شفيق طارقي
الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 21:17
المحور:
الادب والفن
لم تكن جدّتي فيلسوفة، ولا أتذكّر بالضّبط الأسباب الّتي جعلتني مقيما عندها منذ الثّالثة، سألتها مرّة وأنا يافع فلم تجبني أدخلت يدها إلى جيبها الواسع وأخرجت بشكوطات، وأنا ألتهمها فارقني السّؤال بلا رجعة، ما أتذكّره حتما أنّ حياتي إلى جوارها كانت الأجمل مقارنة بأطوار أخرى، وجدتني مرّة أجدّف في قصعة ملأتها ماء، وأحاور أسماكا افترضت وجودها، فوعدتني بأن تشتري لي بحرا وقاربا، جدّتي لا تعرف البحر ربّما شاهدته على شاشة التّلفاز ولكنّها لم تخلف وعدها في اليوم الموالي، جاءتني بالبحر، وبقارب خشبيّ بكيت يومها لأنّها نسيت الأسماك، أقنعتني بعد عناء أنّ الأسماك ستجيء متى تحصّلت على رتبة مميّزة، كنت في الثّانية من التّعليم الابتدائيّ، وتميّزت، ولكنّ الأسماك لم تأتي، من يومها وأنا أجدّف، القارب الخشبيّ شاخت خشباته والبحر تضاءل، أنا رجل ينتظر أسماك جدّته الّتي لن تأتي
#شفيق_طارقي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟