أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خضر محجز - زيارة وفد المركزية والمصالحة المستحيلة














المزيد.....

زيارة وفد المركزية والمصالحة المستحيلة


خضر محجز

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 00:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد (زيارة) كوادر فتح من محور دحلان إلى غزة ــ التي أستطيع أن أقول، بثقة تامة، أنها لم تحقق المرجو منها لأي من الزائر والمستقبِل ــ تأتي زيارة وفد اللجنة المركزية لفتح، والاستقبال شبه الرسمي من حكومة غزة لها، لهدفين:
1ـ الهدف الأول للجنة المركزية لفتح؛ وغايته المعلنة بحث الأوضاع التنظيمية لفتح في القطاع.
2ـ أما الهدف الآخر فلحكومة غزة وحماس؛ وغايته غير المعلنة، فحص إمكانية فتح حوار جديد حول المصالحة مع رام الله.
من الواضح إذن أن كلا الطرفين يقترب من الآخر، على حذر، ويعلن غير ما يبطن:
فحماس تعرف أن محاولة فتح ثغرة، في الجدار المصمت من حولها في غزة، عن طريق محور دحلان، لم تنجح. وأعضاء اللجنة المركزية، الذين أرسلوا وافديهم إلى غزة، يعلمون ذلك ويستثمرونه. ونحن نقرأ الخبر بالصورة التالية:
فحماس ــ من جهتها ــ تريد أن تقول لحكومة رام الله، بأنها تفضل التعامل مع محور الرئيس عباس، مع أن لديها البديل!.
ولجنة فتح المركزية ــ من جهتها ــ تريد أن تعيد إلى تنظيمها في غزة، بعضاً من بهائه المفقود، خصوصاً بعد تمزقاته المتعددة، التي يحبون أن يلقوا بتبعاتها على محور دحلان.
مرة أخرى يعود الطرفان ــ فتح وحماس ــ ليغني كل منهما نفس الموال، لكن بلحن مختلف.
حماس لم تنجح في فتح ثغرة في جدار مصر، بالاتفاق مع محور دحلان، لذا فهي تريد أن تجرب الوصول إلى نفس الهدف، بالاتفاق مع الرئيس عباس، الذي يمثله وافدو اللجنة المركزية.
لكن يبقى هناك سؤالان يفضي أحدهما إلى الآخر:
هل يستطيع الرئيس عباس أن يتصالح مع حماس بصيغتها الحالية؟
وهل تستطيع حماس أن تغير من صيغتها المعلنة، لتساعد نفسها، وتساعد الرئيس عباس، في قبول التعامل معها إقليمياً؟
سنعيد فحص الجواب المحتمل لكلا السؤالين:
هل يستطيع الرئيس محمود عباس أن يتوافق، مع حماس، على سلطة موحدة، الشريك فيها تتهمه مصر بأنه تنظيم إرهابي مطلوب رأسه؟
أم هل يوافق الرئيس عباس على أن يبتلع هذا الطعم، فيضيف إلى خصومه خصماً إقليمياً هاما وكبيراً كمصر؟ أم هل تظن حماس أن بإمكان الرئيس عباس أن يبتلع هذا الطعم، مغمض العينين؟ وماذا سيكون رد الرئيس عباس على مصر، فيما لو طلبت منه تسليم بعض من ثبت تورطهم ــ من شركائه الجدد في الحكومة ــ لمحاكمتهم أمام القانون المصري؟
إنه للغمٌ شديد الانفجار، هذا الذي يحاول البعض زراعته تحت طاولة الرئيس!.
ورغم أن الرئيس عباس لا يستطيع أن يكون ساذجاً إلى هذا الحد، إلا أنه لن يستطيع أن يرفض اليد الممدودة (للمصالحة)، حتى لو قيل له إنها مصالحة ملغومة. فماذا سيفعل إذن؟
سيوافق على مشروع المصالحة، ولكنه سيشترط أن تعلن حماس براءتها من تنظيم الإخوان المسلمين المحظور، فينقل بذلك الكرة إلى ملعب الخصم.
فهل تستطيع حماس أن تناور بهذه الكرة الملتهبة، لتعيد قذفها من جديد، نحو ملعب الرئيس عباس؟
الجواب قطعاً: لا
لن تستطيع حماس أن تتخلى عن انتمائها للإخوان. وذلك هو كمين الأيديولوجيا. وذلك أحد تجليات كون الأيديولوجيا مجرد وعي زائف، لا يتعامل مع الواقع إلا بالشعار.
والنتيجة النهائية لكل هذا، أن فتح ستحافظ على تفككها وضعفها، ولن تزيدها الزيارة إلا محاولة جديدة، لترميم ما تقول إن محور دحلان قد خربه، بزيارة أنصاره لغزة.
وستحافظ حماس على وعيها الشقي، وتواصل خداع نفسها، بانتظار فرج قريب من السماء، التي نرى أنها ــ على ما يبدو ــ غير متعاطفة معها.
وسيواصل هذا الشعب المنكوب نكبته المستمرة، إلى حين ظهور رغبة جديدة جادة، لدى الأطراف، للمصالحة المستحيلة.
قلنا، في مقال سابق، بأن مصر تشعر بأن من واجبها مساعدة غزة، لكنها لا تفكر مطلقاً بأن يكون في ذلك ما يمكن أن يخدم أهداف حماس.
إن مصر تريد التعامل مع واحد من العنوانين، أو كلاهما: الرئيس عباس ومحمد دحلان.
أما حماس فلا تريد سوى أن تشق ثغرة، في هذا الاستبعاد الإقليمي، الذي لا يبدو أن نهايته قريبة.
كل الأطراف يعرف بعضها نوايا بعض. لكن لا أحد منها مستطيع أن يتنازل لصالح طرف آخر.
الطريف في كل هذا، أن بعض هذه الأطراف يسخر من وعي شعبه، ويظن أنه غير قادر على قراءة ما بين السطور المعلنة.



#خضر_محجز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس ورأس الذئب الطائرة في القاهرة
- عماء الأيديولوجيا
- تأملات في الطاغية والطغيان
- ياسر عرفات والبلدوزرات الصدئة للثقافة الفلسطينية
- أمل دنقل: لا تصالح: القصيدة والتحليل
- بعض ما يحدث في بلاد -واق الواق-
- الإسلام إسلامان
- بعد إعلان الحرب يبدأ القصف2
- بعد إعلان الحرب يبدأ القصف
- يوميات الحب والحرب
- تفاهمات القاهرة: قراءة في شروط الهدنة بين الطرفين
- الحج في بلاد الجبارين
- حول الغزاوي والضفاوي في مقالة الدكتور ناصر اللحام
- أسطورة الأدب الرفيع* للدكتور علي الوردي: عرض ومناقشة
- في بطلان طاعة الحاكم المتغلب
- زوووم 6
- الأيديولوجيا كوعي زائف
- التابو
- نظرات في كتاب حاج حمد (إبستمولوجيا المعرفة الكونية)
- زوووم 5


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خضر محجز - زيارة وفد المركزية والمصالحة المستحيلة