أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - غسان أكرم الدليمي - عِندما تكون محوُ الأُمية، هيَ ترسيخٌ للأُميةِ نفسها














المزيد.....

عِندما تكون محوُ الأُمية، هيَ ترسيخٌ للأُميةِ نفسها


غسان أكرم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 15:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ربما أصبحنا لانرتعِب أو نرتعِد من الأرقام التي تظهر من تلك المؤسسة أوتلك الوزارة أو من المنظمات المحلية والدولية والتي تحلل ماوصلنا اليه من حال في أغلب مفاصل حياتنا الان. ولم نعد نبحث عن الاسباب التي سببت ما آل له وضعنا اليوم فهي واضحة وجليّة ولاتحتاج ان نستجلِب الخبراء ليقيموا لنا أوضاعنا. في السنوات الاخير بدأ الكثير من اهل الاقتصاد والتنمية المجتمعية والمختصون بشؤون التربية والتعليم يهمسون في اذاننا عبر الأعلام اننا مقبلون على كارثه زلزاليه والتي ستطمس كل معالم المجتمع العراقي. فقد اعلنت وزارة التخطيط العراقية أواخر العام المنصرم ان نسبة الأمية بين العراقيين البالغين هي 18% ورغم ان هذا الرقم المفزع قد اعاد العراق الى دولة من دول الادغال الافريقية ولكن هناك من يؤكد ان الرقم اكبر بكثير وقد يصل الى 26%. هذه الارقام لو صحَّت، والوقائع تشير انها صحيحه ومنطقيه، سنجد بعد عشرة اعوام أن هناك عوائل برمتها لايوجد فيها من يستطيع ان يقرأ فاتورة الكهرباء ولا أن يقرأ اسم المتصل على هاتفهم المحمول.
الأسباب التي اوصلتنا الى هذا السقوط المروِّع هي بالأساس مبنية على ضُعف الرغبة في التعليم في المستوى الابتدائي والثانوي بسبب عدم مضمونية النتائج التي يتبناها الطالب حول مستقبله من خلال ضعف فرص التوظيف، فهو لايجد موضوع التعليم مُربحاً له وربما فقط هناك مَن يُكمل التعليم الجامعي من اجل الوجاهة المجتمعية لاغير. كما ان أحد الاسباب التي اجدها مبررة ومعقوله هو تجميد العمل بالخدمة العسكرية الألزامية والتي كانت في السابق سبباًً دفع الكثير من الشباب الى الاستمرار في الدراسة خشية من الخدمة الالزامية او لتقليل مدتها الى اقصى حد ممكن. لايمكن إنكار الأسباب الاخرى التي كانت سبباً لهذه النسب السلبية المرتفعة مثل الرغبة في الهجرة أو الزواج المبكر أو الكسل العام أو الأجباري الذي فرضتهُ أوضاع البلد اليومية وكذلك الوضع المأساوي للقطاع التربوي والذي انحدر من مدرستين في بناية واحدة (الدوام المزدوج) الى ثلاث مدارس ومن ثم الى ساحات طينية جرداء لاتصلح لرعي المواشي وهم يطلقون عليها اسم "مدرسة".
السؤال هو متى نستفيق؟ متى نشعر المأساة؟ كيف نُصلح احوال الاجيال المقبلة بعد ان خسرنا هذا الجيل؟ هل يمكننا اصلاح ما فسد؟ هل نحن تربوياً الان افضل من الباكستان على سبيل المثال أم هي افضل منا؟ رغم السوء الذي نحن عليه الآن لكننا مازلنا افضل من كثير من الدول ومنها هذه الباكستان. إن سبب اختياري لهذه الدولة متعلِّق بشكل مباشر بدولة اخرى كانت يوماً ما تتساوى مع باكستان في فرص مواطنيها في التعليم والآن هي عملاق اسيوي وعالمي ولايضاهيها الا القليل في العالم في التقدم الصناعي والتكنولوجي. هذه الدولة وجدت نفسها لاتملك الا موارد شحيحه يقابلها نمو سكني هائل ودخل قومي محدود فوجدت من القوة البشرية سلاحاً سحرياً عن طريق طرح برنامج طموح للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحرصت الحكومات المتعاقبة لها على شحذ همة قوة العمل ورفع الكفاءة الانتاجية بالتعليم والتدريب والتأهيل الفني والمهني الى ان انتجوا خلال وقت قصير طاقة بشرية عاملة ذات مهارة عالية وانضباط عاليين في الاداء حيث ادى الاهتمام بالتعليم في كافة مراحله الى نتائج مبهرة اضافة الى انشاء المؤسسات التدريبية المختلفة في تطوير وتنمية الموارد البشرية. بدأت حكومة هذه الدولة تزرع في مواطنيها منهج التعليم الى ان اصبح تعليم الابناء يأخذ القسط الاكبر من ميزانية الاسرة فأصبح الاستثمار في التعليم هو مستقبل الاسرة الى ان اصبح عدد الجامعات فيها 200 جامعة ما عدا المؤسسات التعليمية الاخرى مثل المعاهد والكليات التقنية. ولايقتصر بناء الفرد في هذه الدولة على التعليم العالي فقط بل ان النظام التربوي يبدأ عندهم منذ مرحلة رياض الاطفال عن طريق تنمية وبناء اجسادهم وتنمية لغتهم وذكائهم وغرس التكيف الاجتماعي في نفوسهم وسلوكهم العام حتى اصبح عدد الأُميين في مجتمهم صفراً بل ان الامية الالكترونيه ( استخدام الكومبيوتر والمعرفة التكنولوجية) اصبحت صفراُ ايضاً واندثرت عندهم كل اشكال الامية وحل بدلاً عنها احد اقوى 10 اقتصادات على مستوى العالم وبدأت تفخر تلك الدولة بشيء واحد فقط هو مواردها البشرية. لكن اين باكستان الان؟ ألم تكن هاتان الدولتان على خط شروع واحد قبل 40 سنة؟ الفرق هو في المنهج والسياسات والحلول الناجعة والطويلة الامد والصبر على النتائج.
لا اريد الخوض في الارقام والأحصائيات التي تبيّن مقدار وحجم الثورة التي صنعتها تلك الدولة في الثروة البشرية لكن الغريب ان هذه الدولة لاتفرض الزامية التعليم ولاتنتهج التعليم الالزامي حتى في الدراسة الثانوية مثلنا في العراق بينما نحن مع كل الزامياتنا وتشريعاتنا وقوانينا في التعليم والتربية ومحو الأميّة ومع ذلك صنعنا اكبر مستعمرة للأميين، فهل كانت تلك التشريعات وبالاً علينا؟. اخيراً، فأن هذه الدولة لاتوفر اي نوع من التعليم االجامعي لمواطنيها بل انها حتى لاتملك جامعة حكومية واحدة والتعليم الجامعي عندهم مخصخص بشكل كامل. انها كوريا الجنوبية.



#غسان_أكرم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة النشر العلمي...متى نستفيق؟
- البحث والأبداع العلمي ... عندما ينحني الكونكريت


المزيد.....




- موسكو: أوروبا تحرض كييف على الإرهاب
- ماكرون يضع إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول
- عاصفة ثلجية في نهاية الربيع.. الثلوج الكثيفة تغطي موسكو
- شاهد.. المقاتلة الوحيدة من الحرب العالمية الثانية تنفذ تحليق ...
- بعد تعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل.. الخارجية الأمريكي ...
- شاهد.. غرق سفينة معادية خلال التدريبات الأمريكية والفلبينية ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لوحدات مدرعة تتوغل في رفح
- زوجة زيلينسكي تتعرض لحملة انتقادات واسعة بعد منشور لها عن ال ...
- زاخاروفا: روسيا لم توجه دعوة إلى سفراء ومسؤولي الدول غير الص ...
- مشاهد مروعة لرجل يسقط من الطابق الـ20 أثناء محاولته اليائسة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - غسان أكرم الدليمي - عِندما تكون محوُ الأُمية، هيَ ترسيخٌ للأُميةِ نفسها