أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - جنيف2 دكان الأوهام، تجارة الطوائف بين الوفدين














المزيد.....

جنيف2 دكان الأوهام، تجارة الطوائف بين الوفدين


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا انتهى مؤتمر جنيف2 مع كل اللغط السوري حوله، سواء من شجعه أو حاربه أو تسلى به. في مقال سابق أشرت إلى أن عوامل نجاح المؤتمر غير متوفرة بقرار عرّابيه. ولكن مع ذلك فحتى لو توفرت عوامل النجاح، فالعادة في ظروف مشابهة أن أول جولة مفاوضات لا تخرج بأي شيء ملموس بل تكون عملية جس النبض واكتشاف للآخر. ففشل المؤتمر بالخروج ببيان اتفاق ليس مبرر لوم للمجتمعين من حيث المبدأ، اللوم والرفض للمجتمعين يأتي من تحوليهم المؤتمر لدكان أوهام يبيعونها للشعب السوري.
لقد أتى وفد النظام حاملا لشعار "محاربة الإرهاب وحماية الأقليات" وعزف كثيرا لحد السذاجة السياسية على وتر "حماية المسيحيين". بدون أي رؤية أو إشارة للسؤال الأهم "كيف نتحاشى دموعا أكثر من عيون الأمهات السوريات؟". يمكن القول أن شعار النظام بالتفاوض مدروس من ناحية "نفاق" الإعلام الغربي وسياسيي الصورة بالمؤسسة الغربية. سياسيّي الصورة بالمؤسسة الغربية هم مجموعة من السياسيين الغربيين الذين يظهرون كأنهم صناع قرار سياسي لكنهم بالواقع مجرد صورة لمصنع القرار السياسي الغربي الحقيقي، وخاصة بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، كأشهر مثال يمكننا تذكر أن جورج بوش الابن -وهو رئيس أقوى دولة بالعالم- كان معروفا أنه أقل ذكاءً وخبرة وحنكة من أن يكون متخذا لأكبر قرار استراتيجي للولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، هو كان مجرد صورة لمؤسسة صنع القرار الأمريكي.
النظام السوري مع داعميه في السلطة الإيرانية والروسية لا يمكن أن يكونوا بسذاجة أن يصدقوا أن الغرب سيجنّ جنونه نصرةً لأقلية ما مظلومة تحت التهديد حتى لو كانت مسيحية. هذا الوهم أثبتته أحداث التاريخ القريب بوضوح. فلم تستطع المسيحية مثلا أن تنقذ مسيحيي الناتو ووارسو من خطر التهديد النووي لنصف قرن، ولم تكن حرب جنوب السودان ذو الأغلبية المسيحية مع شماله سببا كافيا خلال عقدين من نيرانها لتحرك غربي فاعل، ولم تكن أكبر إبادة جماعية في النصف القرن الماضي في رواندا مثيرةً لشهوة الغرب السياسي صاحب القرار. والأهم، أن من يعلن حقده أو رغبته بقتال ما يسمونها الأقليات هو قادات وممولي العصابات القاعدية الإسلاموية، وهذه العصابات تستمد تمويلها وفكرها أساسا من عائدات النفط العربي ثم من النفط الإيراني. والنفط العربي لا يمكن أن يتم استثماره بهذه الطريقة دون الحماية الأمريكية اللصيقة لعائلات النفط.
أما وفد الائتلاف مع كل ضعفه في الوعيّ الوطني والسياسي واستلاب قراره من قبل الحكم السعودي فقد قدم أداءً هو أقرب للسذاجة منه للاحتراف التفاوضي أو احترام الثورة السورية والشعب السوري. ولا يهمنا كثيرا ما دار بالغرف المغلقة أثناء المفاوضات فهذا يمكن توقعه بسهولة تبعا لمعرفتنا بمراهقية الوفدين. لكن حتى ظهوره الإعلامي كان محبطا بل وكارثيا، فلو تأملنا بخطابي السيد الجربا الذين قرأهما بكل دقة مع كثير من الأخطاء اللغوية المعيبة نجد أنها استحضار ساذج لخطابيات الفخر الشعرية ولأسلوب النظام السوري نفسه. فبكلمة السيد الجربا الكارثية بختام المؤتمر، نسمع ما كان يضحكنا من إعلام النظام خلال 40 سنة: "القرار التاريخي" والتضحية بألم الذات لإنقاذ الوطن يوم وافقوا أن "يتجرعوا كأس مرارة الجلوس مع وفد النظام".
الأشد كارثية في كلام السيد الجربا كان يوم قرر ما أراد النظام وإعلامه وما أراد إعلام النفط العربي زرعه في سورية، ليتمكن أحد الطرفين من السيطرة على الثورة وهو "فرق تسد" أو بوضوح "أشعل نيران الطائفية وأججها". فكلا الوحشين الإعلاميين عملا بجد -مع سنة ونصف من ممارسات النظام المدروسة لاشعال الطائفية، وممارسات قادات عصابات الاسلاموية السياسية خلال السنة الأخيرة- لترسيخ مقولة "إنها حرب سنة وعلوية". فيوم يدعي الجربا بكلامه أن يخاطب الطائفة العلوية ثم يقرر علنا أن فقط أولادها هم وقود معركة النظام، فهو يقرر أنها "حرب سنة وعلوية" ولا ينفع بعدها نقاشه "الشعري" لحجة أن النظام السوري هو "حامي الأقليات". هذا السقوط بخطاب مكتوب مسبقا ليس خطأ مطبعيا أو سهوة عابرة، بل هو كارثة على الوطن السوري واستعداء للسوريين المرعوبين من وحش الطائفية.
بالنتيجة، كلا الطرفين الغير ممثلين للشعب السوري قدما "نصراً" على أساس أن حكومات الدول الحاضرة كانت جاهلة بحقيقة ما يجري بسوريا، وأن أداءهما قد غيّر من قناعات هذه الحكومات "الساذجة". وادعى الطرفان أن نصرهما قريب أيضا بناءً على بيع كذبة أن ما يسمونه "المجتمع الدولي" قد بدأ يستفيق للحق بعد معارك طواحين الهواء التي خاضاها في جنيف.
للأسف أن فضاء الانترنت من خلال غالبية سوريين باتت المأساة السورية بالنسبة لهم مجرد ساحة استعراض، امتلأ بالإسفاف في القول والسخرية بحجة "فشات الخلق". فكان التركيز على نسج الخيالات الجنسية حول جسد المرأة الحاضرة بالمؤتمر، أو حول بدانة شخص أو لمعان صلعة الأخر. نقاش هدام أضاف لكارثية الواقع كارثية التشويه الأخلاقي والوطني.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ساحة صراع الكل مع الكل
- لماذا الأقليات؟
- البيان النهائي لجنيف 2
- سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة
- بيان مؤتمر الشعب السوري الذي لم ينعقد
- يجب أن تحضر إيران جنيف2
- ماذا قرر السوق الدولي حول سورية؟
- تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك
- عقد الغاز السوري الروسي بين الحقيقة والخيال
- شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب
- التهدئة في وسط آسيا مقابل إشعال سورية
- سوريا، بضاعة طوائف وممانعة وثورة
- نصف الحقيقة هو كذب يا سيد نصر الله
- من الفرات للنيل، من الشريان للوريد
- إيران وأمريكا والسعودية، الكوميديا السوداء
- نصر الله بعاشوراء- باع الحسين واشترى خامنئي
- النظام السوري إلى أين؟
- جنيف2 للوصول لحل أم لتطبيع الواقع؟
- الكلمة الممنوعة في جنيف2
- الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - جنيف2 دكان الأوهام، تجارة الطوائف بين الوفدين