أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟














المزيد.....

ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 09:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في ذروة عملية ثعلب الصحراء عام 1998 ،و بينما كانت الطائرات الأمريكية – البريطانية تقصف بغداد . أجاب أحد المحللين السياسيين الأمريكان عن سؤال وجه له عن هدف هذه العملية بالقول :
- لا شيء .....
و عندما طلب السائل منه أن يوضح أكثر . أكد له المحلل أن أمريكا تقصف على أمل أن يحدث شيء أو أن تتدخل العناية الإلهية لصالحها ..............
و هذا يعني عدم وجود استراتيجية سياسية تحكم الأعمال الحربية . و هذا ما يطلق عليه في العرف السياسي اسم التخبط . لأن التعريف الأقدم و الأشهر للحرب أنها استمرار للسياسة لكن بوسائل أخرى . لكن أن تصبح الحرب من أجل الحرب و أن تكون الحرب استمرار للحرب ، أي بدون أي هدف سياسي ، فهذا أمر لا ينتج عنه سوى الدمار . ليس لطرف واحد و إنما للطرفين لأن الذي يربح عسكريا في هذه الحالة قد يخسر سياسياً . ......
تذكرت هذا الموقف و أنا أشاهد تغطية إخبارية لهذا الاجتماع الغريب الذي أطلق عليه (( اجتماع الدول المجاورة للعراق )) في عمان . و أجرؤ على القول أنه إذا وجه سؤال 1998 إلى نفس المحلل لأجاب نفس الإجابة
السؤال :
- ماذا تنتظر الولايات المتحدة من اجتماع دول الجوار ؟
الجواب :
- لا شيء .
فعدا عن التنافر الغريب بين الدول المجتمعة ، و التي كانت إلى ما قبل المؤتمر بقليل تتبادل شتى الاتهامات بما يخص الوضع العراقي . و التي لو أخذها طرف واحد من الأطراف على محمل الجد لشهدنا اندلاع حرب في المنطقة بين هذه الأطراف ، أو على الأقل قطعاً للعلاقات الدبلوماسية و إغلاقاً للحدود .......
و لا أي طرف من الأطراف المجتمعة في عمان يمتلك أوراقا داخل العراق ( ربما باستثناء إيران التي تمتلك بعض الأوراق . لكن ليست كثيرة كما يتوهم البعض ) و بالتالي لا أحد يستطيع أن يقدم شيئاً للإدارة الأمريكية .
لكن ما يبدو غير مفهوم هو إصرار الإدارة الأمريكية على إجراء هذه الاجتماعات المعادة ، و التي ثبت بالتجربة الأكيدة أنها لم تفدها بشيء . فالولايات المتحدة منذ احتلالها بغداد جربت هذه الاجتماعات على المستويات الدولية و الإقليمية و على مستوى حلف شمال الأطلسي و استخدمت كل نفوذها السياسي و الاقتصادي علّها تجد مخرجاً ، عبر أي طرف سواء كان عربياً أم إقليميا أم دولياً ، دونما جدوى . و لعل مثال قمة شرم الشيخ ما زال طرياً في الذاكرة . فقد حشدت الولايات المتحدة لهذه القمة الكثير و بذلت جهداً كبيراً في سبيل إنجاحها و مارست ضغوطاً على أطراف عديدة لتحضرها . ثم لم يعد أحد لذكرها قبل أن يجف حبرها ( ربما ارتكبنا الآن في هذه المقالة خطيئة نبش القبور بنبش قبر قمة شرم الشيخ عبر الحديث عنها ) .
إذا لما تصر الولايات المتحدة على جمع هذه الأطراف ، و بعضها يخسر من رصيده بمجرد حضوره هكذا اجتماع دون أن يضيف لرصيد الولايات المتحدة شيئاً ؟ هنا نصل إلى الشق الثاني من إجابة المحلل الأمريكي السابق .
- أمريكا تفعل ذلك على أمل أن يحدث شيء أو أن تتدخل العناية الإلهية لصالحها
و كي تكتمل الصورة عليكم مشاهدة المحسوبين على الاحتلال الأمريكي و هم يذهبون إلى القاهرة علّها تتوسط مع بعض أطياف المجتمع العراقي كي يشاركوا بالانتخابات و كأن النظام المصري قد راكم رصيداً لدى المجتمع العراقي ، عبر إغلاقه قناة السويس بوجه البوارج الحربية الأمريكية ، و عبر مشاركته بكسر الحصار ، و عبر رفضه عدوان عام 1991 ........!!
أليس المشهد مضحكاً مفلس ذهب ليستدين من مفلس ؟ اليأس قد يدفع لهذه التصرفات ........
كانت المقاومة العراقية منذ البداية مدركة هشاشة الوضع السياسي في الإقليم ، و أنه لا يمتلك أي هامش مستقل للحركة بعيداً عن فلك الولايات المتحدة الأمريكية . لذلك لم تسلم أية ورقة من أوراق الصراع إلى أي طرف إقليمي أو دولي و لو فعلت غير ذلك لكانت أوراق المقاومة تباع و تشترى في هذه المؤتمرات و الاجتماعات التي تعقد هنا و هناك .
هناك معادلة إقليمية تتم صياغتها بهدوء بعيداً عن الكاميرات لكن مفاعيلها صارت واضحة على الأرض . و طرفها الأساسي هو المقاومة العراقية ، التي صارت أهم طرف مقرر في كل الإقليم .
نعود للإجابة على السؤال الأول . إذا لماذا تصر الولايات المتحدة على عقد هذه الاجتماعات ؟ و هنا تصلح إجابة عام 1998، على أمل أن يحدث شيئاً . إنه اليأس ، و اليأس ينتج تخبطاً سياسياً و هذا التخبط يجعل الآلة العسكرية الضخمة آلة للقتل و الدمار دون أن تستطيع تحويل انتصاراتها العسكرية إلى انتصارات سياسية . بل على العكس فهي تؤذي نفسها مثلما تؤذي الآخرين . فإذا أضفنا إلى صورة التخبط السياسي الأمريكي صورة مقاومة عسكرية على مستوى متقدم يضاهي إن لم يفق الآلة الحربية الأمريكية. تصبح الأزمة شاملة للجوانب العسكرية و السياسية . و هذه وصفة أكيدة للهزيمة ........



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟
- مفارقات تقرير التنمية البشرية !!!ّ
- اتجاهات الريح الأمريكية القادمة
- تقديم التنازلات للغرب بئر لا قاع له- روسيا كمثال
- ناشطون سوريون و عرب يدعون لإنشاء محكمة تفتيش دولية
- ملاحظات حول الحركة المناهضة للعولمة
- معركة الدولار من العراق إلى كوبا و تداعي الإمبرطورية
- المليار الذهبي الذي سيلتهم خمس مليارات من البشر
- فوزي القاوقجي
- نحن و الغرب
- لعبة المرايا و شباك العنكبوت بين المقاومة و الغرب
- سرقة الكلمات من معانيها : الديمقراطية و التحرير نموذجاً
- المركب الروسي الغارق
- الواقعة الغريبة التي حدثت يوم تكريم الدكتور ماجد
- وجوه تحتضر
- بين نورما خوري و أحمد الجلبي
- الأمريكاني المفلس و الدفاتر السعودية العتيقة
- عن مصر و الألم يعتصر قلوبنا : حكاية الأسد و مروضيه
- أسرى سايكس بيكو
- القط ذو الرأس الكبير في المصيدة


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟