أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - إبليس يسكن الجنة














المزيد.....

إبليس يسكن الجنة


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إبليس أو لوسيفر في الثقافة الغربية هو المخلوق الذي أوجده الله ليمثل لنا الشر المطلق في الدنيا..فإبليس هو في الأصل فكرة قبل أن يكون مخلوق يمثل الفكرة..هنا نجد أن الخير المطلق يتمثل في الله الذي يتم تحديه و تحدي أوامره من قبل إبليس المخلوق الذي صنعه بيديه ليمثل لنا هنا إبليس التمرد و الكبرياء التي تقود صاحبها للهلاك..و قرار الله بحتمية دخول إبليس إلى النار لم تكن لكونه إبليس أي الكائن و لكن لأنه المعادل الفلسفي لفكرة الشر الذي يحرك صاحبه للتمرد تجاه أوامر سيده و تجاه التسبب بالأذى للآخرين..و هكذا وجب أن تكون نهاية الشر هي الجحيم الأبدي.

لكن إذا كانت الفكرة هي عقاب الشر المطلق بالجحيم فهنا تكون نسبة احتمالية تحرر إبليس من لعنته الأبدية في تزايد..لن أتحدث عن فرص النجاة التي يمنحها له الآخرون في العالم من حولنا و لكني سأتحدث عن الفرص التي منحها و يمنحها و سيمنحها له من يحملون وكالة تصريف أعمال الرب بيننا هنا في اليمن.

فمن يتحدثون باسم الرب يدَّعون دائماً في خطابهم أنه يمثلون الخير أو في أكثر الحالات "تواضعاً" الحل لجميع مشاكلنا لو فقدنا غرورنا الشيطاني للحظات و قررنا الإصغاء لهم..لا بأس لم لا نُصغي؟؟..ألم تكن خطيئة إبليس الأولى أنه رفض الإصغاء فلم يصغي لربه؟؟..و لكي لا نسير على خطاه يجب أن نُصغي.

و لنبدأ بأكبر مشاكلنا الحضارية و هو نكاح الصغيرات..فهذه المسألة المصيرية جداً لدى الأمة تحتل حيزاً كبيراً من ثقافة الخُطب لدينا..فنحن الأمة التي سيفاخر بها النبي الكريم يوم القيامة عدداً و أن كانت كالأنعام أو أضل فلا بأس فما يهم هنا هو الكم و ليس الكيف..و إصغاءك لتلك الخطب يجعلك تشعر لوهلة أن القضية بالفعل مصيرية جداً و أن كل مصائبنا الأخلاقية هي فعلياً نتاج رفضنا لتك الفكرة..و الحوار مع أي رجل دين عن أن فكرة زواج رجل في الأربعين أو الثلاثين بطفلة في العاشرة هي فكرة مقززة يدخلك فوراً إلى خانة الكفر..وكأن كونك تشمئز من الفكرة اللا إنسانية يجعلك جديراً بحطب جهنم لترافق إبليس.

ثاني مشاكلنا الحضارية هي فكرة الجهاد..فالكثير من علمائنا "الغير" أجلاء يحشدون الشباب لفكرة الجهاد و يعدونهم أيضاً بالحور العين..لنغرق في جهاد غارق في الشهوة لا غارق في حب الرب..فلا أعلم حينها هل سيدخل المقاتلون-أو من يدعون أنفسهم بالمجاهدين-الجنة تبعاً لمقدار شهوانيتهم أم لمقدار زهدهم!!..فإن كانوا مثلنا زاهدين في الحور فمكانهم النار مع إبليس لأنهم تقاعسوا شهوانياً عن نصرة الرب.

و الجهاد هنا مفهوم "مطًّاط" يمطه شيخك حسب ما يروق له..فقد يكون الجهاد هو القتال ضد أي شخص يحثك على التفكير و قد يكون الجهاد ضد أي شخص يخالف فكره و قد يكون الجهاد ضد كل من يخالفك مذهباً أو فكراً أو ديناً و لكنه لن يكون أبداً ضد حاكم فاسد أو إسرائيل فهذان الأمران يسقط حكم وجوب الجهاد ضدهما كما يسقط وجوب الصلاة على الحائض.

ثالث مشاكلنا الحضارية هي "الوكالة عن الرب"..فالكثير من علماءنا تمكنوا من إقناع الكثير من أتباعهم أن الله قد وهن العظم منه و إشتعل رأسه شيبا و لهذا أوكلهم بمهامه فأصبحت لديهم "قُدسية" تكاد تعادل قدسيته..فتجد من يرغي و يزبد أمامك إذا انتقدت شيخه بكلمة و لكنه لا يكترث "كثيراً" لو وجد من يتبول على كتابه المقدس..هنا يصبح الشيخ أو العالم في نظر أتباعه مقدساً و يصبح أي انتقاد له هو انتقاد للرب و لدين الرب..و لو حاول ذلك الشيخ جمع "الحُسنيين" أي السياسة و الدين معاً هنا يصبح إنتقاده ضرباً من ضروب الجنون يفوق جنون قيس بليلى.

متناسين حقيقة أن السياسة و الدين مُحرم إجتمعاها..فكل مرة يجتمعان فيها ينجبان لنا طفل كأطفال "السفاح" نحتار فيه و في نسبه..فلا هو يجيد السياسة و التي تتطلب من السياسي التخلي عن الكثير من قيمه لكي يصل لمبتغاه و لا هو يجيد الدين الذي يتطلب أن يكون من يتحدث عنه نقي القلب.

هنا أجد بعد ثلاث مشاكل "فقط" من مشاكلنا الحضارية أن إبليس جدير بالجنة..فهو لا يمثل الشر المطلق كما نعتقد فهناك من تفوق عليه بمراحل كثيرة..فإبليس تكبر و لم يصغي "فقط" و لكن أساتذة إبليس اغتصبوا الأطفال و قتلوا ونحروا المخالفين و جعلوا الناس تشرك بعبادة ربها بشرا..أفبعد هذا كله نشك أن إبليس سيرافقنا "إن أراد الله" إلى الجنة!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - إبليس يسكن الجنة