أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - لعبة خطرة: بنكيران والملكية في المغرب














المزيد.....

لعبة خطرة: بنكيران والملكية في المغرب


سعيد ناشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلناها مراراً، وحذرنا منها مراراً، التّساهل مع الأسلوب الشّعبوي الذي ينتهجه رئيس الوزراء الإخواني المغربي عبد الإله بنكيران في دفاعه عن الملكية واختبائه خلفها لكي يواري عجزه ويخفي إخفاقه، أسلوب لا ينفع الملكية بأي حال من الأحوال، وإنما يضرّها من حيث يحتسب أو لا يحتسب.
نعم، لقد مكّنه أسلوبه الإسلامو- مخزني الذي يتقنه من النّأي بنفسه وبحزبه وبسائر الإسلاميين عن الغضب الشعبي، بعد أن اتّخذ قرارات أَضرّت بنحو غير مسبوق بالقدرة الشرائية للمواطنين، وأجهزت على الكثير من المكتسبات الاجتماعية. لكن ليس هذا بسبب أي مهارات خارقة؛ إنّ الرّجل استعمل في المقابل أسلوباً ماكراً استلهمه من صميم “المكر السياسوي المغربي” الذي أتقنه وبزّ فيه الجميع : لقد نجح في تسويق نفسه باعتباره الرّجل الأكثر قدرة على تجسيد الإرادة الملكية “الطيبة”، ما أثار عليه حفيظة من يسميهم بـ”التماسيح والعفاريت” والمحيطين بالملك (أمير المؤمنين) والذين يتآمرون على حكومته “الفاضلة” ويزرعون الشوك في طريقها.

في المقابل، نجح بنكيران أيضاً في مراوغة الجميع حين نأى بحزبه (حزب العدالة والتنمية) عن أي اصطدام أو مجرّد خصام مع الحزب الإسلاموي الأكثر شعبية في المغرب (العدل والإحسان)، وبذلك أمّن للإسلامويين تساكناً هو أقرب إلى توزيع الأدوار منه إلى أي شيء آخر.

وإن كانت المقارنة أدناه مبرّرة ومكرّرة أيضاً، فإننا بمعاودة المقارنة بين حكومة عبد الرحمان اليوسفي اليسارية (فيما سمي بحكومة التناوب 1998) وحكومة عبد الإله بنكيران الإخوانية الحالية، نلاحظ أن عبد الرحمان اليوسفي قد أسدى للملكية المغربية خدمة جليلة في لحظة كان المغرب خلالها يوشك على “السكتة القلبية” وفق توصيف دقيق للملك الرّاحل الحسن الثاني، وكان العرش وقتها يحتاج إلى انتقال سلس. كانت التّجربة ثمرة تعاهد تاريخي بين رجلين اصطدما بشراسة، ثم توافقاً في لحظة فارقة ثم تعكر الصفو بعدها، والحكاية معروفة. ومقابل ما قدمه عبد الرحمان اليوسفي من نفع للملكية فإنه لم ينفع حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بأي شيء، بل أضعفه من حيث لم يحتسب، وكان الثمن مكلفاً. وفي كل الأحوال ثمة معطى لا يجب نسيانه، خلاف الحكومة الحالية فقد كانت حكومة عبد الرحمان اليوسفي (والتي لم تكن تسمي نفسها بحكومة صاحب الجلالة) هدفاً “سهلا” لقيام الإسلامويين بتجييش الشارع مرددين أن العلمانيين قد وسوسوا للملك، وكلنا نذكر الشعار الذي كان يرفعه أتباع العدالة والتنمية: لا إله إلا الله اليوسفي عدوّ الله.

غير أن الذي فعله عبد الإله بنكيران هو العكس تماماً: إنه يحافظ على حزبه (العدالة والتنمية) ويحافظ على الحزب الإسلاموي الأكثر قوة وشعبية (العدل والإحسان) كبديل استراتيجي، ومقابل ذلك فإنه يحدث ضررا بليغا في صورة الملكية حين يختبئ خلفها لكي يتفادى انتقادات الشارع. وفعلا فقد استطاع هذا الرجل الذي لم يحمله الكثيرون على محمل الجد أن يحشر الجميع في الزّاوية.

والآن، لعل المغاربة صابرين على أذى حكومة عبد الإله بنكيران كما لم يصبروا على أي حكومة سابقة، لا يحتجون كما ينبغي أو ليس بعد، غير أن المعضلة الكبرى أنهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتصورون أنّ الملك هو الكل في الكل، سواء في السرّاء أحياناً أو في الضرّاء كثيراً. إنها لعبة قد تستهوي الكثيرين لخلفيات مختلفة، لكنها لعبة خطرة بكل المقاييس.



#سعيد_ناشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا القاعدة تغولت
- الفاشية التكفيرية أو هذا يكفي
- لهذه الأسباب قرّرت أن أتوقّف عن الكتابة
- ضدّ اليسار مع اليسار تجواباً مع أرضية المفكر غازي الصوراني
- السيناريو الإيراني لن يتكرّر...
- ديموقراطية ضدّ الديموقراطية
- ... عن الإخوان المسلمين
- الكتابة بالدم والألم
- الحرية الدينية أولاً
- أنا أتَّهمكم أيُّها الأمريكيُّون
- سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القار ...
- في حاجة أرض الحرَمين إلى الإصلاح الديني
- خمس فرضيّات حول القرآن
- رائف بدوي: شاب سعودي يواجه الظلام
- خمس فرضيَّات حول الوحي
- أخلاق الحداثة و-أخلاق- النفاق
- لماذا أقول: أنا مسلم؟
- عندما نسينا ماركس
- ما هو القرآن؟
- وسائل الإعلام وثقافة الجموع (3


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد ناشيد - لعبة خطرة: بنكيران والملكية في المغرب