صبحي حديدي
الحوار المتمدن-العدد: 1244 - 2005 / 6 / 30 - 07:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
نشر د. يحيى العريضي، رئيس المركز الإعلامي السوري في بريطانيا، مقالة في "القدس العربي" بتاريخ 29 حزيران (يونيو) 2005 الصفحة 18، بعنوان "نحن وهذا العالم: سورية... الشجاعة صبر ساعة"، جاء فيها ما يلي: "أحد رموز المعارضة الذي جعل شغله الشاغل تقريع النظام السوري والمعروف بثقافته الرفيعة وقدراته المعرفية الكبيرة (صبحي حديدي) يقول: لو كان الخيار بين بشار الأسد وأمريكا سأكون مع بشار الأسد ألف مرة".
ولقد صُعقت حقاً حين قرأت هذا الكلام، لأنه بلا أدنى ريب لا يمثّلني إطلاقاً، ولا يعبّر البتة عن مواقفي التي يعرفها كلّ مَن سمع منّي أو قرأ لي، ولم يسبق لي ــ ومن غير الممكن الآن أيضاً ــ أن أفكّر ضمن هذه الثنائية القاصرة الخاطئة: إمّا بشار الأسد، أو أمريكا!
وإذ يدهشني تماماً أن ينسب د. العريضي مثل هذا الكلام البائس لي، فإنني لا أجد مناصاً من التذكير بخلاصة موقفي:
ـ أنّ بشار الأسد ليس ضدّ أمريكا، وهو جاهز للتعاون معها، سائراً بذلك على هدي أبيه؛
ـ وأن وأمريكا لم تكن عدواً لنظام حافظ الأسد، بل سنداً له في المنطفة عموماً وفي لبنان خصوصاً؛
ـ وأنّ ألعاب الشدّ والجذب الراهنة، التي تجري اليوم على السطح الدبلوماسي، لا تعبّر عن تفاهمات الباطن العميق، ولا تمسّ معطيات المعادلة السابقة.
ولهذا فإنني لا أرى يوماً أجد فيه نفسي واقعاً في حيرة بين خيار أمريكا (رأس إمبراطورية العدوان والغزو والهيمنة الكونية، وراعية الدكتاتوريات وأنظمة الفساد والإستبداد هنا وهناك في العالم)، أو خيار بشار الأسد (رأس نظام الإستبداد والمافيات والفساد في بلدي سورية).
وإنني، استطراداً، أجزم تماماً بأنني لن أكون مع بشار الأسد رُبع مرّة... فكيف بألف مرّة!
#صبحي_حديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟