أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي حسن - !حلان..أحلاهما مر














المزيد.....

!حلان..أحلاهما مر


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن تعقد اللوحة وتعدد وتناقض القوى الفاعلة والمتصارعة في العراق، تجعل من الصعوبة بمكان الإجابة القطعية بنعم أولا، على واحد من أهم الأسئلة المطروحة اليوم على المسرح السياسي وهو: هل ستنجح أمريكا في العراق؟. ولمقاربة الإجابة الصحيحة، لا بد من تحديد معايير النجاح أو الفشل، وهي كما أعتقد ترتبط بمدى تحقيق وخدمة الأهداف الأمريكية المباشرة والاستراتيجية من احتلال العراق، والتي لم تعد خافية على أحد، والمتمثلة في السيطرة على النفط العراقي إنتاجاً وتسويقاً، والتحكم من خلاله، وهو الذي يشكل ثلثي احتياطي النفط العالمي ، بواحد من أهم مفاتيح القوة الاقتصادية في العالم، وبالتالي تكريس الهيمنة الأمريكية، وقطع الطريق على سعي أي قوة مهما عظمت لتعديل موازين القوى والتخلص من التفرد والزعامة الأمريكية للعالم، واستثمار النجاح في العراق لمتابعة تنفيذ الخطة الأمريكية الهادفة إلى إضعاف وإخضاع دول المنطقة، وإزاحة كل من يقف عقبة أمام فرض تسوية للصراع العربي الصهيوني تحقق أولاً وأخيراً مصلحة إسرائيل وعلى حساب الأمة العربية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ناهيك عن الأرباح التي ستجنيها أمريكا من وراء عملية إعادة الإعمار والاستثمارات والمشاريع في العراق ، وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد الأمريكي المتعثرة.
على الجانب العراقي يمكننا القول أن تحقيق الديمقراطية واحترام كرامة وحقوق الإنسان وتحسين الظروف المعيشية، وحدها يمكن أن تقنع الشعب العراقي أن الاحتلال الأمريكي أفضل من نظام صدام حسين البائد، وهنا يكمن المأزق الأمريكي؟! فالنتيجة واحدة سواء قدم الأمريكان للعراقيين ما يطلبونه أم لا!
لا شك أن فشل أمريكا في تحقيق المطالب العراقية، والتي أعتقد أنها تتناقض مع مصلحة وأهداف وسياسة أمريكا، أو محاولة الالتفاف عليها مثلما هو حاصل في موضوع الانتخابات سيدفع العراقيين إلى تطوير وتصعيد المقاومة، وإعطائها الطابع الشعبي، وامتدادها لتشمل كل العراق. وإذا كانت الدماء التي تسيل من أنف أمريكا لن تدفع بالأمريكان للانسحاب من العراق حسب تصريح سابق لوزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد، فإن سيلان الدم من الأنف والفم والعيون مثلما هو حاصل اليوم، سيجعل الأمر مختلفاً ، وسيكون للشعب الأمريكي عندها كلام يختلف عن كلام وزير دفاعه.. ؟! إنه الانسحاب الذي لن يكون هزيمة عسكرية لأمريكا في العراق وحسب، وإنما انسحاباً من الزعامة والهيمنة على العالم، وسوف تتجلى تأثيرات ذلك الانسحاب- الهزيمة في المستويات السياسية والاقتصادية والمعنوية كافة، داخل أمريكا وخارجها، فالاستراتيجية الأمريكية اتجاه المنطقة والعالم تكون قد فشلت، ومسلسل إعادة رسم خريطة المنطقة على الطريقة الهوليودية الأمريكية سينتهي دون أن ينهي الحلقة الأولى منه، والشركات المساهمة في الإنتاج ومنها إسرائيل سيصيبها الإفلاس؟! ولا شك في أن أمريكا تعرف وتدرك كل ما سبق أكثر من غيرها، لذلك فليس أمامها إلا أن تقدم للعراقيين ما يريدون، وهنا يكمن الشق الآخر من المأزق الأمريكي؟!
فأمريكا لم تستنفر كل إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية والإعلامية، ولم تقف في وجه العالم وتستعدي شعوبه لخوض هذه الحرب، ولن تضحي بجندي أمريكي واحد ، كرمى لعيون الديمقراطية وتحسين شروط الحياة للعراقيين،؟! ولا بد لها أن تضمن من حيث النتيجة ما يلي:
1- فرض اتفاقيات ومعاهدات اقتصادية وعسكرية تضمن استمرار هيمنتها على العراق، واستغلال موارده
2- ضمان أن يكون للشركات الأمريكية حصة الأسد في الاستثمارات الجديدة في العراق، وفي إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
3- إن سياسات الليبرالية الاقتصادية الجديدة في العالم والتي تقودها أمريكا لا بد وان تفرض في العراق، فوصفات صندوق النقد الدولي جاهزة للتطبيق، وسياسات الخصخصة قد بدأت فعلاً مع بدء الاحتلال ، وتحول العراقيون إلى جيش من العاطلين عن العمل.
4- استعادة تكاليف هذه الحرب أضعافاً مضاعفة، ولن يكون مصدر ذلك إلا النفط العراقي، وعلى حساب العراقيين
5- استفادة إسرائيل من الوضع الجديد في العراق سياسياً واقتصادياً
إن إشاعة الديمقراطية في العراق وما تعنيه من حرية تشكيل وعمل الأحزاب والمنظمات الأهلية وحرية الصحافة وتفعيل النقابات وحرية التظاهر والإضراب كل ذلك سيعيد الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي وهو ما سيدفع باتجاه تطور نوعي لدى العراقيين ، فكراً وممارسة وكفاحية، وسيفتح عيونهم المفتوحة أصلاً على حقيقة أن مصلحة الشعب العراقي تكمن في التخلص من الاحتلال، وبناء عراق جديد بنظام سياسي ديموقراطي مستقل عن أمريكا وغير مرتهن لها ولسياساتها المختلفة، وغير ملزم بما يمكن أن يكون قد فرض عليه من اتفاقات ومعاهدات سياسية واقتصادية وعسكرية، عراق يسيطر فيه العراقيون على ثرواتهم دون مشاركة مع أحد، وهذا سيعني هزيمة لأمريكا لأنه يتناقض مع المصالح الأمريكية والأهداف التي شنت من أجلها الحرب.
إن احتلال أمريكا للعراق قد وضعها في موقف لا تحسد عليه، فهي كمن يبلع الموس على الحدين، وأمامها حلان أحلاهما مر.



#سامي_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد احتلال العراق..اسرائيل الى أين؟
- انتخابات الرئاسة الفلسطينية
- المؤسسة الفلسطينية....بعد رحيل عرفات
- انتخبو البرغوثي


المزيد.....




- مسيرات أوكرانية تُهاجم موسكو قبل -يوم النصر-.. وزيلينسكي يُح ...
- قبيل زيارة شي جينبيغ.. غارة أوكرانية على موسكو تجبر مطارات ا ...
- انفجارات متعددة تهز بورتسودان مجددًا.. شاهد آثارها
- الأول منذ شهور.. شاهد الأهداف التي هاجمتها إسرائيل للحوثيين ...
- الجيش الأمريكي يعلق رحلات مروحياته إلى -البنتاغون- تحسبا من ...
- ماذا نعرف عن سجن ألكاتراز الذي أمر ترامب بإعادة فتحه؟
- موسكو تشدد الإجراءات قبل يوم النصر... هل تخاطر أوكرانيا بهجو ...
- -تطبيق إسرائيلي- وراء فضيحة التسريبات وإقالة والتز
- ناشيونال انترست: واشنطن تبدي اهتماما كبيرا بالمعادن الأرضية ...
- إسبانيا.. تطوير جيل جديد من السفن الحربية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي حسن - !حلان..أحلاهما مر