أحمد فؤاد نجم شاعر الفقراء ومرآة العصر .. الكاتب والتربوي علي خليل حمد

أبو زيد جموضة

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 23:06
المحور: الادب والفن
    

نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " جلسة ثقافية بمناسبة مرور الأربعين على رحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، تحدث فيها الكاتب التربوي علي خليل حمد، وأدار الجلسة م. زياد عميرة رئيس مجلس الإدارة في التنوير الذي تحدث بإيجاز حول الدور الكبير الذي لعبه الشاعر نجم وزميله الشيخ إمام في إثارة الوعي السياسي والاجتماعي لدى جماهير مصر بخاصة، والجماهير العربية بعامة.
بدأ المحاضر حمد حديثه بتقديم عُجالة عن سيرة حياة أحمد فؤاد نجم، مركزا ً على المحطات الكبرى في مسيرته الشعرية، التي كانت أولاها ملجأ الأيتام الذي بدأ فيه ممارسة الغناء، مع عبد الحليم شبانة – عبد الحليم حافظ فيما بعد؛ وكانت الثانية سجن أرميدان بالقاهرة حيث تعَرف إلى عدد من المثقفين الشيوعيين واطلَع على قصائد شاعرهم فؤاد حداد، وكتب على غرارها ديوانه الأول " صور من الحياة والسجن " ؛ ثم كانت المحطة الثالثة في اجتماعه مع الشيخ إمام ونظمه القصائد للمناسبات؛ أما المحطة الرابعة والأخيرة فكانت تحوله الى كتابة الشعر السياسي، انطلاقا من قصيدة " البلاغ رقم واحد " عن هزيمة 1967، والتي توالى بعدها إدخاله السجن مرة بعد مرة، وخاصة في عهد أنور السادات.
وعيّن الكاتب حمد عدداً من القيم التي تجّلت في قصائد نجم: الاشتراكية، والكلمة الهادفة، ومصر الوطن، والعروبة، والقضية الفلسطينية.
وأشار إلى وجود مدلولين متقابلين لمصر في أشعار نجم، تمّثلا في قوله " مصر العشّة ومصر القصر "، حيث تمثل مصر الأولى العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين، وتمثل مصر الثانية رجال الأعمال وأنظمة الحكم؛ وقد وضّح نجم بين المدلولين في قصيدته " هما مين وهما مين "، هما الامرا والسلاطين/ هما المال والحكم معاهم، واحنا فقرا ومحكومين.
وأضاف المتحدث انقسام كتلة " مصر القصر " عند نجم إلى أربع كتل اقتصادية هي: كتلة الجيش التي أنشأت في عهد عبد الناصر، وكتلة المستوردين " الكمبرادور " في عهد السادات، وكتلة رأس المال الليبرالية، وكتلة الإخوان المسلمين.
ومثل نجم للكتلة الأولى بقصيدته عن النكسة حيث يقول: والبيه حاطط/ في كل حتة مدير ضابط .. وللثانية قصيدته الرائعة " يعيش أهل بلدي " التي نعت فيها عصابة الكمبرادور بالتنابلة " ذوي الكروش السمينة والعقول التخينة "، كما مثل لانتشار الخصخصة في عهد مبارك بقصيدته " كأنك فيش "؛ ولم يختلف عهد مرسي في نظرة عن ههد مبارك " كأنك مفيش " .
وفي الحديث عن القضية الفلسطينية أشاد المحاضر بموقف نجم من القضية، مذكراً بغضبته عن عقد السادات الصلح المنفرد مع اسرائيل، وأنه سمّى نفسه عندئذ " شاعر الارض المحتلة "، واستشهد الكاتب على صدق موقف نجم بقصيدته " يا عرب " و" يا فلسطينية ".
كما أبرز المحاضر دور الشيخ إمام في أدائه الرائع لقصائد أحمد فؤاد نجم وما أحرزته من شهرة واسعة في الجماهير العربية، وقارنه بدور مارسيل خليفة في غنائه لقصائد شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، وكذلك دور أم كلثوم في غنائها شمس الأصيل للشاعر البرولتاري بيرم التونسي.
واختتم الكاتب حمد حديثه بتقديم مقارنة نقدية بين قصيدة " يا فلسطينية " للشاعر اليساري نجم، وقصيدة " أصبح عندي الآن بندقية " للشاعر الليبرالي نزار قباني، مبينا انعكاس الاتجاهات الفكرية للشاعرين في قصيدتيهما. فبينما الأول شاعر مشتبك مع أعداء الامة فليس غريبا عليه أن يمجد الكفاح المسلح، ويشارك في المعركة ويبين التناقض بينه وبين الحل السلمي،ويبدأ قصيدته بعدوان الامبريالية والصهيونية على الامة وينهيها بتفاؤل النصر الأكيد كما فيتنام. فلا يوجد مثل هذه التوجهات عند الشاعر الليبرالي قباني أو ما يدلل على أنه مشارك في المعركة، ولا يوجد نهاية متفائلة أو متوقعة في قصيدته.

وقد تخلل الندوة غناء مقطوعات مؤثرة من قصائد أحمد فؤاد نجم وأداء الشيخ إمام كأغنية " فالري جسكار ديستان " و" مصر يما يبهية" و" حمامتك يا ريس حمامة سلام ".
وألقى سائد أبو حجلة قصيدة في رثاء الراحل بعنوان " نجم ارتفع "وغنى له أغنية " الخط دا خطي والكلمة دي ليّ "
بعض المتحدثين اعتبروا أحمد نجم مدرسة ثورية متكاملة لتحليله للواقع و مطالبته بالاشتراكية والعدالة الاجتماعية، والبعض اعتبره سليط اللسان والمشتبك فلم يوفر أحد حتى جمال عبد الناصر فقورن بناجي العلي " الريشة التي لا تساوم "
لكن بعض الحاضرين ألقى بالائمة على المؤسسات الثقافية والمثقفين بأن الفنان الشيخ امام، توأم نجم، لم يحظ بنفس الاهتمام الذي لقيه الشاعر نجم.
وأنهى الحضور بصوت واحد اغنية الراحل نجم للثورة المصرية،
مصر ياّمه يا بهية، يام طرحة وجلابية، الزمن شاب وانت شبه، هو رايح وانت جيه....



التنوير طريق التنمية نحو الحرية

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل