أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - صائب خليل - سيف ديموقليس الجديد














المزيد.....

سيف ديموقليس الجديد


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:24
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


يتحدث الرئيس الطالباني اليوم, عن احراج من تنفيذ الاعدام ان حكم صدام به ويتحدث غيره عن ابدال الحكم بسجن مؤبد. ورغم اني لست من المتحمسين لعقوبة الاعدام عموما, وقد تكون عقوبة السجن المؤبد اكثر قسوة من الاعدام, لكن هناك اسئلة ملحة تفرض نفسها, وتضطرني للشك بان دوافع هذه الحملة انسانية بحتة, اومحرجة للسيد الرئيس.

فاي احراج في تنفيذ قانون لحين تغييره؟
ومن يضمن اي شيء "مؤبد" في هذا العراق المضطرب الذي لايعرف فيه احد ما سيحدث له غدا؟
وهل لم يضطر الرئيس الطالباني الى اللجوء الى مثل تلك الاحكام القاسية في حياته سابقا, وهل كانت مبرراتها اقوى من هذه؟

في البداية كان دور صدام ذبح الشيوعيين العراقيين, وعندما انتهى منها كانت مهمته القضاء على مشروع الوحدة العراقية السورية. وحين اتمها على احسن وجه, اعطوه مهمة تدمير ايران وحكمها الذي لم يناسب اسرائيل واميركا (والعراق معها, دون ان يقولوا له ذلك الجزء الاخير, لكنه فهمه متأخرا), اضافة الى تفويت فرصة بناء البلدين حين تضاعفت اسعار النفط, وكانوا يقدمون له من المساعدات ما لايفوقها الا مساعدتهم لاسرائيل, حين كان يضرب الايرانيين والاكراد بالكيمياوي. ولما انتهى من ذلك ومازال حيا, خدعوه ليدخل الكويت ويشرخ ما بقي من تقارب بين الشعوب العربية ويبرر دخول قواتهم الى السعودية والكويت, وليكملوا قصف العراق واعادته الى فترة ما قبل التصنيع, حسب تعبيرهم .

ولكي تبقى جيوشهم في الخليج بلا اعتراض تركوه حيا, ثم استعملوا وجوده مبررا لتجويع الشعب العراقي وابادته دون ان يعترض العالم, واخيرا كان الحجة لدخول قواتهم الاخير الى البلاد.
لكن ادوار هذا الممثل لم تنته بعد. فهاهم يريدون الاحتفاظ به تهديدا مؤبدا للشعب العراقي وهو في سجنه ليبقى جيشهم في العراق مؤبدا هو الاخر.

بعد فترة وجيزة من "عاصفة الصحراء" زارني صديق من استراليا, وكان الاعلام في العالم وقتها يلوم بوش الاب لانسحابه من العراق بعد عاصفة الصحراء, وتركه صدام يحيا, بل تحدث الكثير عن مساعدة الامريكان المباشرة له على ضرب الانتفاضة. تحدثوا عن اسباب فشل بوش في اكمال "عمله" والقضاء على صدام, وانها غلطة العمر..الخ من التحليلات غير المقنعة الا لجمهور "مؤمن" مسبقا بطيبة السياسة الامريكية.

قدم لي صديقي نسخة من مجلة نيوزويك كان قد قرأها في الطائرة, واستأذن اخذها ليريني اياه. العدد كان يحوي مقالا قصيرا بعنوان " سافل بغداد" (The Villain of Baghdad ) ل " فريد زكريا" (FAREED ZAKARIA ), مدير تحرير الشؤون الخارجية في المجلة. اقتطعت صفحة المقال واحتفظت بها, يقول فيها:

" نعم هناك اغراء بالتخلص من صدام, لكن الحقيقة هي انه يخدم المصالح الامريكية"
" لو ان صدام حسين لم يوجد, لكان علينا ان نخترعه. انه مسمار تثبيت السياسة الامريكية في الشرق الاوسط. لولاه لكانت واشنطن تتعثر في رمال الصحراء."
" واهم من كل ذلك, لولا القلق من صدام حسين, لنمت مشاعر العداء لامريكا في الشوارع العربية"

ثم يعلق فريد زكريا على لوم بوش الاب لانه " فشل" في التخلص من صدام اثناء حرب عاصفة الصحراء فيقول :
" ليست السياسة الخارجية ضربة مفردة, بل عملية مستمرة. ان ادامة تواجد امريكي طويل الامد في الخليج امر صعب في غياب تهديد محلي"
" لكثرة مشاكله, فان الشرق الاوسط بوجود صدام مقلم الاضافر, لكن القادر على التهديد, يساعد على تأمين مصالح اميركا"
" تخيلوا مصير السياسة الامريكية في الشرق الاوسط, بدون صدام حسين وحركاته "

يقال ان ديونيسيوس, وهو ملك قد عاش قبل 2500 عام في سيراكوسة في صقلية, اراد ان يحقق امنية لاحد تابعيه يسمى ديموقليس, الذي اراد ان يصبح ملكا ولو ليوم واحد. لكن الملك اشترط شرطا واحدا. ان يضع فوق رأس ديموقليس سيفا معلقا بشعرة حصان واحدة. هكذا عاش ديموقليس يومه الملكي تحت رعب ان تنقطع الشعرة ويسقط السيف عليه ويقتله.

هناك مصلحة اكيدة للبعض في ان لايعيش الشعب العراقي, ولو ليوم واحد, دون ان يكون فوق رأسه حفنة من سيوف ديموقليس تحدد خياراته وتوجه اختياراته!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية يارة الصامتة
- بياع الخواتم وصحبه الكرام
- مهمات الحكومة القادمة: لكل معركة خيولها
- من يخجل مِن مَن؟ : دعوة لتجربة احترام طوعي للقانون
- هل كان السادات متخلفا عقليا؟
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص
- التعامل الفعال مع ازمة الاردن
- الطلبة والعصابات والنكتة الايرانية: حول احداث جامعة البصرة
- تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام
- لبنان يكتشف دواء للسرطان
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح
- ليس من السهل على ابو مازن ان يكون في شجاعة السادات
- رهان الديمقراطية الخطير
- سياسيون مصابون بنقص الحضارة المزمن: حول الشغب السياسي العراق ...
- من قررت ان تنتخب؟
- خطوط على وجوه المدن العظيمة: اثار الجيش الامريكي في بابل


المزيد.....




- أميركا تدرس استقبال فلسطينيين من غزة كلاجئين
- الأمم المتحدة منزعجة للتعامل -الفظ- مع محتجين في جامعات أمير ...
- مؤسسة خيرية بريطانية تحذر من خطر ترحيل أطفال اللاجئين إلى رو ...
- حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا وفق الأمم المتحدة
- ما العواقب التي قد تترتب على صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتن ...
- منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة تحذر من عواقب اجتياح رفح ...
- منظمة الهجرة تعلل سبب مغادرة اللاجئين السوريين للبنان بوتيرة ...
- الجيش الإسرائيلي يحول عددا من مدارس غزة إلى مراكز اعتقال وتع ...
- هكذا تعتمد إسرائيل على المقاتلين الأجانب في ارتكاب جرائم حرب ...
- إعدام -قاتل البحيرة- في مصر..كيف يرى القانون جرائم رد الفعل؟ ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - صائب خليل - سيف ديموقليس الجديد