صباحكم تظاهرات وديمقراطية

حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 15:09
المحور: كتابات ساخرة
    

صباحكم تظاهرات وديمقراطية

باعتبار اننا في بلد ديمقرطي
وباعتبار اننا ديمقراطيون جدا الى حد النخاع
وان الديمقراطية جاءتنا برا وبحرا وجوا ومن كل حدب وصوب
فمن الطبيعي ان يمارس المواطن حقه الديمقراطي
في التظاهر والاحتجاج والاعتصام والتنديد
والهوسات والصراخ والسب والشتم والفشار
أ لسنا ديمقراطيون في بلد ديمقراطي ؟
فمنذ اكثر من عامين يخرج العراقيون كل يوم سبت في تظاهرات في كل ساحة وميدان
بعد ان جعلت الحكومة الله يحفظها في العراق الجديد
السبت عطلة مرادفة للجمعة لان البعض يحبون ان يسبتون
ولان الجمعة صارت مخصصة لزيارة القبور التي تكاثرت في عراقنا الديمقراطي الجديد .. ولاداء صلاة الجمعة وسماع خطبتيها واكل المسكوف القيلولة والتعلولة
فاصبح السبت مخصصا للتظاهرات فقط والتقاء الاحباء والاعداء والفرقاء بمناسبة التظاهرات
اقول ومنذ اكثر من عامين والتظاهرات على قدم وساق ولكنها تظاهرات بعين واحدة مخصصة فقط لالغاء رواتب النواب المتقاعدين والذين سيتقاعدون
طبعا هذا حق مشروع وطبيعي وهو المطالبة بالانصاف والعدالة والمساواة في بلد يعاني اهله الفقر رغم ان ميزانيته المتوقعة لهذا العام تبلغ 160 مليار دولار .. وشاهد على خيرات هذا البلد وكثرة المال ( المطشر والسايب ) فان ميزانيى مكتب السيد رئيس الوزراء فقط هي 4 مليار و600 مليون دينار ..
ولكن يبدو ان مشاكل العراق السياسية والامنية والاقتصادية والطائفية والاجتماعية سببها كلها هو رواتب النواب المتقاعدين فقط
ومن هنا ادعو السادة النواب المتقاعدين والذين سيتقاعدون الى التنازل عن تقاعدهم وكافة مستحقاتهم ويرحمونا ويرحمون انفسهم من هذه التظاهرات التي تحولت الى حراك عدواني تحريضي ومناسبة للسب والشتم .. فان كانت مشاكل وازمات ومعاناة بلدنا كلها ستنتهي وتحل بالغاء رواتب البرلمانيين فياليتهم ينقذوننا ويتنازلون ..
واكيد فاننا لن نحتلج بعدها الى خروج تظاهرات ضد
الحكومة الفاسدة والفاشلة والديكتاتورية واقطابها ووزرائها
ولن نحتاج الى تظاهرات ضد اللصوص والسراق والحرامية نهاب المال العام والمطالبة بمحاسبتهم ومعاقبتهم
ولن نحتاج الى تظاهرات للمطالبة بالكشف عن الاموال المنهوبة والمسروقة والمهربة واستردادها
ولن نحتاج الى تظاهرات ضد تجار الدين ووعاظ السلاطين المنافقين والدجالين
وتظاهرات ضد الاحزاب الدينية واحزاب السلطة التي جيرت الدولة ومؤسساتها لخدمة احزابها وانصارها
ولا نحتاج الى تظاهرات تندد وتطالب بوقف نزيف الدم اليومي الذي يرتكبه الارهابيون والعصابات والمليشيات وارهابيو السلطة ومشعلو الفتنة الطائفية من ازلام السياسة والسلطة
ولن نحتاج الى تظاهرات ضد سوء الخدمات والفقر والبطالة وانتهاك الحقوق والحريات
ولن نحتاج الى تظاهرات ضد الطائفيين والمحرضين عليها وعلى الفتنة
ولن نحتاج الى تظاهرات ضد العملاء والخونة الذين اسلموا العراق وارادته وقراره وسيادته بيد المحتلين والاجانب وباعوا ارضه ومياهه وخيراته وثرواته وشعبه وتضحياته للاجانب
ولن نحتاج الى تظاهرات ضد التدخل السافر والاستفزازي والمعيب من قبل دول الجوار في شؤوننا السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية

اكيد جدا جدا جدا اننا لن نحتاج الى تظاهرة بعد ان تلغى رواتب النواب المتقاعدين لان كل مشاكلنا ومشاكل بلادنا ستحل وسنتحول الى بلد ينعم بالخير والرفاهية والسعادة والامان في ظل العدل والمساواة ووطن ينعم بالحرية والكرامة وسنشهد ديمقراطية وحكومة وطنية نزيهة شريفة عادلة محترمة

فاستحلفكم بمقدساتكم وما تؤمنون ايها البربمانيون تنازلوا او الغوا تقاعدكم فانني متيقن انكم ان فعلتم ذلك سنتحول الى جنة الله في الارض او نصبح سويسرا او باريس او دبي ..
( خلصونا ) واجعلوا العراقيين يعودون الى بيوتهم واعمالهم لانكم تعطلون حياة البلد الاقتصادية والمصانع والمعامل وتعطلون التنمية والتقدم والازدهار والبناء والاعمار .. فالعراقيون مشغولون بحرب داعش من جهة .. وبالحرب ضدكم من جهة اخرى لانكم اصبحتم وداعش صنوان كما هو في لافتات التظاهرات ..


حيدر نواف المسعودي
18 فبراير 2014

#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل