أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خضر محجز - الأيديولوجيا كوعي زائف














المزيد.....

الأيديولوجيا كوعي زائف


خضر محجز

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 10:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الأيديولوجيا هي بناء فكري متكامل، يدعي أنه قادر على توصيف مشكلات الواقع، ويضع برنامجاً عملياً لحل هذه المشكلات. من هنا فمن الطبيعي إذن أن تسعى كل أيديولوجيا إلى الوصول إلى السلطة، لتطبيق برنامجها، وفرضه على حياة الآخرين.
هذا تعريف مبسط للأيديولوجيا عموماً. والسؤال هو: لماذا اعتبرها ماركس نوعاً من الوعي الزائف؟.
الواقع أنها فعلاً نوع من الوعي الزائف، للأسباب الآتية:
1ـ لأنها نتاج واقع تاريخي: زمانياً ومكانياً.
2ـ لأنها نتاج فئة محدودة، لها مصالح خاصة.
3ـ لأنها مقولبة ضمن قالب نظري يدعي الكمال، ولا يقبل المناقشة.
4ـ لأنها تنظر لباقي الأفكار ومعتنقيها نظرة استعلائية، وتعتبرهم ضالين عن الحقيقة.
والآن سوف نفصل ردنا على كل نقطة من النقاط الأربع السابقة:
أولا: في ردنا على النقطة الأولى، يمكن القول ـ بكل نزاهة ـ إن الأيديولوجيا هي بناء فكري نتج في زمن مضى، وفي مجتمع محدد. ولن يكون ضرورياً اعتبار هذا البناء الفكري صالحاً لزمن مختلف ـ حتى في نفس المجتمع ـ أو في مكان مختلف: فنحن نعلم أن اختلاف الزمان أو المكان يقتضي اختلاف النظر الفلسفي. وللمتدينين أقول: إن الشافعي غير مذهبه بمجرد أن انتقل من العراق إلى مصر.
ثانياً: وفي ردنا على النقطة الثانية، نقول بأن أي فئة مفكرة لا يمكن لها ـ في الغالب ـ أن تنطلق مما يخالف مصالحها المادية. فنحن نرى الطبقات الغنية تبرر ما وصلت إليه من غنى باجتهادها الخاص. كما نرى الطبقات الفقيرة تبرر فقرها باستغلال الآخرين لها. بل إننا نرى الكسالى والعاطلين يبررون كسلهم وعطالتهم بمقتطفات (فلسفية) تحبذ الكسل. كما نرى (المتدينين الجدد) يبررون شراهتهم إلى النساء بزواج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عدة نسوة، ويبررون حرصهم على المال بغنى عبد الرحمن بن عوف، ويبررون طغيانهم بالاستناد إلى تاريخ الخلفاء غير الراشدين، ويبررون رغبتهم في السلطة بتطبيق الشريعة السماوية، التي ليست سوى أفكارهم الخاصة، منسقة بشكل مقبول وخادع... وهكذا.
ثالثا: أما الرد على النقطة الرابعة، فلا يحتاج إلى كثير كلام، لأنه لا يمكن اعتبار أي فكرة بشرية هي الحقيقة المطلقة، حتى لو استندت إلى شريعة سماوية. فكل ما يقولون عنه شريعة سماوية، سرعان ما يتبين ـ عند التطبيق ـ على أنه مجرد فهم بشري، لنصوص قد تكون صحيحة، وقد لا تكون كذلك.
رابعاً: أما الرد على النقطة الرابعة، فيمكن إجماله في دعوة إلى التأمل. أليست هذه نوعاً من الفاشية؟. أليست كل نظرة تمجد القوم أو الجنس أو المعتقد فاشية جديدة؟!. وهل يمكن القبول بالفاشية، في زمن بات فيه حلم الديموقراطية يداعب كل الأعين؟.
ونتيجة لكل ما مضى، فإن الأيديولوجيين يرفضون اعتبار الشعب حكماً له وجاهته. لأنهم ينطلقون من تعاليم النظرية فحسب، كالمعلم الذي يشفق على التلميذ، فيمنعه من اللعب بالنار، خوفاً عليه من أن يحرق أصابعه.
والنتيجة القاطعة أن الأيديولوجيات والأيديولوجيين خطر حقيقي على الديموقراطية. والواقع يقول إن الأيديولوجيين حين يمسكون بزمام سلطة ما، عن طريق صندوق الاقتراع، فإنهم سيستحلبون هذه السلطة أقصاها، لتحقيق المبادئ التي تكفل لهم دوام السلطة. أي أن السلطة عندهم تنتج أدوات ديمومتها. وبديهي أن من كان هذا شأنهم فإن التنازل عن السلطة، عن طريق صندوق الاقتراع، ليس في حسبانهم، ومرفوض من حيث المبدأ. إن الأيديولوجيين سوف يرفضون دوماً التنازل عن السلطة، تحت إرادة شعب يرونه (جاهلاً بمصلحته).
لهذا كانت الأيديولوجيا خطراً على الديموقراطية.



#خضر_محجز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التابو
- نظرات في كتاب حاج حمد (إبستمولوجيا المعرفة الكونية)
- زوووم 5
- صديقي محمد فكري الجزار
- ثأر القبيلة: الأسباب الحقيقية لاحتجاز الدكتور محمد الجزار في ...
- تعليقاً على اعتقال الدكتور محمد الجزار: عندما تتحول الجامعات ...
- كتاب مفتوح إلى المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب
- زوووم 4
- رسائل قصيرة جداً تعرف عناوينها
- مخلوقات تحسن استخراء الشيطان
- استنوق الجمل: لا يشرفني أن يوضع اسمي في قائمة تدعم الطغيان
- صورة أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
- الحرب على غزة: الأيديولوجيا و خيارات الواقع
- زوووم 3
- جماليات الثورة المصرية من منظور فلسطيني
- زوووم 2
- في طفولة نظرية الحاكمية
- قراءة في قصيدة سليم النفار، في مديح أمير قطر
- زوووم 1
- الخطابة: التأثير، المتعة، الهيمنة


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خضر محجز - الأيديولوجيا كوعي زائف