أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )















المزيد.....

مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفاهيم ... ( 8 )

ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )

حكاية اسمها العراق :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تتنقل بعينيك من الفاو حتى زاخو على خارطة العراق ... وتسبر فكرَك بخيالك ، لتتأمل تاريخ هذه المنطقة في التسعة ألاف سنة الماضية ، ماذا تكتشف ؟؟؟ .
هل يمكنك أن تحصي عدد العواصم التي نشأت على هذه الأرض ؟؟؟ ... وعدد الحضارات التي سادت ثم بادت ، لتقوم أخرى منافسة لها على أطلالها ؟؟؟ .
أور ، أوروك ، أريدو ، لكش ، نيبور ، لارسا ، بابل ، نينوى ، خرسباد ، الحضر ، نمرود ، ارابيلو ، الحيرة ، سلمان باك ، البصرة ، الكوفة، الهاشمية ، بغداد ، سامراء ، كانت جميعها عواصما ً في يوم ٍ ما ... وربما عشرات غيرها !!! .
في كل مرة تسقط فيها حضارة ... يحصل في العراق ما يحصل فيه الآن ... قتلٌ ، ومذابحٌ ، وجوعٌ ، وتخلفٌ ، وخوفٌ ، وتشريد .
سنينٌ قد تطول وقد تقصر ، تهدأ بعدها الأمور ... لتنبعث إرادة الحياة والإنسان من بين الركام ، وتعود الحياة من جديد ... فيرتقي الإنسان ... ويبدع .. ويمنح العالمَ عطاياه ، على شكل حرف ٍ أو عجلة ٍ أو نظام ري ٍ أو قانون ، وربما كانت هبته داراً للحكمة أو رجلا ً كالمتنبي كذلك .
هذا هو قدره ... بين صعود ٍ وهبوط ... وشروق وأفول ... كدورات الشموس والكواكب ... وفي هذا قوة ومنعة وصلابة ضد التفتت لمن يدرك !!! ... حتى صار عصيا ًعلى الموت لما فيه من عوامل التحدي والمقاومة والإحتمال ... فقد قيل : ( ما لا يميتك يزيدك قوة ) .
. لكن هل هو كذلك على صعيد الافراد ؟؟؟
هل العراقي الذي عاش في بغداد هارون الرشيد ، مترفا ً ، مبتهجا ً ، ميسورا ً ، حتى صار مضربا ً للأمثال ... فوصفوا من يقلد أهالي بغداد بظرفهم ، وترفهم ، ونمط حياتهم ، بإنه يتبغدد !!! ...هل ذاك العراقي ، كالعراقي ، الذي عاش في العراق منذ بداية الحصار سنة 1991 حتى اليوم ؟؟؟ ... بالتأكيد كلا ... فالأول عاش فترة إزدهار حضارة ، بكل ما يرافقها من أمان ، ونعمة ، وانشراح ... والثاني عاش فترة نكوص حضارة ... بكل ما فيها من خوف ٍ ، وجوع ٍ ، وبؤس ٍ ، ومهانةٍ ، وتغرب ٍ ، ويأس .
البلدان طويلة الأعمار ... الضاربة بجذورها في عمق التاريخ ... ككبار العمر من المحاربين تماما ً ... يتمتعون بخبرات ٍ ، وتجارب كثيرة ... تحميهم في المواقف التي قد تودي بحياة المستجدين من الجنود ... هذه البلدان ، تحمل الكثير من مقومات الاستمرار ... وهي ليست كمدن الملح التي ظهرت في افريقيا في القرن التاسع عشر حين ازدهرت تجارة الملح ... وزالت بزوال اسباب قيامها .
غير أن أعمار البشر ليست كأعمار البلدان ...فهي قصيرة نسبيا ً ...وهي في الأعم الأغلب ، أقصر من عمر الكوارث ، أو فترات التراجع ... لذلك تميز مواطنوا العراق ، على مر التأريخ ، الى قسمين رئيسيين ... أجيالٌ سعيدة ، وافقت حياتها فترات ازدهار ونشوء الحضارات التي قامت على هذه الارض.. وأجيال بائسة ، منكودة ، سيئة الطالع ، مثلنا ، وافقت حياتها فترات التراجع والانهيار .

صفتان جغرافيتان جميلتان صنعتا تاريخا ً دمويا ً :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رب َّ نعمة ٍ نقمة !!!! .... فنهرا العراق أولا ً ... وموقعه ثانيا ً... وهي صفات حسنة ... كانتا وراء كل هذا التاريخ الدموي !!! .
كانت مصادر المياه العذبة أول المغريات التي وفرتها الطبيعة لتشجيع الانسان على الاستقرار ... ولذلك كان نهرا العراق ، وسهوله الخصبة بينهما ، ومنذ فجر التاريخ ، مركزا ً لاستقطاب الهجرات التي خاضت صراعات دموية مميتة في هذه المنطقة من العالم ... ومن ميزات هذه الصراعات ، ان المنهزم لا يموت ، ولا يترك هذه الأرض الغنية مهما كانت خسائره ... ... بل يتقبل تفوق الغازي المنتصر وشروطه ظاهرياً... فينكمش في بقعة من الارض بعيدا عن الضوء ... أو يتحالف مع غيره من القبائل والأقوام التي تحميه ... أو يتفتت متفرقا ً ، و ينضوي تحت أجنحة أقوام أو قبائل أخرى ... لكنه يبقى يتحين الفرص للتجمع ، والإنتقام ، واستعادة السيطرة .
أدى ذلك ، بمرور الزمن وتوالي هذه الصراعات ، إلى ظهور شعب ذو نسيج فسيفسائي غريب من مختلف القبائل القادمة من أكثر من مكان ... تتقاسم السيطرة على مدن كثيرة ، أو مراكز للنفوذ ، تتحين واحدتها الفرص لتنال من الأخرى !!! ... وجميعها تظهر نوعا ً من الخضوع للقوة المتسيدة !!! .
أما مصيبة العراق الثانية فهي موقعه الحيوي الجميل !!! .
العراق يقع على حدود الصحراء ... ويتمدد بحيوية تثير الحسد ، بين مسارين للكوارث ، تعوّد الموت سلوكهما منذ بدء التاريخ !!! ...حيث تقع الصحراء القاحلة إلى الغرب ...وقلما تمّر سنة تخلو من مجاعة !!! ... ( في القرن التاسع عشر فقط ، بلغ عدد الهجرات القبلية من السعودية الى العراق 89 هجرة !!!! . ... حنا بطاطو – تاريخ العراق الحديث ) ... وإلى الشرق ، يمر خط الزلازل المهلك ليخترق ايران من أقصاها الى أقصاها ، مخلفا ً الدمار والخراب .
أرض غنية ( لسوء حظها ) ، تقع بين قوميتين ، وعالمين ، وطبيعتين ، وواقعين ، وثقافتين ، وعنصريتين ، ومسارين مفضلين لملك الموت وتابعه الفقر ... ولاحقا ً ، فتاوى طائفتين ... وطموحين للغلبة ... صار العراق وسطا ً لصراعهما ... وحاضنة ً لتفريخهما كذلك .
والغريب أن الحظ المشؤوم لهذا البلد ، يأبى إلا ّ أن يمعن في تدميره ... ففي الوقت الذي بدأت فيه زراعة العراق بالتخلف ... ونهراه بالجفاف ... وصار ممكنا ً لشعبه ان يعيش فقيرا ً ولكن بأمان ... ظهر النفط !!!... فتجددت عوامل الصراع ... ودخل الساحة طامعون كبار ، وقوى تتحكم بمصير العالم هذه المرة ... فلو أضفت إلى كل ذلك موقعه الجغرافي الحساس ، لأصبح العراق مفتاحا ً سياسيا ً للمنطقة بكاملها ... فهو الدولة العربية الوحيدة التي تفصل العرب عن أمتين كبيرتين ، لهما أطماعهما الكبيرة في المنطقة ... ولهما تأثيرهما البالغ التأثير عليها ، إيران وتركيا .
كان من الممكن أن تصبح هذه النقطة بالذات ، مصدرا ً للقوة لا للضعف ... فتتلاحم هذه الأقوام المتعددة ، والقبائل المتنافسة ... وتلغي ما بينها من عوامل الفرقة ... وتنتمي للمكان فقط ... فيتحول إلى جنة اسمها العراق ، ولكن .

سويسرا مثلا ً :
ــــــــــــــــــــ
سويسرا ... دولة اوربية تتمتع بموقع وسط بين عدوين ... شأنها شأن العراق ... لكنها بلا موارد ... تقع وسطا ً بين المانيا وفرنسا وايطاليا ... ويتوزع مواطنوها بين اكثر من لغة ، وأكثر من طائفة ، وأكثر من قومية ... إلا أنها حافظت على حيادها منذ عام 1515.. وتمسك الجميع بسويسريتهم وعلمانيتهم ... فصارت من افضل دول اوروبا .. واستطاعت زيوريخ أن تحافظ على كونها أفضل مدينة للعيش في العالم لثمان سنين متتالية 1999 _ 2008 ...هذه الدولة التي تبلغ نسبة السكان الألمان فيها 76% ، والفرنسيين 20 % ... حافظت على الحياد في حروب عالمية كبرى كان الألمان فيها طرفا ً رئيسيا ً ولأكثر من مرة . .. ولم تحصل مشكلة واحدة بين مواطن ألماني وآخر فرنسي في حروب احتلت فيها المانيا فرنسا بالكامل !!! ..ولم تظهر كلمة واحدة في إعلام سويسرا ضد احد الطرفين .
أما نحن ، وبمنتهى التخلف والغباء ، فقد تمسكنا بقانون العشيرة أو الطائفة ، ومن ورائهما بمصالح الشرق أو الغرب ...على حساب الأرض ... وعلى حساب الحياة ... وعلى حساب مستقبل اطفالنا ... فظهر شعب ينتمي للعشيرة لا للمجتمع ، و ينتمي للطائفة لا للوطن .
هذه الصفة الرديئة ... سهلت لدول الجوار أن تفعل فعلها في تدمير العراق كبلد ... فصارت تتنازع بـشَـد ِّ ثوب العراق الممزق ... وتتلاعب بدم أبنائه ... وببسمة أطفاله ... وبشرف حرائره !!! .
ولا أكاد أعرف بلدا ً على ظهر الأرض بكاملها ... يحيط به هذا العدد الهائل من الأعداء !!! .

درس في الوطنية من الهنود الحمر :
ـــــــــــــــــــــــــــ
يقول أحد أمثال الهنود الحمر القديمة :
(( We do not inherit the Earth from our ancestors, we borrow it from our children ))
نحن لم نرث الأرض من أسلافنا ... بل قمنا بإستعارتها من أطفالنا !!!!!!!! .
هل يدرك زعماء عصابات الطوائف ، وشيوخ الغباء ، مدى الوطنية ، والبلاغة ، والشرف ، في هذه العبارة ؟؟؟ .
الإنسان ليس حرا ً في التصرف بوطنه ... الإنسان لا يملك حق بيع الوطن لمن يدفع أكثر .. ولا يملك حق تدميره ... ولا يملك حق تقسيمه ... الوطن ملك ٌ صرف ٌ لأطفالكم ... إنه وديعة تؤتمنون عليها ... ودوركم لا يتعدى حمايتها ، ونقلها من أسلافكم إلى أخلافكم ، لا تملكون حق التصرف فيها أبدا ً ... وعليكم حمايتها لتسليمها لأصحابها ... هو غير قابل للمساومة ... لا بالمال ولا بالسلطة ولا بغيرهما ... ولا قيمة لأي مقدس ٍ من دونه ... لا أن ينفذ أحدكم فيها مطامع الغريب كمن يبيع شرفه ... ويبيع عرضه ... ويبيع ضميره .
يقول السياب الكبير :
إني لأعجبُ كيف يمكن أن يخون َ الخائنون !!!
أيخون إنسان ٌ بلاده؟؟؟ .
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟؟؟ .
العراق ليس مزرعة ً لأجدادكم لتقتلوا الحرث والنسل فيه ، و تتنابحوا بتقسيمه !!! ... للعراق أطفاله الذين يملكونه ، كما يقول الهنود الحمر ... وله من يحافظ عليه ... وقدره أن يعود ، كما عاد عشرات المرات ، طيلة العشرة آلاف سنة من عمره الطويل !!! ... العشرة آلاف سنة التي لم يظهر فيها سياسيون قذرون هددوا بتقسيمه !!! .
من يدعون إلى تقسيم العراق ، لا يتعدى عددهم نسبة الواحد من مليون من سكان هذا البلد ... السابقون واللاحقون ... فمن أعطاهم حق َّ التصرف بإرث وحق كل هذه الأجيال ؟؟؟ .
لهذا البلد مئات الأجيال القادمة من أطفاله المتصالحين ... وفيه رفات مئات الأجيال من أجدادهم الذين مضوا ... وفي تاريخه ألوف من العباقرة والمفكرين والحكماء والعقلاء والأشقاء والصالحين ، ممن يرفض تقسيمه .
ثم قولوا لي كيف يمكن للطفل الذي سيكون في الغرب أن يزور أخواله في الشرق ؟؟؟ ... وكيف يمكن لمن صار زوجها في الشرق أن تزور بيت ابيها في الغرب ؟؟؟ ... وكيف ينسى ابن الموصل دماءه التي سالت في شرق البصرة ، وساقه التي بترت ودفنت هناك ؟؟؟ ... وفي أي نصف سيكون ضريح العسكريين في سامراء ؟؟؟ ... وأين سيكون ضريح الكيلاني في بغداد والزبير في البصرة ؟؟؟ .
ألا تروا معي إن الأمر لا تملكه الحكماء ؟؟؟ ... والصوت الغالب هو صوت الحمقى والأغبياء ؟؟؟؟ .

الحجي مو إلي ... الحجي للمهاويل !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدثني أحد الشيوخ الحكماء ، ممن كانوا من مرضاي في بغداد ، قال :
حين توفي الشيخ عبد الواحد الحاج سكر ، وهو من كبار قادة ثورة العشرين في العراق كما هو معلوم ... حملته وفود القبائل ، سيرا ً على الأقدام ، من بلدته المشخاب حتى مدينة النجف حيث دفن ... والطريق طويل ويقرب من 40 كيلومترا ً ... وكان الرجال كلما ساروا بضع مئات من الامتار وضعوه على الارض وابتدؤوا يهزجون بهوساتهم . ..وفي أحد المرات وضعوه بين أبي صخير والنجف وبدأوا يهزجون ... فلما تأخروا كثيرا ً وتعبت الناس سار بعض العقلاء للشيخ صكبان آل عبادي ، بإعتباره أكبر مشايخ آل فتلة ، ليكلم الناس ليحملوا الجنازة ويسيروا فقد تأخر الوقت وأقبل الظلام وقد عطش الناس وجاعوا وتعبوا ... فطأطأ الشيخ صكبان رأسه وقال بلهجته الفراتية : ( الحجي مو إلي ...صار الحجي للمهاويل !!! . ) ... ومعناها لغير العراقيين : ( الكلام المسموع صار للمهاويل وليس لي ) ... والمهوال هو الشاعر الذي يحرض الناس على القتال باهازيجه التي تسمى هوسات !!! .
حين تفلت الأمور من أيدي الحكماء تصبح بيد الصبية ، وسفلة القوم .

الطائفية :
ــــــــــــــــــــ
المصدر الصناعي في اللغة العربية ، هو الاسم الذي تلحق به ياء ٌ مشددة وتاء مربوطة ، ويحمل خصائص الاسم ... والطائفية من المصادر الصناعية ... شأنها شأن وطنية ، إنسانية ، أخلاقية ، وغيرها من المصادرالصناعية ... وهي كلمة جميلة لا تعني أكثر من وجود طائفة لها خصائصها المعينة تعيش في هذا البلد ... ومعنى كلمة طائفة هو فرقة أو جماعة : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ) ... والمفهوم لا يحمل أي بعد ٍ غير مرغوب فيه ، إلا إذا خالطته ، و لوَّثته السياسة والمصالح و إستغباء الناس !!! .
والعراق بلد طائفي بامتياز ، لكثرة طوائفه ... غير أن الشعب العراقي أبعد ما يكون عن الطائفية ببعدها السياسي !!! ... و جاهل ٌ تماما ً من يعتقد أن الشعب العراقي شعب ٌ طائفي .
سأتناول هنا طائفتين فقط من طوائف العراق ... هما الطائفتان الأحدث عهدا ً ... والأقل حقا ً في العراق ... والأكثر مشاكلا ً ... لكنهما الأكثر سلاحا ً والأطول لسانا ً ... فباقي الطوائف كالآشورية والسيريانية والكلدانية والمندائية واليزيدية ... الخ .. مسالمة ٌ و ودودة ، بل ومظلومة على الدوام ... وليس هناك أي أحمق يتهمها بعبث ، أو تخريب نظام ، أو إقتتال ، أو نهب ، أو محاولة لغلبة أو تقسيم .

الشيعة والسنة :
ـــــــــــــــــــــــ
في كلمة له في القاهرة أشار رئيس الوزراء العراقي السابق ( ابراهيم الجعفري ) الى نسبة التزاوج بين العرب الشيعة والسنة في العراق فذكر انها بحدود 29% ... وأنا اعتبرها 100 % وليست 29% ... أما كيف ؟؟؟ .. فقد فات السيد الجعفري أن يوضح ثلاث حقائق تغير كثيرا ً من النسبة التي توصل إليها :
1. جاءت هذه النسبة نتيجة اختلاط السنة والشيعة في مناطق محدودة من العراق ... هي بغداد بشكل رئيسي ... وبعض المناطق المحدودة في محافظات اخرى ... إذ تخلو محافظات كثيرة من هذا الاختلاط ... ولو كان الشعب العراقي مختلطا ً بكامله ، كما هو حاصل ٌ في بغداد ، لاصبحت النسبة أضعاف هذا دون شك ... فمن اين يأتي السنة في مراكز النجف أو الديوانية أو كربلاء ، مثلا ً ، ليتزاوجوا مع الشيعة ... ومن أين ناتي بنسبة كبيرة من الشيعة في الانبار او تكريت او الموصل ليتزاوجوا مع السنة ؟؟؟؟ .
2. النسبة تبين عدد الزيجات القائمة فعليا ً في حينها ... ولا تتحدث عن منحدر احد الزوجين ... وانا على ثقة تامة بمضاعفة النسبة لو تم شمول أبوي الزوجين بها .
. تعداد الشيعة العرب يفوق السنة بشكل كبير ... ولهذا كانت النسبة قليلة ، ولو تقارب العددان لازدادت من دون ادنى شك 3.
وبعيدا ً عن موضوع الزواج فالشعب العراقي ، يتكون في مجمله ، من عشائر عربية تنتمي للطائفتين معا ً... ولا يحدد هذا الانتماء إلا الموقع فقط ... فمن سكن شمال وغرب العراق من بطون هذه العشائر صار سنيا ً ... ومن سكن شرقه وجنوبه صار شيعيا ً ... وواضح ٌ تماما ً أثر التأثير الخارجي ، و نوعية المذهب السائد في دول الجوار على هذا التوزيع ... وأنا اعرف الكثير من العراقيين ، ممن غيروا طوائفهم بعد تغيير مواقع سكنهم !!!.

القتل على الأسماء في الهوية وحماقة البعض :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القتل في الاسلام من الكبائر ... ولكنني لم أسمع بشيء تمارسه الطوائف التي تدعي الاسلام اكثر من القتل !!! .
دعا أحد الصبية المعممين من أحد الأطراف بضرورة قتل المواطنين من الطرف الآخر ممن يحملون أسماءا ً بعينها ... وربما ظهر من الفريق الآخر من نادى بقتل مواطنين من الطرف الآخر بسبب أسماء غيرها ... وقد مورس هذا فعلا ً في مرحلة ٍ سابقة !!! .
لا يحتاج الأمر لذكاء ٍ كبير ، لتدركوا أن القاتل ليس عراقيا ً ... ومن يستهدف الطائفتين ليس منهما ... ومن ينادي بهذا النوع من القتل ليس بعراقي ... وهو ألد أعداء العراقيين ... وعلى الطائفتين معا ً ، التخلص منه بأي طريقة كانت ... فالعراقي لا يعرف تفرقة الاسماء ... وإليكم هذا المثال :
رئيس أول مجلس للحكم بعد سقوط النظام السابق ، هو عز الدين سليم ... و عز الدين سليم ، ليس سوى إسم ٍ حركي لأحد قياديي ومفكري حزب الدعوة ... وإسمه الحقيقي عبد الزهرة عثمان العبادي ... وقد استهدفته قوى بعينها في تفجير معروف وقتلوه ... ليت حمقى الطرفين يفتونني مأجورين من منهما أحق بقتله !!! ؟؟؟ .
هذا دليل صارخ على أن العراقي لا يعرف الطائفية ... ولا يعرف التمييز ... ومن يمارسها من العراقيين ، لا يمثل إلا أجندة خارجية قذرة ... فهذا الرجل يحمل اسما ً ، هو الأكثر تميزا ً عند الشيعة ... ويحمل والده إسما ً ، لا يمثل رمزاً كبيرا ً عند السنة فحسب ... بل رمزا ً خاصا ً، كان مقتله سببا ً ، في الظاهر على الأقل ... لجميع مصائب الاسلام اللاحقة !!! .
انا لا اعلم كيف صار القتل شهيا هكذا ؟؟؟ ... وكيف صار العُهرُ جهادا ؟؟؟ ... ولماذا لا يرسل شيوخ الدين الذين أفتوا بذلك بأولادهم ليفخخوا أنفسهم ؟؟؟ ... ويمارسوا توسيع الدبر لحمل المتفجرات ؟؟؟... أو يقوموا بإرسال بناتهم واخواتهم ونسائهم ليجاهدن في تمتيع المجاهدين ؟؟؟ ... ولماذا يكون الفقير ، و البسيط ، و الساذج من هذه الأمة المتخلفة ... هم وقود الطائفية ... وأولادهم من يـُقتلون ... وبناتهم من يمارسن نكاح الجهاد ... وكيف صار الحياء شيئا ً لا يعرفه أحد من مسلمي اليوم للأسف .
(( يتبع ... ))



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )