المنتدى التنويري يعرض الفلم الوثائقي ذاكرة الصباّر .. إخراج حنا مصلح

أبو زيد جموضة

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 22:32
المحور: الادب والفن
    

تقرير ابو زيد حموضة
فلسطين المحتلة نابلس
عرض المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " الفلم الوثائقي " ذاكرة الصباّر " " Memory of the Cactus " وهي قصة قرى اللطرون، المكونة من ثلاثة قرى فلسطينية دمرت فورا بعيد وقعوعها تحت براثن الاحتلال الإسرائيلي في شهر حزيران العام 1967. وهي قرى؛ يالو، وعمواس، وبيت نوبة. تلك القرى تعتبر منطقة إستراتيجية مهمة كونها تتموضع على مفترق طرق بين الرملة، ويافا، والقدس، ورام الله، وغزة. والتي تحولت أثرا بعد عين لمنتزه كبير يؤمه السياح من كل حدب وصوب وليشرح لهم المرشد الصهيوني رواية الاحتلال.
الفلم من إصدارات مؤسسة الحق للعام 2008 جمع بين ألواح الصبار والذاكرة الفلسطينية. نجح المخرج حنا مصلح، المدرس في جامعة بيت لحم، بشدنا لمشاهدة رسالته لمدة 42 دقيقة. وتنوير المشاهد بعرض حكاية تدمير تلك القرى، وذلك من خلال رحلتين؛ الأولى، تأخذنا مع عايشه " أم ناجح " عبر درب آلامها الذي دفع إليه الفلسطينيون لدى اقتلاعهم ونفيهم من المكان والزمان. وأما الثانية لإسرائيليين يتجولون في المكان مستمتعين بما لذ وطاب من تينه وزيتونه وصباره وشمسه وهوائه وأشجاره، لكن ألواح الصبار، شديدة العشق للحياة كأصحابها الأصليين، تأخذ بعضهم ليكتشف حقيقة وهول ما ارتكبوه.
وأهم ما عرض الفلم هو الرفض القاطع للفلسطينيين المهجرين للتوطين والتعويض وأملهم الكبير بالعودة للقرى التي هجروا منها.
ناقش الحضور الفلم مع الناشط المجتمعي وحق العودة الأستاذ سامر العقروق الذي اعتبر عرض الفلم لإعادة تنشيط الذاكرة الفلسطينية، ولتعزيز الرواية الفلسطينية التي يراد إسكاتها قبل أن تعرض هول ما جرى، وما يجري حتى الآن على الأرض الفلسطينية من تطهير عرقي تمثل في التغيير الجغرافي، وتركيز كبير على التغيير السكاني، في عملية ترانسفير، وتفريغ سكاني قسري عن الأرض.
ثم أبان العقروق أن الفلم يعتبر وثيقة هامة كونها مسموعة ومرئية ومترجمة، وهي أقوى من التأريخ الشفوي، تساعد فيما إذا أحسن الفلسطيني استخدامها لرفع قضايا ضد الاحتلال الإسرائيلي في مؤسسات حقوق الإنسان. وأشار أنه يمكن الاستعانة بشهادة المؤرخ الإسرائيلي آلان بابيه، الذي اعتبر ما جرى للقرى الثلاثة :" جريمة حرب ضد الإنسانية حدثت بتخطيط ووعي كامل،بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويجب معاقبة القادة السياسيين الذين خططوا، والعسكريين الذين أعطوا القرار، والجنود الذين نفذوا هذه الجريمة، ولا تسقط عقوبة الجريمة بالتقادم عن الذي خطط وأمر ونفذ "
ثم أعطى العقروق نبذة عن كل قرية، فقرية يالو تعني البلاطة، كنعانية، مساحتها 15 ألف دونم بلغ عدد سكانها 1640 نسمة حسب تعداد 1961. أما قرية عمواس والتي تعني الينابيع الحارة وتعني في العهد الروماني النصر نسبة الى انتصار القيصر الروماني على اليهود، تملك عمواس 500 ألف دونم، وعدد سكانها بلغ 936 عام 1931. وقرية بيت نوبا التي حرص صلاح الدين على النزول فيها لتنقلاته للقدس للوقوف على التحضيرات العسكرية، واليوم يقيم على أنقاضها الاحتلال الاسرائيلي مستوطنة ميفو هورون.
علق أحد الحضور حول تسمية الفلم " بالصبار" لأنه شديد العشق للحياة، وتحرص الحركة الصهيونية الى إبادته من جذوره لأن أي شوكة تسقط منه تنمو من جديد، كما الزيتون الذي تتجدد جذوره ويبعث فيها الحياة مجددا.
الطالبة أنغام محمد ألقت باللائمة على وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم لاهمالهما عرض تلك الأفلام على الطلبة لأهميتها في تثقيف النشأ الجديد حول هذه القرى وغيرها من القرى المهدمة التي نافت عن 500 قرية، واعتبرت الفلم انجازا كبيرا، ودعت كل مؤسسة بتبني أحد المخرجين ليتابع واحدة من هذه القرى وتصوير وأرشفة ما تعرضت له ولسكانها.
ولاحظ البعض القلق الوجودي لدى الاسرايليين زوار مكان القرى الثلاث وعدم قبول رواية المرشد الصهيوني الذي يبرر القتل والاحتلال وتشريد السكان الذين يقبعون خلف الجدار في المخيمات على بعد كيلومترات من المكان.

التنوير طريق التنمية نحو التحرير

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل