أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - غربة الروح














المزيد.....

غربة الروح


سلوى فرح

الحوار المتمدن-العدد: 4329 - 2014 / 1 / 8 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


غربـة الـروح

بقلم :سلوى فرح

يا لها من عاصفة ثلجية غزيرة!!، أراقبها من نافذتي الوحيدة.. إنها عاصفة غريبة، وكأن الله جمع ثلوج الكون في سماء كندا.. صمت ثقيل.. هدوء بارد.. لا تكاد ترى شيئا إلا جنون الثلوج يضرب هنا وهناك.. بلا رحمة.. ولا شفقه.. فتنحني الأشجار طواعية.. ليس لديها خيار آخر.. ألمح على جذع إحدى الأشجار المستسلمة عصفوراً.. يرتجف.. يرتعد.. خائفاً.. حائراً..
تُرى، ما هي الأقدار التي قذفته إلى هنا؟؟ أين أفراد أسرته؟ وعن ماذا يبحث؟ أشعر أنه يريد المحبة، ولا يراه أحد.. فقد تَجّمدت القلوب اليائسة.. يبحث عن الحنان، وكل النوافذ موصدة في وجهه..
لقد غفت الإنسانية في سبات عميق، أو ربما هو أبدي أيضا ؟ فماذا يفعل ذلك العصفور اليتيم في ديار قد دفنت أحاسيسها في عمق الثلج، وتَجّمدت مشاعرها؟؟ تبرق في عينه دمعة تأبى السقوط لكنها تقول: أنا عصفور المحبة..
من المؤلم حقا أن تعيش مع أقرب الناس إليك، ولا تشعر بمحبتهم.. إنها غربة حقيقية.. البعد عن المحبة، ولا أدري ما هو السبب؟ ربما عدد إخوتي الكثير، والعش متواضع صغير، أو ربما العش مبني على رمال متحركة فتلاشت المحبة هنا وهناك فقررت الرحيل..
أنا عصفور الحرية، ولكن من المؤلم أكثر أن تحيا في حضن وطنك، وأهّلَك، ولا تستطيع أن تفكر أو تعترض.. إنها غربة حقيقية.. خنق حرية الأفكار، واختلافها عن الآخرين.. الكل يسير في صف النعاج، وأنا طائر يحلق عالياً.. جرحوا حريتي بقسوةٍ.. فقررت الرحيل لأنه لا وطن من غير حرية..
من دمعة ذلك العصفور الصامدة، وبين ارتعاشاته الحائرة، أُفسّر معنى الغُربة.. فهي فراغ داخلي.. لا يمتلئ إلا بالمحبة، والحرية، وأنا لا أجد وطناً لي، لا في الشرق، ولا في الغرب.. في سماء الشرق غيوم التخلف تحجب المحبة، والحرية.. فكيف تحلق روحي بدون وطن؟ و كثافة البرودة في الغرب قتلت المحبة، وحجبت النجوم من السماء، وروحي لا تحلق إلا حيث النجوم المضيئة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كندا-



#سلوى_فرح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَرنَفال ُ التُفاَح
- أميرة القمر
- غَيثٌ دُونَ اِبْتِسامَةٍ
- يَمامَةُ العِشقِ
- حينَ لا يغفو النِّسْرينِ
- وشم المطر
- غيمةُ مِنْ الياسمِينَ
- كُروم الحُلم
- خاطرة العيد
- مَهلاً ياسمينُ الشَام
- جَسدي شدو النَبيذ
- الماطرُ بقَلبي
- التفرّد
- أَحْلَمُ بوطنٍ لا ينتحِرُ
- الطلاق النفسي
- على شفا صحوة


المزيد.....




- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...
- مصر.. وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما
- سرديّة كريمة فنان
- -وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله ...
- الحنين والهوية.. لماذا يعود الفيلم السعودي إلى الماضي؟
- -المتمرد- يطوي آخر صفحاته.. رحيل الكاتب صنع الله إبراهيم


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - غربة الروح