أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - المسيحيه و مجمع نيقية















المزيد.....


المسيحيه و مجمع نيقية


سامي المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسيحيه و مجمع نيقية


لمحات من بطون الكتب والمقالات والنشرات لكتاب معتدليين اجانب و مستشرقين وعرب لمجرد البحث في اصول وحقائق التاريخ الديني ليس لا غير

قبل الحديث عن مجمع نيقية أرغب في توضيح بعض الأمور التي كانت سائدة في عهد المسيح عليه السلام وما جد بعد ذلك
ففي الفترة التي بعث فيها المسيح كانت فلسطين وبلاد الشام تحت الحكم الروماني
وكان ذلك المجتمع خليطا من
1 - الرومان أصحاب القوة العسكرية والسلطة والسيادة
2 - اليهود العبرانيين الذين وصفهم الإنجيل بخراف بيت إسرائيل الضالة وقد كانوا كثرة وأصحاب حظوة لدى الرومان
3 - اليهود السامريين وكانوا قلة ومهمشين
4 - كنعانيون عرب يشكلون السواد الأعظم من الشعب في فلسطين وبلاد الشام ولكنهم مقهورون ومغلوب على أمرهم
5 - بعض التجمعات من المؤابيين والكلدانيين والحثيين والآشوريين واليبوسيين وغيرهم وكلهم مقهورون ومغلوب على أمرهم

جاء المسيح كما تذكر الأناجيل إلى قومه فقط وهم اليهود الموصوفون بخراف بيت إسرائيل
وقد أوصى يسوع تلاميذه أن يبشروا بين تلك الخراف الضالة فقط ، وأن لا يتعرضوا للسامريين اليهود ولا يتعرضوا ولا يبشروا بين الكنعانيين واليبوسيين ولا بين غيرهم من الأمم كما ذكر متى في إنجيله الإصحاح 10
( 5 هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.
6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. )

كما أن قصة المرأة الكنعانية أكبر شاهد على عدم اهتمام يسوع بخلاص بالأمم ، وأنهم ليسوا من ضمن اختصاصه ، وأن جميع الأمم في نظر ( يسوع اليهودي ) ما هم إلا حيوانات أشبه ما تكون بالكلاب ولا تستحق النعمة والخلاص
وهذه وقصة المرأة السامرية كما ذكرها متى في إنجيله الإصحاح 15

( 22 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا».
23 فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»
24 فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
25 فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!»
26 فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب».
27 فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!».
28 حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. )

كما ذكرت سابقا كانت اليهود تتزلف إلى الرومان وتتقوى بهم ، ولذلك تسلط اليهود على يسوع وعلى تلاميذ يسوع وقصة القبض عليه والمحاكمة وما تبع ذلك من أمور تتحدث عنها الأناجيل كلها معروفة
وبعد غياب يسوع عن الساحة تشتت تلاميذه هربا من بطش اليهود والرومان ، وبالفعل وصل بعضهم إلى قبرص وإلى غيرها من الأماكن ، ولاقى معظم التلاميذ حتفهم وتم قتلهم وتصفيتهم ، حتى أن شاؤل ( بولس ) قتل كذلك

وبسبب تفرق التلاميذ وتفرق أتباعهم وخوفهم واختفائهم من وجه اليهود والرومان تشتت أيضا واختلفت عقائدهم وتباينت ،
وقد ازداد هذا التباين وهذا الإختلاف بسبب طول فترة الإضطهاد التي عانى منها أتباع دين المسيح
وقد إستمرت تلك الفترة حتى تنصرت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين ، وتنصر معها جمهور غفير من الرومان ، حتى أصبحت المسيحية دين الدولة بالرغم من بقاء الملك قسطنطين على وثنيته
عند ذلك انقلبت حياة اليهود رأسا على عقب ، كانقلاب السحر على الساحر ، فتحولت حياة اليهود إلى جحيم لايطاق
عندها أخذت المتنصرون نشوة الإنتصار والإنتقام من اليهود لدم يسوع ، الذي أصر اليهود على صلبه وقتله قائلين دمه علينا وعلى اولادنا
لذلك أخذ المسيحيون يبطشون بكل يهودي تطاله أيديهم وذلك تقربا ليسوع وإرواءا لغليلهم ، حتى أصبحت أقرب القربات إلى يسوع في نظرهم هي قتل اليهود وإبادتهم ، فنصبوا المجازر لليهود ، وقتلوا منهم من استطاعوا الوصول إليه ومن تمكنوا منه ، وأحرقوا الهيكل وهدموه ونجسوه ، بأن جعلوا منه مكبا للنجاسات والقاذورات ، وقد أمرت الملكة هيلانة ببناء كنيسة فوق القبر المقدس بحجارة الهيكل ، سميت كنيسة القيامة ، وهي أعظم كنائس المسيحيين
وفي ذلك الوقت إنتهى وجود اليهود في فلسطين وبلاد الشام نهائيا
ولم يبقى أمام من أراد النجاة بحياته من اليهود إلا أحد أمرين وكلاهما مر
1 - إما أن يضع الصليب في عنقه ويتبرأ من يهوديته ( لعله ينجو من القتل )
2 - وإما الهروب والفرار ، ولكن إلى أين ودولة القياصرة تحيط بهم ؟
فجميع بلاد الشام في قبضتهم وشمال إفريقيا أيضا ونفوذهم يمتد من الجنوب إلى الشمال
لذلك قرر معظم اليهود الفرار باتجاه الجنوب باتجاه صحراء الجزيرة العربية
فاستقر بعضهم في مكة وبعضهم حول المدينة وبعضهم في خيبر ، وهذا سبب وجودهم في الجزيرة إلى أن جاء الإسلام
ولقد بلغ الخوف ببعضهم إن استمر في الهروب حتى استقر في اليمن في أقصى جنوب الجزيرة

بعدما زاحمت الديانة المسيحية ديانة الوثنيين في الدولة الرومانية ( البيزنطية الشرقية ) وكادت تصبح دين الدولة الرسمي خاصة بعد تنصر الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين
ظهرت الخلافات جلية بين تلك الفرق المسيحية والكنائس والعقائد والأناجيل وتباينت
فمن الفرق من يقول: إن المسيح وأمه إلهان من دون الله، وهم البربرانية.
ومنهم من يقول: إن المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار، فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها، وهي مقالة سابليوس.
ومنهم من يقول: لم تحبل به مريم تسعة أشهر، وإنما مرَّ في بطنها كما يمر الماء في الميزاب.
ومنهم من يقول: إنهم ثلاثة آلهة لم تزل: صالح ، وطالح ، وعدل بينهما. وهي مقالة مرقيون وأصحابه.
ومنهم من يقول : بألوهية الميسح، وهي مقالة بولس ( شاؤل )
ومنهم من يقول: إن المسيح إنسان مخلوق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وأن الابن من مريم، ويرون أن الله جوهر قديم واحد ، ولا يؤمنون بالكلمة ولا بالروح القدس ، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية،

لذلك دعى الملك قسطنطين الوثني إلى أول مجامع مسكوني للفرق المسيحية لعله يستطيع أن يوحدها على عقيدة واحدة ، وذلك بسبب إهتمام الملك قسطنطين بالمسيحيين ، خاصة بعدما رفع عنهم الاضطهاد ، فاهتم بشؤونهم ، وهاله ما رأى من انقسام بينهم ، فخشي أن تأثر تلك الإنقسامات على دولته ، وهاذا ما جعل الملك قسطنطين يدعو إلى مجمع عام في نيقية سنة (325) للميلاد وذلك لبحث هذه القضية.
فكان هذا المجمع أهم وأخطر المجامع ، إذا استطاع الملك قسطنطين الوثني راعي المجمع أن يضع ثقله في نصرة فرقة استهوته ووجدها أقرب لوثنيته ، وفي ذلك المجمع خضعت العقائد للتصويت ، ففاز القائلون بألوهية المسيح عليه السلام بفارق الأصوات ، وصدر القرار باعتماد ألوهية يسوع ،
وقد تم في ذلك المجمع أيضا لعن آريوس ومشايعيه وحرق كتبهم.
بل إن بعض المسيحيين إلى يومنا يعتبرون انعقاد مجمع نيقية كان بسبب بدعة آريوس الهرطوقي كما يسمونه

للعلم تعتقد معظم الطوائف المسيحية أن قسطنطين مات على وثنيته ولم يتنصر ، بينما تعتقد طوائف أخرى أن الملك قسطنطين تنصر في أواخر أيام حيات


1- مجمع نيقية سنة (325) م:

كان هذا المجمع أول المجامع المسكونية وأخطرها أيضاً.
سبب انعقاده:
سبب انعقاد هذا المجمع هو التعارض والاختلاف العقدي الموجود في الكنسية في تلك الأزمان، وذلك أنه ما أن توقف الاضهاد الواقع على النصارى من قبل الرومان بمرسوم ميلان، حتى ظهر على السطح ذلك الخلاف العقائدي الكبير بين طوائف النصارى، والذي كان يخفيه من قبل الحالة الاضطهادية الواقعة على جميع أصناف النصارى، والذي كان من أسباب رسوخ هذه الانحرافات العقدية كما سيتبين.
وكان أبرز وجوه الاختلاف: ذلك الخلاف والتعارض بين دعـوة كنيسـة الإسكندرية- التي كانت تنادي بألوهية المسيح على مذهب بولس- وبين دعوة الأسقف الليبي (آريوس) في الإسكندرية أيضاً. الذي وُصِفَ بأنه عالم مثقف، وواعظ مفوه، وزاهد متقشف، وعالم بالتفسير، حيث أخذ ينادي بأن الله إله واحد غير مولود أزلي، أما الابن فهو ليس أزليًّا وغير مولود من الأب، وأن هذا الابن خرج من العدم مثل كل الخلائق حسب مشيئة الله وقصده.
وشايع آريوس في دعوته العديد من الأساقفة، منهم أسقف نيقوميديه المسمى أوسابيوس وغيره.
وكان الإمبراطور (قسطنطين) في ذلك الوقت قد أبدى تعاطفاً قويًّا تجاه النصارى، ورفع عنهم الاضطهاد، واهتم بشؤونهم، فهاله ما رأى من انقسام النصارى، وأدرك خطورة تلك الانقسامات على دولته، والتي كان أخطرها ما كان بين أسقف كنيسة الإسكندرية الكسندروس وآريوس وأتباعه.
وكان الخلاف قد تطور بينهما، وذلك بـأن طلب أسقف الإسكندرية عقد مجمع في الإسكندرية للنظر في قضية آريوس ودعوته، فقرَّر ذلك المجمع قطع آريوس من الخدمة، وهذا جعل (آريوس) يخرج من الإسكندرية ويتوجه إلى آسيا، حيث عقد في (بثينيه) بآسيا الصغرى مشايعوه من الأساقفة مجمعاً قُرر فيه قبول آريوس وأتباعه وكتابة طلب إلى أسقف الإسكندرية برفع الحرمان الذي قرروه على (آريوس)، فهذا ما جعل الإمبراطور (قسطنطين) يدعو إلى مجمع عام في نيقية سنة (325) م, لبحث هذه القضية.
- عدد الحاضرين ومذاهبهم:
اختلف كلام النصارى في ذكر عدد المجتمعين فالبعض يرى أن عدد المجتمعين كان (318) أسقفًّا فقط، وبعضهم يرى أنهم ما بين( 300- 5201)، ويذكر مارى سليمان في كتاب (المجدل) وكذلك ابن البطريق أن عددهم كان (2048) أسقفًّا.
أما مذاهب الحاضرين فكانت متباينة تبايناً شديداً. وكما يقول ابن البطريق بأنهم كانوا مختلفين في الآراء والأديان.
- فمنهم من كان يقول: إن المسيح وأمه إلهان من دون الله، وهم البربرانية.
- ومنهم من كان يقول: إن المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار، فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها، وهي مقالة سابليوس.
- ومنهم من كان يقول: لم تحبل به مريم تسعة أشهر، وإنما مرَّ في بطنها كما يمر الماء في الميزاب.
- ومنهم من كان يقول: إن المسيح إنسان مخلوق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وأن الابن من مريم، ويرون أن الله جوهر قديم واحد وأقنوم واحد، ولا يؤمنون بالكلمة ولا بالروح القدس، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية، ومنهم من كان يقول: إنهم ثلاثة آلهة لم تزل: صالح، وطالح، وعدل بينهما. وهي مقالة مرقيون وأصحابه.
- ومنهم من كان يقول بألوهية الميسح، وهي مقالة بولس ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفًّا.

قرارات المجمع ونتيجته:
بعد أن تداول المجتمعون الآراء في ذلك المجمع خرجوا بتقرير ألوهية المسيح عليه السلام، وأنه ابن الله - في زعمهم - أي: من ذات الله، وأنه مساوٍ لله جلَّ وعلا، وأنه مولود منه غير مخلوق، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
كما قرروا أن هذا الإله تجسد بصورة البشر؛ لخلاص الناس، ثم ارتفع إلى السماء بعد قيامته من الموت، كما تم لعن (آريوس) ومشايعيه وحرق كتبه.
وقد وقع كثير من المجتمعين على هذه القرارات لمناصرة قسطنطين لهـا، ويرى ابن البطريق أن (318) أسقفًّا فقط هم الذين أظهروا هذا القول ووقعوا عليه، وخالفهم بقية الأساقفة، والبعض الآخر يرى أن الجميع وقعوا عليها ما عدا يوسابيوس أسقف نيقوميديه في قول بعضهم، وشخص آخر فقد رفضا التوقيع على ذلك النص.
وهكذا انتصر في أول الأمر القائلون بألوهية المسيح بمساندة وتأييد الإمبراطور، حيث ينص بعض المؤرخين على ترأسه لذلك المجمع
ومما يدلُّ على أن المجتمعين في نيقية لم يقبلوا ذلك القول بألوهية المسيح، ولم يكن عند القائلين به حجة مقنعة أنهم كما يذكر القس (حنا الخضري) بعد ذكر الانتصار الذي حقَّقه مشايعو مقولة بولس قال: (ولكن للأسف الشديد كانت الحقيقة الواقعة تختلف الاختلاف كله عن القرارات السنودسية والمجمعية، فقد رجع الأساقفة بعد مجمع نيقية إلى أبرشياتهم والقسوس إلى كنائسهم، وبدأ كل منهم يعلم ما كان يعلم به قبلا، بل إن البعض تطرف في الهرطقة التي فاقت هرطقة ( آريوس) نفسه. فمع أن (آريـوس) وبعض أتباعـه نُفُوا إلا أن الآريوسية بنت عشها في حدائق كثيرين من الأساقفة والرعاة).
ولما كان قرار نيقية بألوهية المسيح فرض بقوة السلطان، فإن السلطان- وهو الإمبراطور- رجع فيما بعد عنه، وأمر بعقد مجمع صور سنة (334) م، وقرر فيه إعادة (آريوس) إلى الكنيسة، وخلع (أثنا سيوس) أسقف الإسكندرية، أحد أكبر المدافعين عن عقيدة ألوهية المسيح، كما أن الإمبراطور نفسه قد عُمِّد، وهو على فراش الموت على مذهب (آريوس) حيث عمده الأسقف (أوسابيوس النيقوميدي) أكبر أنصار آريوس.
وهكذا يتبين أن هذا المجمع الذي يعد من أخطر المجامع كان ألعوبة بيد الإمبراطور الذي كان وثنيًّا، ولم يكن من أهل تلك الملة وقت ترأسه ذلك المجمع، كما أن المجتمعين لم يكونوا يعتمدون على نصوص متفق عليها مقبولة لدى الجميع، وإلا لتمَّ الإذعان لمدلولها، وإنما كانوا يعتمدون على تصوراتهم أو تصورات أمثالهم من الناس، فلهذا وقع الإعراض عنها بعد عودتهم إلى كنائسهم.


2- مجمع القسطنطينية:

دعـا الإمبراطور ( ثيودسيوس ) سنة (381) م, إلى عقد مجمع القسطنطينية لمواجهة دعوات كانت منتشرة بين الكنائس.
- منها دعوة (مقدونيوس) الذي كان أسقفًّا للقسطنطينية، الذي نادى بأن الروح القدس مخلوق وليس إلها.
- ودعوة (صابيليوس) الذي كان ينكر وجود ثلاثة أقانيم.
- ودعوة (أبوليناريوس) الذي كان أسقفًّا على اللاذقية والشام، والذي أنكر وجود نفس بشرية في المسيح.
فحضر ذلك المجمع مائة وخمسون أسقفًّا، قرروا فيه ألوهية الروح القدس، ولعن وطرد من خالف ذلك، فاكتمل بذلك ثالوث النصارى.
وكما هو ظاهر فإن هذا المجمع عقد بدعوة من الإمبراطور (ثيودسيوس) الذي كان قد سن القوانين والتشريعات لمصلحة القائلين بألوهية المسيح والمثلثين من النصارى


3- مجمع أفسس سنة (431) م:

انعقد هذا المجمع لمواجهة قول ( نسطور) أسقف القسطنطينية، الذي قيل عنه: إنه كان يقول بأن المسيح له طبيعتان: إلهية وإنسانية بشرية، وأن مريم والدة الإنسان وليست والدة الإله.
فعقد المجمع في أفسس سنة (431) م, بحضور مائة وستين أسقفًّا، وقُرِّر فيه أن المسيح إله وإنسان ذو طبيعة واحدة وأقنوم واحد، وأن مريم أم إلههم، وحكم على (نسطور) بالطرد من الكنيسة.
وبعد مجمع أفسس عُقدت مجامع عديدة كلها تبحث في طبيعة المسيح عليه السلام، منها:



4- مجمع خلقيدونيه سنة (451) م:

في هذا المجمع عادوا للبحث في طبيعة المسيح، وقرَّر المجتمعون: أن المسيح له طبيعتان: إلهية وبشرية بلا اختلاط ولا تحول ولا انقسام ولا انفصال! وكان المناصرون لهذا القول هم الأساقفة الغربيين الذين لعنوا وطردوا من لا يقول بهذا القول. ولم توافقهم الكنائس الشرقية على هذا، وقد أصروا على قرارهم السابق في مجمع (أفسس) بأن المسيح له طبيعة واحدة إلهية وبشرية، وهذا من أهم الفوارق بين الكاثوليك القائلين بالطبيعتين، والأقباط والأرمن والسريان القائلين بالطبيعة الواحدة.

بعد هذا عقدت مجامع عديدة من أهمها:



5 - المجمع السابع سنة (754، 787) م:


المراد بالمجمع السابع مجمعان: المجمع الأول انعقد سنة (754) م, بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الخامس وذلك للنظر في موضوع الصور والتماثيل، وما يقدم لها من التقديس والعبادة. وخرج بقرار يلعن به كل من يصور المسيح أو أمه أو آباء الكنيسة باعتبار أنها وثنية.
ثم أمر الإمبراطور أن يُمحى ويُدمر كل ما في الكنائس من صور وتماثيل، كما حمل على الرهبان فأغلق الأديرة وصادر أموالها، كما أرغم الرهبان على أن يتزوجوا الراهبات، وبعد وفاة الإمبراطور قسطنطين الخامس سنة (775) م, تولى على الإمبراطورية زوجته إيريني التي كانت تؤيد الصور والتماثيل، فدعت إلى مجمع عام سنة (787) م في نيقية حضره (350) أسقفًّا خرجوا بقرار وجوب تعليق الصور والتماثيل للمسيح وأمه وقديسيهم وكذلك الملائكة، ويقدم لهم صنوف التكريم من التقديس والسجود، ويستشفع بهم إلى الله في الحاجات لما لهم من المكانة، والدالة على الله - - كما لعن المجمع كل من لا يكرم تلك الصور والتماثيل، واستمر النصارى على هذا إلى أن جاء البروتستانت فحملوا على الصور والتماثيل، وحرَّموها وانشقوا بذلك عن بقية النصارى من الكاثوليك والأرثوذكس.


6 - المجمع الثامن سنة (869) م:


وكان سبب انعقاده: الخلاف بين كنيسة القسطنطينية، وكنيسة روما في الروح القدس: هل انبثق من الأب فقط -وهو زعم كنيسة القسطنطينية- أم من الأب والابن معاً، كما هو زعم كنيسة روما ؟
وقد قرر في هذا المجمع قول كنيسة روما بأن الروح القدس انبثق من الأب والابن معاً.
ولم يوافق على ذلك بطريرك القسطنطينية ومن كان معه وأصروا على قولهم، وعقدوا لذلك مجمعاً سنة (879) م, قرروا فيه أن الروح القدس انبثق من الأب وحده، فانقسمت بسببه الكنيسة إلى قسمين:
1) الكنيسة الغريبة ويتزعمها البابا في روما وهم الكاثوليك.
2) الكنيسة الشرقية ويتزعمها بطريرك القسطنطينية وهم الأرثوذكس.


7- المجمع الثاني عشر الذي عقد سنة (1215) م:


وقد تقرر فيه أن العشاء الرباني يتحول إلى جسد ودم المسيح، وأن الكنيسة البابوية الكاثوليكية تملك حق الغفران، وتمنحه لمن تشاء.



8- مجمع روما عام (1769) م:


والذي تقرر فيه عصمة البابا في روما.



هناك كتاب اسمه العوده الى مكه لمؤلفه اليهودي افي لبكن ممكن الرجوع له لمعرفة المزيد عن تاريخ اليهود واطماعهم



#سامي_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى كل مسيحي معتدل
- انجازات الحكومه العراقيه للاردن الشقيق
- ألانسان هو الأله
- أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب
- علي بن ابي طالب برئ
- الكعبه والقرآن في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي
- الزرادشتيه و الاسلام
- رساله الى المؤمنيين
- أرض الميعاد في اليمن
- في الماضي الصفحة السوداء للمسيحيّة
- قصة إبليس الأسطورية
- أهل الكهف عند السريانيين
- 40 تناقض في القرآن
- مختطفات اسلاميه ( 2 )
- القرآن بشري و محرف - ولكن اين النسخه الاولى
- قصة إنسان ( من الإسلام إلى اللادينية )
- القصة الإلهية
- بدايات ظهور الإسلام – الهرطقات
- القران يؤكد وقاتلوهم في سبيل الله
- سوبر ماركت القرآن


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - المسيحيه و مجمع نيقية