أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - الشرك المقدس .. من ديوان أنفاس قصيدة ليلية 2014














المزيد.....

الشرك المقدس .. من ديوان أنفاس قصيدة ليلية 2014


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


في الطقسِ الأخيرِ..
يَنتَزعونَ القلبَ
لفحصِ النبضِ عن كثبْ..
وتثبت الإدانة:
«إنه يزيدُ عنّا أحلاماً
ويكبُرنا بعشقٍ أزلي
إصلبوه.. »
........
الوطأةُ البِكْرُ على كاهلي تقسو عليْ
بين المستنقعاتِ والأفاعي
بزحفٍ بطيء مريرٍ.. يُزَلزِلُ.. ني
وحدي الواحدُ الذي أنتهك بعيدهُ
بنكهةِ الطفلِ مُتمتعاً بالعبثِ ببعيدي
وحدي أكتشفُ مدارَ العدمِ

نورٌ على نورٍ عدمي..
يُحيطهُ السوادُ من كلِّ صوبٍ..
وأنا بلحنٍ من لحمي المُمزْقْ
أُراقص كلُّ لحظاتي.. كلّ لحظاتي..
وأَصعدُ درجات الوهمِ درجةً درجةْ
«العِشْقُ ربٌّ سرّيٌ في الظل يعيشْ
لم يدْرِكهُ التاريخُ..
وغالباً ما يكون إيماننا كُفرٌ..
عندما نكتشف أن الربَّ مُلقى في الظل.. »
سِلّمي من الأرض سمائي
رأيتهُ منذُ.. منذي..
فمن ذا الذي يصدقني ويتلوني
على جمعٍ من مشاعرٍ مهترئةٍ
تُباع في سوقٍ بشرية عفنةٍ..
أنا...
وأنا الذي أرتدي عباءةً من ليلٍ ومطرٍ
لإحداث النشوء..
....

شُواءٌ..
حفلُ شواءٍ لا أقلّ ولا أكثر
نجومُ السماءِ بداياتُ الحقيقةِ الخديعةِ
يُبسٌ.. جفافٌ.. قمرٌ أصابهُ الصدأ..
والدخانُ يقتلُ حبات الكستناءِ
التي تُتْقِنُ.. ني في الكوخ العتيقِ
ونقصُ الحياةِ يُصيبُ حلمي
هل هذا حُلْم.. حلم؟!
يا حلمي الذي ظلمَني قبلَ أن أُدركَ ضحكتي
مالي لا أُدركُ سوى الحزنِ
يا حلم..
خذني ذرّة ترابِ.. خيطَ دخانٍ
فقاعة صابون.. نسمة..
خذني من هولْي.. من الوطأة البكْرِ
التي أخملها على كاهلي أنا الضحية
فمن المجرمْ.. من الجريمة؟
...
عنفُ البدايةِ
لحظةُ التفتْقِ ورأب الخطيئةِ
سَتَرَ اللهُ علينا بعذابٍ أبدي..
فظاظةٌ.. نزقٌ.. قرفٌ..
وأشجار نتنة ليست لي
الوطأةُ البِكْرْ..
صوتٌ.. صمتٌ.. سكونٌ
نغمةٌ..
ثم الصراحةُ بلزوجةٍ ودماءْ
وصَلعاءُ الحقيقةُ.. أفعى المهد ملْساء...
...
أضعُ رأسي في حفرةِ خمرٍ:
هذا ليسَ أنا.. من أنا.. أبداً؟!
هذا مشهدٌ سورياليٌ يُبالغُ من حماقتهِ..
ثمَ أرفع رأسي لأتنفّس هواء الخطيئةِ
«هاتَ لي هات المزيد من الوقت.. »
وأُنفق وقتي
أُزْهقهُ زَهْقاً..
ألتهم اللحظةَ بشراسة قبلَ أن تعبر

وألعنها ملايينَ ملايين اللعناتِ..
ثَمَ أقذفها في الناري
نحو هاوياتِ الأرض والسماء
وأنظر حوْلي مُرتجفاً منتفضاً
بذعرٍ.. بخوف.. بوحشية.. لا ضيْر
وأهدأ..
لأنَ الوردَ يُحيط بي..
يحاصرْني بنداهْ.. بشذاه
بِرقّته.. بإبتسامتهِ..
أمسحُ في.. ثم يدي
أرتبُ عُريِّ.. وأبحثُ عن دمعٍ
على وجنتي فلا أجد..
عيناي جمرٌ:
يا وَرْدْ
وَ..
رْ..
دْ..
هذا هو إسمك أليس كذلك؟
..
هذا وقتُ المجونِ والإلتباساتِ
وذوبان إنسانية بلا شرف ومشارف
وقتَ الدمارِ الكبيرِ الموعود.. حان وقتهُ
غُبارُهُ..
رُكامُهُ..
يُحاصرُني..
يعلوني..
يُدَخِنُني..
وكلماتي أشلاء..
أشلاءُ حلمي الممزقْ.. المحترقة..
...
وابن ترابي يَصْرَعُني بِضِحكةٍ الوحشية والدهاء..
ذاكَ الذي تقاسمتُ معه الخطيئة
منذ البداية.. ابن ترابي
يُريدني..
أنا الجرحُ الأكبرُ.. المهيْمنُ..
ابن الجرحِ العلقمْ.. القسوة
عليَّ.. من روحي يدنو مني الحقد..
يترددُ..
يبتعدُ..
يهربُ خائفاً من حقدي الأشَدْ..
ثمة ما ليسَ بحاجةٍ إلى ثمة شيءٍ..
إذ يكتفي بما لديهِ من ألمٍ قادرٍ على إزالة الحياة..
وإبادةِ الإبتسامة والورد..
هذا أنا..
ما أنْ يُثارُ حقدي حتى أقتُلُني
أقتلُ قلبي..
هذا أنا سيدُ الفعلِ المقدسِ
الذي يرتدي ثوبَ الخطيئة المدنّس
سيدُ البدايةِ وعاجز النهايةِ
لم أزلْ أبحثُ عن ربِّ آلْهَتْهُ
عني إلهاتُ النعيمِ والجحيم
..
وأُنكسُ حقدي عند مشارف النهايات
وأسأل الورد:

هل أنتَ كذلك.. على إسمك تكون؟
نعم أنت كذلك..
لا تحاصرْني هكذا إذنْ
أرجوك إبتعد فأنا لستُ سيافاً لك
إبتعد عن دربِ اللحظاتِ الشرسة والمؤلمة..
التي سأصطادُها قبل الرحيل..
أُنكّسُ حقدي عند مشارفِ النهاية
لأرتوي من بني ترابي أكثر..
أولئك الناكرين الجاحدين للشجرة
للكلمة..
للمطر..
للوردة..
للقمر..
لقلوبهم التي ما أن تنبضُ نقاءاً
حتى يعمَّ العشقُ أرضَ الحياةِ
ويرفضُ العودة إلى مهدِ السماء
العشق الذي إحترفوا قَتلَهُ وإغتصابه
حاى الجنونِ.. أخر الجنون..
فبات حقداً متأصلاً في أعماق القلب
البشري الأحمق..
...
ويلٌ للذين وأدوا الوردَ
ولطخوا دمعَ الأمهاتِ وخُبزُهنَّ
ويلٌ للذينَ أصابوا القمر برماحِ فضولهم
ويلٌ لسماء سوداءُ تسيلُ للذينَ
يمثلون ولا يتروّون سُلافَةَ
الضئيل المعلوم..
كفى يا إلهات السماء
الشديدات الفاتناتُ..
ذواتُ العزّةِ والسموِ..
صاحباتُ العفةِ المُهترئةِ
والشرفِ المنفتحِ عفناً..
فإما اللعنةَ أو البركة..
..
ملعونٌ هو الذي يكره عن جهلٍ
ويعتدي على أخيه..

ملعونٌ صاحبُ الأسباب الذي يصرُّ
على جعلي عبداً له
عِجْلَ قُربانه..
واللعنةُ اللعناءِ على من يُصيبهُ
حقدُ الخذلانِ عَبَثاً
فالحقدُ الذي يقتلُ ويدفنُ ويبعثر
هو العشق الذي سيُحيي ويبعث ويُلملمْ
أشلاء الحياةِ وأرضَ النقاءِ
والمحبةِ والسلامِ..
والسلامْ....

أنفاس قصيدة ليلية



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شام .. من ديوان أنفاس قصيدة ليلية ..
- لأجل عينيك تورق الأزهار ..
- جديد الأسير الخندقجي .. ديوان أنفاس قصيدة ليلية .. الصادر عن ...
- حمية تاريخية
- وأكثر
- أسئلة المدينة
- دعاء القمل
- الحركة الاجتماعية .. الشكل الجديد والأرقى نحو التقدم
- أوراق يسارية .. المقاومة الشعبية وإمكانيات التحول إلى حركة إ ...
- الحركة الطلابية . ما بين التنافس و البرامج المطلبية :
- زَوَرْد المجهول
- الرونق الرضي الخبيث
- “خدوش المجهول”
- أَرسمُ إحتراق الكلمة”
- سقوط الفارس عن الحصان
- تفاصيل إنسانية
- أوراق من المعتقل .. رسائل من الغربة الحديدية
- بريد ازرق جداً
- أوراق من المعتقل . عندما أكون وحيداً
- اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة عشر . انحصار اليسار


المزيد.....




- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - الشرك المقدس .. من ديوان أنفاس قصيدة ليلية 2014