أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - شيخ الليبرالين الجدد الدكتور شاكر النابلسي يترجل عن صهوة الحياة














المزيد.....

شيخ الليبرالين الجدد الدكتور شاكر النابلسي يترجل عن صهوة الحياة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 12:05
المحور: سيرة ذاتية
    


غاب عن دنيانا قبل أيام الكاتب والأديب والباحث والمفكر والأكاديمي المعروف الدكتور شاكر النابلسي ، أحد أبرز المثقفين العرب والليبراليين الجدد المنظرين للفكر العلماني ، والمشتغلين بقضايا النقد والإبداع والفكر والحداثة والتنوير والعلمانية والأصوليات الدينية الإسلامية .
شاكر النابلسي هو كاتب من أصل أردني ، ولد سنة 1940، عاش ردحاً من الزمن في الأردن ثم أقام في السعودية زهاء ربع قرن ، بعد ذلك سافر إلى أمريكا واستقر فيها بعد نيله شهادة الدكتوراه من إحدى جامعاتها . تعددت اهتماماته ومشاغله التنويرية ما بين النقد الأدبي ومسائل الإصلاح ومقومات النهوض العربي ونقد المقدس وتفكيك القضايا التي يعيشها الفكر العربي . انطوت كتاباته وطروحاته الفكرية على نزوع ديمقراطي تقدمي علماني، متأثراً كمعظم أبنا جيله بالمفكر الايطالي انطونيو غرامشي ، متبنياً نهجاً ليبرالياً حراً صادم فيه الكثير، وأثارت كتاباته جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والثقافية العربية .
اتصف شاكر النابلسي بروحه الدائبة للبحث ، وحرصه على متابعة ومواكبة كل ما هو جديد وحداثي في وعاء الفكر العربي ،متتبعاً إسهامات المحدثين والمجدين العرب ، ومتبيناً قضايا التنوير والإصلاح ، متفائلاً بنظرته نحو العلمانية وانتصارها الحتمي في المجتمعات العربية .
حارب شاكر النابلسي الركود والخمول واللامبالاة ، وساهم في نشر ثقافة التنوير والعقلانية والإصلاح والديمقراطية وأفكار المجتمع المدني ، ودعم حرية التعبير والتفكير والاختلاف بالرأي ، فضلاً عن دفاعه القومي عن حق الشعوب في منطقتنا بالحرية والتنمية والتقدم .
تفرغ النابلسي للبحث العلمي والتأليف ، وترك وراءه ثروة فكرية غنية من المؤلفات والأبحاث والدراسات والمقالات بلغت نحو 60 كتاباً في مجالات النقد والتاريخ والاجتماع والفكر السياسي آخرها "الجنسانية العربية" ، ومن أبرز أعماله ومؤلفاته : العرب بين الليبرالية والأصولية الدينية ، الليبرالية السعودية بين الوهم والحقيقة ، أسئلة الحمقى في السياسة والإسلام السياسي ، الفكر العربي في القرن العشرين ، الحداثة والليبرالية ، معاً على الطريق ، النظام العربي الجديد ، الفكر العربي في القرن العشرين " وغيرها الكثير .
في كتابه "الفكر العربي في القرن العشرين " يوضح د. شاكر النابلسي النظرة العلمانية وأهميتها للمجتمع العربي، مؤكداً بكل يقين بان التيار العلماني هو الذي سيتغلب في النهاية . أما في كتابه "تهافت الأصولية " فيتطرق إلى الأصوليات الدينية الإسلامية ويرى خطرها على الحاضر والمستقبل العربي ، وهذا الخطر يتمثل في الأيمان المطلق بالحقائق المطلقة ، ومنع النقاش، والجدل، والإبداع الفكري، وفي هذا تكبيل تام للنشاط الفكري ، والاجتهاد، وازدهار الرأي الآخر، لأن الحقيقة المطلقة - كما يقول- مرتبطة دائماً بالعقائد الدينية ، وليست بالأفكار . فالأفكار تتغير ، أما العقائد الدينية فهي عابرة للتاريخ ، لا تتغير ولا تتبدل ، مشيراً أن هذا الخطر يتمثل في ارتباط ظاهرة الإرهاب بالسلفية / الأصولية الدينية .
وحين منع المفكر المصري الراحل د. نصر حامد أبو زيد من دخول الكويت للمشاركة في عدد من الندوات الثقافية ، انشأ د. شاكر النابلسي مقالاً بعنوان "الغول نصر حامد أبو زيد" ومما جاء فيه : " أفهم تماماً أن تمنع الكويت إرهابياً من دخول أراضيها . وأفهم لأن تمنع الكويت من دخول أراضيها لصاً أو مهرّباً ، أو تاجر مخدرات ، أو قواداً ، أو نخّاساً ، أو مجرماً يهدد استقلال الكويت وأمنه . أفهم أن تمنع الكويت داعية دجّال ، يتقاضى في الليلة الواحدة عشرة آلاف دينار كويتي لكي يقيم (show) ديني في مكان ما . أفهم أن تمنع الكويت أولئك الدعاة الدجّالين الذين يتاجرون بالدين كتجارة الآخرين الأشقياء بالمخدرات ، والذين يثيرون غرائز الجمهور الدينية ، ويدفعونه إلى اللطم والبكاء، أكثر مما يثيرون عقول جمهورهم ، ويدفعونه إلى التفكير وإعادة التفكير والعمل .
ويضيف قائلاً : "أفهم أن تمنع الكويت مغنية ساقطة ، أو راقصة رخيصة ، أو عاهرة فاجرة ، أو جاسوسة يهودية . ولكني لا أفهم أبداً أن تمنع الكويت الديمقراطية الجميلة ، ومشعل الثقافة الخليجية والعربية بكتبها ، وإصداراتها ، ومسرحها ، ومجلاتها، وصحافتها الحرة ، أكاديمياً وعالماً إسلامياً في مطلع الألفية الثالثة ، يحمل هموم الإسلام ليلاً نهاراً ، ويدافع عنه ، وعن قيمه الأخلاقية الجميلة ، لا بالدجل ، ولا بالشعوذة ، ولا بإطلاق اللحية ، وصبغها بالحناء ، وتضمينها بالمسك والعنبر ، وحمل المسواك ، ولبس الثوب القصير ، والشماغ ، أو الغترة ، والبست ، أو العباءة ، أو المشلح، وتعفير جسمه بالطيب والعود والبخور ، ولكن بالعلم الغزير ، والثقافة المنفتحة الواسعة على كل جهات الأرض ، والمعرفة العميقة ، والعقل السلطان..!
هذا هو الدكتور شاكر النابلسي ، المفكر الحر الشريف ، والمثقف العضوي ، والمفكر الليبرالي التنويري المثير للجدل ، الذي مات بعد رحلة عطاء وإبداع فكري خصب ، وستظل ذكراه حية بأعماله ومؤلفاته ومنجزاته البحثية وأفكاره النيرة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع قوى اليسار الفلسطيني ومستقبله ..!
- جماهيرنا العربية الفلسطينية والتحديات المقبلة ..!
- حول أدب الثورة الفلسطينية
- مع كتاب -المدخل إلى أدب مصطفى مرار - لمؤلفه طارق أبو حجله
- أه يا يافا..!
- في الوضع السوري
- إصدار العدد العاشر من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- لبنان على فوهة بركان وشفا حرب أهليه..!
- في مواجهة خطة كيري
- العملية الديمقراطية ومستقبل العراق ..!
- في ظاهرة انتحار الشعراء والمبدعين ..!
- مات فنان الشعب الملتزم فؤاد سالم
- مستقبل قوى اليسار بعد فشل مشروع الاسلام السياسي
- عندما يموت المبدع متجمداً من البرد والصقيع ..!
- ماذا تراجع دور المثقف ..؟!
- أين هي بشائر المصالحة الوطنية الفلسطينية ..؟!
- كلمات قليلة في وداع الناشط الحقوقي الفلسطيني د. اياد السراج
- الواقع العراقي ودور المثقف ..!
- مع الشاعر والمناضل الفلسطيني محمد علي صالح
- عدد جديد من مجلة -الاصلاح- الثقافية في الأسواق


المزيد.....




- أرسلوا له دراجة بطائرة مسيرة.. ابتكار جنوني ينقذ جنديًا أوكر ...
- بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة ...
- البرتغال تستنفر آلاف رجال الإطفاء لمواجهة حرائق الغابات
- بنين تحتفي بمهرجان الأقنعة السنوي تخليدًا لذكرى الأجداد
- -بدي شي من ريحته-.. طفل غزاوي يبكي أبًا قُتل قرب موقع توزيع ...
- الجوع يجبر السودانيين في مدينة الفاشر على أكل علف الحيوانات ...
- أوكرانيا تعول على المسيرات الاعتراضية كدرع جوي.. ما ميزاتها؟ ...
- نتانياهو سيجتمع بمجلس الوزراء الأمني لتحديد الأهداف التالية ...
- سلاح حزب الله على طاولة الحكومة اللبنانية.. سيناريوهات الجلس ...
- من الاستعمار والصراعات القبلية إلى غزّة.. تاريخ التجويع كسلا ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - شيخ الليبرالين الجدد الدكتور شاكر النابلسي يترجل عن صهوة الحياة