|
نساء البخاري*
زين اليوسف
مُدوِّنة عربية
(Zeina Al-omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 23:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك مشكلة بين البخاري و النساء..لم يحدثني عنها بشكل شخصي بالطبع و لكنه أرسل لي كل ما كان يحمله نحوهن من كراهية في رسالة طويلة تحمل توقيعاً مُقدساً يدعوه العامة بـ "حديث صحيح"!!..البخاري كان "ذكراً" جداً في تعامله مع المرأة في حواديته..التي كانت عبارة عن مجموعة من الحكايات التي كان الغرض الأساسي منها -كما يبدو لي- نوع من أنواع تصفية الحسابات معها..و لعل قلة منَّا تساءلت بشك حميد:"هل بالفعل كتب البخاري هذا الكتاب المليء بالكراهية و العنصرية المقيتة أم أن هناك من لفق سُنةً تتبعها أمة بأكملها على لسانه و على لسان رسولنا الكريم فقط ليُرضي ذكورة تموت رعباً من فكرة المساواة مع إمرأة!!".
فالمرأة لدى البخاري شيء يُهدى..فهي ليست بالإنسان المستقل الإرادة و الرغبات و الهوى بل هي قطعة أثاث يكفي أن يشتهيها أحد المهاجرين ليتنازل له عنها من آخاه من الأنصار طواعية..و كأنها شيء بلا إرادة مستقلة بل تفعل ما تُؤمربه و تعاشر في فراشها من يقرر لها سيدها أن تعاشره بلا أي اعتبارات عاطفية أو حتى إنسانية.
المرأة لدى البخاري وسيلة للإمتاع الجنسي و لا تملك الحق حتى في تقرير مزاجها الخاص في قبول توقيت سيدها أو رفضه..فلو طلبها سيدها إلى الفراش و رفضت لأي سبب كان فإن الملائكة ستترك الله وحيداً فوق عرشه لكي تقوم بالجلوس حولها لاعنة لها حتى الصباح..فإما الفراش في أي وقت و إما اللعن و لا حل وسط يقف بينهما.
المرأة لدى البخاري مخلوقة من ضلع أعوج و هو بذلك ينافي و بشكل وقح قوله تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"..فهو ينفي عن الله سبحانه القدرة على الكمال في الخلق و التي -و يا للمفارقة- جعلها الله مقصورة على الرجل..أي أن الله -كما يريدنا البخاري أن نؤمن- خلق الرجل من ضلع سليم و لكنه بعد ذلك أصابه التعب فخلق المرأة من ضلع أعوج!!.
المرأة لدى البخاري هي خائنة تنتظر فقط الفرصة..فمهما تعبدتي و مهما صليتي و مهما تقربتي للرب ستظلين ترغبين في الخيانة و تشتهينها طوال الوقت و لكنك فقط تنتظرين الفرصة التي حتى إن لم تأتي ستخلقينها خلقاً..فالبخاري يرى أن من وقائع الحياة و مُسلماتها نزعة المرأة للخيانة و للزنا و العكس يُعتبر من الشواذ الذين لم يخلقهم الله بعد.
المرأة لدى البخاري من أكثر أهل النار..النار التي ستدخلها فقط لأنها تحمل جسداً أنثوياً و ليس لهول الذنب الذي يستحق ذلك العقاب..و بالرغم من أن القتل و هو الجريمة التي تطرد صاحبها من رحمة الله و من جنته و التي منذ بداية البشرية كانت جريمة "ذكورية" باحتراف إلا أن الله سيدخلنا نحن النساء النار حتى تُصاب بنا بالتخمة فقط لأننا ننزع بضع شُعيرات من حواجبنا.
المرأة لدى البخاري تزني إذا تعطرت..فمن تضع العطر وقت الخروج أصبحت كمن نذرت جسدها لرجل في علاقة شهوانية عابرة لعدة ساعات!!..فهي بعطر أرادت به التجمل لذاتها دون الآخرين أصبحت زانية..و لا أعلم كيف لم يُطالب البخاري بأن يتم تطبيق حد الزنا عليها..ألسن زانيات!!.
المرأة لدى البخاري هي كالكلب و الحمار..و بالرغم من أن الله قد كرم الإنسان بالعقل عن الدواب و لكن لا بأس البخاري أراد أن يلغي عقولنا و يمنحنا بهيمية الحيوانات و نحن له إنشالله من التابعين..و لكني حائرة و لا أعلم هل أصدق الله في قوله:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" أم أننا كالكلاب التي تحدث الرسول كثيراً عن نجاستها!!.
المرأة لدى البخاري ديتها بنصف دية الرجل..بالرغم من أن آية التمييز في الدية وردت في البقرة و آية المساواة فيها وردت في سورة المائدة التي كان توقيت نزولها بعد البقرة..فهي بذلك فقهياً ناسخة لها و لأحكامها..و لكن البخاري أراد لنا أن ننسخ ما نشاء و نلقي وراء ظهورنا ما يشاء.
و لكن بعد هذا الغيض هل نجح البخاري؟؟..نعم للأسف..لقد نجح في أن يجعل المرأة كائن بلا قيمة و لقد حرص على التأكيد على عدم قيمتها بأن ورط الرسول الكريم في ذلك الهراء و التدليس..فالرسول في كل عملية انتقاص من المرأة كان هو المُحرض و المشارك و هو المُلهم..البخاري جعله كذلك بتدليسه عليه و نحن جعلناه كذلك بإيقاف عقولنا عن التفكر.
البخاري كان يريد قدسية ليغلف بها كراهيته الشديدة للمرأة و أي قدسية يريد بعد قدسية الرسول الكريم!!..و بالإضافة إلى قدسية الرسول منحناه نحن أيضاً قدسية إضافية بعدم التوقف العقلي و لو للحظات..فللأسف لم يتوقف إلا قلة ليتساءلوا:"هل يُعقل أن الشخص الذي أرسله الله لإكرام الإنسان و منحه إنسانيته المفقودة -لسبب أو لآخر- يكون هو في ذات الوقت أحد المحرضين ضد حصول ذلك الأمر!!".
*كل ما ورد هنا من إشارات لأحاديث كان المصدر لها هو "صحيح" البخاري.
#زين_اليوسف (هاشتاغ)
Zeina_Al-omar#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الجنس و الشغف نتحدث
-
إبليس يسكن الجنة
-
دين وقح
-
الإسلام جزء من المشكلة
-
أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
-
ديانا و أسامة
-
فيروز تُخرج من الملة
المزيد.....
-
الرئيس السوري يؤكد دور الكنيسة في ترسيخ أواصر المواطنة والوح
...
-
إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في
...
-
راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت
...
-
راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت
...
-
كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بفلسطين
-
بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.. قطر تحكم بالسجن خ
...
-
أفغانستان بعد أربع سنوات من استيلاء حركة طالبان على السلطة
-
31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال
...
-
وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و
...
-
-إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|