أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - معركتنا.. من أجل إسلام مدني














المزيد.....

معركتنا.. من أجل إسلام مدني


سعيد ناشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 16:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحياناً لا تخلو مواقفنا من قسوة أثناء نقد التخلف الديني المستحكم في أذهان حكامنا والمستشري في وجدان شعوبنا، لكن هكذا هي قناعتنا أوّلاً: إنّ معركتنا ضدّ إسلام السلطة هي معركة من أجل إسلام الفطرة، وإنّ معركتنا ضدّ الإسلام الأيديولوجي هي معركة من أجل الإسلام الرّوحي، وإنّ معركتنا ضدّ الإسلام السياسي هي معركة من أجل الإسلام المدني، وإنّ معركتنا ضدّ إسلام “القدامة” هي معركة من أجل إسلام الحداثة، وإنّ معركتنا ضدّ إسلام العنف والخوف والتخلّف هي في الأول وفي الأخير معركة من أجل إسلام الحياة والحب والحرية. وندرك تماماً أن بين هذا وذاك حرب بقاء قد لا يكون فيها البقاء للأصلح بالضرورة. وعلى هذا النحو من النباهة نبني مواقفنا ونخوض معاركنا.
ولسنا نشكّ قيد أنملة في أنّ المعركة ضدّ الإرهاب التكفيري هي بالأساس معركة الذّوق الجميل والحس السليم والذّكاء النّبيل، ومن ثم فإنّها معركة التّنوير الشّعبي ضدّ سياسة التجهيل والتتفيه والتسطيح. لماذا؟

لأنّ مجتمعاً ذوقه بدائيّ وحسّه بدويّ وذكاؤه متبلد يُمثل بيئة حاضنة لآفات العنف والخوف والتطرّف. لذلك نؤكد مرة أخرى بأنّ تنمية قدرات الشعوب على التّفكير والتواصل والإبداع وعلى تدبير النقاش العمومي، حتى وإن أزعج ذلك بعض الحكام، فإنه حصن حصين ضدّ غرائز الكراهية والتعصب، سواء تعلق الأمر بمجتمعات ديمقراطية تبتغي حماية ديمقراطيتها من التدهور كما حدث لألمانيا في النصف الأول من القرن العشرين، أو كان الأمر متعلقا بمجتمعات لا تزال تلتمس طريقها المتعثر نحو الديمقراطية.

في الرئاسيات الفرنسية لعام 2002، وعقب مرور اليمين المتطرف بقيادة لوبين الأب لأوّل مرّة في التاريخ إلى الدور الثاني من الانتخابات، كان ذلك زلزالاً كبيراً استنفر مفكري فرنسا لأجل حماية إرث الحداثة والتنوير. وُقعت مئات العرائض وألقيت مئات المحاضرات وفتحت وسائل الإعلام أبوابها لمحاورة المثقفين الذين يكلمون الشعب بلغة الشعب. في تلك الأثناء اختار الفيلسوف الفرنسي مشيل أونفراي اختياراً أكثر فاعلية: استقال من الوظيفة العمومية وتفرغ لإنشاء جامعة شعبية للتنوير الشعبي. وقد لقي من الجميع تشجيعا وتحفيزا كبيرين. لكن لا ننسى أيضا أن من حسن حظ الرجل أنه يعيش في بلد لا يتحسس فيه رجل السلطة مسدسه حين يسمع عبارة: أنا أفكر.

معركتنا ضدّ الإرهاب التكفيري ليست معركة شُرطة ومخابرات وجيش، إنّها معركة المفكرين المعلمين، أولئك الذين يعلمون الشعب أن يفكر بدل أن يكتفوا بالتفكير نيابة عنه كما يفعل المثقفون المكتبيون ورجال الدين، أولئك الذين يعلّمون الشعب أن يتكلم بدل أن يكتفوا بالكلام نيابة عنه كما يفعل الحزبيون والنقابيون، أولئك الذين يحرصون على إيقاظ شعلة التفكير عند الناس، يفعلون ما كان يفعله سقراط والسقراطيون وما لا يفعله إلا القليلون، أولئك الذين يعلمون الشّعب دون الوقوع في فخ الخوف من هذه الكلمة: الشعب. بدون هؤلاء لا شيء ممكن.



#سعيد_ناشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمع أيها الإنسان الوضيع!
- أميركا بين الهلالين
- العلمانية المظلومة في المغرب
- البطيخ واسم الجلالة
- أفلا تنظرون؟
- لعبة خطرة: بنكيران والملكية في المغرب
- إذا القاعدة تغولت
- الفاشية التكفيرية أو هذا يكفي
- لهذه الأسباب قرّرت أن أتوقّف عن الكتابة
- ضدّ اليسار مع اليسار تجواباً مع أرضية المفكر غازي الصوراني
- السيناريو الإيراني لن يتكرّر...
- ديموقراطية ضدّ الديموقراطية
- ... عن الإخوان المسلمين
- الكتابة بالدم والألم
- الحرية الدينية أولاً
- أنا أتَّهمكم أيُّها الأمريكيُّون
- سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القار ...
- في حاجة أرض الحرَمين إلى الإصلاح الديني
- خمس فرضيّات حول القرآن
- رائف بدوي: شاب سعودي يواجه الظلام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - معركتنا.. من أجل إسلام مدني