أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاضل عباس - المواطن بين الشعارات والاحتياجات















المزيد.....

المواطن بين الشعارات والاحتياجات


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يعيش المواطن البحريني‮ ‬بين عدد من الشعارات السياسية فمنها ما‮ ‬ينطلق من الجمعيات السياسية ومنها ما‮ ‬يصدر من بعض النواب والحكومة،‮ ‬وفي‮ ‬نهاية المطاف‮ ‬يبقى المواطن محصورا بين مشكلاته المعيشية التي‮ ‬يساوم البعض على حلها وفق منطق المصلحة السياسية بعيدا عن روح التسامح والاخوة والمصلحة الوطنية وان تلبية تلك الاحتياجات الضرورية تتم وفق افق ومنطق السوق وهي‮ ‬خاضعة لفلسفة الربح والخسارة عند مختلف الاطراف‮.‬
لم‮ ‬يعد المواطن في‮ ‬البحرين‮ ‬ينخدع بالشعارات السياسية ذات الرنين العالي‮ ‬ولذلك فالرأي‮ ‬العام اليوم‮ ‬يتجه باتجاه احتياجات المواطنين وهذا انطباع جاء بعد الحقبة السياسية الشعاراتية والتي‮ ‬قادتها الاحزاب الشمولية الاسلامية واليسارية حتى وصل المواطن البحريني‮ ‬الى قناعة تامة بان‮ ‬يكون هو مصدر الحراك السياسي‮ ‬وليس منفذا له كما كان‮ ‬يحدث سابقا ودن قناعة او تحقيق مكتسبات ولذلك فان الحراك اليوم الحادث داخل مجلس النواب‮ (‬بسلبياته وايجابياته‮) ‬في‮ ‬القضايا التي‮ ‬تمس احتياجات المواطنين تأخذ بعدا واهتماما منهم اكبر من تلك الاعتصامات والبيانات المتعلقة بما‮ ‬يسمى بالمسألة الدستورية‮.‬
واهتمام المواطنين بقضايا زيادة المرتبات والبونس وقانون الخدمة المدنية وجدار المالكية هو اكبر من الشعارات السياسية كتشكيل لجنة فلسطين‮ (‬ويا كثر اللجان التي‮ ‬تدعم فلسطين‮) ‬او تشكيل ما تسمى الهيئة الدستورية ولذلك فان الجمعيات السياسية عليها ان تتجه نحو المساس باحتياجات المواطنين بعيدا عن الشعارات وحتى لا‮ ‬يكون مصيرها كأغلب الاحزاب اليسارية في‮ ‬العالم العربي‮ ‬هو الاضمحلال وفقدان الجماهير وهذا‮ ‬يتضح اكثر من خلال صناديق الاقتراع في‮ ‬الانتخابات البلدية والبرلمانية‮.‬
وهنا‮ ‬يجدر بجمعياتنا السياسية خصوصا اليسارية منها ان تتمثل وتستوعب لما‮ ‬يحدث في‮ ‬الانتخابات في‮ ‬الدول الاوروبية وهي‮ ‬مقياس لمدى وعي‮ ‬المواطنين وكذلك هي‮ ‬تمثل نموذجا لسقوط مفهوم الشعارات السياسية على حساب احتياجات المواطنين وهي‮ ‬تصحيح لمفاهيم سياسية سابقة وهي‮ ‬انتصار للاعتدال على التشدد‮.‬
فماذا‮ ‬يعني‮ ‬للسياسيين والمواطنين عندما‮ ‬يهزم الحزب الاشتراكي‮ ‬في‮ ‬فرنسا الحزب الشيوعي‮ ‬وماذا‮ ‬يعني‮ ‬عندما‮ ‬يشكل حزب اليسار اكثر من حكومة في‮ ‬ايطاليا‮ (‬معتدل‮) ‬ويسقط الحزب الشيوعي‮ ‬وكذلك الوضع في‮ ‬روسيا الا‮ ‬يشكل ذلك سقوطا لمفهوم التشدد الحزبي؟ والا‮ ‬يشكل ذلك ان طريق قلوب واصوات المواطنين لم‮ ‬يعد بالشعارات الرنانة ورفع السقف السياسي‮ ‬بقدر ما‮ ‬يتم انجازه على الارض من مكتسبات ودفاع عن مصالحهم‮.‬
ولذلك فان اليسار البحريني‮ ‬بحاجة الى اعادة ترتيب اوراقه من جديد والى الدخول في‮ ‬امتحان القدرات ليحظى بقبول شعبي‮ ‬فاعادة انتاج الخطاب السياسي‮ ‬اصبح شيئا من الماضي‮ ‬والقاء الخطب لاستنفار الجماهير للخروج على السلطة لم‮ ‬يعد‮ ‬يحظى باهتمام او اطار المواطنين ولذلك فان الجمعيات اليسارية عليها الخروج من اطار الوحدة العربية او اطار اللون الاحمر فالدفاع عن العمال هو مسئولية الضمائر والقوى الشعبية ذات الثقل الاجتماعي‮ ‬ولم‮ ‬يعد مسئولية التنظيمات اليسارية‮. ‬والوحدة العربية هي‮ ‬خيار الشعوب وهي‮ ‬ليست ملكا للاحزاب القومية وكذلك هي‮ ‬فلسطين لن تحل المشكلة بالتشدد والشعارات واللجان بل بخيار التسوية العقلاني‮ ‬الذي‮ ‬يوقف المعاناة للفلسطينيين‮.‬
ولذلك فان وضع اللوم على الناس بانهم‮ ‬ينتخبون الاسلاميين ويتركون اليسار هذا لان اليسار بعيد عن ظروف المواطنين وفي‮ ‬افضل الاحوال‮ ‬يحاول البعض تلبيس الاحتياجات والنضال الوطني‮ ‬بلون او توجه جمعيته السياسية وهنا نحن نقول بان اليسار البحريني‮ ‬اذا لم‮ ‬يصحح اوضاعه ويكون اكثر برجماتية في‮ ‬طرحه السياسي‮ ‬ويترك المكاتب وينزل الى الشارع لوضع حلول لمشكلاته وليس تأجيج مشاعره وفق الشعارات فان انتخابات المجالس البلدية والنيابية القادمة لن تختلف عن السابقة‮. ‬فهذه الفجوة بين الجماهير والتنظيمات اليسارية تحتاج الى اليساريين لهموم المواطنين بدون مزايدات وايديولوجيات‮.‬
ومن المؤسف ان هذه الاحتياجات للمواطنين اصبحت محل مزايدات سياسية ليس فقط من قبل بعض الجمعيات السياسية بل من قبل بعض النواب والكتل التي‮ ‬تستعد للانتخابات القادمة ولذلك فخطابها‮ ‬غير متزن فمرة‮ ‬يقال ان زيادة المرتبات ما بين ‮٠٠١ ‬دينار الى ‮٠٥ ‬دينارا ولن نتنازل ثم تهبط الى‮ ٥٢‬دينارا ومرة‮ ‬يعلن انها تشمل الدرجات التخصصية ويوم اخر‮ ‬يخرج علينا احد النواب ويعلن انها تشمل الدرجات الاعتيادية وان التخصصية قيد الدراسة،‮ ‬وهنا مطلوب من السادة النواب ان‮ ‬يحافظوا على اتزانهم وان لا‮ ‬يصرحوا تصريحات‮ ‬غير منطقية وغير متوازنة،‮ ‬ومتناقضة فمبلغ‮ ٠٥ ‬و‮٥٢ ‬دينارا لن‮ ‬يحل مشكلة المواطنين المعيشية ولذلك فمن المؤسف ان‮ ‬يضع النواب ثقلهم في‮ ‬اقرار زيادات بسيطة لا تحل المشكلة وكأن بعض الكتل النيابية تسعى الى اقرار شيء لتقول فقط انهم انجزوا هذا العمل‮ (‬الزيادة‮) ‬في‮ ‬الانتخابات القادمة‮.‬
وعليه فإن الجمعيات السياسية والنواب الافاضل والحكومة عليهم مسئولية‮ ‬تلبية احتياجات المواطن البحريني‮ ‬وان لا تخضع تلك المطالب الشعبية الى صراع القوى السياسية او المصالح الانتخابية او المزايدات السياسية فالاستقرار الاجتماعي‮ ‬هو الضمانة للاستقرار السياسي‮ ‬والامني‮ ‬وهذا لا‮ ‬يتحقق الا بالعمل على تلبية احتياجات المواطنين‮.‬



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوانين الجمعيات السياسية‮
- تسييس التاريخ
- معنى هزيمة‮ ‬يونيو 67
- ! تحالفات أم تبعية سياسية
- كيف‮ ‬يمثل العمال في‮ ‬الهيئات والمج ...
- كيف‮ ‬يمثل العمال في‮ ‬الهيئات والمج ...
- الإرهاب والديمقراطية في‮ ‬الوعي‮ ‬ال ...
- القائد‮ ‬يوجه العمال في‮ ‬عيدهم


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاضل عباس - المواطن بين الشعارات والاحتياجات