أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن احمد مراد - الارهاب ام تقنين الفساد ايهما اكثر فتكا














المزيد.....

الارهاب ام تقنين الفساد ايهما اكثر فتكا


حسن احمد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 01:37
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تقوم الحكومة العراقية سنة بعد اخرى برفع ميزانية منظومتها الدفاعية وتخصيصاتها المالية للاجهزة الامنية بشكل قل نظيره في اية بقعة اخرى من بقاع العالم متحججة وكما جرت العادة بـ " محاربة الارهاب " وفي المقابل وسنة تلو الاخرى يقوم الارهاب المتأسلم بحصد ارواح الالاف من المواطنين الابرياء الى ان بلغ به الامر تنفيذ عمليات نوعية كبيرة وخطيرة جدا ما كان لها ان تحدث لولا التواطؤ والتعاون والتنسيق مع البعض من العاملين في عمق الاجهزة الامنية العراقية والعارفين بمسالكها والسابرين لاغوارها ،اما السادة الاعضاء في مجلس النواب وبدلا من ان يقوموا بمهامهم في استدعاء رئيس الوزراء والقادة الامنيين للوقوف جليا على حقيقة ما تمر به البلاد ركنوا الى الانزواء تارة او الى الاكتفاء باصدار تصريحات اعلامية تارة اخرى متقمصين دور مقدمي الاخبار والبرامج التلفزيونية متناسين بانهم حُمِّلوا امانة البلاد والعباد يوم قام المواطنون بانتخابهم لينوبوا عنهم ويمثلونهم في الرقابة على امور الدولة واداء الحكومة .
لقد اضحى مجلس النواب العراقي اسوء نموذج لما قد يكون عليه مجالس النواب في العالم فعلاوة على انهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب في التعاطي بشكل ايجابي مع القضايا المصيرية والحساسة ولم يرتق ادائهم الى مستوى قَسمهم الدستوري فانهم اثقلوا كاهل ميزانية الدولة العراقية بامتيازاتهم المالية التي شرعوها وفقا للقانون فدأبوا على اصدار التشريعات التي تخدمهم بشكل خاص وتضمن لهم العيش الرغيد حتى بعد انتهاء خدمتهم في مغارة علي بابا التي اعتقد العراقيون لبرهة انها بناية مجلس النواب. وبالقاء نظرة سريعة على بعض المواد من موازنة سنة 2014 لمجلس النواب سنلاحظ ارقاما قد تنزل كالصاعقة على رأس المواطن الذي لازال يجوب المدن العراقية الواحدة تلو الاخرى هائما على وجهه بحثا عن امان هنا او لقمة عيش كريمة هناك .
ربما لايعلم الكثير من المواطنين بان رواتب مجلس النواب لسنة 2014 تقدر بـ ( 32.775.000.000) مليار دينار اما نفقات الايفاد والسفر فقد قدرت بـ ( 6.850.000.000) ومخصصات الخطورة بلغت ( 59.000.000.000) والمخصصات الاستثنائية (22.275.000.000 ) واجور الخدمات الامنية (136.000.000.000 ) الحواجز الامنية( 500.000.000 ) اجور حراسة الافراد ( 134.000.000.000) مخصصات الارزاق (33.520.000.000 ) هذا عدا عن مصاريف العلاج وشراء السيارات والمصفحات والمكافأت والوقود والملابس والاتصالات الخ من ابواب الصرف التي استنزفت المال العام بشكل مخجل ومخزي والتي لا تتلائم بتاتا والمستوى المعيشي الذي يعيشه الاغلبية من المواطنين.
ولعل آخر انجازات هؤلاء السادة هو اتفاقهم على قانون التقاعد الذي صوتوا له في الآونة الأخيرة والذي يعد بمثابة الخنجر المسموم الاخير الذي يطعن به نواب الشعب ابناء الشعب ليختتموا به مسلسل الامتيازات التي يحصلون عليها على حساب الاطفال اليتامى الذين يعدون بالملايين يجوبون طرقات البلاد بحثا عن لقمة العيش ، والحق يقال ان اعضاء هذه الدورة النيابية كانوا اشد اخلاصا لاقرانهم من الاعضاء السابقين واللاحقين فشرعوا قانونا يضمن لهم ولغيرهم من النواب اكثر بكثير مما كانوا يتوقعونه في يوم من الايام ضاربين عرض الحائط آهات الملايين من الارامل والثكالى . ان هذا القانون وخاصة ما جاء في المادة 37 ليمثل تهديدا حقيقيا للمواطن من جوانب عدة لايقل خطورة عن العبوات الناسفة والمفخخات العشوائية التي تفتك بالابرياء في كل مكان فالبرلمان العراقي وكاعلى سلطة تشريعية اصبح يمارس الفساد المالي والاداري بشكل علني وعلى مرأى ومسمع من العالم وبالاستناد الى التشريعات القانونية التي يصدرها ويعمل وبشكل متعمد على خلق هوة اقتصادية كبيرة بين فئات المجتمع وطبقاته وبات واضحا ان اعضاء مجلس النواب لايعتبرون انفسهم مواطنين عاديين شأنهم شأن الآخرين وهذا يظهر بجلاء في التصريحات الاخيرة التي ادلى بها عدد من الاعضاء حول استحقاقاتهم التقاعدية معلنين ان تلك الامتيازات هي اقل ما يمكن ان يحصلوا عليه وهي حقوق مشروعة وفقا للقانون !. وقد يتوهم المواطن العادي ان الزيادة في راتبه التقاعدي قد تحسن ولو قليلا من مستواه المعيشي غير مدرك تماما ان التضخم الذي سيصيب العملة المحلية سنة تلو الاخرى نتيجة لارتفاع الموازنات التشغيلية سيكون اكبر من نسبة الزيادة التي سيحصل عليها ما يعني ان ما يقبضه باليمين سيفقده باليسار وانه سيظل يدور في دوامة والفقر والعوز حتى لو تجاوزت مبيعات النفط الحدود المقدرة لها .
وعدا عن ذلك فان هذا القانون افقد ثقة المواطن تماما بالبرلمان والسادة النواب الذين اختارهم بشكل مباشر بعد ان فقد ثقته بالكثير من الكتل والاحزاب وبرامجهم السياسية في السابق. وهذا سينعكس ويؤثر على مستوى المشاركة في الانتخابات القادمة .



#حسن_احمد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية العشائرية ..العراق نموذجا
- مستقبل العراق بين الواقع السياسي والخيارات المتاحة
- الحكومة العراقية واللاجئين السوريين
- اربيل وبغداد اين يكمن الحل ؟
- هل تحول جيش المهدي الى مسخ ؟
- ثورات الشعوب وازدواجية الدول
- ايران تعلن الحرب
- احلام الاطفال في العراق وتبجح الحكام
- حكومة اقليم كوردستان العراق خطوة الى الامام و خطوتين الى الو ...
- سوريا بين القمع والاصلاح وتهديد اوربا
- دفن فتاة قاصرة
- لم يقتل بن لادن ؟
- استمرار انتهاكات حقوق الانسان في سوريا والصمت المريب
- سوريا استبداد و انتهاكات لحقوق الانسان
- وزير التعليم والمرجع الديني سماحة الشيخ النجفي ، اين القواسم ...
- لقاء مع اورورصليبا عرموني الناشطة اللبنانية في مجال مؤسسات ا ...
- مشنقة للفن ام اغتيال للشعب ؟
- تعذيب فتاة سودانية ام جلد المجتمع البشري


المزيد.....




- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع
- النفط ينخفض مع تراجع المخاوف المتعلقة بالصراع بالشرق الأوسط ...
- كيف ينعكس تراجع انكماش قطاع التصنع على اقتصاد اليابان؟
- هل تنتهي معجزة كوريا الاقتصادية؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن احمد مراد - الارهاب ام تقنين الفساد ايهما اكثر فتكا