أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - أفلا تنظرون؟














المزيد.....

أفلا تنظرون؟


سعيد ناشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 17:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليست هذه هي المرّة الأولى في المغرب تصدر فتوى تستبيح دم الإنسان باسم “شرع الله”، لكنها المرّة الأولى التي يكشف فيها الخطاب التكفيري عن وجهه بلا خجل ولا وجل. فأمام أنظار الحكومة الملتحية والسلطة المتهاونة قام أحد شيوخ السلفية الجهادية، المدعو عبد الحميد أبو النعيم، بإهدار دم إدريس لشكر زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واصفاً نساء حزبه بعبارة “البغايا”- في شريط أول ثم ثان حين لم يأت أحد لاعتقاله- والتهمة؟ دعوة لشكر إلى إصلاح نظام الزّواج والإرث. وأمام صمت الحكومة الملتحية بدعوى الوسطية والحياد دخل تنظيم القاعدة على الخط وأصدرت حركة التوحيد والجهاد في بلاد المغرب فتوى تستبيح دم إدريس لشكر، في انتظار أن يتطوع أحدهم للقيــام بالواجب.
إنه مؤشر خطير بكل المقاييس.

الذي أريد قوله لمن يهمهم الأمر، هو أن التكفير الذي دخل المغرب على حين غرّة وبقوة هذه الأيام، لم يدخل لكي يملأ أي فراغ في مستوى الهامش كما تزعم السلطة حين تحاول أن تلقي بالمسؤولية على المثقف الذي تركنه في “الهامش” ثم تطلب منه أن يحمي “هامشه”.

لا؛ فإنّ الهامش الإنساني والعقلاني متاح بفعل الطبيعة البشرية نفسها وهو موجود حتى في السودان، وحتى في الصومال- وأزعم أني أتكلم عن معرفة- لكن الفراغ الذي يملؤه التطرّف سواء في المغرب أو غيره هو فراغ في المركز بالذات، حين تكون السلطة بلا مشروع ثقافي تنموي تحديثي تعليمي تنويري نهضوي.

الشّيخ أبو النّعيم الذي أهدر دم إدريس لشكر لم يُعتقل إلى الآن، لم يُحاسب إلى الآن، لم يُسأل إلى الآن، يصول ويجول على هواه، وربّما يعدّ لشريط ثالث أو رابع. وفي الوقت الذي تعتبر فيه السلطة أيّ «مساس» بالدين يستوجب العقاب الفوري، فإنها لا ترى المساس بأرواح الناس يستدعي أيّ تحرك. لذلك، طبيعي أن يخلو المجال للقاعدة لكي تدخل على الخط وتوقع بدورها على فتوى بإهدار دم لشكر. وفي كل الأحوال، عندنا في المغرب انطباع شائع يقول: الشرطة لا تتحرّك إلاّ حين ترى الدم يسيل. فهل هذا ما تنتظره السلطات المختصة؟

المخيف بعد كل هذا هو قدرة الشيخ الطليق على شحن العقول بالأفكار المسمومة لدرجة أن يقوم بعض مشجعي فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم في مقابلته مع فريق الكوكب المراكشي يوم 2 كانون الأول الفارط برفع لافتة على مدرجات الملعب تقول (وقد حذفنا الشتيمة): “لشكر.. اتقوا الله قبل أن ينزل عليكم الملاك”.

وإذن، أفلا تنظرون؟

أفلا تنظرون إلى سموم التطرّف كيف تسرّبت إلى عقول الشباب المغربي، وأصبح الكثير منهم يحلم بالهجرة إلى بؤر الجهاد في العالم، بل قريباً قد يمثل الشباب المغربي المورد البشري الأول للإرهاب العالمي إذا أمعنا النظر في الكثير من التقارير الدولية؟ كل ذلك في غفلة من المسؤولين الذين يظنون أنّ الجهل لا يحدّه إلاّ الجهل، ناسين أن الجهل حفرة بلا قعر وهوّة بلا قرار، وأنّ تحت كل جاهل جهول.



#سعيد_ناشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة خطرة: بنكيران والملكية في المغرب
- إذا القاعدة تغولت
- الفاشية التكفيرية أو هذا يكفي
- لهذه الأسباب قرّرت أن أتوقّف عن الكتابة
- ضدّ اليسار مع اليسار تجواباً مع أرضية المفكر غازي الصوراني
- السيناريو الإيراني لن يتكرّر...
- ديموقراطية ضدّ الديموقراطية
- ... عن الإخوان المسلمين
- الكتابة بالدم والألم
- الحرية الدينية أولاً
- أنا أتَّهمكم أيُّها الأمريكيُّون
- سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القار ...
- في حاجة أرض الحرَمين إلى الإصلاح الديني
- خمس فرضيّات حول القرآن
- رائف بدوي: شاب سعودي يواجه الظلام
- خمس فرضيَّات حول الوحي
- أخلاق الحداثة و-أخلاق- النفاق
- لماذا أقول: أنا مسلم؟
- عندما نسينا ماركس
- ما هو القرآن؟


المزيد.....




- ما دلالات تسمية بابا الفاتيكان الجديد -لاوُنْ- الرابع عشر؟ ا ...
- من صناديق الاقتراع إلى الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر وتو ...
- ماما جابت بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات ...
- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - أفلا تنظرون؟