أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - ردة الله














المزيد.....

ردة الله


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 08:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مات مانديلا!!..لا بأس كلنا نحو تلك النقطة سائرون..و لكن ما سببه موت مانديلا للبعض يختلف عن أثره لدى البعض الآخر..فمثلاً أنا -و لا أدعي شرفاً لا أملكه- بكيت قليلاً على روحه..فمانديلا شخصٌ عرفته منذ الطفولة و فجأة اختفى و أصبح من التاريخ..و من الأمور القاسية أن ترى وقائع حياتك اليومية تصبح من التاريخ..و لكن لا بأس و لنترك دموعي القليلة عليه و لننتقل سريعاً إلى وجهة النظر الأخرى الغير باكية عليه أو لنقل الحاقدة عليه.

عبد الرحمن البراك داعية عالم شيخ..لا أعلم حقاً له منصباً في الحياة منذ عرفته سوى التكفير..فهو وصف مانديلا بعد وفاته بالكافر الهالك و المُترحمين عليه بالمُرتدين..فالبراك يرى أن ترحمنا على شخص توفي و تجاهلنا تبعاً لذلك لهويته الدينية هو نوعٌ من أنواع الردة!!..و هو بذلك يمنحنا طريقةً جديدة لممارسة مصادرة الرحمة حتى اللفظية تجاه الآخرين..و لو تجاوزنا عن ما يمارسه البراك من عملية حجرٍ عقلي على الله و ممارسته لحقوقه نيابة عنه نجد أنه يصرخ في وجوهنا مُكفراً لو أسأنا الظن بالله و ظننا -لا سمح الله- أنه رحيم بعباده دون أن يكترث كثيراً لهويتهم الدينية.

البراك لم يتوقف عند تلك النقطة فحسب بل أنه يقول أيضاً أنه:"نقل بعض الثقات إلينا أنه دُعي إلى الإسلام -أي مانديلا- فأصر على كفره..مما يجعل كفره أغلظ من كفر عوام النصارى"..و هو بذلك لم يسلب الآخرين حق تقرير مصيرهم الذي كفله الله لهم بقوله:"فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" بل أنه يخبرنا بطريقة أخرى أن من يحدد مصير هويته الدينية بنفسه هو أسوء بمراحل من ذلك الذي يعتنقها وراثةً..فالمسلمون بالوراثة للجنة و النصراني أو اليهودي عن اقتناع للنار..و هكذا نجد أن في العقيدة السلفية اللا إسلامية هناك تقديس بالغ لفكرة الحمار الذي يحمل أسفارا..فالحمار كائنٌ مقدس للأبد في تاريخهم اللا إسلامي و ما البراك إلا وسيلة إثبات بسيطة و غير وحيدة لتلك القُدسية.

البراك لم يتوقف و استمر مواصلاً محاولة إدهاشي كما إدهاش الآخرين..فاستمر في إبداعه فقال:"فلو كان مسلماً ما نال هذه الإشادة وهذا التعظيم و التضخيم"..و هنا أتساءل عن أي إشادة تتمنى أن تحصل عليها بعد وفاتك المرجوة!!..فالبراك الذي يدعو بكل أريحية إلى "قتل من يستبيح الاختلاط بين الجنسين في ميادين العمل و التعليم واصفاً من يقوم بهذا العمل بالإنسان المرتد الكافر الواجب قتله بعد إقامة الحجة عليه" يجد أن من المنطقي -و لن أبالغ بأحلامي و أقول الإنساني- أن أفتخر و أُشيد به و بذلك النموذج البهيمي في طريقة التعامل مع المُخالفين فكرياً!!.

البراك يؤمن:"إن من نواقض الإسلام الاعتقاد أن أحداً يسعه الخروج عن شريعة محمد فمن زعم أن اليهود و النصارى أو غيرهم أو طائفةً منهم لا يجب عليهم الإيمان بمحمد..و لا يجب عليهم إتباعه..فهو كافرٌ و إن شهد ألا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله"!!..و هنا نجد أن البراك يطلب منا أن نُمجد ديناً يقول لنا و بكل صدق أن رسوله محمد ليس إلا رئيس عصابة أو لنجملها أكثر و لنقول أنه الدون فيتو كورليوني من فيلم العرَّاب الشهير!!.

هل يصدق البراك و لو للحظة أن هناك من سيؤمن بدينٍ يقول لنا عن طريق تاريخه المُرهق من القتل و سفك الدماء كما قال مايكل كورليوني للملايين من قبله:" إذا تواجد أمر أكيد على الأرض..إذا تواجد أمر علَّمه لنا التاريخ..هو أنه بإمكاننا أن نقتل أي شخص"!!..كيف يتوقع أن يرانا نؤمن بدينٍ يُناقض الفطرة!!..فلو فعلنا فحينها سنكون إما معطوبيَّ الفطرة أو سنشك لاحقاً بالحالة العقلية لرب الفطرة.

البراك الذي هو أعمى البصر تفوق على نفسه و على الحقيقة العلمية التي تقول أن نسبة ارتفاع البصيرة لدى الأعمى تزداد مقارنة بالمُبصرين..و لكنه مصر على أن يتفوق على جميع الحقائق العلمية..فجمع بين عمى البصر و البصيرة كما جمع بين التعطش لدماء الآخرين و بين أن الإدعاء أنه الأقرب إلى الرب بلحية طالت و ثوب قصُر.

مانديلا كان إنسان يحمل أخطاء الإنسان و فضائله..و حياته لم تكن بالسلمية التي رُوج لها..فمانديلا كان يؤمن حتى آخر لحظة من حياته أن سبب انتصاره على قانون الفصل العنصري "الأبارتيد" هو دعمه المستمر للكفاح "المسلح" لحزب مؤتمر الوطني الأفريقي و ليست السلمية كما يعتقد الآخرون..و لكن مانديلا على الأقل -و هو ما أحترمه فيه- لم يحاول للحظة صبغ طموحه السياسي بصبغة الله كما يفعل المسلمون عامةً و السلفيون خاصةً.

لقد قضى مانديلا 27 عاماً من حياته في زنزانة ضيقة وحيداً "مُجاهداً" لتحقيق طموحه السياسي..بينما البراك لم يدخل -حسب علمي- السجن يوماً و كان يقضي لياليه "مُناكحاً" بين ساقي طفلة وهبها إياه الرب..و في الوقت الذي كان فيه مانديلا نصرانياً مؤمناً بحرية المُعتقد كان و ما زال البراك سلفياً مهووساً بقتل كل من لا يعتقد كما يعتقد.

البراك قالها يوماً:"أن من يؤمن بحرية الاعتقاد فهو كافر مرتد"..إذاً فحسب منطقه فالله حينها يكون أول كافر مُرتد بهذا الدين لأنه آمن بحرية المعتقد بل و جاهر بكفره عندما قال:"فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"..و لكن حينها لو كان الله كافر فسيكفر بمن و يرتد عن ماذا؟؟..و كيف لنا أن نؤمن بإله كافرٍ مُرتد!!..فلو كنا نؤمن بذلك الإله الكافر المرتد فنحن مثله لهذا و لكي نرجع عن هذه الردة يجب علينا أن نحاكم الله و نستتيبه ثلاثاً بعد إقامتنا الحجة عليه من كتابه فإن لم يرجع عن ما هو فيه فلنُطبق الحد عليه لكفره و إرتداده..و لكن إذا قتلنا الرب فمن سنعبد حينها؟؟..فهل يملك البراك إلهاً غير مُرتد؟؟..هل يملك أحدكم رباً غير مُرتد؟؟.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القُبلة الأولى
- القافلة تسير و نحن ننبح
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!
- عند ركن الجنة -قصة-
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!
- اليمن بلا إسلام
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - ردة الله