أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - فيروز تُخرج من الملة














المزيد.....

فيروز تُخرج من الملة


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت البداية مع أغنية أعطني الناي..عندما غنتها فيروز لأول مرة في ستينيات القرن الماضي -إذ لم أكن مخطئة- هاجم تلك الأغنية العديد من شيوخ الدين و تجاوزوا الهجوم النقدي للكلمات لدرجة تكفير فيروز كشخص و إخراجها من الملة..متناسين "أو لعله الجهل المتوارث" أن فيروز مسيحية الديانة و لا ينطبق عليها النهج التكفيري الذي يسري علينا مُبتلين به كمسلمين بل يجب أن يتم حرمانها كنَّسياً و بأمر مباشر من بابا الكنيسة التي تعتبر فيروز من رعاياها.

و لكن تلك الحادثة على بساطتها تفسر لنا -كما فسرت لي حينها- الموروث الاستعلائي الذي يغمر العقلية الإسلامية خاصة ممن يُعتبرون قادة الأمة دينياً..تلك العقلية الاستعلائية التي أصبح يمارسها أغلب المسلمون تجاه الآخر كنتيجة طبيعية لكونهم "رضعوها" من شيوخهم..فالمسلم يتربى و لديه قناعة بأن الجنة تنتظره بمجرد أن ينتقل من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى..و ما يعمله في هذه الحياة هو "تحصيل حصل"..فيكفيه أن ينطق الشهادتين قبل موته ليكون من أعضاء نادي "الفرقة الناجية" الملكي.

تعامل المسلم مع موضوع الجنة فيه الكثير من الثقة بل و يُقارب في كثير من الأوقات نوع من الوصاية على الله..فنجد أن المسلم يسلب الرب حقه المتفرد في تحديد ساكنيها ليصبح هو القائم على أبوابها بل و المتصرف فيها..و كأنه لأنه ولد مسلم - بالحظ أو بالوراثة أيهما يروق لك- يجعله متفوقاً على الآخرين..فيحق له الاستهزاء بالمذاهب الأخرى بل و بالأديان الأخرى لأن ذلك بالنسبة إليه هو ركن من أركان إيمانه تبعاً لما لُقَّن له بأنه من الفرقة الناجية.

تلك الثقافة "النازية" لا تقتصر في تعامل المسلم مع أقرانه من المخالفين له من ذات مذهبه أو من سواه بل تتعداها ليمارسها مع معتنقي الأديان الأخرى أيضاً..فالثقة التي يتحدث بها المسلم عن كون الجنة مقتصرةً على المسلمين تعتمد في الأساس على آية "وحيدة" معروفة لنا جميعاً و لكن ذات الآية لم تتحدث عن رفض الله المطلق لدخول الآخرين للجنة!!..كما أن ذات المسلم يتجاهل آيات كثيرة ذكر الله فيها صراحة أن نجاتك في يوم القيامة لا يعتمد على دينك بمقدار ما يحتويه قلبك "السليم" من إيمان به كرب لك..فلم يقرن الله القلب بدين معين ليكون سليماً في نظره.

لماذا نذهب بعيداً في أمثلتنا..ألم يحدث أن تناقشت يوماً مع أي مسلم و وجدت أنه يتعامل معك "أي المخالف له" على أساس أنه يريد لك الخير لكي تلحق به لـ"هناك"!!..فهو يتعامل مع "هناك" على أنه أمر مفروغ منه مُسلَّم به بالنسبة إليه و لكن الغير مفروغ منه هو من سيلحق به إلى "هناك" فهو لم يقرر بعد من يستحقها معه!!.

حتى لو لاحظنا الطريقة التي يُمَّجد بها الأشخاص في تاريخنا الإسلامي نجد أن أغلب المسلمين يمجدون الشخصيات الإقصائية للآخر..لأنها بشكل أو بآخر تمثل لهم إنعكاساً ذواتهم و لكن مع الكثير من السلطة الدنيوية..فنجد أن شخصيات مثل صدام حسين أو الحجاج أو حتى يزيد لها مريدوها و محبيها..بينما نجد أن ضحايا بطشهم لا يحصدون ذلك التعاطف الشعبي أو حتى التاريخي..فهنا لا يكون الخلاف على الفئة "الضحية" و وجوب التعاطف الإنساني معها بل الخلاف هل كانت معي أم ضدي كفكر و كنهج..فهذا ما سيُحدد موقفي منها.

أتذكر أنه عندما سمعت أغنية فيروز لأول مرة استغربت تلك الهجمة الشرسة عليها..و التي كانت كلها بسبب عبارة واحدة فقط و هي "و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود"..فلقد ترك المنصتون لصوت فيروز كل الصور الصوفية التي تغرقنا بها كلمات الأغنية و تركوا صوت فيروز الملائكي و الذي هو هبة من الله ليتساءلوا:"من كانت تقصد بأنه سيمسك بالناي ليعزف عليه بعد أن يفنى الوجود"!!..أليست مفاتيح الجنة لديكم فكيف غابت عنكم إجابة هذا السؤال!!.

لو كففنا يوماً عن تلك الثقة "الشيطانية" بإمتلاكنا لحق توزيع البشر على الجنة و النار لربما تمكنا من تقبل الآخرين بل و التواصل معهم إنسانياً..و لكن طالما أننا ننظر إلى المختلف عنَّا على أنه كائن هالك و مصيره الجحيم الأبدي تبعاً لقرارنا نحن دون الرب فسيكون من السهل علينا دائماً شتمه و قتله و سحله و قطع عنقه و اغتصاب نسائه و سبي أطفاله..فهو لا شيء و إلى الجحيم مصيره و كل ما فعلته له أنت كمسلم أنك أشفقت عليه و "اختصرت" عليه الطريق.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - فيروز تُخرج من الملة