أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد العليمى - الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال الشيوعى المصرى - 1978 - القسم الرابع والأخير















المزيد.....



الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال الشيوعى المصرى - 1978 - القسم الرابع والأخير


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 00:06
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


ويهمنا أن نشير إلى أنه إذا كانت مهمة تحرر الطبقة العاملة من فوق وسائل حزب أو تنظيم مهما كان "- كما يقول العفيف – فمن الغريب أن تستطيع هذه الطبقة إنجاز مهامها الثورية ، دون تنظيم حزبى من خلال حركتها العفوية المحضة ، أو حتى بمساندة هامشية من الحزب ، ولكن من خلال " الحوار والتحريض الراديكالي" ، ولا تستطيع فى نفس الوقت أن تناضل ضد "إستبداد" الحزب بها . وضد محاولات فرض دكتاتورية عليها ، وأن تنتهى "مايسمى بالثورات المجالسية - كما يفهما العفيف- إلى الهزيمة دائماً . وهذا المنهج الذى يؤله البروليتاريا ويرفعها إلى مرتبه شئ مقدس على الصعيد اللفظى يحط فى الواقع من قيمة أو عى عناصرها ذاتها ، التى تشكلت فى حزب ثورى . وبديهى أن يصل ناقدنا الى نتائج كهذه تتجاهل بصفة أساسية ،مادام يدرس واقع الطبقات الاجتماعية من خلال منظورات مثالية مجردة ،وخارج المظاهر السياسية لواقع هذه الطبقات ، ولأنه يتجاهل بصفة اساسية ، أن الطبقة البروليتارية لا تصبح طبقة مناضلة انطلاقا من وضعها الإقتصادي ، وإنما عبر إنخراطها ، فى النضال الطبقى الواعى والمنظم الذى يقوده الحزب الشيوعى ، الذى يفترض أن يحتوى فى بنيته على أوعى عناصرها ، ويقوم برسم الإستراتيجية والتاكتيك الثوريين ، واضعا فى الاعتبار المصالح التاريخية للبروليتاريا ، بهدف إنتزاع السلطة السياسية ، وإقامه دكتاتورية الطبقة العاملة . وسلاح التنظيم الحزبى القادر على الدفاع عن طبقته ، هو أخشى ما تخشاه الرجعية الحاكمة ، حيث النظرية والسياسية الثوريتين ، يجسدها الحزب المنظم حولها .
لقد دلل كاتبنا على عجزه التام عن فهم المنهج الماركسي وروحه النقدية ، حيث مازال يتشبث بمفاهيم أو بمواقف معينة – كتعدد الأحزاب او الإتجاهات الفكرية فى الأممية – وجدت أساسها فى شروط تاريخية محددة ، غير مدرك لمواقف ماركس ، الذى كان سيفكر بطريقة مغايرة فى شروط مختلفة . ولا يكفى – كما قال بليخانوف – أن نتحدث بإستمرار عن الروح النقدية حتى نتجاوز الدوجمائية – ومؤلفنا دائم الحديث عن الروح النقدية ولا يتجاوز بها شيئا ، فدحض اللينينية أساسه تزييف ماركس، لأنه لا يستوعب مفاهيمه من خلال خصوصيتها وعينيتها ، أو يشوه مغزاها ، جاعلا منها معيارا ماركسيا يحاكم به اللينينية ...
ولنعد مره أخرى إلى ما يثيره كاتبنا .
" إذا كان المطلوب ثورة إشتراكية تكون فيها السلطة المباشرة والمطلقة بيد المنتجين المباشرين لا بيد البيروقراطيين الطفيليين ، فما هى الذات الثورية ، القوة المادية التى تستطيع الإطاحة بالمجتمع الرأسمالي القائم وتحقيق هذه الثورة ، هل هى أساسا ، البروليتاريا الصناعية والزراعية متحالفة مع الجماهير الراديكالية فى المدن ( الطلبه ، المثقفين ، الشباب إلخ ) أم هى الحزب ؟ " (41 ) .
ويضيف بشكل أكثر تحديداً :" هل الحزب هو بديل الطبقة العاملة وحلفاءها فى قيادة الصراع الطبقى وبالنتيجة فى قيادة المجتمع القديم كما تؤكد النظرية والممارسة البلشفية بوجه عام والستالينية بوجه خاص ، أم أن الطبقة العاملة والجماهير الثورية لا بديل لها لخوض وقيادة الصراع الطبقى حتى نهاية : الثوره ، ولا بديل لتسيير المجتمع الثورى ؟ وفى كلمه هل الطبقة العاملة قابلة للإستبدال بالحزب أم أنها طبقة لا بديل لها لا بحزب واحد ولا بجميع الأحزاب مجتمعة ". (42 )
مايواجهنا فى هذا النص الأخير وما سبقه هو معارضة الطبقة العاملة بالحزب ، وكأن الأخير ينشأ ويوجد بمعزل عن الطبقات الإجتماعية ولا صلة له بها ، وكأنه لا يحتوى على الطبقة البروليتارية الصناعية والزراعية أو الطلبه والمثقفين والشباب ...! وتحديدا أوعى عناصرها .
ألا ينبغى الإشارة إلى الأساتذة والجدال معهم مباشرة حتى لو إدعى "التلاميذ" أنهم ليسوا كذلك ؟ فى الواقع ، ورغم اللعنات التى يصبها كاتبنا على رأس ليون تروتسكى ، حيث يلحقه بلينين وبلانكى وآخرين ، الإ أنه يتبنى أهم أفكاره ، نعنى النظريه التروتسكيه الشهيرة حول مفهوم "لإستبدالية لدى صاحبها الأصلى ؟
لم يكن تروتسكى أول من عارض المفاهيم اللينينية عن التنظيم ، فحتى قبل أن يطرح لينين هذه المفاهيم فى تبلورها وتكاملها ، ناهض الإقتصاديون الروس التنظيم الممركز ، ووقف بعض ممثلى النزعة الإقتصادية من أمثال مارتينوف واكيموف ضد جريدة الإيسكرا التى أنشأها لينين بسبب من " مواقفها الدكتاتورية من الطراز اليعقوبى" وقد كانت هذه هى المرة الأولى التى ظهر فيها هذا الإدعاء – كما لاحظ إيزاك دويتشر فى كتابه : النبى مسلحاً.
لقد وقف تروتسكى فى البداية إلى جانب لينين وناهض النزعة الإقتصادية وإتجاهها الهجومى على التنظيم الممركز ، حتى إكتسب لقب "عصا لينين" الذى أطلقه عليه ريازانوف، وقد دافع عن وجهات نظر لينين إلى حد التطرف والمغالاة أحيانا ، فبعد أن سخر من تهمة اليعقوبية ، صور المبادئ التنظيمية التى لابد وأن تحكم حياه الحزب وفق المفهوم اللينينى وكأنها ينبغى أن تكون تعبيراً عن : " شكوك القيادة المنظمة " إزاء أعضاء الحزب " شكوك تعبر عن نفسها فى رقابه حذرة من فوق على الحزب " (43 ) ومع بدايات الإنقسام الذى حدث داخل حزب العمال الإشتراكي الديمقراطي الروسي وبروز الإتجاه المنشفى ، غير تروتسكى مواقفه ، ووقف إلى جانب المناشفة وتبنى وجهات نظرهم التنظيمية وإتهم لينين بأنه يحاول أن يخلق حزبا ضيقا من المتآمرين ، يتناقض مع مفهوم حزب للطبقه العامله ، وبالغ فى تقديره للعفوية ، حتى إعتبر أن الاشتراكية مؤسسة على غريزة العمال الطبقية ، وعلى طاقاتهم الكامنة القادرة على إدراك المهام الطبقية ووفقا لهذا المفهوم عن الوعى الطبقى الغريزى الناشئ عن وضع إقتصادى معين ، طالب تروتسكى بأن يفتح الحزب أبوابه على مصاريعها أمام العمال . وأتهم لينين بأنه من "محبى السلطة" وأنه يريد فرض" حاله حصار" على الحزب ، بهدف إحكام قبضته الحديدية ، وبذلك يمهد الطريق أمام " تروميدوري الإنتهازية الإشتراكية " وزعم أن لينين يريد إستبدال البروليتاريا المتطورة سياسيا بمنظمه ضيقه من المتآمرين ، وأنه يتعالى على نشاطات الجماهير العفوية ، إستنادا الى مفهوم لينين عن نقل الوعى من قبل المثقفين الثوريين إلى الطبقة العاملة ، من خارجها . وخلص تروتسكى إلى أن هذه النظرية هى نظرية تيوقراطية أردثوذكسية "، وأن هذا المفهوم يلائم حزبا يريد أن يحل نفسه محل الطبقة العاملة ، وأن يتصرف باسمها من أجل أهدافها ، مستديراً لما يشعر به العمال أو يريدونه ، من الناحية الفعلية .
وفى كراسه "مهماتنا السياسية " بسط تروتسكى نظراته التنظيمية التى بلور فيها مفاهيمه الرافضة للمفهوم اللينينى عن الحزب الثورى . كما أنكر دور الحزب ومثقفيه الثوريين فى حمل الوعى الإشتراكي إلى حركة الطبقة العاملة العفوية من خارجها . وبلور وجهة نظره فى النزعة الإستبدالية ، حيث رأى أن نظريه لينين تفضى إلى أن :" تحل منظمة الحزب أولاً محل مجمل الحزب ، ثم تحل اللجنة المركزية محل المنظمة ذاتها وأخيراً سيحل دكتاتور فرد محل اللجنة المركزية ... (45 ) والاستنتاج المنطقى بالتالي من هذه الدورة الإستبدالية : هو أن يحل الحزب نفسه وبمجمله محل الطبقة العاملة : ويبدوان تروتسكى آنذاك قدم إبداعاته الخاصة فى بلورة نظرة مارتوف المنشفية واكسلرود اللذان أرادا حزبا ذو قاعدة واسعة ، على نمط الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية . فالحزب الجماهيري من الطراز الاشتراكي الديمقراطى الذى تسيطر عليه الطبقة العاملة ، والموجه ديمقراطيا هو الحاجز الوحيد ضد الاستبدالية – ونقول عرضا هنا أن كافه الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية قد اعلنت إفلاسها ، بإندماجها فى مجتمعاتها البوجوازية ، واتباعها النهج الإصلاحى فى وسائلها أو فى أهدافها ، فهى لم تحقق أهداف الطبقة العاملة فى الثورة الاشتراكية ، فالاحزاب الجماهيرية صاحبة القواعد الواسعة ، ليس من الحتمى أن تكون ثورية بسبب من اتساعها الجماهيري بالذات – وذلك من وجهة نظر رواد المناشفه ، أما أتباع التروتسكية المعاصرون فيرون أنه لابد من النضال فى اتجاهين ضد العدو الطبقى وضد الحزب – حزب الطبقة البروليتارية ذاتها – لقطع الطريق على الإستبدالية كما أن العفيف الأخضر يقول نفس الشيئ "إن على البروليتاريا عند كل ثورة قادمه – كما كان عليها فى جميع الثورات المهزومة الماضية – أن تستعد دفاعا عن شكل ومضمون ثورتها ، لمواجهة عدوانين لعدوين متحالفين فعليا عليها : عدوان البورجوازية عليها من خارجها وعدوان الأحزاب والنقابات البيروقراطية عليها من داخلها ". (46 )
على أى حال ، كانت إحدى النتائج المنطقية لمفهوم تروتسكى هذا ، هو الاعتقاد الشمولى بأن الدور الوحيد الذى يمكن أن يقوم به المثقفون الثوريون هو إحلال ذواتهم ، من خلال الحزب محل الطبقة العاملة ، وفى إحدى مقالاته التى كرسها للمثقفين الروس ، أهال التراب على فتقفى الحركه الثوريه الروسيه ، من الديسمبريين والنارودنيك حتى الماركسيين ، على أساس تصوره بأن الدور الوحيد الذى قاموا به ، كان دوما ، دوراً إستبداليا ، حيث نصبوا أنفسهم كبدائل عن طبقات إجتماعية فعلية ، إدعوا حق تمثيلها . وقد كان الإستنتاج الوحيد الذي يمكن الخروج به من مثل هذا الموقف إزاء المثقفين الثوريين الروس هو على حد قول نيقولا كراسو : إن دخول المثقفين الى حلبة الحياة السياسية هو فى حد ذاته إغتصاب على حساب البروليتاريا .
لقد اردنا بالعرض السابق لمفاهيم تروتسكى حول النزعة الإستبدالية أن نبرهن من ناحية على أن العفيف الأخضر ، لم يكن سوى مقترض لآراء تروتسكى فى هذا الصدد – ومن ناحيه أخرى ، فلأن عرض أفكار المنشئ الأصلى والجدال معها أوفق من الجدال مع مقتبسها.
وإذا كان كاتبنا فى غالب الأحيان يعارض الطبقة العاملة بحزبها ، وعفويتها بضرورة وعيها ، فهذه مواقف لا يحتكرها على الصعيد النظرى . ففى الواقع تتداخل لديه ، كما تتداخل لدى غيره من متبنى هذه الاتجاه ، هاتين المسألتين المترابطتين فى الواقع .
والأن ما هو الموقف من الاتجاه القائل بالنزعة الإستبدالية ؟
إن خطأ هذا المفهوم يتعين فى مطابقة الطبقة العاملة بالحزب ، الخلط بين الجزء والكل ، عدم تمييز وضع الطبقة فى البنية الاجتماعية والاقتصادية عن إحدى مكونات البنية الفوقية . عدم فهم العلاقة بين الطبقة والحزب فى الشروط التاريخية بتقديس العفوية الجماهيرية الى أقصى حد ، والإهدار التام لدور الطليعة المنظمة ضمن البروليتارية ذاتها ، وتجاهل دور المثقفين الثوريين ، من خلال نظرة تتسم بضيق أفق عمالى . فالطبقات الإجتماعية هى مجموعات من الناس تتمايز كل منها عن الأخرى بالموضع الذى تشغله فى نظام للإنتاج الإجتماعى محدد تاريخيا ، بعلاقاتها بوسائل الإنتاج ، ودورها فى التنظيم الاجتماعى للعمل ، وتبعا لذلك بكيفية حصولها على نصيبها من الثروة الاجتماعية . أما الحزب فهو ذلك الجزء الواعى من الطبقة ، الفصيل الطليعى المنظم فيها ، الذى يقوم بنقل الوعى إلى سائر أقسامها ، لإعطاء حركاتها طابعا واعيا بأهدافها التى ينبغى أن تحققها ، هو الفصيل المرتبط عضويا بالطبقة البروليتارية ، القادر على اعطائها وعى مكانتها فى المجتمع ، ودورها الثورى فى الإطاحة به ، من أجل بناء نظام إجتماعى جديد ، عبر قيادته للصراع الطبقى بمجمل جوانبه ، الصراع الهادف للتطويح بالسلطة الطبقية البورجوازية ، وإقامه دكتاتورية البروليتاريا .
وقد سبق أن أشرنا إلى أن إفتراض تجانس الوعى بين صفوف الطبقة العاملة فى ظل الرأسمالية أو تصور أن الوعى هو نتاج حتمى لوضعها الاقتصادى الذى تشغله ، هو الذى يؤدى الى التقليل من دور الحزب وإعلاء قيمة النشاط العفوي القادر على انجاز الثورة الاشتراكية . والمقولة التى تلزم هنا ، هى إمكانية تحقق الثورة الاشتراكية بعفوية الجماهير وحدها . ويكتسب الحزب الشيوعي ضرورته من دوره فى نقل الوعى للبروليتاريا ، الذى يأتيها من خارجها ، أى من المثقفين الثوريين ومن خارج دائرة نضالها الاقتصادى ، كما أن واقع تفاوت وعى الأقسام المكونة للطبقة العاملة ، هو ما يمنح للحزب ممثلا فى العناصر الطليعية القادرة على أن يكون أداه قيادية ناظمة . فلو كان الوعى حتميا كثمرة للوضع الاقتصادى ، ولو كانت الطبقة العامله تستلهم وعيها من السماوات ، أو بالميلاد والغريزة ، لما كانت هناك حاجة ولا ضرورة لآى حزب يقودها أيا ما كان نمطه ، ففى تلك الحالة يتطابق الحزب مع الطبقة كما يتطابق الوعى مع العفوية ، ومن ثم تكون الطبقة ذاتها هى "حزب نفسها " . والحال هو أن الامر غير ذلك كما أشرنا فى مواضع سابقة . فالواقع الفعلى للطبقة العاملة يبرهن على أنه لم تحدث واقعة تاريخية واحدة ، تبرهن على صحة هذه المقولات ، فالثورات الإشتراكية التى تحققت وأيا ما كانت مصائرها لم تكن نتاجا محضا للحركة العفوية . من ناحيه أخرى إذا أزحنا جانبا المناهج التأملية ، التى تنظر لى الطبقة العاملة من خلال تصورات رومانسية ، فإننا نجابه بحقيقة عدم تماثل الطبقة العاملة من الناحية الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية ، وهو ما يعنى تفاوتا ضخما فى الوعى بين أقسامها المختلفة ، وهو نتاج حتمى للنظام الرأسمالي ذاته الذى تلعب أدواته الأيديولوجية والسياسية الدور الأساسي فى إستلاب وعى البروليتاريا وتحويل أقسام منها الى سند إجتماعي للبورجوازية ، كالإنتهازية العمالية ممثلة فى أرستقراطيتها . وإن الواقع المميز للأحزاب العمالية فى البلدان الرأسمالية – وخاصة فى البلدان المتخلفة – حيث تتعرض الجماهير العمالية لمظاهر شتى من الإضطهاد ومن ضمنها الإضطهاد الثقافى ، أى إنتاج سياسيات التجهيل الذى لا يتيح لها تنمية وعيها ،- هو كون العمال الواعين يشكلون أقلية دائما بالقياس الى الطبقة فى مجملها ، ولا يستطيع الحزب العمالى الشيوعي أن يفتح أبوابه الإ أمام هؤلاء ، فهم فقط الذين يكون بمقدورهم قيادة الجماهير المستثمرة . لذا فإن الحزب لا يمكن ولا ينبغى له ، أن يحتوى على الطبقة العاملة فى مجملها ، أو حتى غالبيتها الساحقة ، وأن يضمها الى صفوفه ،وإن كان ينبغى أن يقودها ، لأن دوره الثورى يقتضى أن ينظم فى صفوفه ، أوعى العمال طبقياً ، أى العناصر الطليعية ، ولا يستطيع أن يتخلى عن طليعيته ، ويهبط إلى حد ضم أكثر العمال تخلفا فى صفوفه ، من أجل ألا يوصم بالاستبدالية . وفى كل بلدان العالم لا يضم الحزب سوى نسبة محدودة من الطبقة العاملة ،أقل من نسبة أعضاء نقاباته أو المصوتين له فى الانتخابات ...إن كان علنيا.
إن تصور طبقة عاملة نقية ، هو إنحراف إقتصادى ، نزعه رومانسية لا ترى الواقع العيني للبروليتاريا ذاتها ، وإنما تضفى عليها تصورات غريبة عنها ، من خارجها " ، فإذا كانت هناك عناصر طليعية داخلها ، ففيها أيضا العناصر "المتذبذبة" والمتأخرة ،التى لا تملك أية مفاهيم ثورية ، بل بالآحرى تمتلك أحيانا وعيا زائفاً رجعياً .. الحزب واسع القاعدة ، أى " الحزب - الطبقة" ، الذى تكون فيه الطبقة الإجتماعية هى الممثل السياسى ، ينطوى على مفهوم معين يجعل هذا "الحزب" خليطا مائعا، يحتوى ذات العناصر والأقسام المتخلفة والتيارات الرجعية التى تمور داخل الطبقة نفسها ، وهذا معناه إغراقه الفصيلة المتقدمة ،أى الطليعة فى خضم التأخر .
وجوهر الخطأ فى فكره الإستبدالية ، هو إيجاد علامة التساوى المجرد ، المثالى فلسفيا والغير تاريخى ، بين الحزب والطبقه ، أى المطابقه بين الإثنين ، فالحزب هو الطبقة – أو ينبغى أن يكون كذلك – والطبقة هى الحزب ، وهذا هو المخرج الوحيد ضد الإستبدالية .
إن هذه المطابقة التى تهدف الى انشاء تماثل بين هويتين مختلفتين ، يفترض تطابقا بين مستويين مختلفين تماما داخل النظام الاجتماعي ، فالطبقة يجري تحديدها من خلال دورها فى عمليه الانتاج الاجتماعى ... إلخ أما الحزب فهو الممثل السياسي لطبقة اجتماعية ، مرتبط بها عضويا ، ينظم طليعتها ، فهو جزء من كل ، جزء واع من الطبقة ، ولكنه ليس الطبقة ذاتها ... والقضايا التى تثار حين تناول علاقة الحزب بالطبقة فى وضع تاريخى محدد، لا يمكن أن يستغرقها هذا المفهوم المثالي عن الإستبدالية ... الذى أصبح يقدم كتفسير جاهز لعلاقه كافه الأحزاب اللينينية بكافة الطبقات العمالية ، فى كل البلدان . وهذا المفهوم ، يحول فى الواقع دون دراسة خصوصية العلاقة بين الحزب والطبقة فى بلد معين، أو فى فتره تاريخية معينة ، مادام يلجأ لتفسير جاهز مسبق ، تفسير مثالي وغير تاريخى (47 ) . فى مقاله ماركسية تروتسكى ، إنتقد نيقولا كراسو مفهوم الاستبدالية ، بإعتباره عائقا أمام أى فهم ثورى حقيقي حيث كتب :" ومفهوما "الاستبدال" أو " تطابق الهوية " النظريان التأمليان يحولان من البداية دون أى تحليل دقيق للطبيعة النوعية لعمل الحزب الثورى ، وتآثيره على (وفى) الطبقة العاملة كما حدد لينين . وهما بمثابة دليل على العجز الجذرى عن رؤية الدور المستقل ذاتيا بالضروره للمؤسسات السياسية بوجه عام وللحزب الثورى بوجه خاص ، عن القوى الجماهيرية فى إطار تشكيلة إجتماعية محددة فى التحليل الأخير بالاقتصاد" (48 ) كما أنه يتجاهل الإستقلال النسبى لمكونات البناء الفوقى المرتكز على أساس إقتصادى محدد والمدافعين عن الطبقة العاملة ضد مخاطر إستبدالها بالحزب يهيئون بمفاهيمهم حول أحزابهم " الثورية الجديدة " الشروط الفعلية " لإستبدالية" عميقة ومحكمة . كيف ؟ إذا كان الحزب يجب أن يشمل الطبقة بأسرها ، فمعنى هذا من ناحية هو غياب أيه وحدة أيديولوجية أو سياسية – تعدد لأيديولوجيات = تعدد الأحزاب – وأيضا إفتقاد الوحده التنظيمية ، بحكم المبادئ التى تسيره وتسمح بحرية المراجعة ، وبوجود التكتلات والاتجاهات ، والإنتقادات ، أى حرية مراجعة الماركسية ذاتها ، ثم شموله لكافة الإتجاهات والأقسام التى تعكس الأيديولوجيات والسياسات الغريبة عن الطبقه العاملة ذاتها .
أى على نحو أوضح ، مرتع لنفوذ الطبقه الحاكمة من الناحية الفعلية .. ففى مثل هذا الحزب الواسع الذى لا فرق فيه بين عامل طليعى ،أو مثقف ثورى ، وبين أى عامل متخلف خاضع لتأثير الوعى الزائف ، لا بد من وجود "جهاز" ينظم هذه الكتلة الضخمة ويقيم الصلات بينها ، وهو جهاز لابد أن يتسم بالتضخم ... من ناحيه أخرى ، من الصعب أن نفترض فى مثل هذا الوضع قيام حوار نظرى أو سياسي حقيقي ، أو أن تنشأ قيادة جماعية تشمل كامل الحزب ، تقوم على التسيير الذاتى لهذا التنظيم ، مادام يحتوى على أيديولوجيات مختلفة وإتجاهات متباينة ، سيكون أقرب إلى الحلف أو الإتحاد ، أو المنظمه الجماهيريه غير الحزبيه . وعلى سبيل المثال ، فإن القدرة على الإسهام فى القيادة الجماعية للحزب بما يحقق الأهداف التاكتيكية والاستراتيجية للبروليتاريا يتطلب صراعا وحوراً داخليا على الأصعدة النظرية والسياسية والتنظيمية والجماهيرية ، فمن أين للطبقه العامله بمجموعها أو بغالبيتها بالقدرة على التى تتمكن بها من ممارسة ذلك، فى ظل النظام الرأسمالى الذى لاتتيح شروطه الا لطليعتها جدية تحقيق اهدافها بما يتطلبه على صعيد العمل الجماهيري ، أو على مستوى التنظيم الداخلى . فى مثل هذا الحزب "الواسع" الذى أشرنا إليه لن يقود هذا الإ الى عدم القدرة على الاسهام الحقيقي فى عملية التسيير الجماعي .... ثم حتمية ولادة البيروقراطية ، والشللية ....والانتهازية ، وبإختصار كافه الشرور المنطقية ، والتى لن تكون من صنع الخيال.
إن المفهوم الهزلى عن الاستبدالية لا يفسر كيف يمكن لكتلة أن تقوم بإحلال نفسها محل الطبقة العاملة ، والأمر المنطقى من خلال كل ما سبق هو أن ذلك غير ممكن ، فهل يمكن لحزب أن يفرض إرادته على طبقة بكاملها إلى الأبد . من ناحيه أخرى فإن الأحزاب الثورية كما تبرهن التجربه تعتمد على الجماهير ، فهى القوة النشيطة الفعالة ، ولا يمكن لأى حزب ثورى أن ينظم أعمالا ثورية تمتد لحقب من الزمن الا بالاستناد الى الطبقة العاملة وبدعمها المباشر ، وهو لا يقوم الا بقيادة الاعمال التى يساندها التأييد الطبقى البروليتاري فاذا كان لا يمكن لحزب ان يحتوى على الطبقة بأسرها ، فهو من ناحيه أخرى لا يستطيع أن يحل محلها فهو جزء واع منها فحسب . ومواقف الحزب لا يمكن تجسيدها فى النشاط العملى الا بقناعة الطبقة التى يمثلها ، إراداتها ورغبتها ، وإستعدادها الحازم لتطبيقها ، وهو ما يبين مدى إلتفافها الواقعى حول هذه المواقف .
وهذا لا يعنى من ناحية أخرى أن الحزب لا يرتكب أخطاءاً ، وبالاحرى ليست هناك ضمانة ما يمكن اعطائها . ولكن هناك أسس صحيحة تحكم العلاقة بين الحزب والطبقة ، وهى تتمثل فى اكتسابه لنفوذه من خلال ثقة الجماهيربه ، وبصواب قيادته، إعتماداً على سلامة مواقفه التى برهنت عليها تجربة الجماهير الخاصة ... إنتهاجه على الدوام لسياسة صحيحة تتوافق مع مصالح الجماهير ، وقدرته على تغبير مواقفه متى مادعت الحاجة الموضوعية لذلك ، وإتخاذه موقفا جديا من أخطاءه ونواقصه ، إذا ماكشفت عن ذلك الممارسة الواقعية . وعدم فرض هذه المواقف بالقوة – بعد إنتصار الثوره – إذا لم تكن النواة الأساسية فى الطبقة العاملة قد تبنتها ...إلخ والإخلال بهذه الشروط يمثل معارضة للطبقة ، وإنتهاكا للعلاقات المبدئية معها . وهو أمر يختلف بالطبع عن الترهات الإستبداليه ، فيمكن لعلاقة الحزب بالطبقة أن تختل ، ولكن ما من حزب ثورى لم يرتكب أخطاء، والمهم أن يكون قادراً على تجاوزها دائماً
موجز القول : أن هناك أخطاء نظرية تطابق بين الممِثل والممَثل ، أى الحزب والطبقه ، وبين الوعى والعفويه ، وهذه المفاهيم لا تنتمى الى دائره المفهوم الماركسي ،كما أنها مفاهيم قديمه ،ليس لناقدنا الفضل فى إبداع أى منها ، "فالتنظيم الثورى الحديث " الذى تشكل هذه المفاهيم قانون ايمانه ، هو تنظيم قديم تجاوزته الماركسيه اللينينيه.
*فقد من هذا المقال الملحق الذى كان يتناول آراء كورنيليوس كاستورياديس الذى تضمنها كتابه " البروليتاريا والتنظيم " .
هوامش
1 - يختلف الوضع قبل إنتصار الثورة عنه بعدها ، ففى المرحلة الأولى لا توجد قيادات بالجملة ، ربما يمكن تربية قادة على نحو أوسع فى ذلك المجتمع الاشتراكي ومن هنا يكون صائباً فى المرحلة الثانية عدم إحتكار القيادة لفترات طويلة . ونحن هنا نتحدث عن أحزاب مازالت تناضل من أجل السلطة.
2 –مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية ، لينين ، مختارات ص 17 – الطبعة العربية – دار التقدم - موسكو
3 - التنظيم الثورى الحديث . العفيف الأخضر ،صـ 9، دار الطليعة ، بيروت.
4 - فإلانحراف ليس اتجاها كاملا بعد. والإنحراف شئ يمكن إصلاحه. إن أشخاصا قد ضلوا الطريق أو بدأوا يضلون عنه ، لكن مازال فى الإمكان تقويمهم ". لينين .فى تقريره للمؤتمر العاشر حول وحدة الحزب والانحراف النقابى الفوضوى.
5 - لا ندرى ماذا يفعل مؤلفنا لو منعت كتاباته فى نظام إستبدادي بوليسى، هل سيصمت، ويكف عن أى عمل علني جماهيري لا يعود متاحاً ، أما سينقل قيادة التنظيم المجالسي للخارج فى مجال يسمح لها بحرية الحركة ، إنتظارا لقرار من السلطة الحاكمة بإستنئناف النشاط : هل السرية ولع مرضى من المثقفين الثوريين. أم أن سلطة الدولة بقوانين عقوباتها وبإعلانها لأحكام الطوارئ وبمصادرتها الحريات الديمقراطيه هى المحرض الحقيقي على ذلك ؟
6 - ضد الجمود العقائدى والإنعزالية فى الحركه العمالية ، مقال الخلافات فى الحركةالعمالية الأوروبية ، لينين، صـ85
7 - حين تكون حركة الطبقة العاملة وصراعها الطبقى فى وضع متدن – طبقه عاملة غير مسيسة ، أى غير واعية بأهدافها ، فإن هذا ينعكس بالضروره على الحزب الثورى أو المنظمة أو المجموعة الثورية وفقاً لواقع الحال .
8 - ينسى الكاتب أن الثورة الديمقراطية من الطراز الإغريقى ، كانت ديمقراطية ملاك العبيد . أنظر كتاب السياسه لأرسطو . ترجمه أحمد لطفى السيد.
9 - مفكروا البروليتاريا ذوى الأصل العمالى مثل وايتلينغ أو برودون رغم عبقريتهما ، فلم يستطع الأول ان يتخطى "الحرفى الألمانى" ولا أن يتخطى الثانى "البورجوازيه الفرنسيه الصغيره" وفقاً لتقييم فرانز مهرنج . وكان ماركس قد أشار إلى أن "العمال عندما يهجرون العمل ويتحولون إلى كتاب محترفين يكون دائماً السبب فى مشاكل نظرية ".
10 - كارل ماركس . تأليف فرانز مهرنج ، صـ 342 . ترجمه خليل الهندى- دار الطليعة ، بيروت 1972.
11 - لا ندرى من خلال أى عبقرية ذاتيه إكتشف العفيف الأخضر .أن (الحزب التاريخى بأكمل معانى الكلمه " الذى تكلم عنه ماركس فى رساله إلى فرايليجراث فى(29 فبراير 1860) يشير إلى مجموع القوى التى بواسطتها يتجلى"نشاط البروليتاريا الذاتى" "تحرر البروليتاريا الذاتى " والحكومة الذاتية للمنتجين " ؟ أنظر التنظيم الثورى الحديث ، صـ 26 .
12 – علم الثورة فى النظرية الماركسية . يورى كرازين . ص 141 سمير كرم ، دار الطليعة – بيروت 1975 .
13 - قاد هذا المفهوم الجبرى والعفوى إلى الإصلاحية ، وهو إتجاه معادى للمبادرة التاريخية ، والجملة الثورية لدى العفيف تموه على روح التعااون الطبقى والخضوع للطبقات الحاكمة من خلال عفوية الطبقة العاملة التى يبشر بها ، وعبر رفض التنظيم الممركز القادر على الدفاع عن نفسه باللجوء للعمل غير الشرعى وتضافره مع العمل الشرعى .
14 - العائلة المقدسة ، ماركس إنجلز،صـ40-صـ41 – ترجمة حنا عبود – دار دمشق للطباعة والنشر.
15 - أذهل ماركس وفدا من رابطة العمال التثقيفية الألمانية حين قال لهم "أنه وإنجلز لم يتسلما تفويضاً بتمثيل الحزب البروليتاري من أحد غير نفسيهما ، وأن ذلك ما أكدته الكراهية العامة الشاملة التى خصتهما بها أحزاب العالم القديمة ". أنظر فرانز مهرنج ،صـ 226-صـ227 .
16 - مختارات هيجل – جزء أول ،صـ13 ، ترجمة إلياس مرقص – دار الطليعة – بيروت – يونيو1978.
17 - الفوضوية ، والنقابية الفوضوية، ماركس ، إنجلز، لينين" ترجمه حمدى عبد الجواد. دار الثقافه الجديدة. الطبعة الأولى . 1976 /صـ33
18 - كارل ماركس – تأليف روجيه جارودى .صـ 279 . تعريب جورج طرابيشى . دار الأداب ، بيروت.
19 - المصدر السابق- صـ 253
20 – المصدر السابق ص 253
21 - "إننى اعرف من خلال خبرتى الخاصة (1849-1852) إستحالة تجنب إنشقاقات المنفيين سياسيا الى عدد من الإنقسامات المختلفة ، مادام الوطن الأم يبقى هادئاً .إن الرغبة الملحة فى العمل والإ صطدام بإستحالة القيام بأئ شيئ فعال ، يسبب فى عدد من الأدمغة الذكية ذات الطاقة تصورات ذهنية مفرطة فى النشاط ، محاوله لإكتشاف ، أو اختراع وسائل جديده ، وغالبا عجائبية، للعمل . رسالة إنجلز إلى أ. هوروفيش ، مايو 27 مايو 1839 .
22 – كارل ماركس ، فرانز مهرنج . ص 123
23 - الفوضوية ، الفوضوية النقابية- مرجع سابق .صـ55 ، أنظرأيضا مراسلات ماركس إنجلز ، رساله ماركس إلى ف.بولت صـ136- صـ 138 ، ترجمه جورج طرابيشى .
24 -أنظر: محاضر المجلس العام للأممية 1866- 1868 – ترجمه حمدى عبد الجواد ، دار الثقافة الجديدة. 1978.
25 - يشير ماركس الى بولت فى رسالته مشدداً على أهمية الوعى الطبقى :" وحينما لا تكون الطبقة العاملة قد تقدمت بما فيه الكفاية إلى الأمام فى تنظيمها لتشن حملة حاسمة ضد القوى الجماعية، اى القوى السياسية للطبقات المالكة ، فلابد على كل حال من أن تثقف بهدف ذلك عن طريق تحريض متواصل ضد الموقف المعادى الذى تقفه منا على الصعيد السياسي الطبقات السائدة . أما فى غير هذه الحال، فإنها تظل بين ايدى هذه الطبقات كرة لعب" أنظر مراسلات مختارة صـ137 ، مصدر سابق.
26 - يشير إنجلز فى رسالة إلى ف. كيل- وشنيوتسكى ، بأمريكا ، إلى أن الأممية كانت " وسيله لتذويب تدريجى لجميع هذه الشيع الصغيرة ولامتصاصها " إضافه الى "ولو كنا تشبثنا...بالانتعاون إلا مع أولئك الذين يتبنون علنا وجهاراً برنامجنا ، فأين كنا سنكون اليوم ؟اعتقد أنه عملنا كله قد دل على أنه فى الإمكان السير جنباً الى جنب مع الحركة العامة للطبقة العاملة فى كل مرحلة من مراحلها من دون أن نتخلى عن موقعنا الخاص – أو حتى تنظيمناً – المتمايز أو أنه نخفيه.." والرساله بتاريخ 27 يناير 1887 ، أنظر مراسلات مختارة صـ 196 –صـ 197 مرجع سابق.
27 - فكر غرامشى السياسي – جان مارك بيوتى ، ترجمة جورج طرابيشى ، صـ 20، صـ 21 ، دار الطليعة بيروت 1975.
28 – الأمير الحديث – انطونيو جرامشى ، ترجمة شرفان والشامى ، ص 78 – دار الطليعة بيروت 1970
29 - علم الثوره اللينينى وعلم النفس الإجتماعي : تأليف بورشينيف ، صـ12 ، مطبوعات وكالة نوفوستى . القاهرة 1970.
30 - نفس المصدر .صـ 16 . (كان شعار أنطونيوجرامشى بهذا الصدد : تلقائية واتجاه واع".
31 - - نقلا عن نفس المصدر صـ34.
32 - الأمير الحديث صـ56 .
33 - لا يمكن إعتبار توزع الطبقة العاملة فضيلة ديمقراطية ، بمعنى السعى لإكتسابها أو الحفاظ عليها ، وبالآحرى تعميمها كمبدأ مقدس مناهض " للتوتاليتاري" فإذا كانت كل طبقة تعبر عن ذاتها أكمل تعبير من خلال حزب واحد بالقياس إلى الأحزاب الأخرى ، فما هو الموقف من الآخيره. إن ذلك يتوقف بالطبع على السياسيات التى تتبناها ، فوجود هذه الأحزاب يتعرض وبالآحرى هو نتاج – لتأثير الأيديولوجية البورجوازية ، وفى غالب البلدان نرى الطبقة العاملة تتوزعها أحزاب (ونقابات) شيوعية ، أو إشتراكية ديمقراطية أو مسيحية...إلخ فهل يمكن إعتبار مثل هذا الوضع أفضل الأوضاع المواتية لإنجاز العملية الثورية ، أو ليس واجب الحزب الشيوعي أن يقودها فى إتجاه تبنى أقسام من برنامجه ، فى نفس الوقت الذى يناضل فيه لعزل خطها ، كحلقة حتمية للإستيلاء على السلطة السياسية ، أم أن عليه أن يحافظ على التعدد – أى التوزع – بل ويحرص على خلقه ، من أجل تأكيد "ديمقراطية " الأحزاب . على أى حال ، لا يمكن مناقشة التعدد كمبدأ فوق تاريخى ، يعنى وضع إنقسام وتفتت الطبقة العاملة وتوزعها الحزبي فى مرتبة المثال الأعلى . ولا تخفى بالطبع السمة البورجوازية الليبرالية لمثل هذه الأفكار ، التى تحاول نزع سلاح تنظيم الطبقة العاملة
34 - مراسلات ماركس –إنجلز ، ترجمة جورج طرابيشى . رساله إنجلز إلى كاوتسكى ، فى أكتوبر1891 ، صـ 207- صـ 208 ، دار الطليعة بيروت – أغسطس 1973.
35 - نقلا عن التنظيم الثورى الحديث . صـ 22،،23،24 . (وفى رساله إنجلز إلى ماركس فى فبراير 1851، كتب : " يستطيع المرء ، أن يعى أكثر فأكثر أن المنفى مؤسسة لابد أن يصبح المرء فيها أحمق وحماراً ووغداً وحقيراً إلا إذا إنسحب منها وقنع بأن يكون كاتبا مستقلاً لا يتعب رأسه حتى بما يسمى بالحزب الثورى ".أنظر كارل ماركس ، فرانز مهرنج صـ 186
35 - كارل ماركس ، فرانز مهرنج ،صـ165 ،صـ166.
36 - نفس المصدر .صـ 168
37 – الكتابات الاساسية لماركس وانجلز فى السياسة والفلسفة – تحرير لويس اس . فوير ، فونتانا ليبرارى ،1969 – بريطانيا ( بالانجليزية )
38 - الفوضوية ، والنقابية الفوضوية ، ماركس ، إنجلز .ترجمه حمدى عبد الجواد ، صـ 33 . دار الثقافة الجديدة – القاهرة
39 - التنظيم الثورى الحديث . العفيف الأخضر صـ6 ، صـ7 .
40 - المصدر السابق ، صـ7
41 - النبى مسلحاً ، تأليف إيزاك دويتشر ، صـ 70 – مطبعه جامعة أكسفورد . (بالإنجليزية ) .
42 - كتب كاتب تروتسكى معاصر ناقداً ليون تروتسكى :" إن تروتسكى يتمزق فى التناقض ما بين مفهومه المنسجم الإشتراكي والديمقراطى فى معارضته لآى شكل من " الإستبدالية" ونظريته عن الثورة الدائمة . حيث الأقلية البروليتارية تتصرف كوكيل لكل الكادحين وكحاكم للمجتمع ". أنظر كتاب الحزب والطبقة – مجموعه كتاب ، ترجمه جورج طرابيشى ، مقال طوني كليف حول الإستبدادية صـ44.
43 - ماركسيه تروتسكى – مجموعه كتاب جورج طرابيشى ، صـ10 ، دار الطليعة بيروت 1973.
44 - الثورة الألمانية 1908- 1919 ، العفيف الأخضر صـ12 ، دار الطليعة بيروت 1973
45 - ماركسية تروتسكى ، مصدر سابق ، أنظر مقال : ماركسية تروتسكى . بقلم نيقولا كراسو.
46 -المصدر السابق ،صـ10- 11
47 - بعد ثلاثين عاما من هذا الجدال قال تروتسكى عن موقف لينين أنه كان سليماً من "الناحية السياسية ومن ثم ضروريا من الناحية التنظيمية ".



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال ...
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال ...
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من ارشيف حزب العمال ...
- دانتون لقد خدمت الإستبداد !
- حول الارهاب والدستور والذيلية
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- مبارك وسياسة إحتواء المعارضة - من ارشيف حزب العمال الشيوعى ا ...
- الثورة والثورة المضادة فى افريقيا - من أرشيف حزب العمال الشي ...
- جذور الفتنة الطائفية فى مصر - 1981-- من أرشيف حزب العمال الش ...
- فى أزمة غياب القيادة الثورية - 1
- حزب العمال الشيوعى المصرى - تأريخ النميمة والإغتياب
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى
- قبل أن تهب العاصفة 3 - حتى لانتذيل الجناح الآخر للثورة المضا ...
- قبل أن تهب العاصفة 2 - هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟
- قبل أن تهب العاصفة - 1 - حتى لانعزز الثورة المضادة
- القانون ونشأة الذات الرأسمالية - يفيجينى ب . باشوكانيس


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد العليمى - الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال الشيوعى المصرى - 1978 - القسم الرابع والأخير