أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - حسين أشرف














المزيد.....

حسين أشرف


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 08:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن يخطر فى بالي حين تلقيت قبل أسابيع قليلة مكالمة هاتفية من لندن، كان طرفها الثاني «حسين أشرف» إنها المرة الأخيرة التي أسمع فيها صوته، ليس رغبة مني فى ذلك، بل امتثالا لمشيئة قدر قاس عودنا علي المفاجآت غير السارة. تكلم حسين من داخل المستشفي التي يعالج به بينما كنت أقود سيارتي فى الصباح متجهة إلي عملي، وصوت محمد عبد الوهاب يصدح من الراديو بواحدة من أجمل القصائد التي كتبها الشاعر «كامل الشناوي»، كان وهما وأماني وحلما.. كان طيفا.. وصحا النائم يوما فرأي النور فأغفي.. كلما استيقظ نام، وارتمي بين الظلام.

كانت الساعة تشير إلي العاشرة فى القاهرة، بينما هي فى لندن الثامنة صباحا، سألني حسين هل أنت فى اجتماع وما هذه الأصوات التي حولك؟ رفعت صوت الراديو وقلت له هذا صوت محمد عبد الوهاب يغني هل تسمع:

لا تسلني أين كنا؟ أين أصبحنا؟ وكيف؟ لا تسلني ما الذي وحدنا قلبا وصفا؟

قال حسين : الله.. كأنه يتكلم عنا الآن.

سألت ما هي أحوالك الصحية. أجاب بتفاؤله الدائم : زي الفل.

سألت متي أراك. رد ستريني بأسرع مما تتصورين، خلي بالك من نفسك وسلمي علي «أبو الصلح»!

لم أكن أعلم أن المسافة الزمنية بين وعد حسين، وبين تنفيذه لهذا الوعد كانت اقصر من كل التوقعات. فارق حسين دون سابق إنذار الحياة، والتقيت به فى جنازته. كدت أقول له فى الجنازة لم نتفق علي ذلك يا حسين، لقد اتفقنا علي الحياة، وليس الفراق والغياب.

حسين أشرف هذا اليساري المدهش الذي لا تفارق قسمات وجهه الابتسامة ويمتلئ قلبه ببراءة الأطفال، ويتسع للألفة مع كل البشر، لا يحتفظ بمشاعر سلبية تجاه أحد، ويحفل بميل فطري للتفاؤل يبعده بمحض اختياره عن المواجهات العبثية التي لا تفضي إلا إلي البغض، ليس قرين الموت والغياب بل هوالحياة بكل بهجتها وعنفوانها.

عندما أذكر حسين أشرف تتدافع إلي ذهني كلمات الخلق الرفيع وقوة الروح وصفاء النفس والاعتزاز بها دون غطرسة، وقدرته الساحرة علي التعامل مع الناس علي اختلاف أوضاعهم وطباعهم بالرحمة والتواضع والتسامح ورجاحة العقل والمحبة دائما.

لم تكن تراوده مطامع سياسية، بل أحلام سياسية بالعدل والحرية والمساواة.

تألم حسين طويلا لأنه لم يستطع أن يحمل زملاءه علي تجنيب الاختلافات والاحقاد وإعلاء مصلحة الحزب والوطن، ولأن الاشياء التي كان يحبها، كانت فى معظم الأحيان لا تحب بعضها!

كان العام يقترب من الانتهاء فى جنازته، لكنه يبدو أنه يأبي علي فعل ذلك دون أن يصبنا بالحسرة.

في طريق عودتي من الجنازة تساءلت لماذا اختار حسين ألا يخلف وعده ويرحل الآن فجأة ودون وداع، وأدرت مؤشر الراديو.. فإذا بصوت عبدالوهاب يواصل الغناء.

عرف الشعب طريقه، وحد الشعب بلاده، وإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة !



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أذرع الإرهاب اليسارية
- وفشل مخطط الترويع
- الشيطان الذي حرق مكتبة هيكل
- ليسوا شعبا بل عصابة إرهابية
- منظرو الجماعة !
- مصر ليست منقسمة
- بلاغات للنيابة العامة
- وزيران للعدل
- جرائم بلا مساءلة
- من «الوسط»إلي اليمين در
- المتهمون بإحداث الفتنة
- فضيحة دولية
- الشيطان يعظ
- عودة الوعي للجماعة الصحفية
- ظاهرة نجيب ساويرس
- وحدة اليسار ضرورة وطنية
- تعظيم سلام للجيش المصري
- ليته يبگي علي حالنا
- دستور الشيخ برهامي
- مصر تقاوم


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - حسين أشرف