أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - رساله الى المؤمنيين















المزيد.....

رساله الى المؤمنيين


سامي المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 13:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الأخوة الدينيون
تحية أخوية طيبة وبعد

يخبرنا الله في القراَن الكريم عن النبي إبراهيم (ع)، أنه أنكر على قومه عبادة الاصنام، وحقرها عندهم كثيرا ,فقال:

{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }
وكما هو معروف فان الشعوب التي كانت تقدس او تعبد الاصنام لم تكن تقدسها _بالاصل_لانها الهة بحد ذاتها بل وسيلة للتقرب الى الالهة التي تؤمن بها .

{قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ}
اي عبدوها بالوراثة والعرف والعادة ودونما تفكير, نتيجة لتربية دينية متوارثة اصبحت قانونا ونظاما دينيا مقدسا لا يجوز مسه او حتى مجرد التفكير بمدى عقلانيته؟!
وارجو منكم هنا ان تبدأوا المقارنة والتفكير بعمق وتجرد بين حالتين حالة المؤمنين بالاوثان في زمن ابراهيم وحالة المؤمنين اليوم بالله ؟!

{قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}
اذا هي لا تسمع داعياً، ولا تنفع ولا تضر ، واكدوا مجددا كما يخبرنا القراَن ان الدافع الوحيد لتقديسهم الاصنام انهم وجدوا اَبائهم كذلك يفعلون ؟؟!!

{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}
أقسم ليكيدن هذه الأصنام التي يعبدونها، عندما تسنح له الفرصة ويغادر القوم وابيه الى عيدهم اي تبقى الاصنام والمعبد الذي يضمها بلا حراسة او كهنة , وادعى المرض من اجل هذا {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ *فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ}...
{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ} ذهب إليها مسرعاً مستخفياً ووجد عندها انواعا من الاطعمة من اجل البركة او القرابين فخاطب الاصنام الا تأكلون الا تنطقون على سبيل الاستهزاء والتهكم بها ثم {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ } فكسرها بيده اليمين التي قيل انها تحمل قدوما { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } أي: حطاماً، كسرها كلها عدا كبيرهذه الاصنام ,قال المفسرون: إنه وضع القدوم في يد الكبير، إشارة إلى أنه غار أن تعبد معه هذه الصغار. فلما رجعوا من عيدهم ووجدوا ما حل بمعبوداتهم {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}} ، فلما اجتمعوا وجاؤوا به كما ذكروا، {قَالُوا أأنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا..} ... {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} أي: فعادوا على أنفسهم بالملامة فقالوا: إنكم أنتم الظالمون، أي: في تركها لا حافظ لها، ولا حارس عندها, فأدركت القوم حيرة سوء، فأطرقوا ثم قالوا: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ} أي: لقد علمت يا إبراهيم أن هذه لا تنطق، فكيف تأمرنا بسؤالها؟ ’فعند ذلك قال لهم ابراهيم {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}

يرى الأخوة المسلمون ان مافعله ابراهيم في الاصنام لهو دليل ظاهر,وحجة قوية على الذين يعبدونها_ لو كانوا يعقلون_، فلو كانت آلهة لدفعت عن أنفسها من أرادها بسوء ولنطقت عندما سؤلت ,وبذلك اثبت ابراهيم للقوم بأن هذه الاصنام لا تنطق، ولا تضر ولا تنفع , ولكنهم رغم ذلك لم يصدقونه , والقوا به الى النار ؟؟!! ,افليس هذا غريب جدا ؟؟!!
نعم غريب جدا بمنطق العقل , ولكن غير مستغرب ابدا بمنطق الذين لا يعقلون ,
او الذين يرون هذه الاصنام ماهي الا وسيلة للتقرب الى اَلهتهم الحقيقية التي يؤمنون بها وبعظمتها ؟؟
وزيادة بالتوضيح اقول :
ايها الاخوة المسلمون لوجاءكم اليوم من يثبت لكم ان الله الذي تعبدونه لا يسمع الدعاء , ولا يضر, ولا ينفع , ولا ينطق , ولا يحمي عباده , بل على العكس يحتاج هو لحمايتهم ,فماذا ستكون ردة فعلكم الاولى ؟ بالطبع ستكون الاستنكار التام واتهام المدعي بالكفر , والقائه في النهاية في ناركم او نار ربكم ؟ فلماذا ؟! ,الا تعقلون , الا تتفكرون ؟؟!!.
دعوا_لو سمحتم_ مؤقتا " مسلماتكم " وكل "المقدسات" جانبا وفكروا بعقل مجرد من أي تأثيرديني تربيتم عليه ,لكي لا تقعون بنفس الخطأ الذي وقع فيه قوم ابراهيم , وتساءلوا :
هل "الله" اله ابراهيم وموسى وعيسى كان ينطق فان كان حقا ينطق , فلماذا صمت منذ اكثر من 1400 سنة خلت وحتى الان ؟؟!! فلقد لحق ويلحق ب "الله" منذ ذلك التاريخ اكثر الف مرة ما لحق بأصنام قوم ابراهيم , ولكننا لم نشاهده مرة واحدة يهب للدفاع عن نفسه او عن عظمته المزعومة على الاقل ليثبت استمرارية وجوده, فان كان موجود فهل هو حقا مازال حي لا يموت ؟؟!!
ان كان الاسلام دين الله ومحمد (ص ) اخر انبيائه والقراَن دستوره النهائي , ومعجزته الدائمة التي لا تموت , وانزله علينا بلسان عربي مبين , فلماذا يحتاج اصلا الى تفسير , ولماذا انقسم المسلمون الى عدة مذاهب متناحرة تكفّر بعضها البعض ؟؟!!
وان كان القراَن هو الخيرالذي يهزم الشر والحق الذي يهزم الباطل ,فلماذا لا نرى غير انتصارات للباطل وشروره ؟!
وان كان نور وعلم للمؤمنين به ودستور للحياة ينفع لكل زمان ومكان , فلماذا نرى المسلمين اليوم في اسفل السلم الحضاري ؟؟!!
وان كان الخطأ على حكامنا فلماذا لم ينصر الله على مر التاريخ الاسلامي رجاله المؤمنين به الذين ثاروا على الحكام الفاسدين , ولماذا لم يحمهم من بطش زبانيتهم ونارهم كما حمى ابراهيم ؟؟!!
ان مليار مسلم ومنذ ما يزيد عن نصف قرن يدعون الله خلف أئمتهم ,وفي كل صلاة جمعة , ان يدمر دولة اسرائيل ويزيلها وينصر المسلمين عليها , ولكن الله لايسمع ولا يستجيب , بل على العكس فان "اسرائيل" تزداد قوة وازدهار
وتزداد الدول الاسلامية ضعفا وتخلفا وانكسار؟! اليس بين المليار مسلم حتى بضعة اَلاف من المؤمنين والمظلومين والمستضعفين او من الذين تتوفر فيهم" شروط الدعاء والاستجابة"؟؟!!
هذا اضافة لليالي القدر التي هي خير من الف شهر , والدعاء بعد كل صلاة ,والدعاء عند قيام الليل , والدعاء عند سماع او مشاهدة الجرائم الاسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين والعرب ...الخ
ثم اليس هو لله الرحمن الرحيم الذي قال:
{ وما من دابه في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } ورغم ذلك ترك مسلمي نيجيريا المعدمين الفقراء الذين ضربتهم المجاعة الاخيرة ولم يستجب لدعائهم واستغاثاتهم , تركهم للموت جوعا وعطشا و فريسة سهلة لمنظمات الاغاثة "التبشيرية " الكافرة "؟؟!!
واذا كان الله يضر وينفع ,فلماذا لا يضر من يحقره ,وينفع من يعظمه ويدافع عنه ؟! لماذا لا يضر من يستبيح مقدساته فيمسخه _مثلا_على الفور ؟! ولماذا لاينفع ويحمي عباده المخلصين الذين يدافعون عن هذه المقدسات
من ان تدوسهم اقدام اعداء الله وتسحقهم مجنزراتهم ,بل يقف متفرجا على اعدائه الكافرين وهم يدمرون بيوته (المساجد ) أويدنسونها ويدنسون قراَنه السماوي المحفوظ ؟؟!! سيقول المسلمون جملتهم الشهيرة "ان الله يمهل ولا يهمل" فاتساءل ولماذا لا تكون اَلهة قوم ابراهيم ايضا تمهل ولا تهمل فامهلت ابراهيم وذريته فترة من الزمن ثم انتقمت من هذه الذرية متمثلة باليهود والمسيحيين والمسلمين شر انتقام فيما بعد ؟؟
نقلت اقتبست من مصدرها



#سامي_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الميعاد في اليمن
- في الماضي الصفحة السوداء للمسيحيّة
- قصة إبليس الأسطورية
- أهل الكهف عند السريانيين
- 40 تناقض في القرآن
- مختطفات اسلاميه ( 2 )
- القرآن بشري و محرف - ولكن اين النسخه الاولى
- قصة إنسان ( من الإسلام إلى اللادينية )
- القصة الإلهية
- بدايات ظهور الإسلام – الهرطقات
- القران يؤكد وقاتلوهم في سبيل الله
- سوبر ماركت القرآن
- أثباتات ان القرآن بشري - الطقوس الرمضانية
- وجهة نظر
- الى متى يبقى الدين مذهبي التوجه
- الصراع في قريش - عائلة بني هاشم وبني أميه
- الشيعه و ولاية الفقيه
- صفحات في علي بن ابي طالب
- لاجنه ولا جهنم
- الطبقه الحاكمه في العراق


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - رساله الى المؤمنيين