أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟














المزيد.....

فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1145 - 2005 / 3 / 23 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول النكتة إن رجلاً مر بجانب محل لختان الأطفال ، فلفت نظره أن صاحب المحل قد علق ساعة على الواجهة فحسبه مكانا لبيع الساعات . دخل الرجل إلى المحل دون أن يقرأ اللافتة المكتوبة على المحل . و قال لصاحب المحل :
- أريد أن أشتري ساعة يد .
نظر إليه صاحب المحل مستغرباً . و أجابه :
- و لكني لا أبيع الساعات............
سأل الرجل باستغراب :
- و ماذا تبيع إذاً ؟
أجاب صاحب المحل ببساطة :
- أنا أختن الأولاد .
سأله الرجل باستهجان :
- و لم تعلق ساعة على واجهة المحل إذاً ؟
رد عليه صاحب المحل باستنكار أكبر :
- و ماذا تريدني أن أعلق على واجهة المحل إن لم أعلق ساعة !!!
هذه النكتة أتذكرها يومياً و أنا أسمع تحليلات عدد من المعلقين و السياسيين العرب الذين مازال لديهم أوهام بالنسبة للسياسة الأمريكية أو يتوقفون عند مظاهر الأشياء .
بعضهم مازال يتناقش حول جدية طرح أمريكا للديمقراطية . فإذا قلت لهم إن أمريكا لا تريد سوى السيطرة على النفط . قالوا لك :
- لكنها تتحدث عن الديمقراطية و حقوق الإنسان .
فتضطر أن تجيبهم على طريقة صاحب المحل
- و ماذا تريدها أن تقول حتى تقتنعوا ؟ هل تريدون منها أن تقول إنها جاءت لنهب البترول ؟
تصور غرابة المشهد في حال حدوثه ، و هو لن يحدث ، و هو أن يخرج بوش ليقول في كلمته الأسبوعية :
- لقد ذهبنا إلى العراق كي ننهب البترول .............. !!
أو أن يخرج ديك تشيني ليقول للأمريكان الذين فقدوا أبناءهم في العراق :
- لقد ضحى أبناءكم بحياتهم من أجل مصالح شركة هاليبرتون ..........!!

وقسم آخر تحدثهم عن أن الطرف الفلاني ينسق مع الولايات المتحدة مباشرة و هذا واضح . فما معنى أنه يشيد بالاحتلال الأمريكي للعراق و ما معنى أن يزور آخر السفارات الغربية . أو أن تفتح له صحيفة معروفة الاتجاه صفحاتها ليكتب سلسلة مقالات تشيد بديمقراطية الاحتلال ( الإنتخابات في العراق ) ، ثم يقوم نفس الشخص بالكتابة ضد طرف عربي لأنه يتدخل في شؤون بلد عربي آخر . مع أنه لم يمانع تدخل الأمريكان في الحالة العراقية .
و إذا قلت لهم ما معنى أن يخرج سجين سياسي سابق ليقول إن الصورة النمطية عن الغرب المتحكم بالعالم لم تعد موجودة . و إن مصلحة أمريكا تتلاقى مع مصلحة الشعوب . و يدعي أن مصلحة أمريكا تكمن في حصول الشعوب على حقوقها ؟!!
و ما معنى قول شخص ثالث إن مصلحة أمريكا اجتمعت مع مصلحة الشعب العراقي . و يتابع قائلاً :
(( أميركا دولة مؤسسات يحكمها نظام ديموقراطي ولا يمكنها أبدا أن تتجاهل المطالب العادلة للشعوب التي تتحدث بإسمها حكومات شرعية تمثل الشعب، وقد أثبتت التجارب ذلك .........))
طبعا لا ينسى أن يذكر سامعيه أن أمريكا ضحت بمئات المليارات و بأرواح جنودها كي تخدم الشعب العراقي .
و كأن أمريكا جمعية خيرية تنفق بغير حساب . و كأن التجربة التاريخية منذ الحرب العالمية الثانية ، على الأقل ، لم تعلمنا أن لأمريكا يد كبيرة في كل كوارثنا بدءاً من زرع الكيان الصهيوني و تشريد ملايين الفلسطينين و الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني و تنظيم الانقلابات العسكرية و دعم الدكتاتوريات ، وصولاً إلى تحرير العراق من شعبه . فقد قتل حتى اليوم أكثر من مائة الف عراقي و دمرت بعض المدن بالكامل و كذلك البنية التحتية و العلمية ، و أنشأت ديمقراطية أبو غريب ..............الخ
طبعاً أصحاب الكلام السابق ، الذين يشيدون بأمريكا ، سيهزون رؤوسهم بسخرية و سيصفون كلامي بأنه من مخلفات الستينات ................
فإذا ما سقت كل ما سبق من أدلة لمحدثك ، الذي يدعي العداء للأمريكان ، على أن هناك أطراف تنسق مع الأمريكان . و أطراف تقدم أوراق اعتمادها لهم . هز كتفيه و نظر إليك مبتسماً و كأنه يقول يا لهذا الإنسان الشكاك . ثم يقول لك :
- لا لا أنت تبالغ . الشخص الفلاني يقول إنه يريد الديمقراطية و التعددية في البلد فقط . هو لم يقل إنه مع الحل الأمريكي ............
عند ذلك بما ستجيبه . و هو الذي يدعي نفسه سياسيا لا يشق له غبار ؟ بالطبع ستقول على طريقة صاحب المحل السابقة :
- و ماذا تريده أن يقول ؟!!
بالطبع لن يقتنع صديقنا أن فلاناً مع الحل الأمريكي إلا إذا قالها بعظمة لسانه . أما ما يسمى بالسياسة اللغة الدبلوماسية ، التي تقول بشكل خفي ما لا تريد قوله علناً . أو تقول بالتلميح و الإشارة و الصمت أحياناً فهذه لا يفهمونها . و ما يسمى بإرسال الإشارات من طرف إلى طرف فهذه بنظرهم أوهام لا يؤمن بها إلا من يعتقد بنظرية المؤامرة فقط ......
في حوارية جميلة لزياد رحباني ببرنامج إذاعي . تقول سلمى إنها لا تصدق أن الحزب الفلاني ضد العدالة الاجتماعية و المساواة . و دليلها على ذلك أن زعيم هذا الحزب قال عكس ذلك . يرد زياد على سلمى :
- سلمى لن تقتنع أن هذا الحزب ضد العدالة الاجتماعية حتى يخرج عضو مكتب سياسي و يقول من على المنبر ( نحن ضد العدالة الاجتماعية )
أي أن سلمى و أمثالها لن يقتنعوا أن صاحب هذا المحل ليس بائع ساعات إلا إذا نزع الساعة عن واجهة المحل و علق بدلاً عنها ......



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام
- الاحتلال القبيح و الاحتلال الجميل
- المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات ا ...
- انتهى درس الحداثة الاستعمارية يا غبي
- استنساخ التجربة الاستعمارية من الجزائر إلى العراق
- سلاح الذاكرة في وجه القتلة
- .........ديمقراطية السجون
- بغداد : الماء يشبه السلام لا تدرك قيمته تماماً حتى تفقده ( b ...
- شيطنة العدو صناعة غربية بامتياز
- ميموري منسق الحملات ضد الشيخ القرضاوي
- ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟
- كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟
- مفارقات تقرير التنمية البشرية !!!ّ
- اتجاهات الريح الأمريكية القادمة
- تقديم التنازلات للغرب بئر لا قاع له- روسيا كمثال
- ناشطون سوريون و عرب يدعون لإنشاء محكمة تفتيش دولية
- ملاحظات حول الحركة المناهضة للعولمة
- معركة الدولار من العراق إلى كوبا و تداعي الإمبرطورية
- المليار الذهبي الذي سيلتهم خمس مليارات من البشر
- فوزي القاوقجي


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟