شفيق طارقي
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 02:46
المحور:
الادب والفن
لم أفلح في أن أكون ثوريّا، قبل الثّورة و بعدها، الحديث بحماسة زائدة عن أفكار محدّدة، كان يضحكني، توسّط جماعة من الطّلبة و الوقوف على كرسيّ، كان يضحكني، إلقاء خطبة مشبعة بالأخطاء النّحويّة و توظيف شواهد في غير سياقها من أشعار مظفّر أو درويش أو ناظم حكمت أو نيرودا، مسائل كلّها كانت تضحكني، الهتاف لم يكن متوافقا في أغلب الأحوال مع شجى يختصّ به صوتي، انضممت مرّة إلى مظاهرة، صدقا لم أكن أعرف مرادها، وردّدت ما يقولون فبدوت لي كائنا غريبا، بل مضحكا، الحديث عن مؤلّفات ماركس الّتي قرأتها قبل الحصول على الباكلوريا كان يضحكني، الحديث عن عصمت سيف الدّولة و عن عفلق فوق طاولات المطعم الجامعيّ و أثناء القبلة و بعدها، كان يضحكني، لم أعرف إسلاميّين في الجامعة و لو حصل الأمر لمتّ ضحكا لو حدّثني أحدهم عن نصّ حصل مرّة أن حفظته و طواه النّسيان، كنت سأموت ضحكا لو حدّثني أحدهم عن شيخ من شيوخه القدامى و المعاصرين، بعد الثّورة لم أفلح أيضا في أن أكون ثوريّا خرجت في مناسبات عدّة، لم أكن أفعل شيئا فقط كنت أطيل الحملقة في اللّاشيء، و كثيرا ما أتذكّر جدّتي وهي تشاهد التليفزيون كانت تسألني " هل يرانا أولئك الّذين نشاهدهم مثلما نراهم؟" ، جدّتي أيضا لم تفلح أن تكون ثوريّة و لكنّها طرحت أكثر الأسئلة ثوريّة. سلاما أيّها الثّوريّون، لا أدري إن كنتم تروننا كما نراكم و أنتم هناك ... على شاشة التليفزيون... رحم الله جدّتي
#شفيق_طارقي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟