أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو زيد حموضة - بريطانيا وفلسطين وأخلاقيات الفكر الاستعماري .. البريطانية د. لوسي بيري















المزيد.....

بريطانيا وفلسطين وأخلاقيات الفكر الاستعماري .. البريطانية د. لوسي بيري


أبو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقرير: أبو زيد حموضة
فلسطين المحتلة نابلس في
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) جلسة ثقافية هامة بعنوان (بريطانيا وفلسطين .. الامبريالية وأخلاقية القومية ) تحدث فيها البريطانية د. لوسي بري ( Dr. Lucy Perry ) واشرف على ادارة وترجمة الندوة الاستاذ سائد أبو حجلة المحاضر في جامعة النجاح الوطنية .
المحاضر ابو حجلة قدم المتحدثة على أنها تحاضر في كلية الآداب/ الانجليزي / في جامعة النجاح، وتحمل شهادة الدكتوراة في اللغويات من جامعة لانكستر، وحاضرت في تخصصها بجامعات بريطانية مختلفة، وهي بالاساس شاعرة، ونشرت مجموعة شعرية بعنوان( الأبطال وفلسفة المكان )، أما اليوم فتُحضر مجموعة شعرية آخرى تحكي عن انطباعاتها في فلسطين المحتلة لما يحدث من غياب العدالة والحرية وحقوق الانسان لشعب ينوء تحت الاحتلال.
المتحدثة الرئيس د. لوسي بري قالت في مستهل حديثها: جئت لفلسطين لأتحدث بعيون بريطانية عما يحدث في فلسطين وفق محاور ثلاث؛عن التاريخ الاستعماري البريطاني للمنطقة، وكيف يتناول الاعلام البريطاني والغربي معاناة الشعب الفلسطيني، وعن الارث البريطاني الثقيل وموقف الحكومة البريطانية من الصراع والاحداث الأخيرة في غزة "
ونوهت " بأن لا يفهم من حديثي أنني ضد بريطانيا، لكن من وأجبنا أن ننتقد الساسة والحكومة البريطانية وسياستها الخارجية ومثلهم الاعلام البريطاني ونبّين كيف ُتنقل الصورة عن ما يحدث في فلسطين. وأأكد أنني لست مسؤولة عن ممارسات حكومتي أو ما تقوم به من سياسات مخجلة وقاسية، وفبركة رواية كاذبة ومنحازة ضد حق الشعب الفلسطيني الذي سببت له هذه المعاناة ".
وأشارت في هذا الصدد: " أن السياسة البريطانية تبرر السياسة الاسرائيلية، وتتعاطف مع المضطهدين ولا تسمع المُضطهدين"، لذا " تبرر حكومتي اضطهاد اسرائيل لفلسطين، وتبرر جرائمها، وهي التي رعت الصهيونية كونها استعمارية كولنيالية، وهنا أرى أن التعامل البريطاني مع الفلسطيني معاملة منحازة وضمن ثقافة لا تنويرية ".
فكر القوميات الاستعمارية اعمى ومغلق وغير ناقد وغير موضوعي:
ثم تطرقت المحاضرة د.لوسي الى أخلاقية الفكر القومي للاستعمار والامبريالية المسيطر على الثقافات الآخرى، معتبرة إياه بأنه فكرا أعمى، ومغلق، وغير علمي، وغير عميق، وغير ناقد، وغير موضوعي، منتقدة بذلك النظام التعليمي الذي يهمل متعمدا الجانب الاخلاقي في سلب بريطانيا تاريخ الشعوب التي استعمرتها. وأضافت علينا أن نكون أكثر نقدا في ثقافتنا الاستعمارية وندرس ماذا أثرت وما دور هذه الثقافة في الثقافات الاخرى، وخاصة دور ثقافتنا في فلسطين لأننا مسؤولين عن تصرفاتنا في دعم حكومتنا باعلان بلفور، ودعم الصهيونية، ويّسرنا انتصارها، وأنشأنا دولة على حساب دولة أخرى وقدمنا التسهيلات، وأضطهدنا الشعب الفلسطيني الذي تم طرده، وأجبرناه على المقاومة المختلفة حاليا لتعرضه للضياع، وحاليا يدافع عن نفسه لاثبات وجوده، وأرى اجترار جمل وزير الخارجية البريطاني وليم هيج عندما يقول في عدوان اسرائيل على غزة : ( ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ) وكبريطانيين نرى أنه يجتر نفس كلمات هيلاري كلينتون.
الاعلام البريطاني يستخدم الانحياز اللغوي ليزيف وعي الامة البريطانية:
المحاضرة لوسي شخصت الانحياز اللغوي لدى الاعلام البريطاني عندما يستخدم مصطلحات عنصرية، فثمة مصطلحات يستخدمها مثل ؛ الدفاع عن النفس، والارهاب، والعسكر، لتزييف وعي الامة البريطانية دونما تعريف لهذه المصطلحات.
كما أن وسائل الاعلام تضع رسائل مخفية عند تفسير الخطاب اللغوي للواقع المعاش ولما يجري في فلسطين، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، في احداث غزة تكتب الصحافة : ( أن 7 اسرائيليين قتلوا)، فكلمة القتل هي مقصودة، وما تعنيه بأن جريمة وقعت ويجب معاقبة صاحبها. لكن عندما يتطرق الاعلام لضحايا الفلسطينيين فانه يكتب: ( مئة فلسطيني ماتوا ) وهذا يعني انحيازا لغويا، فكلمة الموت تعني أنه حدث بشكل طبيعي دون معرفة الاسباب ودون الايحاء الى دوافع الاحتلال والاسباب. كما أردفت أن االاعلام هناك ركز أكثر على الاسرائيليين الذين قتلوا وكان التركيز أقل على ضحايا فلسطين، مما يؤسس لحماية اسرائيل في الوعي البريطاني، ويساوي بين الضحية الفلسطينية والقاتل الاسرائيلي المحتل.
المتحدثة ألمحت ايضا الى تركيز الاعلام على شرعية استخدام اسرائيل للعنف في الدفاع عن نفسها ضد الارهابييين، دونما أي ذكر لفئة الارهابيين هؤلاء كالاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، مستعيرة المتحدثة من ناعوم تشومنسكي قوله: ( بأن اسرائيل تتحدث عن حقها في الدفاع عن نفسها وهي تحتل أرض الآخرين ! )
وعقبت أنه يمكن لنظرية الدفاع عن النفس هذه أن تسقط لو أن الاعلام البريطاني يتوقف عن استخدام مصطلحات الضحايا من المقاتلين الفلسطينيين الارهابيين ويستبدلها بالضحايا الفلسطينيين من النساء والاطفال الابرياء، واردفت أن هذا الاسلوب الاعلامي هو اسلوب ألمانيا النازية بحق الضحايا البريطانيين. فثمة تناقض كبير عندما تضع عنوان ( الارهابيين ) لأناس تعيش تحت الاحتلال، وأرى أن اسرائيل هي دولة ارهابية وبريطانيا شريكة في استمرار هذا الارهاب، واخر شئ غير اخلاقي عندما طلبت حكومتي من السلطة الفلسطينية عدم الاشتراك واللجوء لمحكمة لاهاي بعدما تم قبولها في الامم المتحدة كدولة.
ما العمل لمساعدة فلسطين؟
عدة عوامل ذكرتها المتحدثة لمساعدة فلسطين استراتيجيا ولحدوث التغيير؛ منها دور التعليم والاعلام في هذا التغيير، وأولت للجانب الثقافي أهمية في تناول الثقافات الاخرى وليس فقط المحلية، وتناولها بشكل نقدي، ودراسة اثر تدخلاتنا وتاثيراتها على الثقافات الأخرى، وتناول الجانب الاخلاقي للتاريخ الاستعماري، لأننا اذا لم نقم بمعالجة التاريخ البريطاني نقديا وانسانيا، يعني أننا نقول للجيل الجديد بأنكم لستم مسؤولين عن مجازر وجرائم الاستعمار، ونطلب منه أن يكون محايدا، صحيح لا نستطيع ألغاء الماضي ولا معاقبة الجيل الجديد، لكننا نستطيع تغيير تدريس التاريخ وتوعية الجيل الجديد على أحداث التاريخ بشكل أكثر علمية وموضوعية مما يجعله أكثر مسؤولية لنتائجه، فالدفاع عن أخطاء التاريخ يعني الاستمرار في الوضع الخاطئ، وتدريسه من منطلق أخلاقي يحاصر الرواية والدعاية والاعلام الصهيوني، ويكون الوضع الفلسطيني أفضل.
وربطت المتحدثة د. لوسي بيري العلاقة الجدلية بين المظاهرات والاحتجاجات والتحركات بالانتهاكات والعدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، ثم طالبت باستمرار المظاهرات والاحتجاجات طالما العدوان والانتهاكات مستمرة، وطالبت بتكثيف أشكال النضال حتى تكف اسرائيل عن انتهاكاتها وعدوانها. واشارت الى حذف بعض المشاهد من الاعلام وحجبها عن المشاهد البريطاني للتستر على جرائم الاحتلال الاسرائيلي كما حدث لمجزرة عائلة الدلو وقت العدوان الاسرائلي على غزة. وقالت أن الفلسطيني يواجه واقع لا بد للغرب من مشاهدته لأن الاعلام رسالة أخلاقية ومسؤولية انسانية قبل أن تكون وطنية وقومية.



#أبو_زيد_حموضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ارتفاع الاسعار والميزانية والعلاقة التعاقدية وعلاقة الام ...
- حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية ( من بيت لبيت ) .. بدأت في ن ...
- افطار جماعي لذوي الحاجات الخاصة في نابلس نظمه المنتدى التنوي ...
- غسان كنفاني وأدب المقاومة
- البيئة في أدب غسان كنفاني .. المربي علي خليل حمد
- في الذكرى الاربعين لاستشهاده .. نابلس تحي مهرجان كنفاني لأدب ...
- قضية الاسرى: ماذا بعد الاضراب؟ .. خالده جرار .. د. يوسف عبد ...
- نابلس : بيرم التونسي: الفنان البروليتاري .. الكاتب علي خليل ...
- الرواية في نابلس: البساطير نوذجاً .. أ. د. عادل الاسطة .. د. ...
- الحاج المناضل أبو بسام الكعبي .. بعد 65 عام على النكبة .. ال ...
- لقاء مع امهات الاسرى الشامخات في نابلس .. ام وائل الجاغوب .. ...
- المنتدى التنويري يعرض فيلم: الحياة حب ومقاومة للمخرج خالد ال ...
- تمديد الاعتقال الاداري بحق المحاضر في جامعة النجاح د. يوسف ع ...
- في عيد الام .. المنتدى التنويري يستضيف الفرقة الموسيقية الاي ...
- الفلسطيني في الرواية العربية المعاصرة: نماذج مختارة .. ا.د. ...
- الانتفاضات الفلسطينية التاريخية .. بين النجاح والاخفاق ... د ...
- خربة الطويِّلْ في نابلس تُعلن الإضراب عن الطعام .. احتجاجا ل ...
- المنتدى التنويري والشراكة من اجل التنمية ينظما يوما تطوعيا ف ...
- فدوى طوقان شاعرة الحرية ... - كفاني أظل في حضنها تراباً وعشب ...
- بيان صحفي صادر عن المنتدى التنويري حول اعتقال المحامي د. يوس ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو زيد حموضة - بريطانيا وفلسطين وأخلاقيات الفكر الاستعماري .. البريطانية د. لوسي بيري