أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاضل عباس - الإرهاب والديمقراطية في‮ ‬الوعي‮ ‬العربي















المزيد.....

الإرهاب والديمقراطية في‮ ‬الوعي‮ ‬العربي


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


المقاومة التي‮ ‬تقودها شرائح اجتماعية متخلفة تسعى نحو السيطرة على المجتمع بفرض الارهاب الفكري‮ ‬والسياسي‮ ‬عليه هي‮ ‬شكل من اشكال الارهاب ولنا في‮ ‬المقاومة والثورة والانقلابات التي‮ ‬حدثت في‮ ‬عدد من الدول العربية خلال القرن العشرين ونتج عنها انظمة قمعية ثورية في‮ ‬الجزائر وتونس وسوريا والعراق واليمن الجنوبي‮ ‬وغيرها مثال فهذه الانظمة لم تكن تمتلك مشروعا حضاريا للعالم العربي‮ ‬بل تحولت من مقاومة وثورة الى شكل جديد من اشكال الارهاب الداخلي‮ ‬ضد المواطنين،‮ ‬فهل نحن الآن بحاجة الى اعادة نفس المشهد في‮ ‬العراق؟

فالمقاومة التي‮ ‬تعتمد على فكر ونهج تنظيم القاعدة هل تحقق الديمقراطية للعراق بعد خروج القوات الامريكية من العراق؟ وهل تملك المقاومة المسلحة في‮ ‬العراق برنامجاً‮ ‬حضاريا‮ ‬يعتمد على صياغة دولة عصرية تحترم التعددية وحقوق الانسان لكي‮ ‬تحترم هذه المقاومة؟ ام انها تسعى الى اعادة العراق الى حلبة الدكتاتورية الفردية ولكن بالشكل السابق او بشكل جديد؟ وهنا نحن نختلف مع القول الداعي‮ ‬الى ان وجود العناصر التقدمية في‮ ‬المقاومة والثورة‮ ‬يعطيها ويحملها مشروعا حضاريا للامة العربية؟ لان هناك اختلافاً‮ ‬بين مفهوم التقدمية في‮ ‬العالم العربي‮ ‬والعالم الغربي‮ ‬بسبب اختلاف الوعي‮ ‬ودرجة التقدم،‮ ‬فالثورات والمقاومة السابقة ضد الاستعمار والتي‮ ‬قادتها احزاب تقدمية وفق المفهوم العربي‮ ‬كانت من نتائجها التصفيات الداخلية وحرب الشوارع ولنا في‮ ‬تجربة الحزب الاشتراكي‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬جنوب اليمن والصراع والتصفيات الحزبية في‮ ‬العراق وسوريا وهي‮ ‬تقودها كما‮ ‬يطلق البعض احزاباً‮ ‬تقدمية وفق المفهوم العربي‮.‬

ولكن المشكلة في‮ ‬العالم العربي‮ ‬تتلخص في‮ ‬وجود التخلف الحضاري‮ ‬العربي‮ ‬والذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن قياس المفردات وتطبيق الواقع السياسي‮ ‬عليه بنفس الدرجة كما هي‮ ‬عند الشعوب المتقدمة في‮ ‬اوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية ولذلك فالأحزاب التي‮ ‬تسمي‮ ‬نفسها تقدمية ونحن نفرح وننضم اليها لا‮ ‬يوجد فيها من التقدمية الا الاسم فقط،‮ ‬فالتقدمية الحزبية تكون في‮ ‬المشروع الذي‮ ‬تحمله،‮ ‬فالاحزاب التي‮ ‬تحمل مشروع دكتاتورية البروليتارية او أي‮ ‬شكل من اشكال الدكتاتورية وهذا‮ ‬ينطبق على حزب البعث ايضا لا‮ ‬يمكن اعتبارها تقدمية قياسا ببرنامج متخلف وكذلك هي‮ ‬الاحزاب الاسلامية‮.‬
ولذلك فإننا نقول بان المقاومة والثورة التي‮ ‬تقودها احزاب لا تحمل برنامجا تقدمياً‮ ‬ليبرالياً‮ ‬قائماً‮ ‬على احترام حقوق الانسان والتعددية السياسية والفكرية هي‮ ‬ليست حركات تقدمية ولذلك‮ ‬يجب اعادة الاعتبار للاحزاب الليبرالية التي‮ ‬واجهت الاستعمار سابقا ولكن وفق برنامج بناء الدولة الوطنية الديمقراطية والذي‮ ‬اجهض عليه بتلك الانقلابات والثورات التي‮ ‬شكلت اليوم اغلب الانظمة في‮ ‬العالم العربي‮ ‬ونذكر هنا دور حزب الوفد في‮ ‬مصر وسعد زغلول وهي‮ ‬حركة واجهت الاستعمار ولكن ببرنامج الدولة الديمقراطية لما بعد الاستعمار وهنا هم‮ ‬يختلفون عن جمال عبدالناصر وكيف اجهض بواسطة الدكتاتورية الثورية هذا المشروع،‮ ‬كما ان التجربة تؤكد لنا بان لا ننجر وراء كل من‮ ‬يزعق باسم المقاومة والثورة حتى نعرف ماذا بعدها؟ وكفاية ما حدث خلال الحقبة الماضية‮.‬
والمشكلة ان العالم العربي‮ ‬لم‮ ‬يفهم هذه المعادلة الا بعد سقوط المعسكر الاشتراكي‮ ‬وسوف تتضح الصورة اكثر بعد سقوط انظمة دكتاتورية عديدة تدعي‮ ‬انها احزاب تقدمية حاكمة،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬اننا مطالبون بإعادة النظر ليس في‮ ‬مفهوم التقدمية والتخلف فقط بل في‮ ‬صياغة الدولة والافكار الاخرى المتعلقة بالمقاومة او الثورة،‮ ‬فالدولة الوطنية في‮ ‬العالم العربي‮ ‬كما كانت قائمة من قبل وفق مفاهيم ايديولوجية لم تعد صالحة ولم تحقق اي‮ ‬نجاح‮ ‬يذكر ولذلك علينا اعادة صياغة مفهومنا للدولة الوطنية وجزء من هذه الصياغة‮ ‬يجب ان تركز على ان الثورة والمقاومة ليس بالضرورة تحقق دولة وطنية ديمقراطية وفق المفاهيم الحديثة في‮ ‬العالم كما فعلت الثورة الفرنسية ولنا في‮ ‬تجربة ايران والعالم العربي‮ ‬عندما قاوم الاستعمار نموذجا‮.‬

كما ان الدولة الوطنية ليس بالضرورة تتشكل في‮ ‬لبناتها الاولى بأيدي‮ ‬مواطنيها فالصوماليون مازالوا عاجزين عن بناء دولتهم الوطنية فهل‮ ‬يترك الصوماليون بدون دولة او‮ ‬يتدخل العالم المتقدم ومنهم الولايات المتحدة الامريكية لمساعدتهم في‮ ‬بناء الدولة الوطنية الديمقراطية؟ وكذلك هي‮ ‬اغلب الشعوب العربية لم تستطع بناء الدولة الوطنية الديمقراطية فلماذا لا نستعين بالمجتمع المتقدم لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية وهذا‮ ‬ينطبق على الثورة والمقاومة التي‮ ‬لم تحقق الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة في‮ ‬العالم العربي‮ ‬بينما حقق الاحتلال الامريكي‮ ‬بعد الحرب العالمية الثانية لالمانيا واليابان الدولة الوطنية والنمو الاقتصادي‮ ‬بعد سقوط انظمتهم الفاشية التي‮ ‬كانت تحكمهم كانت احزاباً‮ ‬تعتقد انها تقدمية واشتراكية ولكنها لم تنجز نصف انجازات القوات الامريكية في‮ ‬تلك البلدان بعد الحرب ولذلك فإن الموقف من المقاومة والاحتلال في‮ ‬العراق‮ ‬يجب ان‮ ‬ينطلق من المشروع الحضاري‮ ‬الذي‮ ‬تملكه الادارة الامريكية وتفتقده المقاومة المسلحة وليس من نرجسية قومية‮.‬

فالحديث عن ان المقاومة‮ ‬غير مسئولة عن صياغة برنامج وان هدفها هو خروج الاحتلال فقط ليس كافيا ومقنعا لانه بعد خروج القوات الامريكية سوف تكون الفوضى ويتشكل نظام دكتاتوري‮ ‬جديد بصبغة اسلامية قاعدية او كما كان سابقا ولذلك علينا اعطاء فرصة للقوات الامريكية لاعادة بناء دولة وطنية ديمقراطية كما حدث مع المانيا واليابان وكوريا الجنوبية،‮ ‬بدلا من الانجرار وراء مواقف تقليدية هي‮ ‬في‮ ‬نهاية المطاف تضر بمصالح ومستقبل الديمقراطية في‮ ‬المنطقة وليكن شعارنا الدولة الوطنية الديمقراطية سواء بأيدٍ‮ ‬وطنية او بمساعدة امريكية لان هناك العديد من الانظمة العربية هي‮ ‬دول قائمة على القمع ولا‮ ‬يمكن ان تسقط إلا بمساعدة امريكية‮.‬



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد‮ ‬يوجه العمال في‮ ‬عيدهم


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاضل عباس - الإرهاب والديمقراطية في‮ ‬الوعي‮ ‬العربي