علي عبد الرحيم صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 19:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هناك الكثير من الاشخاص الذين يمارسون ادوارا وتأثيرات هامة في حياتنا اليومية ، ومن المثير أن هناك اشخاص عندما نشاهدهم ونتحدث معهم يبعثون في داخلنا مشاعر السعادة والبهجة والفرح ، فحالما نتحدث مع هؤلاء الاشخاص ونتبادل اطراف الكلام معهم نشعر بالارتياح والرضا ، وتولد المشاعر الايجابية في داخلنا ، واختفاء الهموم ، والصبر على متاعب الدنيا وهمومها . وكأنما لهؤلاء الاشخاص سحرا خاص في تعافينا مما نشعر به من ألم أو ما نشكوه اليهم من حزن ، فيمتصون شكوانا كالإسفنجة ويزودوننا بقوة خفيه في داخلنا لتصبح طاقة خلاقة وجديدة نواجه بها مشاكلنا ومصاعبنا الشخصية والاجتماعية والمهنية .
يطلق على هؤلاء الاشخاص على وفق العالم Ruch,2010 بالمبهجين أي أولئك الاشخاص الذين لديهم قدرة على تغيير افكارنا السلبية اتجاه انفسنا والاحداث المحيطة بنا الى ايجابية ، وتحسين مزاجنا السلبي ، وبعث روح الامل في انفسنا من جديد . وبذلك فأن لهؤلاء الاشخاص دورا كبيرا وقدرة عظيمة في التأثير على نفوس الاخرين ، وشحن طاقاتهم وهممهم نحو تغير مزاجهم وحالتهم النفسية .
ويشير Martin et.al,2003 أن سحر هؤلاء الاشخاص المبهجين يظهر من خلال مجموعة من السمات الايجابية التي يمتلكونها ويمارسون من خلالها القدرة في التأثير على الحالة النفسية للآخرين ، ومن اهم هذه السمات هي :
- الانبساطية : فمن خصائص المبهجين أنهم يحبون الانفتاح على الاخرين وتكوين الصداقات معهم ، وكذلك نجدهم يبعثون فيهم روح الامل ومواساتهم وقت الشدة.
- التفاؤل : فالمبهجين يمتلكون افكار ايجابية نحو الذات ومحاولة نشرها بين الناس والقدرة على تغيير حالتهم السلبية نحو الاحسن وصناعة حياة جيدة والتغلب على الصعوبات .
- حس الدعابة : فنجد ان المبهجين دائما ما يكونون فكاهيين ومرحين ويحاولون ان يشجعوا انفسهم والناس في التغلب على ألمهم وصعوباتهم بروح مرحة ليساعدهم ذلك على نسيانها واستصغار قدرها ، ومن ثم فأن هذا يعمل على رفع روحهم المعنوية وتحسين مزاجهم النفسي .
- الحماس : من خصائص المبهجين روح الحماس التي تملئ نفوسهم ، فنجد المبتهجين دائما نشطين ومتحمسين نحو اسعاد انفسهم والاخرين من حولهم ، لذلك فهم محاطين بطاقة عالية من العمل والانجاز والرغبة في تغيير من حولهم نحو الاحسن .
وبذلك نستنتج أن للبهجة طاقة نفسية كبيرة على احيائنا من جديد ، وكذلك في تحفيز الاخرين على العمل والعطاء وازالة التعب وركام الاحداث المحزنة ، فالبهجة سمة نحتاجها في كل موقف سواء في تعاملنا مع الناس او مواجهة المصاعب او في زحمة العمل أو ضغوط الدراسة وحتى في تعاملنا مع ازواجنا .
#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟