أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناضل البصري - الشيوعي العراقي و فايروسات الثقافة السائدة / اهداء الى الرفيق عبد الحسين يوسف















المزيد.....

الشيوعي العراقي و فايروسات الثقافة السائدة / اهداء الى الرفيق عبد الحسين يوسف


مناضل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الشيوعية ليس مجرد نظرية اقتصادية سياسية و اجتماعية تهدف الى تأسيس مجتمع خال من الطبقات مبنية على الملكية المشتركة لوسائل الانتاج و تحقيق العدالة الاجتماعية بل هي منهاج حياة تهدف الى التوزيع العادل للثروة بين افراد المجتمع و تهدف كذلك الى تأسيس مجتمع مبني على ثقافة جديدة ترسخ الابعاد الانسانية لدى افراده لتنشئ اخلاق و سلوكية و تقاليد جديدة تنظم العلاقات بين البشر بشكل يرسخ الطمأنينة و الحب و السلام بينهم لتكون الشيوعية عقيدة لدى من يؤمن بها ليصبح الشيوعي :انسان ليس فقط مقتنع بهذا الفكر كونه فكر علمي اكتشف حركة التاريخ و تنبأ بانهيار النظام الرأسمالي و اقامة نظام بلا طبقات ( النظام الشيوعي ) بل ليصبح الشيوعي مؤمن بهذه الفكر كعقيدة و يتخذها منهاج لسلوكيته و اخلاقه كذلك بناءه السايكلوجي و يمتزج فكره و مصلحته و احساسه بالطبقات ذات المصلحة الحقيقية في التغيير و اقامة النظام الشيوعي ليكون نبضها الحقيقي الذي يصرخ ضد الظلم بكل اشكاله و يطرح افكاره و تحاليله المبنية على النظرية العلمية الوحيدة هي النظرية الماركسية و ان يبني نفسه فكريا و سايكولوجيا وفق هذه الرؤيا الرؤيا الماركسية ليكون العامل الذاتي المؤثر ايجابيا لما حوله دون ان يترك مجالا لتأثيرات سلبية للواقع و الثقافة السائدة المتخلفة على فكره و مواقفه و رد فعله من خلال تحصين وعيه و تطويره و ان لا يقع فريسة الازدواجية الشخصية بكبح جماح اللاوعي لديه و يهذبه و يطوعه حسب الوعي لديه المبني على الرؤياه الماركسية .
على الشيوعي ان يعلم بانه يعيش بوسط نظام و مجتمع يسعى لتغييره لتحقيق هدف الانسانية باقامة مجتمعه العادل عليه ان يكون اكثر حرصا و حصانة من تأثير ما حوله عليه حيث هو الان يعيش في مجتمع يسعى لتغييره كونه مجتمع مبني على استغلال الاقلية للاكثرية مستخدمين كل الوسائل الغير انسانية لتحقيقهم ذلك و هم على استعداد محاربة من يهدد نظامهم بأبشع الوسائل فيبنون لنظامهم بناء فوقي يرسخه و يديمه من اجهزة امنية قمعية و تياراتهم السياسية و يرسخون ثقافة ملائمة لاستمرار نظامهم و خلق أزمات اجتماعية و سياسية و امنية و غير ذلك بحيث يجعلون طبقات الشعب الكادحة في دوامة تبعدهم عن التفكير بمصالحهم الطبقية و المطالبة بها .
الحالة العراقية الراهنة :
في مقالات سابقة لي ذكرت الاسباب التي أدت الى احتلال العراق من قبل الامبريالية الامريكية و ذكرت ان ذلك كان ضمن مخطط لها للشرق الاوسط و الذي هو جزء من مخطط عالمي يراد منه معالجة الاثار الاقتصادية و الاجتماعية للازمة الاقتصادية للرأسمالية العالمية و الحيلولة دون انهياره و لضعف الحركات السياسية العمالية و اليسارية في جميع دول العالم و وجود احتمالية انبثاقها و تطورها بسبب الاثار السلبية الاجتماعية للازمة الاقتصادية الاخيرة وضعت الامبريالية مخططاتها لرسم خارطة اقتصادية عالمية جديدة اخذين بنظر الاعتبار بالاضافة الى خلق فرص استثمار لرؤوس الاموال العالمية ترسيخ ثقافات يمينية جديدة تجر المجتمعات و خصوصا في دول العالم الثالث و من ضمنها دول الشرق الاوسط و العراق الى الوراء لغلق اي منافذ لبروز تيارات يسارية قد تقود الطبقة العاملة و الكادحين من المجتمع نحو التغيير الى الامام , فهاهم في العراق اسسوا لبناء مسخ دولة هدفها تدمير البنية التحتية و سرقة ثروات البلد و تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي من خلال وضع برنامج و شرعوا بتنفيذه منذ اليوم الاول للاحتلال برنامج عبارة عن مجموعة مفاصل مترابطة و متافاعلة مع بعض , جائوا ببرنامج يرسخ لعملية سياسية و ثقافة جديدة يسعون لترسيخها في المجتمع العراقي ليقبع افراد المجتمع في الظلام فترة طويله من الزمن ليسهل السيطرة عليهم و توجيههم من قبل عملاءهم و جلاوزتهم ثقافة جديدة تهدف الى تقسيم المجتمع العراقي اجتماعيا بعيدا عن التقسيم الطبيعي و الذي هو التقسيم الطبقي تقسيم ثقافي مبني على اسس طائفية و عرقية و عشائرية ليحل صراع بينهم بدلا من الصراع الطبقي تحت غطاء العملية السياسية الرسمية يساعدها بذلك العصابات الارهابية المرتزقة و المدعومة من قبل دول اقليمية باوامر من الامبريالية الامريكية فليس هناك عاقل لا يعلم ان حكومة قطر او السعودية لا يمكن ان تتصرف بمفردها دون اوامر اسيادها الامريكان و لا يوجد عاقل لا يعلم ان لايران مصلحة في دعم ميلشيات لتغذية الصراع الطائفي او خوض صراعها مع امريكا على الارض العراقية , اذا ما يجري في العراق هو بتخطيط من قبل الامبريالية الامريكية و يجري تنفيذه بشكل مباشر او غير مباشر و سخرت كل عملاءها دولا او افرادا او اعلام فهي وضعت الاسس الاقتصادية لتوزيع الثروة في العراق بحيث يسرق اغلبها و يتم تهريبها للخارج من خلال سلطة ذا هيكلية مبنية على الفساد لتمتز مصالح البرجوازية اليمينية و من يمثلها من السياسيين معها و هذه السلطة و هذه الهيكلية الادارية الفاسدة لا يمكن ان تستمر الا وفق بناءها الفوقي الذي ذكرناه فما موجود حاليا من صراعات طائفية و عشائرية و ارهاب و ارهاب دولة الا لترسيخ هذا البناء لتستقر عناوينها في اذهان الناس فالمواطن العراقي يوميا يسمع السياسيين و الاعلاميين تحاليلهم و مهاتراتهم وفق هذه العناوين الجديدة الدينية و الطائفية و العرقية و العشائرية لتستقر في ذهنه و في عقله الباطني لتحرك سلوكيته و اتخاذ موقفه عن اي حاله قد تطرئ على الساحة العراقية او في المنطقة .
يقول كارل ماركس ( ان الثقافة السائدة هي ثقافة السلطة السائدة )
ان السلطة بما تمتلكه من امكانيات مادية و ادارية و سيطرتها على كل مفاصل الحياة من اعلام و اجهزة تربوية و امنية و بالاخص السلطة بالعراق الان المدعومة من الخارج بكل امكانياته العسكرية و المخابراتية و اجهزته الرسمية و الغير رسمية و قدرته على السيطرة و توجيه دول الاقليم و عصابات الارهاب و على المحطات الفضائية الاقليمية و مراكز الدراسات بما تضمه من باحثين و اكاديميين كل ذلك سخر لترسيخ ثقافتهم التي لولاها لا يمكن لنظامهم ان يستمر و يسيطر على مقدرات الشعب , اما بالمقابل نلاحظ ضعف في تطور الثقافة المقابلة ثقافة الشعب التي يجب ان تكون لضعف الطليعة الحقيقية للشعب العراقي فالفكر الاشتراكي و الشيوعي يعاني من حصار فالتيار الثقافي المفروض من قبل السلطة و اسيادها كالاعصار اصبح يكتسح الجميع حتى المثقفين و الشيوعيين فمنهم من استسلم لامواج هذا الاعصار و دخل دائرتهم كالحزب الشيوعي الذي ساهم في تأسيس العملية السياسية و ارتضى سكرتيره ان يكون ضمن المحاصصة الطائفية لمجلس الحكم و نسى تضحيات كوادره منذ تأسيسه و لو اصدرنا الحكم الماركسي فيه فلا يكون اقل من خيانة الفكر و ان كانت هذه الصفة ايضا بعيدة عن الحقيقة فقيادات الحزب الشيوعي سبق ان خانوا قضيتهم و ابتعدوا عن جوهر ما يطلقون عن نفسهم من تسمية ( شيوعي )فهم من تحالفوا مع نظام البعث سابقا البعث الذي اباد اغلبية الشيوعيين المناضليين في ايلول الاسود سنة 63 فجاءت القيادة الجديدة لترسخ نهج سابقتها لكنها بشكل اكبر فهم تحالفوا مع الاستعمار و الغزات هذه المرة , و بعض الشيوعيين من هم خارج حزب الشيوعي ظلوا ملتزمين بمبادئهم لكنهم لم يسلموا من تأثير مفردات الثقافة السائدة دون وعي منهم حيث ان الثقافة السائدة تحمل فيروسات خطيرة قد تصيب الشيوعي بعض منها لكثرتها حولنا فتدخل ذهنه و تربكه في اتخاذ المواقف فتراه يحلل اي حالة من وجهة نظر طبقية مستخدما مفردات طائفية او عرقية و بالتالي يدخل دائرة الثقافة السائدة فتتلاقفه امواجها و ان لم يدرك خطأه و ينتقد نفسه ستسحبه تلك الامواج بعيدا عن فكره الذي اقتنع به و اتخذه منهجا له في حياته خصوصا و هو يعيش شبه عزله فكريه الا من القليل من الرفاق حوله فالواحة الشيوعية الفكرية ضيقة جدا الان و عليه ان يكون اكثر حرصا و دقة في اتخاذ المواقف و تحديد سلوكيته لكي لا تخرج عن المبادئ و الاخلاق الشيوعية .نحن الان نعيش فترة مظلمة و لكي نحافظ على انفسنا علينا مراجعة ذاتية مستمرة منتقدين انفسنا ان اخطأنا امام رفاقنا منتقدين رفاقنا ان اخطؤا نحن الان الاحوج لتطبيق مبدأ النقد و النقد الذاتي لنحافظ على اخلاقنا و سلوكنا الشيوعي , كما نحن الان بحاجة للبحث عن طرق اخرى لنشر ثقافتنا طرق تلائم المرحلة المظلمة الحالية فالسجالات النظرية لا تكفي امام الغول الثقافي السائد اصبحت مفرداتنا لا تستطيع الصمود امام مفرداتهم المعززة بواقع فرضوه على المجتمع واقع لا يمكن لاي انسان ان يستوعبه او ان يتخذه منهجا الا بحالة تخليه عن انسانيته فهم يسرقون و يقتلون و يبيدون شعب لتعزيز مفرداتهم الثقافية اما الشيوعي ففكره و قلبه مليئ بالحب و السلام و يسعى لترسيخ ثقافته هذه على المجتمع ولا يمكن ان تسود الا من خلال قيادته لجماهير هذا الشعب الرازخة الان تحت هذا الظلام , ان الخيارات الان قليلة و لكنها موجودة و منها الحفاظ على نقاء فكرنا من اي عدوى قد تصيبنا من الفيروسات الموجودة حولنا و من خلال العلاقات الرفاقية مع بعض و الذي يمثل البعض القليل لكنهم يحملون الفكر الصحيح الذي يمثل مفتاح الحل للبشرية , لنوسع نقاشاتنا و لنبحث عن حلول مجدية لايصال ثقافتنا و نشرها بين جماهير الشعب الكادحة اخذين بنظر الاعتبار قوة التيار المضاد , و الدعوة موجهة ايضا لكوادر الحزب الشيوعي لتوجيه نقدهم لقياداتهم و اجبارهم على الاعتراف بالاخطاء و الاعتذار لجماهيرهم



#مناضل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : حرب اهلية من جانب واحد
- المثقف العراقي و فخ العملية السياسية
- (-اول تنظيم تروتسكي في العراق) - ذكريات شيوعي ثوري
- حول رفض الداخلية العراقية لخروج تظاهرات 26/10 في بغداد
- من اجل بناء تيار اشتراكي ثوري موحد في العراق
- الانتخابات النيابية في العراق بين الدعوة للمشاركة أو المقاطع ...
- اليمين و اليسار في الاسلام


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناضل البصري - الشيوعي العراقي و فايروسات الثقافة السائدة / اهداء الى الرفيق عبد الحسين يوسف