أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي -8-














المزيد.....

لن أبيع لحمي -8-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 16:34
المحور: الادب والفن
    




تذوقت قليلا من الحلويات ثم وضعتها جانبا وعادت لفرز ما تبقى من أوراق المعدنوس و هي شاردة بفكرها إليه... ذلك الحب الذي خذلها.
قلت لأدخل مباشرة في معمعة حزنها و أنا أتخذ طريقا جانبيا للهجوم على ذاكرتها : أتعرفي يا سناء...الآن فقط اطمأننت عليك فالمرأة لا تصير امرأة إلا إذا عرفت معنى الحب و يكفيك فخرا أنك عرفته!!
فاجأها قولي فنظرت لي مندهشة تقول: وما الفائدة إن أنا عرفته إذا كان هو لا يحب أن يعرفني؟
لم أتبين من قولها إن كان المقصود رجل بعينه أم هو الحب على إطلاقه فقررت التركيز على ذلك الرجل حتى يتبين لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود في حكايتها.
قلت و أنا أتصنع الانشغال بما في يدي: لا شك و أنه أحمق...
- ومن هو ؟ سألتني مستغربة
- هذا الذي يفرط في منجم للحنان...( مشيرة بيدي إليها).
ابتسمت للإطراء الذي لا أخاله قد أطربها قبل أن تقول: إنهم لا يبحثون عن الحنان يا "مدام" فهذا آخر ما يعنيهم...
- غير صحيح، بل هو أول ما يعنيهم لأنه أكثر ما يرويهم عند تيبس المشاعر و ألطف ما يُدفّيهم يوم تتجمد من حولهم الأحاسيس. و لكن ماذا تريدين...إنهم دائما يخطئون الطريق إليه.
- ربما يكون هذا صحيحا لا بل هذا هو إحساسي أنا أيضا لكنني لا أراهم يبحثون إلا عن المال فبه فقط يفرضون سلطانهم و تلك هي غاية أمانيهم.
- آه لو كان ينفع المال يا سناء... ما كان شقيَ في الدنيا قلبُ غني...
- بل ينفع يا مدام و ينفع جدا...( قالتها بحرقة فقير هزمه الفقر حتى في عواطفه الدفينة أو هكذا تصورت فحاولت تخفيف وقع الهزيمة على نفسيتها ).
- بل هو الحنان يا سناء...الحنان هو ثروة القلب الحقيقية و فقدانه يعني الضياع و دخول القلب في متاهة أحزان بلا آخر...
- " آه... لو كان يدري أنني أحمل له من الحنان ما لم يحمله قلب امرأة لرجل ( و تنهدت) و لكن أنّى له أن يدري..." و سرحت ببالها إليه...
قلت لأواسي خيبتها: يا لحمقهم هؤلاء المشغولون عن القلب بملئ جيوبهم... إن الحنان الذي يغمرك به الحبيب هو فقط ما يملأك أملا و يشحن بطارية قلبك لتقطع بها طريق العمر آمنا.
و كأنني سمعتها تقول: و ما كنت أملك له إلا هذا و لا كنت لأطلب منه غير هذا و لكن ...هل كان يكفي فقط هذا في حالتي هذه ؟ ...(و طال صمتها ).
و عرفت أنها مازالت على ترددها في البوح فوضعت صحن الحلويات مجددا أمامها و أنا أقول: يجب أن تكملي صحن الحلويات خاصة إذا ما ظلّت مرارة الخيبة عالقة بلسان قلبك إلى اليوم...
-لو كان ينفع الطعم الحلو في تحلية مرارة الحب لجعلت زادي أكياسا من السكر!!
-ألهذه الدرجة كانت مُرة تجربتك؟
- كانت مُرة و حلوة...و إذا أردت الصدق دعيني أقول أنها كانت حلوة جدا في الحلم و مُرة جدا في الواقع...و انطلقت ذاكرة القلب في الحديث دون توقف إلى أن عاد الأولاد من المدرسة و كان عليّ أن أذهب لاستقبال قريبتي في محطة الحافلات.
أوصيتها أن تتغدّى هي و الأولاد و لست أدري بأي طعم وجدوه ذلك الطعام الذي تبّلتُه بأحزانها و مرقته بدموعنا و سوّته لنا نارا تضطرم في قلب طيب، متعب و مكلوم.

-يتبع-



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أبيع لحمي -7-
- لن أبيع لحمي -6-
- لن أبيع لحمي -5-
- لن أبيع لحمي -4-
- إذا مات القلب جوعا...
- لن أبيع لحمي -3-
- لن أبيع لحمي -2-
- لن أبيع لحمي -1-
- بدم النساء
- أيدُ الجراح كيَدُ الإلاه؟!
- دنياك ليست في الحواسيب
- ألا فاهدأ...
- و لكل حاكم...امرأة يخشاها
- اللهم زدنا عشقا...
- في الحب تستوي النساء.
- كيدُها و كيدُ الهوى...
- العاشقة تحرّر الرهينة
- كلمة آخر الحكّام لأهل الصحافة و الإعلام...
- مومس في الفصل (الأخيرة).
- مومس في الفصل (قبل الأخيرة)


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي -8-