جديد نشرته المجلة عن تلك الحالة ... وقد قام بقرائته قبل دخوله الندوة التي كانت تقام في الساعة الثانية عشرة ظهرا ً ... بينما لم يتسنى لعجيب قرائته ... ضحك ( بطلنا ) الثاني ... وقال : نعم ... هو فيها والله !!! ... ضحكنا مما دار وافواهنا مفغورة من الدهشة ... الدهشة من هذا الرجل العجيب !!! ... الذي لم يترك شيئا ً في إختصاصه لم يقرأه ، غير المجلة التي وصلت في ذلك الصباح !!!.
هكذا تكون الثقة ... وهكذا تكون علمية التعليق .

تعليق العرب وتأثير الصحراء :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبت مقالا ً في سلسلة مفاهيم بعنوان ( الصحراء ) ... نشرت الجزء الأول منه ... ولم أكمله بسبب تعليقات البعض ... وعدم إستيعابهم لما يقال ... كانت غاية المقال بيان تأثير البيئة الصحراوية على الشخصية ، وطريقة التفكير العربية ... وسأعود للموضوع حتما ً لأهميته القصوى في موضوعنا .
هنا سأوضح تأثير الصحراء على العربي المهووس بالتعليق على كل شيء بدافع الدهشة والفضول .
الصحراء إمتدادات لا منتهية من الرمال الصفراء العارية ...بيئة لها لونٌ واحد هو الأصفر ... مادة واحدة هي الرمال ... شجرة واحدة تظهر احيانا ً هي النخلة ... حيوان واحد ٌ هو الجمل ... طعام واحد هو التمر ... طريقة وحيدة للعيش هي الغزو ... عامل جغرافي واحد هو الرياح العاصفة ... و مقدس ٌ واحد ٌ هو الماء !!! .
من نتائج فقرالطبيعة القاسي هذا ، إندهاش العربي من أي شيء مختلف عما تعودته عيناه !!! ... فصار يندهش حين يرى أي لون آخر غير الأصفر ... ويندهش حين يرى صخرة ً ، أو شجرة ً ...أوحين يلمح طائرا ً ... أوحين يرى حيوانا ً غير الجمل ... وهكذا .
ولعدم وجود ما يتسلى به في هذا العالم المجدب الكئيب ... صار يُسَلـِّي نفسه بالحديث عن أي شيء يمر به !!! ... ويؤلف عنه القصص أو ينظم الاشعار حين يعود إلى قومه ... وسيضيف عليها أضعاف الحقيقة بالتأكيد ليزداد سامعوه إنبهارا ً .
ينظم الشعر في النخلة التي يراها ( كمطيع ابن اياس ) !!! ... ويتخيل قصة مع الذئب الذي يلمحه ، أو يضيف عليها (كالفرزدق ) !!! ... ويؤلف قصة للصخرة التي يمر بها في طريقه ( كالأصمعي ) !!! ... وغير هذا ، ألوف من الأمثلة لشعراء وقصص وظواهر يعجز عنها العد .
هذه الفضول إنتقل من اجدادنا إلينا ... فصار العربي المعاصر يعلق على كل شيء يراه في طريقه ... فينشغل ُ بكل ما يعني الناس ... وينسى نفسه !!! .
يمرُّ بسيارة صفراء فيلتفت إلى رفيقه قائلا ً : ( كيف إشترى هذا الغبي سيارة ً صفراء ؟؟؟... هل يوجد من يركب سيارة صفراء !!!... أنا لا يعجبني اللون الاصفر ) !!! ... وربما سيرد عليه صديقه بأنها جميلة وهو يحب اللون الأصفر ... فيختلف الإثنان ... وقد يتشاجران ... ويعود كل منهما إلى منزله منفردا ً!!! .
وحين يمر ببيتٍ له سورٌ واطيء ، يعترض على إرتفاع السور ... أو يعبر عن إعجابه او عدم إعجابه بتصميم البيت ... أو يشتم البستاني الذي زرع الأشجار في الحديقة ... وحين يرى طفلا بقميص ٍ أزرق يعلن رفضه لإرتداء الأطفال للون الأزرق !!! ..وهكذا .
لا يكاد يمر بشيء دون ان يكون له حصة من فضوله وتعليقاته !!! .
هذا النوع من تأثير الصحراء إنتقل إلى مستخدمي المواقع الإجتماعية العرب ... فصار العربي يدخل صفحتك ... ليس بصديقك ... لا تعرفه ولا يعرفك ... ولا يدري ما الموضوع ... وربما لا يقرأه ... فيعلق على مقال قد نشرته ( بأنه طويل) ويخرج ...هكذا بكل صفاقة ... وكأنك كتبته له ... وقطعت عليه طريق بيته وطلبت منه ان يقرأ المقال ، أو يدفع غرامة بدل عدم قراءته !!! ... وأغبى ما في الموضوع ، أن النص ، أي نص ، لا يوصف بانه طويل او قصير من قبل القاريء الجيد ... بل يوصف بمهم أو غير مهم ... جيد او غير جيد ... جميل او غير جميل ... وهكذا .. أما طوله فغير مهم إذا إستحسنته ... فأنت غير مطالب بقراءته دفعة واحدة ... أما الطول والقصر فموضوع يهم الطالب في الإمتحان لأن لديه وقتا ً محددا ً ... أو المحرر في صحيفة لان لديه حيزا ً محددا ً .
آداب التعليق :
ـــــــــــــــــــــ
للتعليق شروط أساسية لا يجوز تجاوزها بأي حال من الاحوال ، وسنستعرض أهمها :
1. الإذن ... ومعنى هذا أن تكون مأذونا ً بالتعليق على الموضوع ؟؟؟ ... ففي المحاضرة يجب أن تكون مدعواً إليها إذا كانت محاضرة خاصة ... أو معنيا ً بموضوعها ، في توجهاتك على الأقل ، إذا كانت عامة ... أو أن تكون أحد أصدقاء الصفحة في الفيس بوك ... أو أحد المشار إليهم في المقال ... أو ممن يعنيهم موضوع المقال في الأقل .
2. هوية المعلق ... لا بد أن تكون هوية المعلق معلومة ... فتـُعرِّف بإسمك ... وبعض ما يعطينا فكرة ً ما ، عنك ... خصوصا ً في الندوات المهمة ... فالآراء وقيمتها ، ومصداقيتها ، تعتمد فيما تعتمد ، على أصحابها ... ومدى تأثيرهم في الوسط العلمي والأخلاقي ... ومدى الرصانة القيـَمية والعملية والموضوعية لتاريخهم ... ولا يجوز لمن يـُعـَرِّف نفسه ب (عابر الليل ) أو ( ابن الرافدين ) أو (بطل الاسلام ) أو( نجمة السحر) أو اي هراء ٍ مشابه ان يعلق ... فقد يكون مدسوسا ً للإساءة إلى كاتب النص المعروف ... أو إلى تدمير قيمة أخلاقية قد تناولها النص ومحاولة إضعافها بالتهريج وتشتيت الإنتباه ... او يقوم بما تحفل به الكثير من الصفحات من تسقيط سياسي للخصوم ... ونشر إفتراءات وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان ... وتنم عن ضحالة غريبة وإنحطاط لا حد له سواء في شخصية الناشر أو القاريء المصدق ... والغريب أن اكثر من يمارس ذلك هم مدعوا الثقافة ... وبعض المتعلقين بحبال واهية تربطهم بالفن أو الإعلام أو الأدب ...فتراهم يفتتحون عشرات الصفحات ليشتموا بعضهم ... وينثروا أزبالهم ... ويـُشيعوا قيمهم البائسة ... وهنا أدعو جميع أصدقائي إلى حذف هذه الأسماء ... وعدم تشجيعها ... والدعوة إلى إشاعة النور في ليل الفيس بوك الكالح الكئيب .
3. لغة التعليق ... إذ يجب أن تكون هذه اللغة مفهومة ً للحضور ... مؤدبة ً ... علمية ً ... رصينة ... فاللغة الغير أخلاقية... والسوقية ... والوضيعة ... تدمر معايير الأخلاق ... و تحطم ما تبقى من روابط نظيفة في المجتمع ... وتكون قدوة ً سيئة خصوصا ً لصغار السن واليافعين ... ناهيك عن تدميرها العلاقات والروابط الاجتماعية والانسانية التي تربطك بمن تتحاور معه ... وبين الفريقين اللذين يمثلهما المتحاوران ... وتعمق بينهما العداوات ... والغريب أن الإعلام أكثر من يسعى لتدمير هذه اللغة ... ويشيع فساد الأخلاق وإنحطاطها بين الناس ... وليس أدل على هذا من برنامج ( الإتجاه المعاكس) في قناة الجزيرة ... والذي يشتري ذمم التافهين بحفنة من الدولارات ليشتموا بعضهم... ويـُسَقـِّطوا بعضهم ... ويضربوا بعضهم ... ويقدموا فاصلا ً تهريجيا ً لا يليق إلا بالقرود ... بل يشترط مقدم البرنامج عليهم ذلك ، قبل دخول الأستوديو !!! ... وإلا ، هل من المعقول ان تخلو أمة العرب بكاملها ، من شخص ٍ محترم يظهر في البرنامج ؟؟؟ .
إنحطاط مستوى جميع من ظهر في البرنامج إلا الندرة ، دليل أكيد على توجه القناة ، وعلى وجود مثل هذا الإشتراط ... ولا أستغرب إلا ممن يوافق على المشاركة في هذه البرامج وحضورها ويدعي انه محترم ... أو صاحب قضية !!! .
4. زمن التعليق ... لهذا مفهومان ... الأول أن تلتزم بالوقت الذي خصصته إدارة الندوة ، بالإتفاق مع المحاضر ، للتعقيب أو إبداء الملاحظات أو النقاش في آخر المحاضرة ... فتنتظر إنتهائها ... ولا تقاطع المتكلم ... وحين يحين وقت التعليق تطلب الإذن بالتحدث ... وبعد موافقة رئيس الندوة ... تـُبدي ملاحظاتك التي تلتزم بالنقاط الأخرى .
الثاني ... أن تلتزم بالوقت الذي يمنحه لك مدير الندوة، إذا كنت في ندوة ... فترتب افكارك وتعقيبك بحيث لا تتعدى الزمن الذي تقرره لك المنصة ... أو المتفق عليه للجميع قبل فتح باب التعليقات .
5. موضوع التعليق ... موضوع التعليق يجب ان يكون مرتبطا ً ، وبشدة ، بموضوع المحاضرة .. أو المقال .. أو النص .. أو الرأي .. أو الحديث ... ولا يجوز بأي شكل من الأشكال الخروج من الموضوع .
6. علمية التعليق وموضوعيته ...يجب ان يعتمد التعليق على الحقائق العلمية الثابتة في ذكر الأدلة ... وعلى المنطق وحسن الإستدلال في الإستنتاج ... في الجزء الأول من مقالي ( ماذا يجري في العراق ) ، ذكرت سويسرا كمثال على الدولة التي تقع بين عدوين هما المانيا وفرنسا ... وقلت انها حافظت على حيادها في جميع الحروب التي وقعت بين هاتين الدولتين طيلة خمسمائة سنة ... فجاء أحد التعليقات معترضا ً على إختيار سويسرا !!! ... وإعترض على إعتبارها نموذجا ً ... وكأننا نطمح ببلد افضل من سويسرا !!!... ولا ادري اي بلد في العالم الآن افضل من سويسرا ؟؟؟ ... البلد الذي تم إختيار إحدى مدنه ، وهي زيورخ كأفضل مدينة للعيش لمدة 9 سنوات متتالية آخرها عام 2009 ... هذا مثال على اللا منطق وعدم الموضوعية ... والغريب أن نفس التعليق إدعى أن أثنين من علماء الإقتصاد الكبار والحائزين على جوائز نوبل في الاقتصاد هما من ابتكر نظرية ( الصدمة والرعب ) العسكرية ... وهذا غير علمي وغير صحيح ... وإدعى ايضا ً ان الدول الغربية وأصحاب رؤوس الأموال ، هم من جعل سويسرا حيادية لوضع أموالهم فيها ... وهذا غير صحيح لأن سويسرا حيادية منذ 1512 ... مجمل القول ... أن الرد والرد المضاد ، على طريقة السجال ، مع تعليقات لا منطقية كهذه ، ستشتت الموضوع الرئيسي ... و تضيع الجهد ... والزمن ... وتخرب كل شيء ... ولهذا إمتنعت عن الرد حينها ، لكي لا أحول المقال إلى مهزلة ... وأضيع قيمة المقال ... على أمل ان أعود للموضوع في مقال منفصل .
7. الإلتزام بآداب الحديث بشكل عام ... مثل عدم المقاطعة ... وعدم رفع الصوت ... و تقليل لغة الجسد إلى أقصى حد ممكن ، كتحريك الايدي مثلا ً ... وإستخدام المفردة النظيفة ، والمؤدبة ، والمحترمة .
8. حيادية الادلة ... حين يتحاور إثنان يجب أن يتجردا تماما ً من أدلتهما ، و مواقفهما ، وقناعاتهما المتضادة قبل الحوار ... وينتقلا لأرض ٍ محايدة يتوازن فيها الحوار ... وتتكافأ الادلة ... ويتحرر العقل من قيود الإنتماء والعاطفة ، إلى رحابة العلم والإنفتاح وقبول الآخر ... فما تمنحه لأراء الآخر من إحترام ، ينعكس على أرائك مثله ... وما تفرضه على آراء غيرك من تسفيه ، سيفرض على آرائك ما يوازيه .
أكثر من يثير إستغرابي في هذا الموضوع حوار المسلمين مع غيرهم ... حيث يحتج المسلم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية لإثبات رأيه ... دون ان يفكر ان الطرف الآخر يعترض عليها ولا يؤمن بها ... ولو آمن بها ، لإنتفت الحاجة للحوار اصلا ً ... وعلى المسلم ان يعتمد على ادلة عقلية اخرى ... فالأدلة المستخدمة يجب ان يؤمن بها الطرفان .
9. يرى بعض الأصدقاء أن علينا ان لا نعير التافهين آذانا ً صاغية ... وان نهمل تعليقاتهم ... هذا صحيح .. ومهم جدا ً ... لكن يجب الإنتباه إلى خطورة النتائج المترتبة على ما يقولون ... فكثير من ضحلي الثقافة ( ينعقون وراء كل ناعق ) كما يقول علي بن ابي طالب .. وهم تماما ً كالقطيع في هذه الفيديو :
http://www.youtube.com/watch?v=eOIw_kpg97o
وهذا سبب نجاح قناة الجزيرة في بعض مسعاها ... وسبب فشل الديمقراطية والإحتكام إلى صناديق الإقتراع في دول الربيع العربي .
10. كتبت هذه المقدمة لاهميتها من ناحية ... ولإفتقار الإعلام العربي ، ومواقع الشبكة العمودية لموضوع كهذا رغم اهميته ... و أتمنى على أصدقائي من المدرسين ان يوصلوه إلى طلابهم .
11. هذا المقال هو المقدمة رقم (1) للمقدمات الثلاث التي وعدتكم بها قبل ان نتحدث في الحل الذي أعول عليه في إنقاذ العراق والمكمل لمقالات : ماذا يجري في العراق .
الدكتور حكيم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi?ref=tn_tnmn



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر النص الفيروزي ... ( 44 ) يا ريت ... إنت وانا في البيت عم ...
- مفاهيم ... ( 15 ) SAPIOSEXAL العجز الجنسي الوحيد الذي يعاني ...
- مفاهيم ... ( 14 ) ... فيروز وحديث البلد ... مباخر ٌ أم مباو. ...
- مفاهيم ... ( 13 ) ... وديع الصافي في رحاب الله هل لبنان قطعة ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 43 ) قديش كان في ناس ... الإنتظار ال ...
- مفاهيم .... ( 12 ) إختاره القدر ليكون ضحية ً ... ولكنه أبى إ ...
- مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا ا ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 2 ) لبنان وفيروز
- وصلت الرسالة ... الدور الدور الدور الدور ... موعودة يلى عليك ...
- مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) ال ...
- مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيم العبادي - مفاهيم ( 16 )... فن التعليق