أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر دوري - تقلبات ا لطبقة السياسية اللبنانية














المزيد.....

تقلبات ا لطبقة السياسية اللبنانية


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 04:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تتحدث قصة شعبية سورية عن قرية مسيحية ضاق سكانها ذرعاً بخوريهم ، فقرروا أن يستبدلوه بخوري آخر لكنهم فشلوا بكل الوسائل المعتادة في هذه الحالات . و بعد أن طفح الكيل معهم و لم يعد يحتملوه أكثر من ذلك لجأوا إلى طريقة مبتكرة للتخلص منه . قرروا اعتناق الإسلام.......
اتفقوا على أن يذهبوا في يوم محدد إلى أقرب قرية مسلمة ليشهروا إسلامهم عند شيخها ، ثم يطلبون منه أن يرسل معهم شيخا . لكن الخوري علم بما يخططون له فسبقهم باكراً إلى نفس القرية و أسلم لدى شيخها . و بعد وقت قصير أتت القرية بكاملها إلى نفس الشيخ و أشهرت إسلامها على يديه . ثم طلبوا منه أن يرسل شيخاً معهم ليصلي بهم . فقال لهم :
- يا لمحاسن الصدف قبل أن تأتوا بقليل أتى خوري قريتكم و أشهر إسلامه و بما أنكم أسلمتم فقد قررت أن أرسله شيخاً عليكم .
هذه هي حال الشعب اللبناني تماماً مع طبقته السياسية .............
فكلما قرر هذا الشعب أن يجري تغييراً بطريقة حياته لأنه لم يعد يحتمل واقعه ، سبقته طبقته السياسية ، التي هي سبب رئيسي من أسباب معاناته و أعلنت أنها ترغب بتغيير هذا الواقع أيضاً و تزعمت التغيير .
تحولات هذه الطبقة السياسية مثيرة للعجب . فإذا أحست أن مزاج الشعب صار قوميا تعتنق القومية مباشرة و تصبح من أشد المنادين بشعار من (( المحيط إلى الخليج )) . و إذا حدث و انقلب المزاج إلى القطرية فهي جاهزة لتتحدث عن لبنان الديمقراطي في غابة الدكتاتورية المحيطة ، و تمجد ميثاق 1943 ، و تعلن لبنان وطناً نهائيا لا يموت و جسراً للعبور من الغرب إلى الشرق دون أن تنسى التغني بالأرز !!!!
و إذا تابع مزاج الناس انحداره إلى الطائفية فلا مانع لدى الطبقة السياسية أن تصير طائفية . لا بل إن بعض أفرادها وعلى الفور يشكل مليشيات من أبناء طائفته و يبدأ يتحدث كأمير لطائفته مع أنه منذ قليل كان يتحدث باسم لبنان الموحد و قبلها تحدث باسم العروبة و ربما باسم الأممية ......!!
الأفكار و المباديء لدى أغلب أفراد هذه الطبقة كالمطاطة (( كبرها بتكبر صغرها بتصغر )) .
ومن المشاهد المثيرة للعجب لتحولات هذه الطبقة مشهد ما سمي " ثورة الأرز " . فبعض الذين كانوا يشعرون بالغثيان من ذكر كلمة الجماهير لأنها تذكرهم بالرعاع ، كما يعتبرون أن مجرد ذكر هذه الكلمة دليل على انتماء ذاكرها إلى إيديولوجيات شمولية بائدة في المعسكر الشرقي أو إلى تيار قومي غير مرغوب به ، هذا عداك عن كلمة ثورة التي كانت تشعل لديهم كل غرائز الانتقام و رغبة التدمير و تجعلهم يتحسسون مدافعهم و مسدساتهم و كل ما يمكن أن يقع تحت يدهم من أسلحة لمجرد سماع هذه الكلمة . سماع كلمة ثورة أو جماهير .........
هؤلاء أنفسهم وقفوا خطباء يشيدون بالجماهير و يدعون للثورة ، و لو كنت لا تعرفهم مسبقاً لحسبتهم من جماعة الألوية الحمراء أو من التوباماروس ، ثم و بسرعة عجيبة حرقوا الأرز بحجة أنهم يطهونه ، فحولوا ثورة الأرز إلى رماد واستخدموا هذا الرماد لتسميد مزارعهم الطائفية في معركة الانتخابات . فعاد كل منهم إلى طائفته و(( كأنك يا أبا زيد ما غزيت )) .
و الذين كانوا من أشد المدافعين عن الدور السوري و سبق أن انخرطوا مع (( الشقيقة )) بعلاقات أمنية و سياسية و علاقات بزنس ، و تغنوا باتفاق الطائف لا بل كانوا عمده الأساسية انقلبوا برمشة عين فصاروا ضد الاحتلال السوري و ضد النظام الأمني ( هم من كان يدبج التقارير ) و ضد تدخل المخابرات و صاروا يدينون حقبة ما بعد الطائف ...........الخ
لاحظ زياد رحباني في بداية الحرب الأهلية أن هذه الطبقة السياسية قد انتهت صلاحيتها و أن مكانها هو مزبلة التاريخ . كما لاحظ زياد في برنامجه الإذاعي ، الذي كان يبث في بداية الحرب الأهلية (( قولوا الله بعدنا طيبين )) ، لاحظ بعبقرية مذهلة في إحدى الحلقات أن العربة التي تحمل السياسيين إلى مزبلة التاريخ لا تمر إلا كل ثلاثين أو أربعين عاماً لذلك نصح المجتمع اللبناني يومها أن يستعجل و يتخلص من طبقته السياسية لأن العربة ستمر بعد قليل و إن لم يفعلوا ذلك الآن فإن الفرصة قد لا تتاح للتخلص منها قبل ثلاثين أو أربعين عاما. كان هذا عام 1975 ، و هذا عين ما حدث لاحقا .
النقطة الوحيدة المضيئة في كل ما يجري هي أن تمرد الناس العاديين على الفساد و النظام الأمني و التدخل المخابراتي في كل صغيرة و كبيرة و على التضييق على الحريات كان تمرداً حقيقيا سامياً و كان من الممكن أن يؤدي إلى ثورة حقيقية لو توفرت له قيادة من جنسه . لكن الطبقة السياسية التي شاركت بصناعة كل ما تمردت الجماهير عليه دارت مائة و ثمانين درجة فسرقت خطاب الجماهير و صادرته لنفسها معتمدة على أن ذاكرة الناس قصيرة . و إذا تذكروا فهم طيبون متسامحون (شعبنا طيب بينسى و بسامح ) . لكن إلى متى سيبقى شعبنا طيب ينسى و يسامح . إلى متى ...........؟؟
إن هؤلاء الشباب الذين تظاهروا اندفاعاً وراء مبادئهم ، دون أن يفكروا بمنافع أو مكاسب ،هؤلاء الشباب الذين خدعوا شر خديعة من قبل طبقتهم السياسية الحربائية ، التي حولت تضحياتهم إلى هباء منثورا، سينقمون عما قريب لما حل بهم و قد بدأنا نرى مؤشرات لذلك . أولها نسبة التصويت المنخفضة جداً في بيروت ، و الثانية التصويت للعماد ميشيل عون الذي كانت ميزته الأساسية ثباته على خطابه و مواقفه مقابل تلون الآخرين .....................



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء علاء الأسواني
- من جديد عن الحجاب ،و التقدم و التأخر ، و الغزو......
- صورة .... صورة :ذاكرة الماضي من أجل الحاضر و المستقبل
- كيف تنتصر حرب العصابات ؟ مختارات من فانون -2-
- مختارات من فرانز فانون
- الغول الأمريكي نحو مزيد من الغوص في الرمال المتحركة العراقية
- شياطين بلبوس ملائكي
- إعادة تشكيل المشرق العربي
- بسيطة كالماء ....... واضحة كطلقة المسدس*
- هل ضاعت البوصلة أم فقد القباطنة أبصارهم ؟
- الموت الرحيم على الطريقة الأمريكية
- مبدأ ساترفيلد و مبدأ مونرو
- فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟
- دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام
- الاحتلال القبيح و الاحتلال الجميل
- المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات ا ...
- انتهى درس الحداثة الاستعمارية يا غبي
- استنساخ التجربة الاستعمارية من الجزائر إلى العراق
- سلاح الذاكرة في وجه القتلة
- .........ديمقراطية السجون


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر دوري - تقلبات ا لطبقة السياسية اللبنانية