أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبحي حديدي - إسكندرية كافافيس














المزيد.....

إسكندرية كافافيس


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


«أمواج سكندرية» مجلة ثقافية إلكترونية (www.amwague.net)، يصدرها فرع ثقافة الإسكندرية كما يقول التعريف، تمزج المادّة الجادة (كالبحث النقدي في الإبداع السردي عند المرأة السكندرية) بالمادة المنوّعة (الفنون والرياضة والأسرة)، وتلك الثقيلة (أثر القرآن في الأمن النفسي) بأخرى خفيفة (كما في المادة عن الشاعر الفكاهي المصري إبن سودون، صاحب البيت الشهير: عجبٌ عجبٌ هذا عجبُ / بقرة تمشي ولها ذنب).
وقد عثرت على الموقع عن طريق المصادفة، في سياق بحث عن الشاعر اليوناني الكبير قسطنطين كافافيس (3681 ـ 3391)، حيث نشرت المجلة ملفاً مميّزاً بالفعل، احتوى على دراسات وترجمات شعرية وألبوم صور وتقريراً عن الشريط التسجيلي «بعد الساعة التاسعة» الذي أنجزه السينمائي السكندري الشاب عماد مبروك. والملفّ أعاد، في عنوانه، التذكير بواحد من أبرز الأسئلة الشائكة التي ظلّت تكتنف نتاج كافافيس حتى يومنا هذا: هل هو شاعر الإسكندرية؟
ومن الإنصاف أن أقتبس هنا روحية السجال التي أرادها التحرير من خلال طرح ذلك السؤال الشائك: «لا خلاف على القدرات الفنية الكبيرة التي امتلكتها موهبة كافافيس الشعرية الفذة. لكن الإسكندرية نفسها مدينة سحرية. مدينة ذات ألف وجه. لا توجد إسكندرية واحدة. توجد أكثر من إسكندرية. فإذا كانت رباعية [لورانس] داريل أو شعرية كافافيس قد عبّرت عن أحد وجوه المدينة، فهي لم تعرف الوجوه الأخرى العديدة. وعند هذه النقطة يثور الخلاف حول أهمية كلّ وجه من الوجوه، وأهمية كلّ إسكندرية من السكندريات العديدة الموجودة على نفس الأرض».
هذا كلام عادل في تقديري، حتي إذا كان المنطق العامّ فيه يسري على أية مدينة التقطها أيّ مبدع: ثمة في كلّ مدينة أكثر من وجه وصورة وقاع وسطح، بل ثمة من تجلياتها ما يكفي كلّ قلم وعدسة وريشة وبصر وبصيرة. وفي كتابه الممتاز «إسكندرية كافافي: دراسة في أسطورة متواصلة»، يثير الناقد الأمريكي إدموند كييلي طائفة معقدة ومتشابكة من الأسئلة التي تنبثق من، وتدور جوهرياً حول، ذلك السؤال الأكبر: أية إسكندرية تلك التي تسكن شعر كافافيس؟
هل هي إسكندرية ذلك المنفيّ الهيلليني القادم إليها من القسطنطينية، في قصيدة «المنفيّون» التي عُثر عليها عقب وفاة الشاعر، بعد ألف عام من أوج بهائها في عصور البطالمة، وقبل ألف عام من ولادة كافافيس في شارع شريف باشا، حين كانت الجالية اليونانية السكندرية تعيش عصرها الذهبي؟ أم هي «الإسكندرية التي ما تزال تسير على هواها إسكندرية» كما يقول المنفيّ ذاته، حين يميل إلى رفع المكان إلى مصافّ مدينة المخيّلة، والمدينة التي تستجيب أكثر للرمز الأعلى وللنمط الكوني؟ أم هي الإسكندرية التي لا يكمن سرّها في ما كانت أو ما أصبحت عليه في الماضي السحيق أو الوسيط أو الحديث، بل في أنها ــ لا كما تفعل أية مدينة أخرى حديثة حسب إدموند كييلي ــ «مخلوقة مدن شعرية نُحتت على صورتها، وتحاكيها ما أمكن، أو حتى ما يجب أن يكون، في الجوهر»؟
إنها، في كلّ حال، تلك الإسكندرية التي التقطها كافافيس في عشرات القصائد، ولكنه توغّل خصوصاً في عمق روحها الكونية حين كتب «الإله يخذل أنطونيو»، والتي اختار سعدي يوسف سطرها الأخير عنواناً للترجمات البديعة التي أنجزها من شعر كافافيس، وكان لها أثر حاسم فوري في ذائقة الشعر والشعرية العربية: وداعاً للإسكندرية التي تفقدها. أو في الرائعة الأشهر «المدينة»، في ترجمة سعدي أيضاً:

لن تجد بلاداً أخرى
لن تجد شاطئاً آخر.
هذه المدينة ستتبعك.
ستطوف في الشوارع ذاتها.
وتهرم في الجوار نفسه،
وتشيب في هذه المنازل نفسها.
سوف تنتهي دائماً إلى هذه المدينة.
فلا تأملن في فرار:
لا سفن لك
ولا سبيل.
ومثل ما خرّبتَ حياتك هنا
في هذه الزاوية الصغيرة،
فهي خراب أنّى حللتْ.

وهذه، لا ريب، المدينة التي قادت كافافيس إلى مجازات أخرى عن الساحل السوري، وأنطاكيا، وصيدا، وبيروت... أليس هذا بعض سرّ، وسحر، المدن الكونية التي ترحل بالمخيّلة إلى مطلق مديد من الإستعارة المفتوحة؟



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور الأوروبي الموحد وانحطاط الحلم إلى ردّة
- وما أدراك ما القراءة
- سورية والجوهري هذه الأيام: عود القمع على بدء الاستبداد
- مواطَنة فخمة
- السعودية: عنف يتفاقم، مأزق يستحكم، ونظام يتآكل
- تحية إلى المؤتمر السادس لحزب الشعب الديمقراطي السوري
- من طروادة إلى بغداد
- بلير والولاية الثالثة: الناخب أعطى، وثاتشر أخذت
- أبقار نووية
- بشار الأسد بعد الإنسحاب من لبنان: اختبار النار؟
- العراقي الطائر
- القيادة السورية: أيّ انقلاب أبيض يصلح البنية المستعصية؟
- غسان كنفاني... شكراً
- أمثولة مجزرة قانا: الماضي جثّة ثقيلة على صدر الحاضر
- مَن يعبأ بالصدى؟
- السودان والقرار 1593: مَن يتذكّر رادوفان كراجيتش؟
- سياسة الروح
- أيّ تغيير «من الداخل» تريد واشنطن في سورية؟
- «أشغال» الوكالة
- قمّة الجزائر: هل يمكن للنظام العربي الرسمي أن ينحطّ أكثر؟


المزيد.....




- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...
- هنا رابط مباشر نتائج السادس الإعدادي 2025 الدور الأول العلمي ...
- سوريا الحاضرة من نوتردام إلى اللوفر


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبحي حديدي - إسكندرية كافافيس