أعتقال النساء كرهائن جريمة جديدة في سجل جرائم دولة القانون

منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 01:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

خمس نساء أمهات لسجناء هربوا من سجن الطوبجي تم أعتقالهن في منطقة ابو غريب كرهائن لحين تسليم ابنائهن أنفسهم الى السلطات، رهنت حكومة المالكي الامهات الخمسة واودعتهن في سجون دولة القانون للضغط على الابناء الهاربين، ان العراق الجديد عراق المحاصصة الطائفية والمليشيات بدا بتطبيق الديمقراطية وبدا بتطبيق القوانين على النساء الامهات، ان الجهات الامنية العراقية لديها تعليمات قانونية حول أعتقال البديل فقد سارعت الى حجز الامهات الخمسة كرهائن لحين تسليم الأولاد انفسهم، ان سياسة اعتقال النساء استيراد خاص للقطاع السياسي وارث قيم تعتز به حكومة المالكي، وقد استخدمت هذه السياسة من قبل القوات الامريكية مع بداية أحتلال العراق وقبلها كان نظام صدام حسين يستخدمها لاعتقال عوائل الشيوعيين والمعارضين لنظامه واطلق تسمية "الاحترازيين" عليهم حينذاك.
لقد اقرت وزيرة المراة السابقة السيدة نوال السامرائي في تصريح سابق لها حيث قالت، (ان مسلسل اعتقال العراقيات قد بدا مع الايام الاولى لاحتلال العراق عام 2003 حيث شرعت حكومة الاحتلال الاميركية في حملة بمنطقة ابو غريب قرب بغداد، بزعم وجود مطلوبين من كبار المسوؤلين من النظام السابق، وتواصلت الاعتقلات ضد النساء بعد ذلك لارغام المشتبه بهم على تسليم انفسهم بعد اعتقال الاخت او الام او الزوجة، ولم تتوفق تلك الحملات رغم الاعتراضات والاحتجاجات) حكومة المالكي تسير ولازالت على خط التوازن السياسي المرسوم لها, ان التمييز الذي تعاني منه المراة اخطر من سواه عندما يصطدم بالقوانين، لماذا تستخدم حكومة المالكي النساء كرهائن لماذ لم يتم احتجاز رجال العائلة؟؟.. لماذا النساء؟؟.. على الرغم من ان هذه الاجراء باعتقال الأخرين كرهائن عن المطلوبين هو خرق لحقوق الأنسان وخرق لكل المعايير الدولية والانسانية في العالم.. لكن بما ان دولة القانون احتجزت واوقفت النساء فمن حقنا هنا ان نسال لماذا النساء؟؟ ما الغاية من جعل المراة رهينة لسياسة دولة الاسلام السياسي هذه؟؟ ان اعنف عنف تتعرض له المراة في العراق هو التمييز بحقها وخصوصا في القوانين وفي التنفيذ..
من ناحية اخرى وصفت النائبة وحدة الجميلي عبر بيان صدر عن كتلتها أئتلاف متحدون هذا التصرف بالمنزلق الخطير، وقد صرحت في بيانها الصحفي الى التحلي بالصبر والعقلانية لتجنيب البلاد الدخول بازمات بين القوات الامنية والعشائر!! ما هذا المرح وما كل هذا الغنى الذي تنعم به الجماهير في العراق.. كل ما في الامر ان قوات الامن تنشر الامن باعتقال الامهات.. والنائبة تحذر من الصدام مع العشائر.. هل فعلا تقصدت القوات الأمنية من أعتقال النساء كرهائن لتشحن الأجواء العشائرية.. هل رسالة قوات المالكي تقول لن نتنازل عن أغلاق المرأة وقضيتها وسنلبسها العشائرية بالقوة وبالعسكر.. أم أن النائبة استوحت الفكرة وارادت أن تعممها وتشحذ همم العشيرة والقبيلة لتحجز لها مكانا في سلم السلطة.. هنيئا لنا محاكم العدل والقضاء ومباركة هي القوات الأمنية المنفذة بحرفية عالية وتوازن قل نضيره.. اعتقال النساء الامهات الخمسة كبدائل حركة ذكية لتمرير فشل القوات الامنية القصيرة اليد في كل شيء سوى الفساد..
ليترنح المالكي على كرسي دولة اسماها دولة القانون التي اضحت وبكل المعاني دولى اللاقانون.. لا توجد في هذه الدولة الا جثة المراة لتصوب لها الضربات.. تغريدات هذه الحكومة عشقت قضية المراة وصارت ساحتها الوحيدة للعبة الورق في القمار السياسي والديني الزاحف نحو الفشل والتردي.. اعتقال الامهات وايداعهن السجن بداعي هروب اولادهن.. اي مهزلة واستهتار هذا واي صمت يحيط بالتعدي على النساء في العراق.. تعالوا لنشن هجومنا على كل ساكن ونحرك كل قوتنا لوقف هذا التعدي الصارخ بحق المرأة.. كل يوم هناك خرق كل يوم هناك تعدي بحق المرأة وبحق قضيتها ودائما وابدا ابطاله قوات الأمن والعسكر.. باي شريعة غير شريعة الغابة تم اعتقال هؤلاء النسوة.. ولماذا النساء يتم الزج بهن في مقدمة المدفع؟؟!! أنظمة القهر والاستبداد والظلم تصدر كل ظلمها وجبروتها نحو المرأة دائما.. وتحاول سد كل المنافذ على حياة المرأة وعلى أنسانيتها وتحاول كتم أنفاسها..
وكالمعتاد سيتم الاغلاق والتعتيم على جريمة القوات الامنية في أعتقال الأمهات الخمسة، كما حدث مع الجناة مرتكبي جريمة أغتصاب فتاة نينوى، أو كما تم التعتيم وأغلاق قضية التحرش الجنسي على النساء المعتقلات في سجون دولة القانون، وغيرها كثير فتاريخ القوات الامنية حافل بالاعتداءات المقنونة.. والتغاضي زاد الجناة تمادي واعتداء.
ونسأل من جديد مالفرق بين حزب الدعوة وبين حزب البعث، بين نظام صدام حسين وسلطة المالكي، بين دولة العروبة ودولة الاسلام السياسي ودولة القانون؟
****************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم

#منى_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل