أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - زين اليوسف - القُبلة الأولى














المزيد.....

القُبلة الأولى


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 07:51
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


القُبلة الأولى تملك سحراً غريباً و سلطة مطلقة على الروح و الحياة في ذات الوقت..بل قد تكون التقاطع الذي قد يُحدد لنا مسار حياتنا في بعض الأحيان..فلو كانت قُبلتك الأولى مع فتاة فأنت محظوظ و لكن لو كانت قُبلتك الأولى مع رجل..حسناً أنت تعرف ماذا سأقول لك.

المُحزن أننا كشعوب عربية -تمتهن الكبت كحرفة- نعاني كثيراً في حياتنا الجنسية..فنحن شعوب تتعلم في مرحلة المراهقة أشعار عنتر و عبلة و تحمل حلم تكرار حكاية قيس و ليلى في كل ليلة من لياليها..كل هذا المخزون العاطفي الذي يتراكم فوقنا و نُمنع من التعبير عنه يجعلنا متشوقين جداً لأي أمر قد يُقارب ما يُشبه الحب..فنحن نحمل أثقالاً من الحب و التوقِ إليه و أسواراً من المُحرمات تفصلنا عنه.

لعل لهذا السبب نتمسك جداً بقُدسية القُبلة الأولى أكثر من تمسكنا بقُدسية الحب..فالقُبلة لدينا هي التعبير العملي لفكرة أننا لسنا عاجزين عن ممارسة الحب -جنسياً على الأقل- بعد أن أصبح معظمنا عبارة عن تجسيدٍ لحالةٍ من العُقم العاطفي تكرر نفسها كثيراً دون حيلة منِّا و منها..و لهذا نصبح تواقين جداً لتلك القُبلة و ننتظر أي شخص لكي نتخلص من أثقال ذلك التوق -الذي حملناه لسنوات طويلة- على أعتاب شفاهه.

القُبلة الأولى ليست بالضرورة المرة الأولى التي تقوم فيها بتقبيل إحداهن..فقد تكون قُبلتك الأولى هي القُبلة الواحدة بعد المائة..و لكنها ستكون قُبلتك الأولى ليس لأنها أكثر احترافية و لكن لأنها ستكون الأكثر شغفاً..فالقُبلة الأولى هي التي تشعر معها بأنك تتوحد مع الآخر "حقاً" و ليس لأنك تحاول أن تُكرر مشهداً ما شاهدته في فيلمٍ ما..أو لرغبتك في أن تمارس انتحال مشاعر الحب التي قرأت عنها لسنوات طويلة فجعلتك تتوق لما يسمى بالحب لحد انتحال وجوده بداخلك.

القُبلة الأولى لن تكون مع ذلك الشخص الذي ستستنجد و أنت معه بالرب كي لا يخذلك أمامه فتظهر بمظهر العاجز عن التقبيل..و لكنها ستكون مع الشخص الذي ستشعر بأنه "المختار"..أنه الشخص الذي سيجعلك تقرر أنك ستتعبد لتلك الشفتين لبقية حياتك..لهما وحدها ستنذر نفسك و لن تبدلهما بأي فرصة قد تُتاح لك مع سواهما و لو من باب التغيير أو الفضول أو حتى الملل..فلقد قمت بتنصيبهما إلهاً أبدياً على الروح قبل الجسد.

عند قُبلتك الأولى لن تكترث أبداً للون صاحب الشفتين أو لطبقته الاجتماعية أو لدينه أو حتى لأي فكرة مجنونة يعتنقها و يخالفك بها..فلقد تمكنت معه من خلق تلك اللحظة التي خُلقنا من أجلها..لحظة ممارسة إنسانيتنا في أرقى صورها و ليس لحظة لممارسة الغريزة كما تعتقد الأغلبية.

و لكن قد لا تكون قُبلتك الأولى ناجحةً جداً..فهي ستكون المرة الأولى لك و كلنا في المرة الأولى نفشل و من ينجح فهذا الاستثناء الذي يملك حظ المبتدئين..لهذا عندما تأتي تلك اللحظة لا تكترث لتاريخنا الطويل مع مشاهد القُبل التي أفلتت من مقص الرقيب أو التي بحثنا عنها في كل زاوية من زوايا الشبكة العنكبوتية..لا تكترث لأن تكون بمستوى براد بيت و أنجلينا جولي في فيلم السيد و السيدة سميث..فلن تستطيع مهما حاولت..فتلك شعوبٌ امتهنت القُبل بينما نحن شعوبٌ امتهنت تمني القُبل.

اكترث فقط لأمرٍ واحد ألا و هو ماذا تريد أن تقول من خلالها؟؟..لا تُسقط تاريخنا المليء بالحرمان عليها..و لا تُنفس عن كبتٍ طال من خلالها..فقط حاول أن تخبر الآخر بمقدار وقوعك في الحب لدرجة تجعلك تؤمن أن قيس و ليلى لابد من أنهم كانوا حمقى لأنهم التزموا بالعفة و امتنعوا عن قُبلتهم الأولى..فأنتَ و هي..أنتِ و هو..في ذات المكان في ذات اللحظة مع الكثير من الشغف الذي يستحق أن نعتقه من أسره.

القُبلة الأولى لحظة صمتٍ رباني و حديثٍ روحي بالغ القُدسية لمن يقدرها حق قدرها..فأنت تقول بها كل شيء و أي شيء..تعترف من خلالها بمقدار ضعفك قبل قوتك..بمدى احتياجك قبل مقدار رغبتك..أنت من خلالها تحكي عشرات القصص المكنونة في صدرك..و بها وجدت -أخيراً- طريقةً أخرى أكثر لذةً و شغفاً للصلاة إلى الرب شاكراً..فأفعلها -لو تمكنت من التسلل عابراً مُتخفياً من خلال أسوار الحرام و الأعراف و التقاليد- بالقدر الذي تستحقه تلك القُبلة..أفعلها بكل الشغف الذي تربينا على كبته بداخلنا من قبل أن نعرف معنى كلمة كبت..أفعلها و كأنها قُبلتك الأخيرة قبل أن تكون قُبلتك الأولى.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القافلة تسير و نحن ننبح
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!
- عند ركن الجنة -قصة-
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!
- اليمن بلا إسلام
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - زين اليوسف - القُبلة الأولى