أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صائب خليل - حيث ليس لأحد ان يكون صغيراً














المزيد.....

حيث ليس لأحد ان يكون صغيراً


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 09:37
المحور: حقوق الانسان
    


يسقط معظم الناس في السلبية التامة, وتصيبه حالة انهيار قد تؤدي به الى الانتحار حين تلم به مصيبة هائلة كتلك التي وقعت لصديقي عبد اللطيف الذي كتبت لكم عنه اكثر من مرة سابقا. (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39950 )
اما هو, فيثير دهشتي المرة بعد المرة بروحه الهائلة القوة. بدلا من الانكفاء والانزواء وراء احزانه المخيفة وكوابيس ليله الطويل, صمدت روح المبادرة الجريئة, بل ونمت في نفسه بعد تلك الكارثة, وهاهو مشغول بلا توقف بالتفكير بمساعدة الاخرين من ابناء وطنه. ان حب الوطن عنده لم يتراجع بعد ما حدث له فيه, بل اقول بثقة انه نما وزاد قوة. ان لطيف اصدق تجسيد لمقولة رسول حمزتوف الرائعة:

" في الموقف الذي نحن فيه, ليس لاحد ان يكون صغيراً"


فيما يلي الخطاب الذي القاه لطيف في ذكرى استشهاد عائلته بمدفع الدبابة الامريكية.


بسم الله الرحمن الرحيم

سيداتي وسادتي الاعزاء

لا استطيع ان اصف امتناني لكم جميعا وانتم تتحملون هذا العناء الكبير لتحضروا في هذا المكان وفي هذا الظرف الصعب. بالتاكيد سيكون لهذا الحضور اثرا بالغا في نفسي ما حييت.

اعزائي قبل عام و في مثل هذا اليوم وهذه الساعة وبعد ان اشتد القصف قرب المحافظة حيث داري وكان ابن خالتي احمد معنا والذي يسكن جلولاء وله ستة اطفال وكان صديقا اضافة الى كوني خاله , راى احمد ان ياخذ العائلة الى بيت اخي في بغداد والعائلة هم , زوجتي سعدية حسين 47 عاما وهي ابنة عمي ومنذ فتحت عيوني على الدنيا كانت هي.

وابنتي اماليد البكر وعمرها واحد وعشرون عاما وهي طالبة كلية علوم حاسبات السنة المنتهية. عندما كنت اسالها صغيرة ماذا تحبين ان تعملي في المستقبل تقول اعمل بطلة, فاي شرف مهني تبحث عنه صغيرتي .
اما اغاريد فعمرها 19 تسعة عشر عاما في السادس علمي وقد مثلت العراق في مؤتمر حقوق الانسان في لندن والذي افتخر بها جميع الموفدين المسلمون عندما القت كلمتها وقد قال لها احد الحضور المسلمين , لقد اعطيت صورة المرأة المسلمة التي نريد ان يعرف حقيقتها العالم.
واناهيد وعمرها 18 عام وفي السادس علمي هذه الزهرة البيضاء التي كانت تدس الادعية والايات في كل جيب من جيوبي, وتكتب القصة القصيرة, وفي جميع قصصها كانت تحلم ان تجد مكانا في السماء وليس في الارض , واحمد الله ان استجاب لدعوتها.

وجمان عمرها اريعة عشر عاما وفي الصف الرابع الثانوي وكانت مهتمة ببرامج معينة في الحاسبة وقد حققت تقدما كبيرا في هذه البرامج و كنت اتنبأ بمستقبل باهر لها, لكني لم اتوقع ان تحصل على هذه المكانة الرفيعة.
وافنان في الخامس الابتدائي وعمرها عشرة سنوات… هذه الشاعرة الصغيرة واليكم قصيدتها التي القتها في مستشفى البتول للاطفال وهي مسجلة في تلفزيون ديالى وهنا نسخة من تسجيلها محفوظة على سي دي
(( قصيدة افنان ))
فهل يعرف القاتل اي جرم ارتكب!

ويوسف : الصغير الغالي العزيز ابن التسعة اعوام الذي كلما ضامني الضيم وخنقتني محنة العراق الجاء الى اخمص قدميه اقبلهما فاحس انني اغتسلت بماء دجلة والفرات وديالى لاريح عني صدء الساعات والايام , و ما كان لي ان اتصور يوسف تكسر ساقه وانا ابقى حيا فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.

فكيف تعاملت مع الامر وانا بهذه العاطفة القاتلة؟

كان هناك شيخ مسن في الكروية اسمه وثاج الصالح ( رحمه الله ) روى لنا قصة بقيت عالقة في ذاكرتي تقول بان طيرا يعيش على نبعة بردي في الماء ( يقف عليها و اتخذها موطنا له) وعندما تهب الريح تدفع نبعة البردي وتغطس, يبقى الطير ينتظر بروزها ثانية فوق سطح الماء ليقف مرة ثانية واثناء انتظاره كان يردد (وطني..وطني..وطني).

اعانك الله ايها الطائر فانها قصبة بردي نمت قبل ايام وسكنت عليها واحببتها بهذا الشكل فما اقول انا… انا الذي احتفظ بشجرة ادم في ارضي .. وكيف لا يكون هذا الوطن معوضا لي عن يوسف وافنان وعائلتي وكل الخسارات؟

سادتي هل عرفتم سر قوتي انه الايمان بالله وحبي لوطني وحرصي على وحدة شعبه وترابه وعلى هذا فليتنافس الشرفاء و من يعمل العكس فلا شرف له وكائنا من يكون! ان من يحاول زرع الفتنة وبكل اشكالها والفرقة وبكل لعناتها فانه محتقر ومنبوذ وملعون الى ان يرث الله الارض وما عليها. هذا ما نذكر به جميع قادتنا الذين تفلت الكلمات من بعضهم دون ان يعلم ما مدى ما تخلفه من دمار وانه لأرحم احيانا ان تستخدم القنابل على رؤؤس الناس بدل الجمل اللامسؤولة .

اخواني وضع البلد لا يحتمل جمل الجهلة فلنقف بقوة بوجه السن الجهلاء الذين ينمو فوق تربتهم كل اشكال العفن النكري والدمار.

ان البلد بحاجة الى تضمد جراحه ليقف على قدمين فكيف تضمد الجراح … هذا متروك للعقلاء .

اعود الى عبد اللطيف … واطمأن كل احبابي باني قوي بالله وبكم ولذلك اعلن من هنا بأن فقداني لعائلتي لم يمنعني من التفكير كيف ننهض من جديد و بحدود امكانياتي ساقترح مايلي وسانتظر مشورتكم لقسم من الاقتراحات.

** هنا يقدم عبد اللطيف اقتراحا لنصب لشهداء ديالى, ومجموعة جوائز سنوية تقدم للمبدعين في خدمة الوطن كل حسب اختصاصه, و لاشجع من يدافع عن مبادى الانسان وقيمه, وينهي اخيرا خطابه هكذا:

"وأخيرا, اخواني, من احتفظ لنا بشي من الحب والوفاء ومن اراد ان يؤاسيني في محنتي هذه ومن تمنى ان تعود لي عائلتي واحضن اطفالي من جديد فليخبرني ماذا افعل لاجل وحدة البلد وبناء البلد , والتفكير بحكمة بالغة كيف يمكن ان نخرج البلد من هذا الليل الحالك, والسلام عليكم"



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتان من العراق
- كيف تستفيد من الحاسبة بافضل شكل لكتابة مقالتك؟ 1- استعمال وو ...
- انا اقول لكم كيف ننقذ ابو تحسين
- هل يمكن تثبيت نسبة تمثيل للنساء في البرلمان بمادة دستورية؟
- لا مفر من اتخاذ مواقف واضحة
- مشروع الدستور الديناميكي
- ابو الاوٌلة ما ينلحك
- مقترحات ضامنة للديمقراطية وادامة الدستور
- هولندا في دوامة التصويت على الدستور الاوربي
- الفتنة- لادواء لها سوى المبادرة
- اكتب لتقرأ جيدا
- ما رأيك بهذا اللون الناشز القبيح الخالي من الذوق؟
- لقاحات ضد الجنون: 1- الكلمات المفتاحية – التطبيع مثالا
- الديمقراطية والصدامية - من يجتث الاخر اولا؟
- دع الخجل وابدأ النفاق: دعوة عاجلة
- حكمة من روما القديمة الى بغداد الجديدة
- القطيع والراعي الجديد
- انليل: ذات صباح رطب في روتردام
- لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون
- سيف ديموقليس الجديد


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في جورجيا من أجل -أوروبا- وضد مشروع قانون -ا ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صائب خليل - حيث ليس لأحد ان يكون صغيراً