أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - زين اليوسف - الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 2















المزيد.....

الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 2


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 07:45
المحور: مقابلات و حوارات
    


استكمالاً لموضوع الإلحاد في اليمن أحاور اليوم ملحد سبق أن نوهت عنه في حواري السابق..سامي شمسان مواطن يمني مُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية..ملحد أو بالأصح مرتد عن الإسلام كما يحب أن يصف نفسه..سامي يُعتبر من القلة النادرة الوجود من حيث الإعلان الصريح عن الهوية الفكرية دون قناع يختبئ وراءه..فهو لا يستخدم اسماً مستعاراً و لا حتى صورة تعبيرية مزيفة كأغلب الملحدين اليمنيين بل أنه يضع صورته الحقيقية..فهو لا يرى أن هناك ما يخجل منه ليخفيه وراء قناع..فأفكاره هي خلاصة تجارب و قراءات وصل من خلالها لحالة من "السلام الذاتي" مع النفس و هي الحالة التي ينشدها الجميع في حياته..و لعل أكثر ما ساعد سامي على تلك الشجاعة هو وجوده خارج اليمن و الذي أصبح مُتخماً بالمتعطشين لقتل كل من يخالفهم مثله.

و مع سامي كان هذا الحوار...

-سامي لنبدأ من ما بعد البداية..هل تعتبر إلحادك شيء يُضيف لك فكرياً أم ينتقص من قدرتك على التعامل مع الآخر المُمتلك لهوية دينية؟
-بما أننا بصدد الحديث عن الإلحاد فالصورة الموجودة لدى الذهنية المُسلمة عنه مشوهة جداً تصل إلى درجة "شيطنَّة" الفكرة و أتمنى على هذه المجتمعات أن تزيل تلك الصورة النمطية للملحد..فالإلحاد لدي هو أسلوب حياة وليس ترف فكري..فالإلحاد أن أعيش كما أريد من غير وصاية لأحد على ما يمكنني قوله أو على ما أفكر به..أن أتمرد على ذاتي و أنقلب على مُسلماتي بلا أدنى شعور بالذنب و هو بالمناسبة الإحساس المُتجذر في النفسية المُسلمة بشكل متوارث..الإلحاد هو ببساطة أن تمارس ذاتك و تؤمن بما تشاء و تكفر بما تريد.

-إذاً ما هي رؤيتك لفكرة وجود الرب؟
-الرب لدي هو عبارة عن كينونة هلامية موجودة في عقل المؤمن..كينونة تتأثر بشكل مباشر بثقافة المرء و سيكولوجيته و حتى عواطفه و نزعاته..و قد تستغربين كيف لملحد أن يتحدث عن الرب من دون إنكار لوجوده و سرد أسباب عقلانية جداً تدل على عدم وجوده إلا في ذهن المؤمن..و لكني لست كذلك..فأنا مثلاً أؤمن بجمال و روعة السيد المسيح كإله للحب مع التحفظ بالطبع على أقوال و طقوس إنجيلية كثيرة..و أيضاً أستمتع كثيراً بحكمة كونفوشيوس و تعاليم بوذا..ببساطة لا يوجد لدي تصادم حاد مع فكرة وجود إله من عدمها..التصادم الأوحد لدي هو في وجود تعاليم تحض على العنف و الكراهية و قتل الآخر و إقصائه و تدمير التراث الإنساني و العقلية العصرية و استبدالها بتلك المكتوبة في كتاب عنصري للغاية مثل القرآن.

-متى كففت عن الإيمان بأي معتقد ديني و توجهت للإلحاد؟
-الوصف الأقرب إلى قلبي هو أنني مُرتد عن كل مُسَّلماتي..و كما قيل قديماً يجب أن تكفر بكل مُسَّلماتك و لو لمرة واحدة في حياتك..أما أنا فمؤمن بكل ما هو جميل و نقي و إنساني.

-إذاَ ما هي نقطة التحول لديك؟؟..أعني ما هو الأمر الذي بناءاً على حدوثه وجدت نفسك تستيقظ لتُلغي أي هوية دينية في حياتك؟
-استعداد نفسي و شك دائم و بحث عن وجهة نظر أخرى..هذا الثالوث المحرم هو سر كل التغيير الذي حصل لي..كان لدي الاستعداد النفسي لمعرفة وجهة نظر الطرف الآخر في الإسلام و في كل منظومة الحياة التي كانت تحيطنا و تحاصرنا بكل أنواع المحرمات..بالإضافة إلى وجود شك دائم بعدم منطقية الممارسات و العبادات و هزلية فكرة الرب الذي يرسل نبياً ليقتل بشراً آخرين هو الذي خلقهم فقط لأنهم يعتنقون فكرٍ يخالف فكر ذلك النبي..هذه بالضبط كانت نقطة التحول لدي.

-سامي سمعت أنك ذهبت للحج من قبل فهل راودتك تلك الأحاسيس المكررة في سردها و التي يتحدث عنها كل من يعود من الحج أم أنك شعرت بأمر مختلف عن البقية؟
-هذه الخطوة قُمت بها بالفعل عندما وصلت لمرحلة الشك في كل شيء و بناءاً على رغبة والديَّ و خاصة والدتي التي أقدسها جداً و التي مهما طلبت مني سأنفذه لها دون تردد..و لكن هذه الخطوة فعلياً كانت عبارة عن "طقس" بلا قيمة و لم يُضف أو يغير أي شيء بي.

-من الملاحظ -لدي أنا على الأقل- أن أغلب الملحدين اليمنيين يأتون من بيئة متدينة و الأغلبية منهم أيضاً كان الإلحاد هو الخطوة ما قبل الأخيرة من جهة توجههم الفكري..هل ينطبق عليك ذات الأمر؟
-ليس بالضرورة..فلدي أصدقاء كُثر تربوا في ظل بيئة تقدمية و اعتنقوا الإلحاد كفكر وهناك العديد من "الظلاميين" من جهة أخرى و الذين يعيشون في ظل نفس الظروف المتحررة و العصرية و لكنهم أصبحوا متطرفين و رجعيين للغاية..ببساطة الإلحاد و التمرد على المُسَّلمات يحتاج إلى قدر معين من الثقافة و التي لا تتوفر لعامة الناس للأسف.

-في حربهم الإعلامية ضدكم يؤسس رجال الدين لفكرة أن العلمانية أو الليبرالية -بالرغم من أنهما منهجين سياسيين و ليسا دينيين- هما الخطوة الأولى نحو إلحاد الشخص و لكن من المفارقات المضحكة أن من يعتنقون الفكر الإلحادي في معظم الحالات هم حقيقة كانوا في الماضي إما من السلفيين أو المتشددين دينياً..ما سبب ذلك في رأيك؟
-هناك للأسف خلط معيب لدينا في كل المفاهيم..فبينما العلمانية و الليبرالية توجهات سياسية يبقى الإلحاد و الخروج عن موائد الإسلام هو معركة فكرية ليس لها علاقة لا بعلمانية و لا بغيرها و لكن و لأن المرتد عندما اتخذ قراره أصبح ينادي بمفاهيم العلمانية كقيمة تحفظ له حياته و حقوقه في وطنه ارتبط تبعاً لذلك بأن العلمانية هي من تقف ورائهم..و هو "عكّ" غير مُستغرب على العقلية المُسلمة أبداً.

-هل تفكر بالعودة إلى اليمن و لو من باب الزيارة أم أنك تجد أن إلحادك "العلني" سيكون سبباً في ملاحقتك بتهمة الردة؟
-الحقيقة المؤسفة هي أنني لا أستطيع العودة لليمن لأسباب أمنية بحتة..فحياتي مهددة بالخطر إن لم يكن من متطرفي الإخوان المسلمين و الذين يعرفونني شخصياً فمن غيرهم ممن هم مُثارون بسبب الفتوى التي أصدرتها جمعية علماء المسلمين في اليمن و وقع عليها سبعون عالماً على تكفيري منهم عبد المجيد الزنداني و ولده محمد عبد المجيد الزنداني و محمد العمراني.

-ماذا كانت خلفيات اختلافك معهم؟
-هو اختلاف عقدَّي بلا شك..فأنا لطالما كنت واضحاُ و صريحاُ في محاربة قيم الإسلام الهدَّامة و ضد كل آيات القتل الموجودة في القرآن و ضد حروب الرسول و كل خطايا محمد بدءاً بزيجاته المشبوهة وصولاً لتعاليمه التي تعكس بيئته و زمانه.

-لماذا في رأيك نجد أن المتشددين دينياً لديهم نوع من "الهوس" في رفض فكرة منح الآخرين حرية اختيار المعتقد بالرغم من أن هذا الأمر يعتبر أمر شخصي في المقام الأول؟
-لأنهم ببساطة سيفقدون حضورهم و قيمتهم و سلطتهم في قلوب الأتباع عند أول عراك فكري لذلك ترينهم يلجأون للعنف مع كل من يكشفهم و يُعرَّي فكرهم كما حصل مع الراحل فرج فودة و شكري بلعيد وليس ببعيد عنَّا باسم يوسف.

-هل تتخيل أن يأتي اليوم الذي يصدر فيه قانون حرية المعتقد في اليمن؟
-قد أكون شخصية تشاؤمية أو ربما واقعية..و لكني أقولها كما أؤمن بها و هو أنه لن يكون هناك تشريع يكفل حرية المعتقد في اليمن.

-ما الذي يمنع هذا الأمر في اعتقادك؟
-نظراً لظروف كثيرة لعل أهمها خريطة مراكز القوى الموجودة في الخارطة السياسية لليمن.

-سامي هل تجد أنك ستمنح لأطفالك مستقبلاً حرية اختيار ما يناسبهم دينياً أم أنك ستعتبر أن "المرء على دين أبيه" و أنه يجب أن يكون ملحدٍ كوالده كما هي الحال في المقابل لدى أغلب المسلمين "بالوراثة"؟
-لا أريد أن يكون ابني نسخة مني أبداً و سأعطيه كامل الحرية في توجهاته..قد أساعد في تهذيبها أو تنبيهه لمعارف و وجهات نظر أخرى و لكني بالطبع سأبذل مجهود أكبر لشرح تعاليم الإسلام و رؤيتي له كي يتق شر هذا الفكر الصحراوي الذي يكره كل جميل.

-سامي كلمة أخيرة؟
-سلام و نعمة و بركة على كل النسيج الإنساني..قد استثني منهم ذلك الفصيل الذي أهدر دمي و لو أنني لازلت أراهم ضحايا لما قرأوه سابقاً و وجدوا آبائهم عليه إلا أنهم سيظلون مجموعة من القتلة بنظري و سأظل إنسان يملك كل المخاوف على حياته و من دون "عنتريات"..و أشكر لك إتاحة هذه المساحة لي.

هكذا انتهى حواري مع سامي و مع راسبوتين من قبله و قد تركا بداخلي انطباعٍ "إنساني" قد يستغربه البعض..فهم مثلي و مثل جميع البشر لديهم الحق في التفكير و الحق أيضاً في حرية التعبير دون خوف و دون مصادرة لهم فقط لأنهم أرادوا الاختلاف بأن لا يكونوا كالسائرين خلف قائد القطيع..قد أختلف معهم في بعض الأمور و قد أتفق معهم أيضاً في البعض الآخر و لكني في الأخير سأمنحهم حرية التعبير عما يجول بأذهانهم طالما أنهم فعلياً يمارسون تلك الحرية بوعي و دون إسفاف..سأمنحها لهم دون أن تكون يميني جاهزة لإصدار فتوى "إهدار الدم" و التي يُتقن كتابتها جميع وكلاء الرب في اليمن تجاه أي شخص يخالفهم فكرياً.

و في الحوار القادم سأحاور رويدا الطيار و التي كمُلحدة يمنية مُقيمة داخل اليمن تجد أن أن كونها أنثى و أيضاً ملحدة سيجلب عليها من الهجوم و المشاكل و ربما العقاب ما يتعدى مرحلة شد الأذن..في مجتمع ما زال يتعامل مع الأنثى على أنها ضلع أعوج و "عورة" لن يكون هناك أي احترام لخيارها "الشخصي".



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 1
- أن تكون جنوبياً فهذا يعني
- الرسول عاشقاً
- مُنادي الرب -قصة-
- في بلد العُميان
- 3..2..1..أكشن
- أحبكِ و كفى -قصة-
- ردة الله
- القُبلة الأولى
- القافلة تسير و نحن ننبح
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!
- عند ركن الجنة -قصة-
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!
- اليمن بلا إسلام
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - زين اليوسف - الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 2