أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي حسن - مشروع سيفيتاس مرآة لواقع الشتات















المزيد.....

مشروع سيفيتاس مرآة لواقع الشتات


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 05:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


أين مؤسساتنا؟. أين اتحاداتنا؟. أين فصائلنا؟. أين منظمة تحريرنا؟. أين مجلسنا الوطني؟. أين، وما هو دورنا في النضال الوطني الفلسطيني؟. هي أسئلة الفلسطينيين في الشتات الممزوجة بالألم والحسرة لما آل إليه واقع الحال في الشتات نتيجة لسياسات وأوهام ومصالح وتقاعس وعجز المتحكمين بزمام االحركة الوطنية الفلسطينية على اختلاف اتجاهاتهم، الذين ساهموا جميعا وكل بحسب قدرته وموهبته ومن موقعه في تحويل واحات النضال الفلسطيني إلى صحراء تتناثر فيها بضع مؤسسات وفصائل ولجان أهم ما يميزها انفضاض الجماهير من حولها وانعدام الثقة بها؟!
أمام هذه الحقيقة المرة لواقع الشتات لم يكن بالامكان إلا أن تعلوا الأصوات بين الفينة والأخرى من هنا وهناك ومن هذا المثقف أو الفصيل أو ذاك مطالبة بضرورة إصلاح وتفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها، واستعادة دورها اتجاه شعبنا، كل شعبنا سواء في الداخل أم في الشتات, ولكن.. ناديت إذ ناديت حياً ..لا حياة لمن تنادي؟!
في هذا السياق أتى مشروع الأكاديمية الفلسطينية الدكتورة كرمة النابلسي المسمى " سيفيتاس" ليثير الأسئلة الآنفة الذكر عينها، محاولاً - وبخلاف الأصوات السابقة – الانتقال من مرحلة مجرد الصراخ إلى مرحلة البحث العملي عن الاجابات من خلال آليات عمل ربما تكون جديدة، وربما تشكل واحداً من المفاتيح التي تحتاجها ساحات الشتات لفتح أبواب الاصلاح الموصدة؟ وهنا لا بد من الاشارة مسبقاً إلى أنه لا يشغلني كثيراً المخاوف التي يثيرها البعض حول نوايا ودوافع المشروع – مع قناعتي بمشروعيتها من جانب وبلا واقعيتها من جانب آخر- بقدر ما تشغلني أسئلة المشروع وآليات عمله.
يقول المثل الشعبي :"المكتوب مبين من عنوانه" و من عنوان مشروع سيفيتاس " أسس المشاركة: الهياكل المدنية لمخيمات اللاجئين والجاليات الفلسطينية في بلدان الاغتراب " نستشف السؤالين المهمين الذين يطرحهما ويحاول الاحاطة بهما، والاجابة عليهما، الأول: كيف ينتقل الفلسطينيون اللاجئون في الشتات من موقع المتفرجين على قضيتهم وما يدور حولها ويحاك ضدها إلى موقع المشاركين الفاعلين فيها؟ والثاني : ما هي المؤسسات والأطر والهيئات التي يحتاج إليها اللاجئون لتمكينهم من خدمة قضيتهم و جعل مشاركتهم في المشروع الوطني الفلسطيني أكثر فاعلية؟
لن أتحدث هنا في تفاصيل مشروع سيفيتاس لأنني تناولت هذا الموضوع في مقال سابق بعنوان" حول حق العودة ومشروع كيفيتاس نقاش مع بلال الحسن" وقد نشر في عدة مواقع الكترونية" الحوار المتمدن، مجلة فلسطين...."
ولكنني سأتناول بإيجاز إحدى الأفكار الرئيسية التي استند إليها معارضوا المشروع في رفضهم ومحاربتهم له وهي أنه يتجاوز كل ما هو قائم؟ وبالرغم من اعتقادي بأن المشروع ومن خلال وثائقه، لا يدعوا إلى تجاوز ما هو قائم وأقصد الفصائل والمؤسسات واللجان، بل ربما يساعد في تدعيمها وتطويرها وتفعيل دورها ، فإن هذه الحجة ضعيفة وسطحية و مردود عليها؟
ربما يكون مفهوما أن يعارض هذا المشروع أولئك الذين أوصلوا عن عمد الواقع إلى ما هو قائم عليه الآن من ضعف وترهل وتشتت وتهميش وضياع وتدمير للمؤسسات على خلفية حسم الخيار باتجاه التنصل من الشتات والتضحية به لصالح الانتقال إلى الداخل والتركيز على تخديم مشروعهم في الدولة المسخ المسماة مستقلة؟. فهؤلاء يدافعون عن ما هو قائم لأن أهم ما يميزه هو العجز عن مواجهتهم وكشف حقيقة مشاريعهم. وبالتالي ليس لهم أي مصلحة في تجاوز وتطوير ما هو قائم. أما أن تأتي المعارضة وتحت نفس الذريعة والحجة من قبل الذين طالما انتقدوا الحالة التي وصلت إليها الساحة الفلسطينية في الشتات، وطالما انتقدوا من أوصلنا إليها، وطالما تنادوا بضرورة تطوير وتفعيل وإعادة الحياة لمنظمة التحرير وللمؤسسات، فإن هذا حقاً يدعونا إلى الدهشة والريبة، والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الموقف والعقلية السياسية التي يفكر بها أصحابه؟. ما هو هذا القائم البديع والفريد الذي يخافون تجاوزه؟. إنها فصائل وطنية فلسطينية – على اختلاف مشاربهها وأيديولوجياتها- تتميز بازدواجية خطابها، فبينما تعلن عن رفضها التعاطي مع أي تسوية تنتقص من حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، نجدها عملياً تتساوق مع أوسلو وتبعاته، وتسارع لحجز مقعد لها على طاولة ما يسمونه الحوار- بينما الحقيقة أنه إملاءات- في القاهرة التي يرفرف فيها العلم الاسرائيلي دون أن يشير أحد من المتحاورين ولو ببنت شفة إلى حقيقة دور النظام المصري؟ وينسحب نفس الأمر في عدم اتخاذ أي موقف من الدور السلبي للأنظمة العربية اتجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ويمكن القول أن كافة الفصائل في الشتات- لا تمتلك ويبدو أنها لا تريد أي برنامج للنهوض بالوضع الفلسطيني- لم يكن حالها في يوم من الأيام وباعترافها أسوأ مما هي عليه اليوم؟!
وإضافة إلى الفصائل هناك بضع مؤسسات شكلية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي لم تعد تحتفظ بشيء يمت لدورها وواجبها اتجاه شعبنا بصلة اللهم إلا اسمها؟! وعدد من اللجان الناشطة في حق العودة التي دخلت مبكرة في أزماتها، ولا نعرف إن كانت ستخرج منها أم لا ، ومتى سيكون ذلك؟ ؟
لقد بات واضحاً أن دعوات من ينادون بالاصلاح هي فعلاً مجرد صرخات في الهواء؟ وهي لإراحة ضميرهم أمام شعبنا من خلال الكلام عن الاصلاح والكلام فقط وهو أضعف الإيمان؟ وربما يعتقد هؤلاء أن دعوات الاصلاح والتغيير هي حكر لهم وممنوعة على غيرهم، وطرحها من خارجهم يعني تجاوزهم ؟. إن دعاة الاصلاح بموقفهم هذا يضعون أنفسهم من حيث يدرون أو لا يدرون في خندق أعداء الاصلاح؟ ويخدمون بوعي أم بغير وعي مشروع تهميش الشتات؟! إن هذه الطريقة في التعاطي مع موضوع الاصلاح والتغيير تذكرني بحالة الفصام المصابة بها منطقتنا العربية ونظمها السياسية؟! فالأنظمة ومثقفوها يطبلون ويزمرون صباح مساء بضرورة التغيير والاصلاح، ولا يقومون بأي خطوة جدية لتأمين نجاح ذلك، والحقيقة أنهم لا يريدون تغييراً ولا إصلاحاً، ولذلك عندما تأتي دعوات التغيير والاصلاح من خارجهم، وتكون دعوات صادقة وجدية وعلمية وقابلة للتحقيق نجدهم يسارعون إلى رفضها ومحاربتها وكيل التهم لها والتشكيك بدوافعها. ويصبح العزف المبدع شاذا لمجرد أنه يأتي من خارج جوقتهم؟
أختم بالاشارة إلى أن النتائج الأولية للمشروع بالنسبة للمناطق التي عمل بها قد بدأت بالظهور، ويمكن الاطلاع عليها من خلال زيارة موقع المشروع على الانترنت، وقد بينت هذه النتائج مركزية قضيتين بالنسبة للاجئين وهما حق العودة ومنظمة التحرير حيث عبر اللاجئون عن التمسك بهما. فهل ستريح هذه النتائج معارضي المشروع؟ ولكن النتائج الأخرى لمشروع سيفيتاس التي ربما لم يكن يقصدها أو يفكر بها تجلت في أنه شكل مرآة جديدة كشفت مرة أخرى بؤس الحركة السياسية وأداءها ، والعقلية التي تديرها في الشتات.



#سامي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول حق العودة ومشروع كيفيتاس نقاش مع بلال الحسن
- البطالة في سورية .. واقعها .. أسبابها .. آليات الحد منها
- نصف الحقيقة - تعقيب على جورج كتن
- الوجه الغائب لبيروت
- في تهميش الدور السياسي للمرأة
- لا زيوان البلد… ولا الحنطة الجلب
- في مفهوم الواقعية السياسية..الموقف من المقاومة والديموقراطية ...
- ممكن جداً
- !حلان..أحلاهما مر
- بعد احتلال العراق..اسرائيل الى أين؟
- انتخابات الرئاسة الفلسطينية
- المؤسسة الفلسطينية....بعد رحيل عرفات
- انتخبو البرغوثي


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي حسن - مشروع سيفيتاس مرآة لواقع الشتات