أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - حجي دوائك الزواج.........















المزيد.....

حجي دوائك الزواج.........


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 00:42
المحور: كتابات ساخرة
    



قبل شهر من الزمن العيادة دخل مريض ستيني العمر نحيف الجسم رسم الزمن على وجهه تجاعيد اسى الحزن ولكن ترك خلف عينيه احلام وهموم وصحة وافرة........
برفقة جاره وهو احد مرضاي الذي تشافى على يدي قبل فترة وقد كسبته وعائلته كمراجعين دائمين وهنا تحققت مقولتي التي تربيت عليها وبنيت استتراتجيتي العملية (المريض المعافى يجلب لك عشرة مرضى اخرين)وهكذا الصديق المحب يعرفك على عشر اصدقاء محبين وهكذا في متوالية التعامل مع الناس.......
المهم انا صدحت في عقلي الباطن همومه والافكار التي تراوده......
فقلت له بعد التحية والله بالخير وبحسجة فراتية ها عمي كم وحدة متزوج......
فضحك جيرانه ومرافقه وكانه عرف ما اردت قوله ....قائلا دكتور شبسرعة لكفتها زوجته توفيت منذ خمسة عشر سنة وبقى وحيدا حتى زوج اخر بناته قبل شهر.......
وقلت له كم لديك من الابناء .....
قال المريض اثنان من الاولاد متزوجان ويسكنان معي في البيت والبنات كلهن تزوجن.......
وماهي المشكلة التي تعاني منها قال ضيق النفس والتعب.....
هل لديك ضغط سكر امراض اخرى عمليات........قال لا
هل تدخن او تشرب الكحول طبيعة عملك......
قال انا اسطة بناء ونعم كنت ادخن لثلاثين سنة وتركت التدخين قبل ثلاث سنوات ولم اشرب الكحول مطلقا في حياتي.......
وبعد الفحص السريري تبين ان لديه انكماش بالرئة نتيجة التدخين السابق وهذا علاجه بسيط وهي تمارين لتقوية الرئة والتغذية الجيدة مع بعض العلاجات البسيطة.....
قال دكتور ولكن هاي الوصفات السابقة وتشخيصات الاطباء قلت ان ما تعانيه هو الوسواس المرضي الذي زرعه الاطباء وابنائك وانت صدقته لكي تتمم مهمتك في تربية وتمشية امور عائلتك الكبيرة بعد وفاة عمود بيتك وزوجتك وتبقى بدون زواج .
والان عليك بالزواج ايها العم انه تجديد للعمر ويعطيك ربيع الصحة المتجد لما بقى من حياتك.........
بعد اشهر من العلاج دخل الحجي وهو صابغ شعره الابيض بالون الاسود البراق ابو اللمعة وشاربيه المحددين بدقة متناهية ومهتم بمنظره من حسن هندام والابتسامة على محياه وهو يقول نعم ان علاجك سحري والزواج غير حياتي واعطاني بعدا اخر لحياتي ولكن اسالك دكتور بالله عليك هل علموكم في كلية الطب ان الزواج يعيد الحياة وتكتبوه بوصفاتكم الطبية........
قلت له اجلس ياعم ان الكلية تعطينا مبادى الطب والحياة والتجربة تعطينا المهارة كما انت في البناء تبدا عاملا وتصبح اسطة ثم تحاول ان تجدد تفوقك في التصميم والتخطيط للبناء وهذا ياتي من خلال عملك الكثير وهكذا نحن الاطباء تعلمنا التجارب مع المرضى
فانا عندما كنت طالبا في الرابع كلية الطب 1985توفيت احدى جيراننا وكما تعرف ان العراقيين سابقا يكنون لطالب الطبية احترام ويعاملوه مثل الطبيب فتمرض زوج المتوفاة ابو نعمة الدلال وكان ستيني العمر وهو عسكري متقاعد ولديه مكتب للعقارات في المنطقة وقد كان معلما في الكلية العسكرية وذو لياقة بدنية عالية محافظا على شبابه واصيب بنزلة شعبية التهاب قصبات حاد ولكن الاسى على زوجته جعل من مرضه يبدوا بصورة اخرى من تعبه وخموله وكان ابنه صديقي ترجاني وطلب مني ان اذهب معهم للطبيب في بغداد الجديدة.......
واول ما دخل المريض للعيدة تلقاه الطبيب المستعجل هاي شنو حجي انت كلششششششششش تعبان ومنتهي وتبعه قبل ان يحط سماعته وان ياخذ تاريخه المرضي بقائمة طويلة من تخطيط للقلب واشعة وتحاليل وهو يقول له انت تعبان حجي وحالتك حرجة.......
وبعد ان طلعت التحاليل نظيفة والتخطيط طبيعي والاشعة تبدو طبيعية وضع السماعة باستعجال مع فحص الضغط والمريض جالس وكتب قائمة من الادوية وبعدها قال منو ابن المريض وانا اراقب دون التعريف اني طالب طبية قال له صديقي نعم دكتور بشر
قال له الطبيب المستعجل ابوك حالته خطرة ويمكن مايطول ستة اشهر وعليكم بمراجعتي اسبوعيا لمتابعة حالته ..........
انا هنا انبريت له دكتور وشنو الدايكونسز (التشخيص باللغة الانكليزية)
ظل الطبيب المستعجل يتمتم نيومنيا وهارت فيلر ( ذات الرئة وعجز القلب ) وقلت له دكتور اني صدك بعدني طالب طبية بس هو اللي عنده هارت فيلر (عجز القلب ) يصعد درج عيادتك ذو العشرين درجة والعالي جدا وضحكت وطلعنا والطبيب بقى مشدوها وهو يقول (يطلع من ط ........ويعلمك الطيران) وكان الموقف يحتم علي ان لا ارد عليه...فقال مريضنا عمو رفودي مالك علاقة به انت دارس حالة الالتهاب وانطيني الدواء اللي تعرفه.......
واعطيت للمريض مضاد حيوي وقتها الاكمنتين (الاموكسكلاف وهو خليط بين البنسلين ووالكلفانك اسد ) كان علاجا حديثا وقتها في العراق وحتى عندما طلبته من الصيدلي قال لي متعجبا انه علاج حديث صارله شهرين دخل للعراق وقلت له اريد شراب مقشع وخافض للحرارة وبعد ثلاثة ايام تحسنت حالة مريضنا ابو نعمة الدلال وانا وقتها سافرت وقتها الى محافظة اربيل لانقضاء العطلة لنصف السنة والتحاقي لاكمال دراستي في كلية طب صلاح الدين (هولير) وبعد شهر من عودتي سالت عن ابو نعمة الدلال وحاله ....
قالت لي امي انه تزوج من فتاة عمرها 19 سنة يتيمة وهو يصرف على اهلها وتبنى اخوتها واخواتها وعندما شاهدني ابو نعمة الدلال كانت حالته متغيرة كثيرا والالق يملا وجهه قال لي عمي رافد تعلم من عمك وصفة مجانية الزواج يجدد العمر ويشفي الامراض وهكذا بقى ابو نعمة الدلال الى سنة 2008 حيث توفي بعد ان انجبت زوجته الثانية ثلاثة اولاد وبنتان وقتها التقيت بالدكتور المستعجل وقلت له ان مريضنا لازال سليما وتزوج ولو انه اخذ علاجك ونصيحتك وقتها لبقى يعيش وهم المرض والخوف من الموت الذي بشرته به وهكذا ياعم ترحم لابي نعمة الدلال الذي علمنا الدرس........
قال لي المريض معاتبا دكتور وين كنت منذ 15 سنة عني وانا اعيش الخوف من الوهم والمرض.......
قلت له ايها العم لا زال في العمر بقية فتمتع بحياتك وعشها كما تريد .......
رباط السالفة........هل الشعب يبقى يعيش المرض والوهم والخوف من المستقبل المظلم مع الحكومات التي تزرع فينا اليأس من الاصلاح ووهم الارهاب المزيف والفساد والتخلف ام يبحث الشعب عن عريس في يوم الانتخابات يعيد له الحياة كما اعادها لابي نعمة الدلال



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكرة عاشق
- زوج راس كوب
- بياع كلام فئة 56
- تلوث بيئي جسدي
- مرضى الوهم
- سر من اجل الزواج
- اطفالنا بين الموت بطعم السمك او الجنون بطعم الباذنجان
- الامن يشترى
- عندما يغني الطبيب
- الموت بالبسكويت
- الاصرار المعجوني
- وتستمر الحكايا
- كابوس موت الغربة
- لقد طفح الكيل
- كوامة طبية
- القدر المخفي
- يوم المرحاض العالمي عراقيا
- دعابات مطرية
- دعوة مفتوحة لنخرج يزيد من دواخلنا...............
- زيارة المالكي الى امريكا في ميزان الفيس بوك


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - حجي دوائك الزواج.........